أحببت أن أكتب لكم حكاية قد قرأتها و هي حكاية مرآة الأميرة من سلسلة كتب الفراشة - حكايات محبوبة :
مرآة الأميرة
كانت بدر الدجى أميرة سمراء فاتنة ، ذات شعر أسود طويل و عينين سوداوين مضيئتين ، و كان أهل المملكة يحبون أميرتهم السمراء الصغيرة ، و يرونها أجمل فتاة في المملكة .
لكن بدر الدجى كانت أميرة مدللة ، كانت تطلب في الصباح شيئاً ، فإذا حل المساء طلبت شيئاً غيره ، و كانت تلبس كل يومثوباً جديداً وتتحلى بجواهر جديدة ، فلا يرضيها ثوبها ولا جواهرها . و كثيراً ما كانت تمل حتى حديقتها ، فتطلب أحواضاً و أزهاراً غير أحواضها و أزهارها . و كان أبوها الملك يلبي دائماً طلباتها .
في أحد الأيام وقفت بدر الدجى أمام مرآتها ، وقالت : (( أنا أجمل فتاة في المملكة ، أليس كذلك ؟؟))
لم تكن بدر الدجى تتوقع أن تسمع جواباً ، فعجبت كثيراً إذ سمعت صوتاً يقول : (( أنتِ جميلة أيتها الأميرة ، لكنك لست أجمل فتاة في المملكة ! لو كان لكِ عينان زرقاوان لكنتِ أجمل فتاة في المملكة ! ))
عجبت بدر الدجى و غضبت . تركت مرآتها و ذهبت تسأل مرلآة أخرى ، فحصلت على الجواب عينه . راحت بعد ذلك تتنقل في القصر من مرآة إلى أخرى ، فلا تسمع إلا ذلك الجواب .
ذهبت بدر الدجى إلى أبيها الملك تبكي ، وقالت له : (( أريد أن يكون لي عينان زرقاوان ! أريد أن أكون أجمل فتاة في المملكة ! ))
كان ذلك طلباً لا يقدر عليه الملك . فحار أمره ن وحاول أن يطيب خاطر ابنته ، فقال لها : (( ياابنتي ، أنا أراك أجمل فتاة في المملكة ! أهل المملكة كلهم يرونك أجمل فتاة ! ))
بكت بدر الدجى بكاءِ عالياً ، وقالت : (( لكن ، يا أبي ، أتريدني أن أصدق أهل المملكة و أكذِّب المرآة ؟ ))
استدعى الملك وزراؤه و مستشاريه و عرض عليهم الأمر ، و طلب نصحهم .
قال له واحد منهم : (( أنا ، يا مولاي أشير عليك في أمور المال ، و لا أفهم في الجمال ! ))
وقال آخر : (( و أنا ، يا مولاي ، متخصص في شؤون الحرب ، ولا أعرف شيئاً غير ذلك !))
و قال آخر : (( و أنا ، يا مولاي ، خبير في حيل السياسة ! ))
وجد الملك كلامهم معقولاً ، فأرسلهم إلى منازلهم وعاد إلى ابنته ، و قال لها : (( يا ابنتي ، هذه المرة لا أستطيع أن ألبي لكِ طلبك !))
علا بكاء الأميرة ، و قالت : (( أريد عينين زرقاوين ! أموت قهراً إذا كان في المملكة فتاة أجمل مني ! ))
ثم اعتزلت في غرفتها لا تتكلم أبداً و لا ترى أحداً . وامتنعت حتى عن الطعام . و سرعان ما شحب لونها و أصابها ضعف شديد .
...............
...................
...........................
عذراً سأكمل البقية غداً بإذن الله