التكملة .........
ذاع في البلاد أن الأميرة بدر الدجى لا تتناول طعامها ، و أنها و اهنة لا يشفيها في الدنيا شيء إلا أن يكون لها عينان زرقاوان . وساد المملكة كلها حزن عظيم .
في أحد الأيام دخل على الملك شاب فطن مديد القامة ، بادي الشهامة ، وقال : (( يا مولاي ، أنا الأمير بدر الدين ! أنا أجعل ابنتك الأميرة بدر الدجى ذات عينين زرقاوين ! أنا أجعلها أجمل فتاة في المملكة ! ))
ظن الملك أن الشاب يهزل ، فنظر إليه نظرة غاضبة . لكن الشاب قال : (( أنا أعد ، يا مولاي ، أن يكون لابنتك عينان زرقاوان ! ))
ثم مال عليه وهمس في أذنه شيئاً . ابتسم الملك و هز رأسه موافقاً .
استدعى الملك وزراؤه و مستشاريه ، وقال : (( الأمير بدر الدين وعد أن يكون لابنتي الأميرة بدر الدجى عينان زرقاوان ! ))
ثم مال و همس في آذانهم شيئاً . فاسرعوا جميعهم يهزون رؤوسهم موافقين .
خرج كل واحد منهم إلى منزله و همس في أذن زوجته شيئاً ، و همست الزوجة في إذن جارتها شيئاً . وهمست الجارة في أذن قريبتها شيئاً . وسرعان ما كان أهل المملكة كلهم يتهامسون ، و يتشاورون و يهزون رؤوسهم . أما الأميرة بدر الدجى فكانت في أثناء ذلك تحبس نفسها في غرفتها ، وكانت تزداد يوماً بعد يوم شحوباً وضعفاً .
أجلس الملك الأمير بدر الدين إلى جواره ، ثم استدعى ابنته و قال لها ، و هو يشير إليه : (( الأمير بدر الدين وعد أن يمون لكِ عينان زرقاوان ، وأن تكوني أجمل فتاة في المملكة . ))
التفتت الأميرة إلى بدر الدين فرأته شاباً أسمر قوياً ، ذا هيبة و طلة ، فمال قلبها إليه .وسألته قائلة : (( هل تعد حقاً أن يكون لي عينان زرقاوان ؟ ))
قال بدر الدين : (( نعم ، يا مولاتي ! ))
(( و متى يكون لي عينان زرقاوان ؟ ))
(( مهلاً ، يا مولاتي ، إن لذلك ثمناً ! ))
التفتت بدر الدجى لأبيها لتطلب منه أن يدفع لبدر الدين ما يشاء . لكن بدر الدين أسرع يقول : ((الثمن ، يا مولاتي ،هوأنكِ عندما تصبحين ذات عينين زرقاوين لا تستطيعين أن تنظري في المرآة أبداً .إذا نظرت في المرىة مرة واحدة عاد إليكِ لون عينيك ! ))
برقت عينا الأميرة بدر الدجى . اختطفت فجأة عصا أبيها الملك الذهبية المنقوشة بالجواهر ، و أخذت تجري في ممرات القصر . جرى الملك وراءها ، و قد ظن أنها أصيبت بالجنون . وجرى بدر الدين وراء الملك .
.....................
.............................
.................................
....................................
عذراً سأكمل البقية في المساء