قال بعض الملوك لحكيم من حكمائه: عِظْني بعِظَة تنفي عني الْخُيَلاء، وتزهّدني في الدنيا. قال: فكَر في خَلْقك، واذْكُر مبدأك
ومصيرك، فإذا فعلت ذلك صَغُرَتْ عندك نفسُك، وعَظُم بصغرها عندك عَقْلُك؛
فإن العقلَ أنفعهُما لك عِظَماً، والنفس أَزْينهُما لك صِغَراً؛ قال الملك: فإن كان شيء يُعِينُ على الأخلاق المحمودة فصفتك هذه.
قال: صفتي دليل، وفَهْمُك محجَّة، والعلم عليّة، والعمل مَطيّة،
والإخلاص زمامها، فخُذْ لعقلك بما يزيّنه من العلم، وللعلم بما يَصُونُه من العمل، وللعمل بما يحقّقه
من الإخلاص، وأنت أنت! قال: صدقت.