عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 07-01-2012, 09:50 PM
 
الشبهة السادسة :
أن ابن جرير الطبري أورد روايات بأسانيد صحيحة عن الحسن وعكرمة ومجاهد جاء فيها تفسير النظر في الآية بالانتظار ..
الرد عليها ..
أولاً :
ابن جرير الطبري رحمه الله أورد في تفسيره أيضاً وبأسانيد صحيحة روايات أخرى عن الحسن وعكرمة ومجاهد فسروا فيها النظر بالرؤية .. وذلك حسب ما تقتضيه الأمانة العلمية ..
ثانياً :
ابن جرير رحمه الله بعد أن أورد تلك الروايات المختلفة عن هؤلاء الأئمة .. اختار الصواب من القولين لموافقته للدليل ... حيث قال ..
الأولى عندي بالصواب : ما ذكرناه عن الحسن البصري وعكرمة وهو ثبوت الرؤية لموافقته الأحاديث الصحيحة ..
ورواية مجاهد عن ابن عمر التي أوردها ابن جرير باسناده هي ..
عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه وسرره وخدمه مسيرة ألف سنة
يرى أقصاه كما يرى أدناه .. وإن أرفع أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى وجه الله غدوة وعشية ..
ثالثاً : لو سلمنا لكم بصحة رواية مجاهد التي فسر فيها النظر بالانتظار .. فهو قول مردود لمخالفته صريح القرآن وصحيح السنة المتواترة في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ..
رابعاً :
اعتراض الكثير من أهل العلم والتفسير على مجاهد رحمه الله في تفسيره النظر بالانتظار
حيث قال القرطبي رداً على تأويل مجاهد النظر بالانتظار ..
وهذا القول ضعيف جدا.. خارج عن مقتضى ظاهر الآية والأخبار ..
وقال الثعلبي : وقول مجاهد إنها بمعنى تنتظر الثواب من ربها ولا يراه شيء من خلقه .. فتأويل مدخول .. لأن العرب إذا أرادت بالنظر الانتظار قالوا نظرته .. كما قال تعالى : "هل ينظرون إلا الساعة" .. "هل ينظرون إلا تأويله" .. "ما ينظرون إلا صيحة واحدة" .. وإذا أرادت به التفكر والتدبر قالوا : نظرت فيه .. فأما إذا كان النظر مقرونا بذكر إلى وذكر الوجه فلا يكون إلا بمعنى الرؤية والعيان ..
وقال الأزهري : إن قول مجاهد تنتظر ثواب ربها خطأ .. لأنه لا يقال نظر إلى كذا بمعنى الانتظار وإن قول القائل : نظرت إلى فلان ليس إلا رؤية عين .. كذلك تقوله العرب ..
لأنهم يقولون نظرت إليه : إذا أرادوا نظر العين ..
فإذا أرادوا الانتظار قالوا نظرته .. قال :
فإنكما إن تنظراني ساعة من .................. الدهر تنفعني لدى أم جندب
لما أراد الانتظار قال تنظراني .. ولم يقل تنظران إلي ..
وإذا أرادوا نظر العين قالوا : نظرت إليه .. قال :
نظرت إليها والنجوم كأنها ....................... مصابيح رهبان تشب لقفال
وقال آخر:
نظرت إليها بالمحصب من منى ..................... ولي نظر لولا التحرج عارم
وقال آخر:
إني إليك لما وعدت لناظر ............................ نظر الفقير إلى الغني الموسر
أي : إني أنظر إليك بذل .. لأن نظر الذل والخضوع أرق لقلب المسؤول ..

الدليل الثاني : قوله تعالى (( على الآرائك ينظرون )) .. المطففين 23 ..
وجه الاستشهاد من الآية : ... قوله (( ينظرون )) ... حيث لم يذكر المنظور إليه .. فيكون عاماً لكل ما يتنعمون بالنظر إليه ..
وأعظمه وأنعمه النظر إلى الله تعالى .... لقوله تعالى (( تعرف في وجوههم نظرة النعيم )) .. فسياق الآية يشبه قوله
(( وجوه يومئذ ناضرة ... إلى ربها ناظرة )) ... فهم ينظرون إلى كل ما يتنعمون بالنظر إليه ..
إذاً ... فقوله تعالى (( ينظرون )) ... عامة .. ينظرون إلى الله عز وجل ... وينظرون ما لهم من النعيم ... وينظرون ما يحصل لأهل النار من العذاب ..
أما الشبهة التي وردت على هذا الدليل من أهل التعطيل ... فهي قولهم ..
أن هذا استدلال بما لا يدل فيه .. فإن غاية ما في الآية وصفهم بالنظر إلى غير ذكر للمنظور إليه
وأن المراد بالنظر هنا هو : التمتع بالنظر إلى أصناف النعم ..
الرد عليها ..
هذه الآية كما ذكرنا عامة لكل ما يتنعمون بالنظر إليه .. والنظر إلى وجه الله تعالى من جملتها
بل هو أعظم النظر وأنعمه ..

الدليل الثالث : قوله تعالى (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) المطففين 15 ..
ومما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة على لسان أهل العلم والتفسير ..
قال الربيع بن سليمان : حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها : ما تقول في قول الله تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ؟ قال الشافعي : " فلما أن حجبوا هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا .." قال الربيع : قلت يا أبا عبد الله ، وبه تقول ؟ قال : " نعم ، وبه أدين الله لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله تعالى " ..
وذكر المزني عن ابن وهب قال : سمعت الشافعي يقول في قوله تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) دليل على أن أولياء الله يرونه في الآخرة " ..
قال أبو حفص : سمعت مالك بن أنس قيل له : يا أبا عبد الله قول الله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) قوم يقولون : إلى ثوابه .. قال مالك : كذبوا .. فأين هم عن قول الله تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ؟ ..
قال الزجاج : في هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يرى في القيامة ولولا ذلك لما كان في هذه الآية فائدة ولا خست منزلة الكفار بأنهم يحجبون وقال جل ثناؤه : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) فأعلم الله جل ثناؤه أن المؤمنين ينظرون إليه وأعلم أن الكفار محجوبون عنه ..
قال مقاتل : يعنى أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم ..
قال الحسين بن الفضل : كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته ..
عن الحسن في قوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) قال : يكشف الحجاب فينظر إليه المؤمنون والكافرون ثم يحجب عنه الكافرون وينظر إليه المؤمنون كل يوم غدوة وعشية ..
قال أبو الحسن الأشعري في قوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) : فحجبهم عن رؤيته .. ولا يحجب عنها المؤمنين ..
وجاء في تفسير ابن كثير قوله ..
قوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) أي لهم يوم القيامة منزل ونزل سجين ثم هم يوم القيامة مع ذلك محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم ..
وجاء في تفسير البيضاوي قوله ..
( كلا ) ردع عن الكسب الرائن ( إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فلا يرونه
بخلاف المؤمنين ..
وجاء في تفسير الجلالين ..
(( ‏كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) .. (‏ كلا ‏)‏ حقاً ‏( إنهم عن ربهم يومئذ ‏) ‏ يوم القيامة ‏‏
( لمحجوبون ‏‏ فلا يرونه‏.‏.



ولنا معكم موعد
مع عجائب وبدع الاباضيه
تابعوني
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !