عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-20-2007, 07:52 PM
 
رسائل وتقارير للشيخ ابن باز



تأييد وإيضاح بإملاء الفقير إلى ربه
عبد العزيز بن باز
لما كتبه الشيخ يوسف الملاحي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
أما بعد ..
فقد إطلعت على هذه الرسالة الموسومة بما سّماها به صاحبها فضيلة الشيخ يوسف بن
عيسى الملاحي "إصلاح وإنصاف لا هدم ولا اعتساف" في بيان حال جماعة التبليغ،
وما لهم وما عليهم، فألفيتها رسالة قيمة جديرة بما سّماها به صاحبها، وذلك
لأنه أوضح فيها حال الجماعة ونفعهم الكبير في الدعوة إلى الله سبحانه، وتوجيه
الناس إلى الخير.
وبّين أنهم غير معصومين كغيرهم من الدعاة، وأهاب بإخوانهم القائمين بالدعوة
إلى الله سبحانه وغيرهم من أهل العلم أن ينصفوهم ويشكروهم على ما قاموا به من
الخير وعلى صبرهم العظيم وتحملهم المشاق الكبيرة في سبيل الدعوة إلى الله
سبحانه، وأن يتعاونوا معهم في ذلك وينبهّوهم على ما قد يقع من بعضهم من
الأخطاء، عملاً بقول الله سبحانه: وتعاونوا على البر والتقوى ولا
تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب .(المائدة
/).
وقوله عز وجل: والعصر إن الإنسان لفي خسر , إلا الدين آمنوا وعملوا
الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (العصر /).
وقوله سبحانه: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي
هي أحسن (النحل /).

وقول النبي "الدين النصيحة" قيل لمن يا رسول الله، قال: "لله ولكتابه
ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم.
وقوله "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وشبك بين أصابعه.
وقوله "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" متفق على صحتهما.
وقوله "المؤمن مرآة أخيه المؤمن" رواه أبو داود بإسناد حسن.
فهذه الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة قد دلت على وجوب التعاون بين المؤمنين
والتناصح، وأن يكون كل واحد عوناً لأخيه في الخير ومرآة له يرشده إلى ما ينفعه
وينهاه عما يضره.
وهؤلاء الجماعة قد عرفناهم من دهر طويل، واجتمعنا بهم غير مرة في مكة والمدينة
والرياض، وسرنا ما سمعنا منهم من النصح لله ولعباده ودعوة الناس إلى الخير
وإلى إيثار الآخرة، وعدم الركون إلى الدنيا والاشتغال بها عما أوجب الله عليهم
من الحق.
وقد سبقنا إلى تزكيتهم والثناء عليهم سماحة شيخنا الشيخ محمد ابن إبراهيم آل
الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله، فيما كتب به إلى
علماء الأحساء والمقاطعة الشرقية مع رئيس جماعة التبليغ بالمدينة، الشيخ سعيد
بن أحمد وجماعته من المرافقين له، أوصاهم فيها بهم خيراً.
وذكر أن مهمتهم العظة في المساجد والإرشاد، والحث على العمل بالكتاب والسنة مع
التحذير من البدع والخرافات من عبادة القبور ودعاء الأموات، وغير ذلك من البدع
والمنكرات؛ ثم قال رحمه الله:
"كتبت عنهم بذلك طلباً لمساعدتهم من إخوانهم بالتمكين لهم من ذلك سائلاً الله
أن يرزقهم حسن النية والتوفيق للنطق بالحق , والسلامة من الزلل، وأن ينفع
بإرشادهم وبيانهم انه على كل شيء قدير" انتهى.
كما شهد عندي كثير من إخواننا الثقات الذين خالطوهم وسافروا معهم إلى بلدان
كثيرة بالصبر والنشاط في الدعوة إلى الله، وتأثر الناس بهم وكثرة من يهديه
الله على أيديهم.
فالواجب على أهل العلم والإيمان والدعاة إلى الحق إنصافهم والتعاون معهم على
الخير، وتنبيههم وغيرهم من الدعاة على ما قد يقع الخطأ عملاً بالآيات
والأحاديث السابقة.
والله المسؤول أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن
يوفق الدعاة إلى الله سبحانه أينما كانوا لمعرفة الحق وإتباعه والتعاون في
ذلك، إنه جواد كريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


الرئيس العام
لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
17/8/1407م





خطاب سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله إلى علماء الأحساء
والمقاطعة الشرقية في تاريخ 19/5/1373ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن إبراهيم إلى من يراه من علماء الأحساء والمقاطعة الشرقية جعلني
الله وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى ومن المعينين المساعدين لمن على
الدعوة إلى الله ينشط ويقوى آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فحامل هذا الكتاب سعيد محمد علي الباكستاني ورفقائه من جمعية التبليغ في
باكستان.
ومهمتهم العظة في المساجد والإرشاد والحث والتحريض على التوحيد وحسن المعتقد
والحث على العمل بالكتاب والسنة ,مع التحذير مع البدع والخرافات من عبادة
القبور ودعاء الأموات وغير ذلك من البدع والمنكرات.
كتبت عنهم بذلك طلباً لمساعدتهم من إخوانهم بالتمكين لهم من ذلك سائلاً الله
تعالى أن يرزقهم حسن النية والتوفيق للنطق بالحق والسلامة من الزلل وأن ينفع
بإرشادهم وبيانهم إنه على شيء قدير .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد واّله وصحبه وسلم.



تقرير عن زيارة جماعة التبليغ في بنغلادش
للشيخ محمد أمان الجامي وعبد الكريم مراد حفظهما الله
بسم الله الرحمن الرحيم

وجهت جماعة التبليغ والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، فطلب إليها حضور لقاء
إسلامي كبير يعقد في (داكا) عاصمة (بنغلادش) فلبّتْ الجامعة الطلب، فأوفدتنا
أنا محمد أمان بن علي الجامي من كلية الحديث، وعبد الكريم مراد من كلية
الشريعة, للمشاركة في اللقاء.
فغادرنا مطار المدينة المنورة صباح يوم الاثنين 10/2/1399ه إلى جدة في طريقنا
إلى (كراتشي)، فوصلنا مطار جدة في تمام الساعة السادسة والنصف واتصلنا بالخطوط
الباكستانية فور وصولنا بواسطة مدير الخطوط المذكورة، فتمت إجراءات السفر في
أقل من عشر دقائق فدخلنا صالة المسافرين استعداداً للسفر، وبعد ساعة تقريباً
من دخولنا فوجئنا بأن السفر سوف يتأخر إلى موعد غير محدد إذ طرأ في الطائرة
خلل فني كما قيل، فجعلنا ننتظر هذا الموعد الذي لم يحدد بل لم َتِردْ أو لم
تستطع الشركة تحديده، فحان وقت صلاة الظهر فصلينا في المطار لأن الخروج ممنوع،
ثم دعينا لتناول طعام الغداء من هنا تأكدنا أن الموعد سوف يتأخر وأنه ليس
بقريب.
وهكذا استمرّ انتظارنا إلى بعد صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء، ثم أعلن عن
الموعد الأخير, وأنه ستكون المغادرة بعد الساعة الحادية عشرة من الليل، فتمت
مغادرتنا فعلا بعد منتصف الليل فواصلنا سفرنا إلى كراتشي، فأخذنا نغط في نومنا
الذي هو عبارة عن راحة بعد تعب طويل في مطار جدة، ولم نشعر إلا حين أعلن أننا
على مقربة من مطار كراتشي فاستيقظنا، فحمدنا الله تعالى على الوصول بالسلامة
فدخلنا مدين كراتشي قبيل صلاة افجر فصلينا الفجر في منزلنا في الفندق.
وبعد أن استرحنا زمنًا كافياً للراحة، بعد صلاة الفجر تبادلنا الرأي بالنسبة
للسفر إلى( لاهور)، قبل السفر إلى (داما) كما هو المقرر فراينا تأجيله إلى ما
بعد العودة من (داكا) خشية أن يحصل تأخر لسبب من الأسباب فيؤثر في الاجتماع
الذي هو المقصود الأول من سفرنا هذا، فقضينا يوم الأربعاء 12/2/1399ه في محل
الحجز إلى داكا ليوم الخميس، ولكننا علمنا أن السفر إلى داكا عاصمة(بنقلاديش)
لا يتم إلا ليوم الجمعة بالنسبة لمن لم يسافر يوم الثلاثاء والذي وصلنا فيه
إلى كراتشي، هما رحلتان فقط رحلة لطائرة باكستانية يوم الثلاثاء ورحلة لطائرة
بنغلاديش يوم الجمعة لا ثالثة لهما.
فحجزنا في طائرة يوم الجمعة فسافرنا فيها بعد صلاة بإذن الله، وصلنا مطار
(داكا )في وقت متأخر من الليل. والمسافة بين مطار (كراتشي) ومطار(داكا) تستغرق
ثلاث ساعات ونصف ساعة، وكان في استقبالنا نحن وجميع الذين وصلوا معنا لحضور
اللقاء لجنة مرابطة بالمطار لاستقبال الوافدين, ومعهم عدد من الأشخاص الذين
بيننا وبينهم معرفة سابقة من السوادنيين وبعض الباكستانيين.
فقاموا بجميع إجراءات المطار, وللوافدين لحضور الاجتماع إجراء خاص، حيث أنهم
لا يفتشون بل لا تفتح شنطهم, وإنما تكتفي بالإشارة عليها بالتباشير الملون
فقط, بينما يفتّش غيرهم تفتيشاً دقيقاً، ثم نقلونا إلى مسجد لهم بجوار المطار
ليوزعوا الضيوف، من هناك على منازلهم في المخيم المهّيأ لهم بجوار مقرّ
الاجتماع، فتم توزيعنا قبل صلاة الفجر. بل هجعنا قليلاً قبل الأذان ثم اذن
فصلينا في ذلك المسجد القريب.
وهو عبارة عن صالون كبير أقيم على مساحة من الأرض تقدّر ب "كيلو ونصف في كيلو"
ليّسع لآلاف من الناس, ويصلي لك العدد الكبير الذي قدروه بما يقارب المليون
خلف إمام واحد دون استخدام مكبّر الصوت، بل يكتفى بعدد كبير من المبّلغين
موزّعين في المسجد على أماكن مرتفعة ,حيث يسمع كل مصلي مهما بعد مكانه عن
الإمام صوت المبلغ فيّتبع الإمام ولست أدري ما السبب في عدم استخدام مكبر
الصوت في الصلاة علماً أنهم كانوا يستخدمونه في المحاضرات (بيانات) والتوجيه
والتعليمات اللازمة؟ا
وأما كيف تم ذلك التنظيم الدقيق والإعداد العجيب فأمر يعجب الإنسان عن وصفه
وصفاً دقيقاً, فقط بنى المسجد ومنازل الضيوف من مواد بناء خفيفة تستخدم ثم ترد
لأصحابها في حوانيتهم وهي لا تزال صالحة للبيع والاستعمال.
وهذه المواد عبارة عن زنك وعيدان الخيزران والخيش والحبال دون استخدام
المسامير لئلا يتلف شيء من مواد البناء. إذ قد تبرع بها التجار وأصحاب المصانع
وقاموا بأنفسهم بالبناء والتركيب, فإذا ما انقضي الاجتماع فسوف يقوم بحلّ
الحبال ونقض البناء بسهولة كما كان التركيب والبناء بسهولة من قبل.
في هذا المسجد الغريب من نوعه في ذلك الجو الإسلامي الهادئ يبعث على الخشوع
والطمأنينة, وبعد الصلاة أخذ المصلون يعقدون جلسات موزعة في المسجد ذلك الذي
يشبه مساجد المسلمين في أيامهم الأول عندما كانت المساجد إنما تقصد للصلاة
والعبادة فقط لا للتباهي بها وزخرفتها .. والله المستعان.
فأخذت الجماعات الموزعة في المسجد تتدارس القرآن حفظاً وكانت التلاوة قاصرة
على السور القصار التي يحفظها غالباً جميع المصلين أو أكثرهم، حتى تطلع الشمس
ويحين وقت تناول طعام (الفطور) فبعد الفطور تُعدّ المحاضرات . وفي ضحى ذلك
اليوم السبت 15/2/1399ه حضرنا محاضرة. ألقاها في طائفة ذلك المسجد فضيلة
الشيخ محمد عمر(1) باللغة العربية، وهي محاضرة، تخصّ العرب فقط، ولقد كانت
قيمة ومفيدة أجاب فيها على كثير من الشبهات التي تدور حول نشاط الجماعة ووضعية
الدعوة الناس إلى الخروج، والغرض من الخروج وخلاصته تغيير البيئة للدعاة
والمدعوين، لأن الذين يخرجون ليسوا كلهم دعاة بل أكثرهم ممن يُراد إصلاحهم
وترغيبهم في الإسلام وحُبّه، وتعليمهم ما يجهلون من أمور دينهم، وقد أثبتتْ
التجربة أن ذلك لا يتم للإنسان إلا إذا خرج تاركاً مشاغل الحياة المتنوعة
وانتقل إلى بيئة صالحة للإصلاح .. الخ.
وبعد محاضرته أعلن لجماعة العرب أنهم يحضرون محاضرة في الميكرفون العام بعد
صلاة الظهر وطلب من أحدنا أن يقوم بهذه المحاضرة العامة، فلبيّنا الطلب
طبعاً.
فألقيتُ المحاضرة بعد صلاة الظهر، فتُرجمت فوراً إلى عدة لغات، ثم أعلنت عن
محاضرة لعبد الكريم مراد يوم الأحد 16/2/1399ه بعد صلاة الظهر، فكنا نحضُرُ
بعد كل صلاة محاضرة مترجمة من الأردية إلى العربية.
فألقى الشيخ عبد الكريم محاضرة في الموعد المحدد وكانت تدول حول توحيد العبادة
والتحذير عن الغلو في الصالحين والبناء على قبورهم.
وأما محاضرة يوم السبت فكانت توجيهات عامة تناولت تحقيق كلمة التوحيد في
آخرها.
هذا ! وقد كان محل الاجتماع بعيداً عن العاصمة نحو 7 كيلو متر، وهذا مما
ساعدهم على إيجاد الهدوء ومواظبة الناس على صلاة الجماعة، بل ملازمتهم للمسجد
مدة الاجتماع.
أما نحن وأمثالنا الذين وصلنا في وقت متأخر فلم نتمكن من دخول العاصمة لا قبل
الاجتماع ولا بعده، أما نحن فغادرنا بالسفر يوم الثلاثاء بعد انتهاء الاجتماع
مباشرة للقيام بزيارة بعض الجهات في باكستان.
وأما غيرنا فبادروا بالخروج في سبيل الدعوة إلى الله، فكانوا يُشكّلون جماعات
متعددة بعد كل محاضرة، ويوم الثلاثاء كان يوم توجيه للدعاة وتبصيرهم ووداعهم،
وهو يوم إمتزج فيه الفرح بالبكاء الذي يدل على ما يكنّه القوم من التّحابُب في
الله والتفاني في حب الله والتجرد للدعوة إلى الله وتعليق قلوب العباد بالله
وحده دون الالتفات إلى ما سواه.
هذا ملخص ما يُستفاد من محاضرات القوم وحديثهم وتصرفاتهم وزهدهم المتعدد،
خلافَ ما يَذْكُرُ من لم يعرفهم حق المعرفة أو يتجاهل حقيقة القوم لغرض.
ومما ينبغي التنويه به أن الجماعة تتمتع مما لا تتمتع به الجماعات التي تدعو
إلى الله، وهو الصبر مع من يريدون إصلاحهم وهدايتهم وحسن السياسة معهم، صبرٌ
يشبه صبر الأم الرؤوم على طفلها الحبيب.
وقد هدى الله بهم خلقاً كثيراً في مختلف الجنسية، وفي مقدمتهم شبابنا الذين
نبعثهم للدراسة إلى أوروبا وأمريكا ثم نهملهم ونتركهم وشأنهم دون رعاية أو
تربية، وقد قيّض الله بكثير منهم بهذه الجماعة فهداهم الله بها، بعد أن كادوا
يمرقون من الإسلام متأثرين بحياة الجهة التي يدرسون فيها، ولديّ مشاهدات وقصص
يطول سردها.

(( قصة قصيرة ))

أذكر على سبيل المثال قصة قصيرة عن شاب من أهل الرياض حضر اجتماع داكا ضمن
مجموعة من شباب في أمريكا بعد أن أنقذه الله من الجاهلية التي تورّط فيها،
بسبب هذه الجماعة، وهذا أبدى لي رغبة في أن يعتمر ولعل العمرة تُكفّر عنه
سيئاته وتذهب بأمر الجاهلية.
فشجّعته على ذلك طبعاً، بعد أن ذكرتُ فضل التوبة، وأنها تجبُّ ما قبلها، فقال
:- وهو يحسُّ بالخجل والاستحياء باد على وجهه-يا أخ محمد أريد أن أعتمر، ولكن
ما أدري كيف العمرة ، وأين أعمل لها، وماذا أفعل إذا وصلت مكة؟ لأني نسيتُ كل
ما درسته في المرحلة الثانوية قبل أن أذهب إلى أمريكا؟ وضيّعتُ كل شيء...
قال هذه الجملة وهو متأثر، وأنا بدوري تأثّرت، فقلت له: فتعال بنا إلى بعيد عن
الناس لكي أشرح لك أعمال العمرة إلى أن قال: هل تسمح نُسجّل لي! قلت: لا مانع
إذا لديك مسجل وشريط، فأحضر المسجل فسجلتُ له بالاختصار، فشجّعته على زيارة
المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وزيارة الجامعة الإسلامية لكي تُزوّده
الجامعة بالكتب والرسائل النافعة.
والأمر الذي أريد أن أخلص إليه في هذه القصة وما قبلها أن لجماعة التبليغ
مكاسب يطول سردها ليست لغيرها من الجماعات التي تدعو إلى الله في العالم
الإسلامي وغير الإسلامي، وهي مكاسب ملموسة لمس اليد، لا يقدر أحد إنكارها
عدواً كان أو صديقاً.
وسرُّ المسألة أن الجماعة جعلت الدعوة إلى الله ومحاولة إصلاح الناس هدفها في
هذه الحياة ولم تمسك الدعوة باليد اليسرى والتعيش بإسمها باليد اليمنى، بل
مسكتها بكلتي اليدين، ثم إنها ابتعدت عن التطلع إلى حب المدح والثناء عليها
،بل استوى عندها المدح والذم، حتى أصبحت الحياة رخيصة عندها.
وأكتفي بهذه الإشارة لأن الأمر واضح، ولأن أثر دعوة القوم واضح كما قلت
،والعاملون يستدل عليهم بآثار أعمالهم وبمكاسبهم والله ولي التوفيق.
وفي ذلك الجو الذي ذَكَّرنا حياة الدعاة الأولين الفطريين.. قضينا ثلاثة
أيام.
ففي اليوم الرابع غادرنا كراتشي بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء 18/2/1399ه
فبادرنا بالحجز في طائرة يوم الأحد 23/2/1399ه إلى جدة ، على أن يسافر أحدنا
إلى لاهور في هذه الفترة قبل يوم الأحد ثم يعود ليسافر الوفد معاً إلى جدة.
فتم سفره إلى لاهور يوم الأربعاء 26/2/1399ه، ولكنه تأخر لظروف طارئة ولم
يتمكن من العودة إلى كراتشي إلا في يوم الاثنين 24/2/1399ه فبعد ذلك كان سفر
أحدنا يوم الأحد 23/2/1399ه وسفر الآخر يوم الأربعاء 26/2/1399ه هكذا انتهت
الرحلة المباركة إن شاء الله.


(( ملاحظات ))

ومما يلاحظ أن جماعة التبليغ ليس لها اسم رسمي، وإنما يُسمّيها الناس بهذا
الاسم الذي تدل عليه دعوتهم وعملهم وهو التبليغ والتذكير.
وأن المِرَانَ على الدعوة والتنظيم والاجتماعات المتكررة كل ذلك أكسبهم دقة
التنظيم في أمورهم دون أدنى تكلّف أو ملل.
وفي إمكان الجماعة أن تعقد وتُنظّم لأكبر اجتماع الذي لو قامت للإعداد له جهة
غيرهم لتكلّفت نفقات باهظة، واحتاجت لزمن طويل جداً، أما جماعة التبليغ فلا
تتكلف في مؤتمراتها ولقاءاتها شيئاً يُذكر، إلا ما كان من قِرَى الضيف بالنسبة
للوافدين من جهات بعيدة، بل أفراد الجماعة يعتبر كل واحد نفسه مسؤولاً عن
المؤتمر، فكل واحد منهم يقوم بعمل يخصّه، ويحضر ما في استطاعته أن يحضر ثم
يباشر العمل بنفسه فكل واحد منهم يحاول أن يخدم وينفع غيره مما جعل مستوى
التحابُبِ عندهم مرتفعاً جداً.

(( اقتراحات ))

وبعد أن شرحنا هذا عن الجماعة وما تقوم به من أعمال إسلامية تُعبّر عنها تلك
المكاسب الهائلة الملموسة التي تحدثنا عن بعضها، والتي يَعتَبِرُ فيها الصديق
والعدو على حد سواء، بعد هذا كله يحسُنُ بنا أن نقترح الآتي:
1- التعاون مع الجماعة تعاونا فعالاً وصادقاً مُؤثّرين ومُتأثّرين ليحصل ما
يشبه تبادل الخبراء.
2- نقترح أن يكون لنشاط الجماعة في صفوف طُلابنا ليُفيدوا ويستفيدوا، وطلابنا
من أحوج الناس إلى مثل هذا النشاط وهذه الدعوة المباركة.
3- أن تُكثر الجامعة الإسلامية من المشاركة في لقاءات الجماعة ومؤتمراتهم،
مُمَثّلةً في أعضاء هيئة التدريس وطلابها.

والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن الرياء والسمعة إنه
خير مسؤول.

وصلى الله عليه وسلم وبارك على أفضل رسله محمد ولآله وصحبه





محمد أمان بن علي الجامي
عميد / كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية
10/2/1399ه


خطاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى إلى حضرة
الأستاذ / عوض بن عوض القحطاني حفظه الله
برقم 1155 /خ في تاريخ 5/9/1399ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عوض بن عوض القحطاني
زاده الله من العلم والإيمان وجعله مباركاً أينما كان .. آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد
فقد وصلني كتابك الكريم وفهمت ما شرحتم فيه وما تضمّنه السؤال عن جماعة
التبليغ وهل طريقتهم صحيحة ؟ وهل هناك مانع من مشاركتهم فيما يقومون به من
الدعوة والخروج معهم إلى آخره؟
والجواب:
قد اختلف الناس فيما ينقلون عنهم فمن مادح وقادح ولكننا تحققنا عنهم من كثير
من إخواننا الثقات من أهل نجد وغيرهم الذين صحبوهم في رحلات كثيرة وسافروا
إليهم في الهند والباكستان . فلم يذكروا شيئاً يُخِلّ بالشرع المطهر أو يمنع
من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوة.
وقد رأينا كثيراً ممن صحبهم وخرج معهم قد تأثر بهم وحسنت حاله كثيراً في دينه
وأخلاقه ورغبته في الآخرة.
فعلى هذا لا أرى مانعاً من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوة إلى الله، بل
ينبغي لأهل العلم والبصيرة والعقيدة الطيبة أن يشاركوهم في ذلك وأن يُكملوا ما
قد يقع من بعضهم من نقص ، لما في سيرتهم وأعمالهم من التأثير العجيب على
من صحبهم من المعروفين بالانحراف أو الفسق.
وإليكم برفقه صورة من كتاب كتبه شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه
الله يثني عليهم فيه ويشجع على مساعدتهم في الدعوة وعدم منعهم.
وذكر فيه (( أن مهمتهم العظة في المساجد والإرشاد والحث على التوحيد وحسن
المعتقد، والحث على العمل بالكتاب والسنة مع التحذير من البدع والخرافات ))
إلى آخر ما ذكر في كتابه المشفوع بهذا...
وتجدون أيضاً برفقه نسخة من تقرير كتبه بعض إخواننا الثقات عنهم وهو فضيلة
عميد كلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في
العام الماضي هو وفضيلة الشيخ عبد الكريم مراد الأستاذ بالجامعة الإسلامية وهو
معروف لدينا بحسن المعتقد ويجيد لغتهم مع العربية لحضور مؤتمرهم السنوي الذي
يقام في الباكستان كل سنة.
وخلاصة التقرير الثناء عليهم والدعوة إلى مشاركتهم في دعوتهم واجتماعهم
واستمرار الصلة بهم.
وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن ينفع بهم وبأمثالهم المسلمين إنه
سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله إلى حضرة
الأستاذ / عبد السلام بن محمد أمين السليماني حفظه الله
برقم 325 / خ في تاريخ 20/3/1406ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عبد السلام بن محمد
أمين السليماني زاده الله من العلم والإيمان وجعله مباركاً أينما كان، أمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد وصلني كتابكم الكريم واطلعت عليه كله وفهمت ما شرحتم فيه من سفركم إلى
الباكستان لتعلم الطب هناك، وأنك تعرفت على جماعة التبليغ ودرست أحوالهم وعرفت
محاسنهم ومساوئهم...
وأنك اجتمعتَ ببعض الناس، وجرى الحديث فيهم فنالوا منهم تارة بالاستهزاء،
وتارة بالطعن والتنقيص ورميهم بالصوفية، وصاروا يضحكون منهم، وأنك أنكرت عليهم
ذلك وأخبرتهم أن هذا لا يجوز، ونقلتَ لهم ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله في اقتضاء الصراط المستقيم في اختلاف هذه الأمة، فقال لك أحدهم: إنهم لم
يُحققوا توحيد الألوهية.
فأجبتَهَ بما يردّ كلامه .. إلى آخر ما استدللتَ به..
ومن ذلك قول الفضيل بن عياض رحمه الله : " إن الله لا يقبل من العمل إلا أخلصه
وأصوبه" أخلصه أن يكون خالصاً لله ، وأصوبه أن يكون على طريقة رسول الله
.
وأن هذه الجماعة من مبادئهم الستة إخلاص النية لله والعمل على طريقة رسول
الله، وأخبرتَهم أنك جالستَ هذه الجماعة وعرفتَ أحوالها فما رأيتَ أحداً منهم
يخالف كلمة التوحيد في قوله ولا عمله، بل هم يخرجون الناس من الكفر والشرك
الأكبر إلى عبادة الله وحده، حتى إن القبوريين يُحذّرون أتباعهم منهم، ويقولون
لهم إجلسوا مع جميع الطوائف إلا جماعة التبليغ فإنهم يخرجونكم من الإسلام
وإنهم وهابيون نجديون، وأنك سمعتَ ذلك بنفسك،
فقالوا لك: إن جماعة التبليغ يحققون توحيد الألوهية في أنفسهم، ولكن فيهم عيوب
كثيرة منها كتاب "تبليغي نصاب" وفيه بدع كثيرة وتصوف، ومنها أنهم جهلة بعلم
الشرع وغير ذلك.
فنقلت لهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الموازنة بين المنافع
والمضار، وترجيح المصلحة على المفسدة، وقلتَ : يلزم أن يُطبق هذا على جميع
الطوائف الإسلامية.
فإذا أردنا أن نحكم على جماعة وازنّا بين حسناتهم وسيئاتهم، ثم نحكم عليهم بما
يرجح عندنا، هذا إذا سلمت الفرقة أو الطائفة من الشرك، ثم علينا أن نجمع كلمة
المسلمين ونحاول الإصلاح قدر المستطاع ، وإذا وجدنا فيهم عيوباً نذهب إليهم
ونكلمهم ونوضح لهم ذلك ونجادلهم بالتي هي أحسن، وندعو الله أن يصلح المسلمين،
فالعمل مع الدعاء له نتائج حسنة.
وأما عن كتاب "تبليغي نصاب" فأخبرتَهم أنك ذهبت إلى جماعة التبليغ أنت وبعض
إخوانك من السلفيين ،وتكلمتم معهم بشأنه وبيّنتم لهم عيوبه فتركوه ووضعوا
بدلاً عنه كتاب فضائل الأعمال وأن تجاوبهم معكم كان جيداً، ولله الحمد، وأنهم
كانوا يقولون لكم نأخذ من كتاب تبليغي نصاب فضائل الأعمال فقط.
وأنك ذكرتَ للمجادلين لك أنك لم تر أحداً من الجماعة أخذ بشيء من بدع تبليغي
نصاب، لا أفراد ولا جماعات، مع أن هناك بدعة منتشرة في جميع بلاد المسلمين
وتجدها عند معظم المسلمين، وهي بدعة إحياء مولد النبي ولم تجدها
فيهم، لا أفراداً ولا جماعات، مع أن لك أصدقاء كثيرين منهم زملاء في الدراسة
وجيران.
وأنك قلتَ أيضاً لمجادليك فيهم أما زعمكم أنهم صوفية فليس بصحيح لأن الإنسان
إذا سألهم عن مسألة طلبوا منه أن يسأل العلماء والمشايخ الذين أعرف منهم،
والصوفية تمنع مريدها أن يذهب إلى غير شيخه بل تُحرم عليه ذلك.
وأخبرتهم أن كثيراً منهم يبحثون عن كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله ، وأن أحد الإخوة الباكتسانيين أخبرك أن هناك أكثر من مائة
شاب منهم جاءوا إليه يطلبون كتاب التوحيد المترجم إلى اللغة الأردية، وأنك سبق
أن أهديتَ لبعضهم نسخة من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،
وقلتَ لهم أنها من مكتب الدعوة في الباكستان فقبلوها، وظنوا أنا قد أرسلناها
إليهم وشكرونا كثيراً وأنهم فيهم لين ولديهم إستجابة لمن يدعوهم" هذا ملخص ما
ذكرتَ في رسالتك.
وإننا بعد شكرنا لك على ما شرحتَ عنهم نفيدك بأنه قد تواتر لدينا من ثقات من
مدرسي التوحيد في الجامعة الإسلامية بالمدينة وغيرهم ممن اختلط بهم وسافر معهم
من أهل نجد وغيرهم، نحو ما ذكرتَ من اللين والاستجابة والصبر على الدعوة إلى
الله وتحمل المشاق في ذلك، وكم هدى الله بهم من منحرف وأسلم على أيديهم من
كافر.
وكنتُ دائماً أوصي إخواني من أهل العلم والبصيرة بمشاركتهم في الدعوة حتى
يعاون بعضهم بعضاً.
وقد سبقنا إلى الثناء عليهم والوصية بهم خيراً سماحة شيخنا الشيخ محمد بن
إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله في
كتاب منه لأهل المنطقة الشرقية في عام 1373ه ذكر فيه "أن مهمتهم العظة في
المساجد والإرشاد والحث على التوحيد وحسن المعتقد والحث على العمل بالكتاب
والسنة مع التحذير من البدع والخرافات".
وإليكم برفقه صورة من جواب منا للأخ عوض بن عوض القحطاني بشأنهم، وأوراقاً
أخرى . ولا شك يا أخي! أن النقص من لوازم البشر إلا من شاء الله، ولكن لا
ينبغي أن يحكم على طائفة أو جماعة بما قد يحصل من بعض أفرادها من النقص، بل
الواجب على المسلم مناصحة أخيه المسلم بالرفق واللين، وعدم النفرة منه
والتنفير عنه، فهذا طريق الرسل وأتباعهم، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى
وصفاته العلا أن يرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويمن
علينا باجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل، كما نسأله سبحانه أن يجعلنا
جميعاً من دعاة الهدى وأنصار الحق مع من كان، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله إلى فضيلة الشيخ
/ فالح بن نافع الحربي
برقم 889/خ المؤرخ 12/8/1406ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ فالح بن
نافع الحربي أمدّه الله البصيرة وشرح صدره لما يرضى رب العالمين آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد وصلني كتابك المؤرخ 26/2/1406ه وفهمتُ ما تضمّنه من النيل من جماعة
التبليغ واستنكارك لما كتبتُ بشأنهم، وما كتبه قبلي شيخنا العلامة الشيخ محمد
بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية في زمانه قدس الله روحه ونور ضريحه
من الثناء عليهم.
ولقد ساءني كثيراً تنقُّصُك وحطُّك من قدره بقولك "ابن إبراهيم" وأن الأشخاص
الذين أشرتَ إليهم يخالفونه في الرأي فيهم.
ولقد عجبتُ مما ذكرتَ فأين يقع علم هؤلاء ورأيهم من علم شيخنا وبصيرته وبُعد
نظره وسعة اطلاعه وتأنّيه وحكمته.
ونحن بحمد الله على بصيرة من ديننا ونوازن بين المصالح والمضار، ونرجح ما
تطمئن إليه قلوبنا ، وقد تأكّدنا من أخبارهم ما يطمئننا إلى الوقوف بجانبهم مع
مناصحتهم فيما يحصل من بعضهم من النقص الذي هو من لوازم البشر كلهم إلا من شاء
الله.
ولو أن إخواننا من المشايخ وطلبة العلم الذين أشرتَ إليهم خالطوهم وشاركوهم في
الدعوة إلى الله، ووجّهوهم وكملوا ما يحصل منهم من النقص وأرشدوهم فيما يخطئون
فيه، لحصل بذلك خير كثير ونفع عظيم للإسلام والمسلمين.
أما النُّفرة منهم والتخلّي عنهم والتحذير من مخالطتهم فهذا غلط كبير وضررُه
أكبر من نفعه.
فاتهم الرأي يا أخي واضرع إلى ربك أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه والأنفع
لعباده وأن يهديك لما اختلف فيه من الحق بإذنه...
وأسأل الله عز وجل أن يرينا وإياكم الحق حقاً ويمنّ علينا باتباعه، والباطل
باطلاً ويمنّ علينا باجتنابه ولا يجعله ملتبْساً علينا فنضل ، إنه ولي ذلك
والقادر عليه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

تكميل أنا بعد ما نسبت إلى فضيلة الشيخ محمد أمان من رجوعه عن الثناء على
الجماعة المذكورة وإنه يقول خرافيون ومبتدعة فقد أنكر ذلك واستغربه جداً وأخبر
أنه لا زال على ما كتب عنهم لأنه كتبه عن مشاهدة ويقين وأنه يحيل كل من سأله
عنهم على ما كتبه في ذلك.




خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله إلى فضيلة
الدكتور / محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله
برقم 889 / خ المؤرخ 10/10/1403ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الدكتور محمد
تقي الدين الهلالي وفقه الله للخير آمين !
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
يا محبّ :كتابكم الكريم المؤرخ 12/8/1403ه وصل وصلكم الله بهداه، وفهمتُ ما
أشرتم إليه من أخذ رأينا في قطع راتب الأخ أحمد المهاني بكونه يخرج مع جماعة
التبليغ، وأفيدكم بأن الذي أرى، الاستمرار في إعطائه راتبه الذي نرسل بواسطتكم
لأن خروجه معهم ليس من السياحة المذمومة في شيء، لكونهم يقومون بالتجول للدعوة
إلى الله عز وجل في المدن والقرى ويتصلون بكبار الناس وعامتهم، واجتماعاتهم في
بنغلاديش وغيرها يحضرها كبار الناس وصغارهم حسب ما أفادنا به الثقات من
المشايخ ممن أرسلنا لحضور اجتماعهم في بنغلاديش في عام مضى، فاستدلال فضيلتكم
على ذم خروجهم بأنه ينطبق عليهم ما ذكره الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى عمّن
يتعبد بمجرد السياحة في الأرض والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري،
يخالفه واقعهم وعملهم، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه إنه جواد كريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام
إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
10/10/1403ه
خطاب من الشيخ إبراهيم عبد الرحمن الحصين بالمدينة المنورة إلى سماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
المؤرخ 27/1/1407ه
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين على أمور الدنيا والدين.
حضرة صاحب السماحة شيخنا الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس
العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
ثبّته الله في الحياة الدنيا والآخرة ، وجعله ممن أيّد الحق وناصره، آمين ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أما بعد
فقد اطلعنا على رسالة من سلفكم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي
الديار السعودية سابقاً رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، موجهة منه
إلى علماء الأحساء والمقاطعة الشرقية أرسلها إليهم مع رئيس جماعة التبليغ في
المدينة وجماعة من المرافقين له أوصاهم فيها بهم خيراً.
وذكر "أن مهمتهم العظة في المساجد والإرشاد والحث على العمل بالكتاب والسنة مع
التحذير من البدع والخرافات من عبادة القبور ودعاء الأموات وغير ذلك من البدع
والمنكرات"
ثم قال رحمه الله : "كتبتُ عنهم بذلك طلباً لمساعدتهم من إخوانهم بالتمكين لهم
من ذلك سائلاً الله تعالى أن يرزقهم حسن النية والتوفيق للنطق بالحق والسلامة
من الزلل وأن ينفع بإرشادهم وبيانهم، إنه على كل شيء قدير" انتهى.
كما اطلعنا على رسائل كثيرة من سماحتكم نهجت فيها أثابكم الله منهجه من تأييد
للجماعة المذكورين والتنويه بفضلهم وجهودهم وتحملهم المشاق في سبيل الدعوة إلى
الله احتساباً وما هدى الله بسببهم من منحرف، وأسلم على أيديهم من كافر، مع
الإهابة بمشاركتهم في الخروج معهم للدعوة إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة
الحسنة، ولا سيما طلبة العلم لأن في مشاركتهم لهم من الخير مالا يعلمه إلا
الله، كما اطلعنا على رسائل من ولاة الأمور يؤيدونهم فيها جزاهم الله عن
نصرتهم لهم أفضل ما يجزي به محسناً عن احتسابه.
فأولها: من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وأكرم مثواه، وآخرها: موجهة لكم
من جلالة الملك فهد حفظه الله قال فيها عن الجماعة المذكورة :-
"إنها ليس لها أهدافاً سياسية أو مطمع مادي وإنما تُموّل نفسها بنفسها في سبيل
الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويسافر منها أناس إلى كافة أقطار
الدنيا لإرشاد الناس، وكل شخص يهديه الله على أيديهم يطلبون منه أن يكون
داعية" ثم حضّ الله على مساعدتهم.
كما اطلعنا كتابات كثيرة من علماء مُحققين متضلّعين في علوم التوحيد، وعقيدتهم
فيه راسخة بحمد الله من المدرسين بالجامعة الإسلامية بالمدينة وغيرهم من
العلماء داخل المملكة وخارجها يُثنون عليهم فيها، وينوهون بفضلهم، ويشيدون بما
رأوا لهم من الآثار الحسنة العجيبة، حيث أنهم صاحبوهم في الحضر والسفر، بل أن
المخالفين لهم في بعض الآراء يعترفون بفضائلهم وتأثيرهم على المنحرفين حتى
يهديهم الله على أيديهم.
فقد قال: محمد أسلم غفر الله لنا وله في رسالته المشهورة لما ذكر طرفاً صالحاً
من فضائلهم : "أنه لم يعرف الإسلام إلا عن طريقهم".
وفي هذه الأيام لعب الشيطان والهوى ببعض الأفراد في المدينة هداهم الله فشنّوا
الغارة عليهم، وصرفوا جهودهم وأوقاتهم في مشاغبتهم وسبّهم والتحذير منهم،
والتشويش عليهم حتى بلغنا أنهم اتصلوا ببعض شباب هداهم الله على أيدي الجماعة
وصاروا يحافظون على الصلوات ويتمسكون بالسنن...
فقالوا لهم: إن بقائكم على حالكم السابقة من الفجور خير لكم من تأثركم بهذه
الجماعة، فانتكس بعضهم بسببهم والعياذ بالله.
وقد أرجف بعضهم في المدينة هذه الأيام بأن سماحتكم قد رجع عن رأيه السابق
فيهم، لما سبوهم عندكم، فلم نصدق ذلك لكثرة ما قرأنا وسمعنا منكم مما ذكرنا
سابقاً.
ولما منحكم الله ومَنَّ به عليكم من البصيرة النافذة وبُعد النظر وسعة الإطلاع
والتأني والحكمة، والحرص على تحصيل المصالح ودفع المضار، لهذا كله فإنّا
نستبعد ما نسبوا إليكم وأشاعوا عنكم فنرجو الإفادة عن رأيكم فيهم حتى يكون
الناس على بصيرة بهم، أثابكم الله وقطع بكم دابر الفتنة والفساد إنه سميع
قريب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبناءك من طلبة العلم بالمدينة
عنهم إبراهيم عبد الرحمن الحصين


خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى إلى الشيخ
إبراهيم عبد الرحمن الحصين حفظه الله تعالى بالمدينة المنورة
المؤرخ 27/1/1407ه
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:
فأخبركم أني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً
وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل
الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه وما كتبه غيرنا من العلماء.
وأيده جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه
إليّ لأنهم قد نفع الله بهم نفعاً كبيراً وهدى بهم جمعاً غفيراً، فالواجب
شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على ما قد يخفى عليهم، وذلك من باب التعاون
على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين إلا أني أنصحهم وجميع المسلمين لا
سيما الشباب أن لا يسافر منهم إلى بلاد الكفار إلا أهل العلم والبصيرة، لما في
ذلك من الخطر العظيم على كل من ليس له علم بالشريعة الإسلامية والعقيدة
الصحيحة التي بعث الله نبيه محمداً ودرج عليها سلف الأمة.
أما ما نسبه المعارضون لهم عني من الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي، بل إني
نصحتهم ووبّختهم على عملهم، وقلت لهم فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر :

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو من اللوم أو سُدّوا المكان الذي سَدُّوا
وحرّضتُهم على كثرة الاجتماع بهم والخروج معهم، وأوضحتُ لهم ما فيه من
الفوائد، وطلبتُ منهم أن يتهموا الرأي وينظروا في العواقب، وبينتُ لهم ما في
إنشقاقهم وخلافهم من الشر العظيم وسوء العواقب في الدنيا والآخرة، وأن ذلك من
الشيطان، أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله ويشغلهم عنها بفساد
ذات البين وكثرة القيل والقال.
هذا ما أدين الله به وأعتقده وأسأل الله أن يرينا أحق حقاً ويمنحنا الثبات
عليه والباطل باطلاً ويمن علينا بإجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل، إنه
ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الذي بعثه رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
27/1/1407ه






تقرير عن اجتماع أهل الدعوة في الباكستان
كتبه الشيخ صالح بن علي الشويمان حفظه الله تعالى
المؤرخ 1407ه
بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الوالد الكريم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد . حفظه الله من كل سوء
ووفقه وسدد خطاه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد:
فقد بدأت اجازتي في 1/3/1407ه وسافرت إلى باكستان في 3/3/1407ه مع مجموعة من
العلماء وطلاب العلم من مختلف الجامعات، من الجامعة الإسلامية وجامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود وغيرها، فشاهدنا العجب العجاب، فبعد
وصولنا مطار لاهور استقبلنا جماعة من الشباب الصالحين الذين يشرق نور العلم
والإيمان من لحاهم ووجوههم واتجهنا إلى مسجد المطار فأدينا فيه السنة ثم جلسنا
حول بعضنا ونحن من بلاد مختلفة، فقام واحد منهم يتكلم بكلام عجيب يأخذ بمجامع
القلوب.
ثم جاءت السيارات ونقلتنا إلى مقر الاجتماع في رائيوند ذلك الاجتماع الجميل
الذي تخشع بسببه القلوب وتذوف منه العيون وابل دموع الفزع والسرور والخوف من
الله، يشبه اجتماع أهل الجنة، لا صخب ولا نصب، ولا لغو ولا فوضى ولا كذب.

نظيف جداً لا روائح ولا أوساخ، ومرتب ترتيب دقيق، فلا مرور ولا شرطة ولا نجدة
ولا حراس، مع العلم أنه يفوق المليون.
حياة طبيعية فطرية يحوطها ذكر الله، علم ومحاضرات ودروس وحلق ذكر ليلا
ونهاراً، فوالله إنه اجتماع تحيى به القلوب وينصقل به الإيمان ويزداد.
فما أروعه وما أجمله يعطيك صورة ناطقة عن حياة الصحابة والتابعين واتباعهم
رضوان الله عليهم، جهد وعلم وذكر، كلام جميل، أفعال جميلة، حركات إسلامية
رائعة، ووجوه مشرقة بنور الإيمان والعلم.
فلا تسمع إلا كلام التوحيد والذكر، والتسبيح والتحميد، والتحليل والتكبير
وقراءة القرآن والسلام وعليكم السلام ورحمة الله، وجزاكم الله خيراً.
ولا ترى إلا ما يسرك ويبهج قلبك من إحياء سنن المصطفى طرية تتمتع
بها في كل لحظة، ما أجمله وما أحلاه من اجتماع إسلامي عظيم.
وبالجملة تطبيق عملي لكتاب الله وسنة رسوله فيا لها من حياة طيبة
سعيدة، كم تمنيت من قلبي أن يكون هذا الاجتماع في ربوع المملكة العربية
السعودية، لأنها جديرة بكل خير، ولأنها سباقة إلى كل خير منذ فجر عهد الملك
عبد العزيز المشرق غفر الله له وقدس روحه في جنات النعيم وجمعنا وإياكم به في
الفردوس الأعلى.
وأفراد هذا الاجتماع أشخاص من جميع جهات العالم على شكل واحد وطبع واحد وكلام
واحد وهدف واحد وكأنهم أبناء رجل واحد أو كان الله سبحانه خلق قلباً واحداً
فوزعه على هؤلاء.
ليس لهم مطامع ولا مآرب غير التمسك بأهداب الدين وإصلاح شباب المسلمين وهداية
غير المسلمين إلى صراط الله الحميد، فكيف يجرؤ المرجفون على النيل من هؤلاء
الصالحين؟
وقد قال فيهم الشيخ عبد المجيد الزنداني:
(هؤلاء أهل السماء يمشون على الأرض)
فأي قلب يجترئ على سبهم أو اتهامهم بما ليس فيهم.
أنني أزعم أن هدف هذه الجماعة هو هدف حكومة المملكة العربية السعودية، وهو
إصلاح الناس في جميع العالم ونشر الأمن والأمان في جميع المعمورة، فأس مدخل
على هؤلاء الجماعة؟
وإذا إنتهت المحاضرات بعد العشاء وسرحت طرفك يمنة ويسرة رايتهم وروداً علمية
تتفكه فيها حيثما شئت فأي حلقة تجلس فيها لا بد أن تخرج منها بفائدة.
وإذا هدأت الرجل ونامت العين رايتهم كالأعمدة يصلون قبل النوم.
فإذا كان آخر الليل سمعتهم وكأنهم حلية نحل بكاء، ونحيب وابتهال إلى الله بأن
يغفر الله ذنوبهم وذنوب المسلمين وأن ينجيهم الله وإخوانهم المسلمين من النار،
وأن يهدي الناس جميعاً إلى إحياء سنة المصطفى .
وقصارى القول أنه اجتماع جدير بأن يحضره كل عالم طالب علم، بل وكل مسلم يخاف
الله ويرجو الدار الآخرة. فجزا الله القائمين عليه خير الجزاء وثبتهم وأعانهم
ونفع بهم المسلمين إنه سميع مجيب.
أما القائمون على الخدمة فكلهم من حفظه القرآن الكريم، فصاحب المطحنة يطحن
باسم الله وبالتكبير والتسبيح، وصاحب المعجنة يعجن باسم الله والله أكبر
وسبحان الله والحمد لله، والخبازين يخبزون بإسم الله وبذكر الله والتسبيح
والتحميد والتكبير أيضاً، وقد شاهدناهم وسمعناهم وهم لا يشعرون. فسبحان من فتح
بصائرهم ووفقهم لذكراه ودلهم على الطريق الصحيح الذي يتمناه كل مسلم.
والحقيقة يا سماحة الشيخ أن كل من صحبهم لا بد أن يكون داعية إلى الله
بالتمرين ، وطول الصحبة، فيا ليتني عرفتهم منذ أن كنت طالباً في الجامعة لكنت
اليوم علامة في الدعوة وسائر العلوم.
وهذا! والله ما أدين الله به، وسيسألني الجبار سبحانه عن ذلك يوم لا ينفع مال
ولا بنون ولا يغني أحد عن أحد.
ويا ليت جميع الدعاة التابعين لرئاستكم المباركة يشتركون في هذا الاجتماع
ويخرجون مع هذه الجماعة ليتعلموا الإخلاص وأسلوب الدعوة، وأخلاق الصحابة
والتابعين واتباعهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يلهمنا
رشدنا ويوفقنا للإخلاص والصواب وأن يكفينا شرور أنفسنا والهوى والشيطان وأن
ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يعز حكومتنا بالإسلام ويعز الإسلام بها إنه ولي ذلك
والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
كاتبه ابنكم صالح بن علي الشويمان
مندوب الدعوة والإرشاد بمنطقة عنيزة



خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى إلى فضيلة
الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن فنتوخ حفظه الله
الرقم 820/خ المؤرخ 27/1/1407ه
بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة مدير إدارة الدعوة في الداخل ودول الجزيرة العربية الشيخ عبد الله بن
إبراهيم بن فنتوخ وفقه الله للخير آمين...
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
لا يخفى على فضيلتكم ما كتبنا وكتب غيرنا من العلماء وولاة الأمر عن جماعة
التبليغ، وأن الواجب على أهل العلم مشاركتهم في الدعوة إلى الله، وأنهم لا
يمنعون ولا يهجرون ولكن يُساعدون ويُشجّعون ويُعلّمون ما قد يجهلون، وأن
يتعاون الجميع على البر والتقوى والدعوة إلى الله عز وجل.
وقد بلغني أن بعض منسوبي المراكز التابعين لإدارتكم يبالغون في جفوتهم
والتحذير منهم والتشويش عليهم، ورميهم بالعظائم.
ولا شك أن هذا من الشيطان أعاذنا الله منه.. يريد به إيقاع العداوة والبغضاء
بين المسلمين وإيقاظ الفتنة، وهذا شيء لا يُرضينا ولا نقر المنسوبين إلينا ولا
غيرهم عليه ...
فاعتدّوا التنبيه على جميع المراكز بما ذكرنا، وأن لا يشغلوا أنفسهم بسبِّ
إخوانهم من جماعة التبليغ أو التنفير منهم، وأن يبذلوا جهدهم في الدعوة إلى
الله والكف عن التشويش، لأن الواجب كما ذكرنا هو التعاون معهم في الخير
والتنبيه على ما قد يقع من الخطأ منهم أو من غيرهم بالحكمة والأسلوب الحسن،
وما يُنقل عن بعض قدمائهم من الأخطاء لا يجوز أن يؤخذ بها من لم يظهر منهم إلا
الخير كما قال الله سبحانه ولا تزر وازرة وز أخرى .
وقال النبي "ولا يجني جانٍ إلا على نفسه" وإليكم برفقه صوراً من بعض
ما صدر منا ومن سماحة شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في الثناء على
المذكورين .
وفّق الله الجميع لما يرضيه وأصلح للجميع النية والعمل، إنه جواد كريم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام

صورة مع التحية لفضيلة مدير إدارة الدعوة في الخارج لإبلاغ المراكز التابعة
لكم بما ذكرنا.











خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى إلى فضيلة
الشيخ عبد العزيز بن يوسف بهزاد حفظه الله
الرقم 251/خ
المؤرخ 25/2/1408ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم فضيلة الشيخ عبد
العزيز بن يوسف بهزاد زاده الله من العلم والإيمان، وجعله مباركاً أينما كان،
آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ 11/12/1407ه وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق،
وأحطتُ علماً بما تضمّنه من الأخبار السارة عن خروجكم أنتم والوالد والأخ
محمود مع جماعة الدعوة ، وأنكم منذ تخرّجتم من الجامعة الإسلامية بالمدينة عام
1393ه. وأنتم تخرجون معهم في كل إجازة وتتجولون في أنحاء العالم في الباكستان
والهند ولندن، والبرازيل، وسيلان، وأمريكا، وأندونيسيا، وسنغافورا، وتايلند،
والسودان، والأردن، وسوريا، ولبنان، والإمارات وغيرها. وأن جماعة من الإخوان
ذهبوا إلى الصين مدة أربعين يوماً وجماعة أخرى ذهبت إلى روسيا مدة أربعة أشهر،
وأن مركز الدعوة في (رائيوند) مفتوح 24 ساعة، وجماعات تخرج وجماعات تأتي..
متحملين في ذلك المشاق محتسبين الأجر عند الله، وأن الله قد نفع بذلك وحصل به
خير كثير، وأن هذا كله بتوفيق الله ثم بالتعاون بين الجميع.
ولقد سرني كثيراً ما ذكرتم وحمدت الله على ذلك، وأسأل الله للجميع التوفيق
والسداد ،وأن نكون جميعاً من الهداة المهتدين الداعين إلى الله على بصيرة.
وإني بهذه المناسبة، أوصيك أنت والوالد والأخ محمود بالاستمرار في الخروج مع
الجماعة للدعوة إلى الله كلما سنحت لكم الفرصة، وأن تجتهدوا في إرشاد من
تخرجون إليهم إلى العقيدة الصحيحة وتوصوا إخوانكم الدعاة بذلك، وأن تُحرّضوا
إخوانكم طلبة العلم على الخروج معهم ومشاركتهم في أعمالهم ونشاطهم وتنبيههم
على ما قد يقع من بعضهم من الخطأ بالرفق واللين كما هي طريقة الرسل عليهم
الصلاة والسلام وأتباعهم، جعلنا الله وإياكم ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما ما أشرتم إليه من رغبتكم في تزويدكم بما صدر أخيراً من الكتابات في موضوع
الجماعة المذكورة فإليكم برفقه جملة مما طلبتم ومنه رسالة كتبها فضيلة الشيخ
أبو بكر الجزائري ورسالة كتبها فضيلة الشيخ يوسف الملاحي ذكراً فيها ما
للجماعة وما عليها.
ونسأل الله أن ينفع بالجميع وأرجو إبلاغ السلام الوالد والأخ محمود وخواص
المشايخ والإخوان ، كما هو لكم من المشايخ والإخوان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد



من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى إلى فضيلة
الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين حفظه الله تعالى
برقم 414/خ المؤرخ 11/4/1408ه
بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ سعد بن
عبد الرحمن الحصين وفقه الله لكلمته الحق في الغضب والرضا وأعاذنا وإياه من
شرور النفس والهوى أمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد:
فقد وصلني كتابك المؤرخ 3/3/1408ه، ومشفوعاته كتابك لفضيلة الشيخ أبي بكر
الجزائري وفضيلة الشيخ يوسف الملاحي وما أرفقت بهما، واطلعت عليها كلها.
ولا أكتمك سراً إذا قلت إني لم ارتح لها ولم ينشرح لها صدري، لأن هذه الطريقة
التي سلكت لا تفيد الدعوة شيئاً، لأنها تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح، وضرها
اقرب من نفعها ولم يعد ضررها إلا على الدعوة وعلى إخوانك في الله من خيرة
المشايخ وطلبة العلم نشأوا على التوحيد والعقيدة الصحيحة علماً وتعليماً ودعوى
وإرشاد وقد استغلها من لا بصيرة له في مناصبتهم العداء وتكفير بعضهم لهم،
واستباحة بعضهم لدمائهم، والعياذ باللهّ مع الوشاية بهم واستعداء المسئولين
عليهم وتهويل أمرهم عندهم وتخويفهم منهم ورميهم بالعظائم، وإلصاق التهم بهم
مما هم برآء منه، حتى حصل على الدعوة والدعاة من الضرر ما الله به عليهم، أما
من أقمتم الدنيا أقعدتموها من أجلهم فينطبق عليكم قول الشاعر:
وناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرّها وأوى قرنه الوعل

لكونهم بمنأى عنكم في بلادهم سائرين في دعوتهم في حماية من دولتهم لاحترامها
لهمن لأنك ذكرت في بعض كتابتك لنا أن رئيس الحكومة يحضر اجتماعاتهم ويشجعهم.
كما ذكر لنا هذه الأيام بعض أبنائنا المتخرجين من كلية الشريعة بالجامعة
الإسلامية ممن شاركهم في الدعوة سنين طويلة، أن مركزهم في رائيوند مفتوح 24
ساعة، وجماعات تخرج في سبيل الله، وجماعات ترجع.
فما دام الأمر هكذا فلن تخضعهم كتاباتك وكتابات أمثالك المشتملة على الفظاظة
والغلظة والسب والشتم بل أن هذه الكتابات ستكون سببا في نفرتهم من الحق وبعدهم
عنه، لقول الله سبحانه لنبيه محمد رسول الله الذي أدبه ربه فأحسن
تأديبه:
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك
.
وقول النبي :
"إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" "وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه
ولا ينزع من شيء إلا شأنه" "وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطى على النف ولا
على ما سواه".


والله سبحانه وتعالى نهى عن سب الكفار إذا كان يفضي إلى سب الله، فكيف بسب
المسلمين إذا كان يفضي إلى تنفيرهم من الحق وبعدهم عنه وعن الداعين إليه؟
فالواجب أن تسعوا في الإصلاح، لا في الإفساد وأن تخالطوهم وتنبهوهم على ما قد
يقع من بعضهم من الخطأ بالرفق واللين، لا بالعنف والقسوة.
أما تشديدك في إنكار البيعة على التوبة فقد اقترحت على قادتهم لما اجتمعت بهم
في موسم الحج الماضي بمكة، وحصل بيني وبينهم من التفاهم ما نرجو فيه الفائدة،
أن يكون عهداً بدل بيعة، فقبلوا ذلك ولعلهم تعلقوا بما قرره شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله في الجزء 28 1 من الفتاوى من عدم إنكار ذلك.
وكذلك تشديدك النكير عليهم في إبقائهم أحد الدعاة في المسجد للدعاء لهم، ولعل
قصدهم الاقتداء بالنبي حين بقي في العريش يوم بدر مع الصديق يناشد ربه
النصر حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده الصديق وقال: يا رسول الله !
"كفاك مناشدتك ربك، فإن الله سنجز لم ما وعدم".
وقد تمنيت أنك قبلت نصيحتي المتكررة لك، وما أشرت به عليك سابقاً ولاحقاً في
كتبي المرفق بعضها مع بعض صور، مما صدر منك في الموضوع لأني كتبتها عن بصيرة
وتأني ونظر في العواقب وموازنة بين جلب المصالح ودفع المضار، وخبرة تامة بهم
لتكرر اجتماعي بهم في مكة والمدينة والرياض مع ما استفدته من ثقات المشائخ
الذين سافروا إليهم وحضروا اجتماعاتهم واطلعوا عليها عن كثب واعجبوا بها.
وكنت نصحتك بما نصحت به محمود إستانبولي لما تهجم عليهم على غير بصيرة كحال
أكثر من شن عليهم الغارة في هذا الوقت بدافع الجعل والهوى، نعوذ بالله من
ذلك.

وقد قلت في رسالتك المذكورة لمحمود:
"وصلتني رسالة منك حول جماعة التبليغ ويؤسفني أن ينهج أحد الدعاة إلى الله هذا
المنهج المخالف، لشرع الله في سب أقرانه في الدعوة إلى الله وشتمهم وتضليلهم
واتهامهم بتنفيذ مخططات أعداء الله في الكيد للإسلام والمسلمين.
كل ما في الأمر من أن جماعة التبليغ نهجت في الدعوة إلى الله منهجاً، أخطأت
(فيما نرى) في بعض جوانب منه، ونرى من الواجب أن ننبههم على هذا الخطأ، كما
نرى من الواجب الاعتراف بما في منهجهم من صواب.
وليت أخي ! يخرج معهم ليتعلم منهم اللين بدل القسوة، والدعاء للمسلمين بدل
الدعاء عليهم، والجدل بالتي هي احسن بدل الجهر بالسوء، وكلنا محتاج لتفقد نفسه
وتصحيح منهجه والرجوع إلى الله وإلى سنة رسوله في طاعة الله والدعوة إليه".
انتهى كتابك بحروفه.

وقد كتبته بعد اختلافك معهم في الرأي ولكن الله أنطقك بالحق فالحمد لله على
ذلك. وإليك رسالتك المذكورة مع شكرنا لك عليها برفقه، وربما اغتر بكتاباتك
القاسية ثق بك، من لم يخالطهم في عمره ولم يخرج معهم ولم يعرف عنهم شيئاً إلا
من كلامك فيكون عليك وزرك ومثل أوزار من انخدع بما كتبت إلى يوم القيامة.
فاتهم الرأي يا بني! وأعلم أن الله عند لسان كل قائل وقلبه، وأن الله سيحاسب
الإنسان عما يلفظ به أو يعمله، والجأ إلى ربك واضرع إليه أن لا يجعلك سبباً في
الصد عن سبيله وأذية المسلمين.

وأسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه والأنفع لعباده وأن يختم لي
ولك بالخاتمة الحسنة إنه جواد كريم.





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد


فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ عبد العزيز ..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وُجِّه إليكم سؤال في ندوة ليلة الجمعة 8/1/1407ه عن الجماعات الإسلامية
ومنها جماعة التبليغ وقال لكم السائل :هل ترون الخروج معهم وتأييدهم ؟
فذكرتم انقسام الناس فيهم بين مادح وقادح وأسباب ذلك,وقلتم انهم يخرجون من دهر
طويل إلى البلدان الكافرة وغير الكافرة .. يدعون إلى الله ويُزهّدون الناس في
الدنيا ويرغبونهم في الآخرة,ويدعونهم إلى التمسك بالإسلام، ويحذرونهم من الكفر
بالله, ولهم نشاط ملموس ,فمن خرج معهم من أهل العلم والبصيرة ليشجّعهم
ويعلّمهم ويعينهم على نشر التوحيد والإخلاص وترك البدع فقد أحسن , ومن خرج وهو
جاهل فهو على خطر فإذا خرج معهم صاحب علمٍ وسنّةٍ وتوحيد نفعهم ونفع الناس
,فنصيحتي أنهم لا يمنعون ولا يهجرون ولكن يُساعدون ويشجعون ويعلمون ما قد
يجهلون ، وان يشاركهم أهل العلم والبصيرة حتى تكثر فيهم الدعوة السلفية وعلم
السنة ,وينفع الله بهم أكثر فإنهم الآن نشيطون ومن يقوم مقامهم؟؟
الدعاة إلى الله قليلون بالنسبة إلى كثرة أهل البدع والشر، فينبغي تشجيعهم ...
انتهى ملخص جوابكم ..
وقد بلغني أنه صدر فتوى من اللجنة الدائمة تخالف ما ذكره سماحتكم أعلاه مما
أوقع الناس في الحيرة والبلبلة فأرجو أن تُوضحوا للسامعين رأيكم الأخير فيهم
وما تعتقدون وتدينون الله به, مما يشجع على الدعوة إلى الله ولا يهدمها وأملنا
أن لا تأخذكم في الله لومة لائم لازالت آراؤكم سديدة.
السائل : مسترشد

الجواب :-
الجماعات التي تدعو إلى الله كثيرة ومتنوعة وقد سبق السؤال من بعض الإخوان عن
جماعة التبليغ ، وهي جماعة من الهند والباكستان وغيرها يتجوّلون في بلدان
الدنيا في أوروبا وأفريقيا وأمريكا و آسيا وفي كل مكان , ولهم نشاط في البلاغ
,ولهذا سموا جماعة التبليغ يُبلغون الإسلام ويبلغون دعوة الله عز وجل, والناس
فيهم بين قادح ومادح كما تقدم,فمنهم من جهل أمرهم فذمّهم ومنهم من عرف أمرهم
ومدحهم وأثنى عليهم , ومنهم من توسّط في ذلك ,والذي قلنا فيهم أقدم هو الذي
نقوله الآن ؟ليسوا بكاملين ,عندهم نقص وعندهم غلط وعند رؤسائهم القدامى بعض
الأغلاط وبعض البدع ، لكن هؤلاء الأخيرون في الأغلب ليس عندهم شيء من ذلك ، إن
كان فعند رؤسائهم الأقدمين ، لكن هؤلاء الذين يتجوّلون الآن ينشدون توجيه
الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة وتزهيدهم في الدنيا ، وتشجيعهم على طاعة
الله ورسوله ، وقد تأثر بهم الجم الغفير .. يصحبهم الفساق والعصاة فيرجعون بعد
ذلك عباداً أخياراً قد تأثروا بهذه الدعوة .
هذا هو الذي علمنا منهم ،وقد صحبهم جمُّ غفير من إخواننا وعرفوا ذلك وعندهم
بعض النقص والجهل كما سبق وفيهم جهال يريدون الخير فإذا صحبهم أهل العلم
والبصيرة وأهل العقائد الطيبة نبّهوهم على بعض الأغلاط وساعدوهم على الخير
وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغاً ، أما ما صدر من اللجنة الدائمة لدينا
في الرئاسة منذ سنين فقد خفي عليهم بعض أمورهم، فصدر في الفتوى شيء غير مناسب،
وليس العمل عليها، بل العمل على ما ذكرناه آنفاً ، وإن الواجب على أهل العلم
هو التعاون معهم على البر والتقوى وإصلاح ما قد يغلطون فيه.
وهكذا غيرهم مثل جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الباكستان
والهند وغيرهم ، كلهم عنده نقص والواجب التعاون على البر والتقوى، والتعاون
على ما ينفع المسلمين والنقص يجب على أهل العلم أن يتعاونوا على إزالته
والتنبيه عليه حتى تكون الدعوة من الإخوان جميعاً متقاربة ومتعاونة ومتساندة ؟
حتى ينفع الله بهم الجميع ، فإذا اضطربت واختلفت أوجبت التنفير والشكوك
والبلبلة .
فالواجب على كل من لديه علم وغيرة إسلامية من أهل العلم أن يساعد في الخير وأن
ينبه على الخطأ من جماعة التبليغ ومن غير جماعة التبليغ ، هذا هو الذي نعتقده
في هذا كله في جميع الجماعات ، ما كان عندها من خطأ نُبهّت عليه وبُيّن لها
خطؤها ، وما كان من صواب شُكِرتْ عليه وشُجّعت على التزامه ونشره بين الناس
حتى تستقيم الدعوة إلى الله من جميع الجماعات الإسلامية ، ونسأل الله التوفيق
وصلاح النية والعمل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وآله وصحبه .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام
لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
15/4/1407ه