عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-22-2007, 01:29 PM
 
رد: الخصوصية...خطوة أولى نحوالاستقلالية

مما يذكر في كتب السير : ان معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه ، غضب على ابنه يزيد مرة ، فأرسل الى الأحنف بن قيس ليسألة عن رأيه في البنين فقال : ( هم ثمارقلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم ارض ذليلة ، وسماء ظليلة ، فإن طلبوا فأعطهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، فإنهم يمنحونك ودهم ، ويحبونك جهدهم ، ولا تكن عليهم ثقيلا فيملوا حياتك ، ويتمنوا وفاتك ) يشمل هذا الوصف جميع الجوانب الحياتيه والاجتماعية التي تربط علاقة الاباء بالابناء .

الشاهد من القول هو إلقاء الضوء على العلاقة بين الآباء والأبناء ومدى شموليتها وعمقها.

فتربية الأبناء على الاستقلالية والخصوصية في الشخصية هو لاشك من واجب الآباء تجاه أبنائهم ولكن لا ننس أن هناك هجمات شرسة يشنها أعداء الإسلام ويستخدمون فيها وسائلهم الخبيثة للهجوم على الإسلام وأهله وكتاب الله عز وجل وسنة الحبيب عليه الصلاة والسلام وفي مقدمة تلك الوسائل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع الانترنت.

وأكثر من يعنى باستقطابهم للضلالة والإغواء هم شباب أمتنا.

لذلك علينا وضع خطط وبرامج هادفة إلى مواجهة هجماتهم.

والمسؤولية في توجيه الشباب وتثقيفهم وضوابط حمايتهم من الفتنة واجبا شرعيا لحمايتهم من الانحراف وأول من ترتبط بهم هذه المسؤولية هم الوالدين ثم المدرسة ثم المسجد ثم وسائل الاعلام...

فعلى الأباء أو أولياء الأمور بصفة عامة الأخذ بالتوجيه الشرعي في تأهيل أبنائهم إلى كسب الخصوصية والاستقلالية البناءة البعيدة عن الضلال.

قال الله عز وجل:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6}" سورة التحريم

وقال خير البرية عليه الصلاة والسلام:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"

اقتباس:
، وبعد أن كانت شخصية الأبناء تكون قريبة ومتشابهة مع شخصية الأباء ، تغير الحال واصبح كل منها له توجهاته وأفكاره و معتقداته الخاصة التي تختلف تماما عن الطرف الآخر .
اقتباس:
ومفهوم الخصوصية أو الاحتفاظ بأسرار شخصية هو أحد المفاهيم الحديثة على القاموس الأسري ، والتي تمخضت عنها سلسة الاندفاع والتقدم الهائل لمجريات الحياة .


كي يكون للاستقلالية والخصوصية دور في السير إلى التقدم لا بد لنا من تتبعه والتخطيط له تخطيطا ممنهجا دون أن نحكم الخناق على الشباب وهنا نحتاج إلى الحنكة في معاملة الآباء للأبناء وذلك من خلال

-المعاملة الحسنة حتى نكسب ثقتهم وودهم وتفانيهم في الطاعة

-السؤال الدائم والخالي من الشك والاستجواب

-الحوار البناء

-الارشاد والملاحظة وهذا أهمهم.

وبهذا تكون الخصوصية والاستقلالية بناءة هادفة صالحة بعيدة عن الانحراف والتمرد.

جزاك الله خيرا أختي ميراج

بارك الله فيك وفي قلمك

موضوع قيم ومهم جدا فهو نقاش وحوار الساعة.

__________________