عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 07-01-2012, 10:16 PM
 
البَـــدُر الثـّـــانــــــي


//




البدر المظلم ؛

قبل عشر سنوات ...لا تزال تلك الذكرى محفورة على جدران ذاكرتي وكأنها تأبى أن تكون في طي النسيان ،،

كنت اسمع عن قصص السفاح والذي يدعى بـ" الموت الأسود" ،، وكأي طفلة سأشعر بالخوف ولكن سرعان ما يتلاشى بعد أن أنسى تلك القصص ! كنت أظن أنها قصص عادية وليس لها أي وجود في الواقع وإنما تُروى لإخافتنا ولمنعنا من اللعب خارج البيت بعد الغروب،،،

ولكن تلك الليلة المشئومة أثبتت لي صدق تلك القصص،

بحضور
الموت الأسود !

،

كنت حينها العب مع أخي سامر لعبة الغـُميضة......واختبأت في زاوية خلف الخزانة.... مكاني السري المُعتاد !
كنت اسمعه يناديني..ويغريني بالحلوى أو يوهمني بأنه سيأخذنني لأذهب إلى السوق وأشتري ما اشتهيه منها... ولكنني قد أخذت على نفسي عهدا بان لا أجيبه هذه المرة وأن لا انخدع به .....وليتني يومها أجبته !

وفجأة وبينما هو يناديني بلطف.. انقطع صوته...وعمّ الصمت في البيت لدقائق..
ولكن فجأة ظهر صوت أمي بشكل مخيف!

سمعتها تطلق صرخة فزعه وسرعان ما انقطعت،،كلا لم تنقطع وإنما أطلقت صوتا غريبا ؟ أشبه بالغرغرة !!!!!

نظرت من فتحة صغيرة لأرى ماذا بهم،،رأيت أخي سامر جالس على الأرض ويزحف للخلف !
ضحكت بصوت خافت ههههه فـ شكله كان مضحك..
ماذا به؟ لم يبدو خائفا؟
تراجع سامر إلى أن اصطدم بالجدار خلفه،،
أطلقت ضحكة عالية وبسرعة كتمتها بيديرأيت سامر ينظر لمكاني فزعا...!

أووه كلااا...لقد عرف مكاني...!!!!


لكنه نقل نظره بسرعة لشخص آخر اعتقدت بأنها أمي ....
ولكن سامر كان يصررخ ؟؟

سامر: اذهب من هنا يا حقير...سأقتلك إن اقتربت مني !

كنت أحاول أن انظر لذلك الشخص لكن الفتحة كانت ضيقة
...

انتبهت لشيء اقترب من رقبة سامر ؟
كان شيئا حاد ينساب منه شيء احمر
!
انه سكين كبير !!

ناديت سامر مستغربة : سامر؟

ولكنه انتفض فزعا ووقف بسرعة بينما كنت انأ أزيح الخزانة لأرى من هو
ذاك الشخص .؟


خرجت ولم أرى سوى ظهره
و سامر يصرخ بوجهه : اررررحل !!!

كان سامر يلقي بنظراته عليّ خلسة كنت اعلم أنها تعني شيء لكن لم اعلم ما هو؟
ا
نتبهت لشيء آخر ملقى في نهاية الغرفة.....................وما إن وقع نظري عليه حتى أنلجم لساني
!

م مم مستحييييل ! إنها..انه رأس أمي !!!
بحثثت عن الجسسد ربما يكون هذا راسا آخر لامي.....!!!لكن جسدها كان يسبح هو الآخر بالدماء و بدون راس,,,!!!!!!!!
لا اعلم كم مرّ من السنين و أنا انظر لذلك المنظر المريع !!
و لم أفق إلا على صوت سامر وهو يصرخ: نااااارا اهرررربي .....!!!

نظررت له والدم قد تجمد في عروقي ،، اهررب؟لكن قدماي لا تقوى على الحراك !

و بصرخه قوية من سامر أعادتني قدامي لا شعوريا لمخبأي السري
في ذاك الوقت..لم يلتفت الموت الأسود إليّ قط !
كنت أنظر من الفتحة وأنا مرتعبة !
واهمسس بأمي وسامر!!

،

انكتمت أنفاسي واختفى الأكسجين من حولي بعد أن رأيت السكينة الطويلة تهوي على رقبة سامر... ليطير رأسه ويستقر بالقرب من الخزانة......!!
تماما أمام مرأى عيني !

نظرت لعينيه الجاحظتان برعب.....تقيأت برعب من المنظر...
لم استطع البكاء أو حتى الصراخ !

نبهتني أذناي بخطوات تقترب من مكاني...!
في كل خطوة كان يخطوها هو نحوي كان قلبي ينبض بها الف مرة...
وظهر لي وجه السفاح أخيرا بعدما أزاح الخزانة بقوة لترتمي أرضا....

لم يتسنّى له بأن ينظر إليّ لأنه ابتعد بعد سماعه لصوت أبي !!
رأيت أبي واقفا مذهولا عند راس أمي....!!

نظر إلى السفاح بعينين مصدومة وغاضبة...وبشيء من الخوف أيضا
فأظنه قد علم من هو ضيفه !لم أكن استمع إلى ما يقول أبي للسفاح

كنت فقط أحاول أنا اخرج حروف النجدة والتحذير لأبي
!!
ولكنني لم استطع ...لم استطع..!!

وفي لحظة مباغته رفع أبي المنضدة ليرميها باتجاه السفاح وركض بسرعة نحوي...

تنفست الامل بالنجاة وانا انظر إلى ابي قادما نحوي......
خرج صوتي أخيراً و أطلقت صراخي و الدموع تنهمر من عيني كالشلال
: أبــــــــــــــــــــــــــــــــي .....!!


وقبل أن يصل أبي لي..
وقبل أن يلتقطني ويدفنني بحضنه..

وصل لي جسده ساقطاً عند قدميّ من دون راس!!

أحسست بغشاء احمر غطى عيناي
تحسست وجهي وأنا أرى جسد أبي المحتضر
إنها دمااء.....دماء أبي !


وبعده.....ماتت نارا...و ماتت روحها....!




//


نهـــاية البَدُر الثّــــاني
__________________
-