عرض مشاركة واحدة
  #137  
قديم 07-12-2012, 04:06 AM
 
.













Eight

...


.
Part VIII of the novel the girl accursed..
.
..
..
.


دخـلت تونسيا وجثت بجانبي , شعرت بيدها الدافئة تلامس ظهري بحنية , رفعت نظري إلى وجهها ,

وجدت تلك الابتسامة الخالية من شوائب الحقد والكره متمركزة عـلى شفتيها , بطريقة تبعث

الاطمئنان عـلى القـلب , نزلت أول دمعة لتترك المجال للدمعات الباقية للنزول , لم تسمح لها

بالجفاف عـلى وجهي , بدأت تمسح دموعي من دون كـلل أو مـلل , لم أحتمل الأمر مؤلم , ارتميت

في حضنها و دفنت رأسي بين صدريها بقوة , وأنا أرجـو أن أرى الراحة هنا , أمسكت برأسي

وبدأت بتهدئتي , دخـل زايدن ونوا كـان المنظر حنين للغاية , كــانت تونسيا سعيدة جـداً لأنها وأخيرا ,

وجدت التقبل من شيلا , بينما مشاعر شيلا مختلفة تماما , فكـل ما كـان يهمها هو أن تجد ما يؤويها

, حتـى وإن كـان حضن السفاح لا يهمها , بعد مدة دامت لأكثر من عشر دقائق , نهضت شيلا وكـان

وجهها في غاية الاحمرار والحرارة , كانا الفتيان لا زالا يقفان عـلى الباب , أنهضتها تونسيا ,

وفتحت صنبور المياه وبدأت بغـسل وجـه شيلا , كـانت شيلا كالآلة لا يهمها , سـوى أن تضع رأسها

عـلى الوسـادة وتتوسد وسط أحلامها الهنيئة – كما تعتقد - ..اتكأت علـى تونسيا , وأنـا كـلي وهن

وتعب , ربما من البكاء المتواصل أو الرجفة الجنونية تلك , تبعانا نوا وزايدن بخطوات باردة وأنـا

أسمع أصوات همساتهم حول أذني , وصلت إلى غرفتي المثيرة للاشمئزاز , وجلست عـلى سريري

, كادت أن تخرج تونسيا ولكـن لابد لي من قـول شيء لابـد " آه " ألتفت لي باستغراب وقالت لي

بلطف " ماذا ؟ " , ترددت فليس من عادتي قول شيء لطيف لأحـدٍ قبلا , تبسمت وقـلت لها بصوتي

الهامس " شكرا لكٍ " ظهر احمرار خفيف عـلى وجنتها وقـد لحظتها بشدة , ابتسمت وقالت " العـفو

" وأغلقت الباب خلفها , أسندت رأسي عـلى الوسادة ونمـت من غير تفكير يذكر ,,



أصـوات همسات وضحكات عـالية , يبدو أن الجمـيع يعلم بأنني ملعونة , كيف ولماذا يعرفون ذلك ,

بدخـولي من باب الصف الكبير رأيت نوا وزايدن وتونسيا , يقفون بجانب بعضهم ويتبادلون الكلمات

ويضحكون بشدة , اقتربت منها راكضة , عانقت تونسيا من الخلف و قلت لها بصوت خافت مطمئن

" تونسيا جميعهم يكرهونني لا تبتعدي عني " صدمت بها حـين دفعتني للخلف بقسوة , ومشت بكـل

غرور وهـي ترمقني بتلك النظرات الحاقدة الحاسدة , قهقه نوا , وابتعد زايدن ببرود عني , تركوني

وحيدة في الصف , بوحدتي الحانقة , سمعت أحدهم يستنجد بي , رفعت رأسي ولا زالت الدموع عـلى

خدي منسابة , اقتربت من الصوت , لأصدم برين وهـو يطعن في كـل مكـان , والسكين يخرق جسده

ويخرج بقسوة ويعيد الكره مرة أخرى , من يمسك السكين لا أحـد فقط يرفع وحده تتناثر الدماء في

الصف , أصبح المكان بركة من الدماء الدافئة ، كان المكان باردا للغاية , برودة فضيعة جدا , لم

أستطع فعـل شي سوى الوقوف بجمود , اقترب وحش اللعنات الضخم , رفع رأسي بأظافره الطويلة

السوداء , وقـال لـي بصوته المتحجرش " شيلا كروس , 15 عاما , من كـأس البؤس , لعنتي للأبد ,

لعنة هانئة " وأختفى بعيداً عنـي ...



" مـــاذا " نهضت من السرير بسرعة , وضعت يدي المرتجفة عـلى قلبي الذي أسمع ضرباته

الشديدة , جبيني متعرق للغاية وكذلك كـل جسدي , تبا كـان كابوسا مفزعا , مفزعا جدا , نهضت

عـلى قدماي , لكنني سقطت أرضا , رفعت رأسي إلى النافذة كـان القمـر مكتملاً ولونه سـاطع للغاية

,قلت محدثة البدر بكـلامي " أتعتقد بأنني سأتخلص من اللعنة ؟ أم سأبقى متجنبة لبنوا البشر , إذا

أصبحت أبدية أريد العيش في العالم السفلي مـع وحوش اللعنات , هـل الملعـــــون كمـصاص

الدمــاء يبقى للأبد أم أن المـوت محتملا ؟ " ضممت قدمي نحو صدري , وبقيت أبكـي بصمت ...



كنت متشوقة لأراها كنت أركض بشدة في الممرات , لم أصدق أنها تنتظرني هناك , أمرها غريب

وسأكتشفه قريباً , فتحت الباب باندفاع والابتسامة العريضة المشرقة مرتسمة عـلى شفتي " صباح

الخـير شيلا ...أوه " لم أجدها لم تكن عـلى سريرها , تقدمت من النافذة بحركة لا إرادية , بقيت

واقفة أمامها وأنـا أنظر إلى المنظر كـان مملاً وبارداً كـانت الأشجـار التي قبالتها مـجردة من

الأوراق , وتبعث الرعب في قـلب الشخص , نظرت إلى شيء ما يتحرك بجانب السرير , لقد كانت

بشعرها الأحمـر المتناثر وعينيها القرمزيتين الظريفتين , تنظر لي باستغراب وعـدم استيعاب أعتقد

بأنها نهضت من نومها تواً , احمرت وجنتي وأنـا أردد في قلبي " ظريفة , ظريفة , ظريفة " ,

اقتربت منها , ولكـن شيئاً مـا أبعدني عنهـا , شعرت بالرعب من ملامستي إليها , اقشعر جسدي و

ارتجفت أطرافي , نظرت لي بتساؤل وقـالت باستغراب " تونسيا , " , لم أستطع فعـل أي شيء , بـل

بقيت أنـظر نحوها باستغراب تـــام مـن حالتي الغريبة هذه ...


......

كـانت تونسيا تحدق بـي بشدة , نبضات قـلبي في ازدياد كبير , لم أعـرف ما يجب عـلي فعله ,

فـاجأتني بسؤالها " مـا أنتِ بالضبط ؟ " , لم أستطع أن أرفع نظري عنهـا , كنت مندهشة ومستغربة

, كـيف أخرجت هذا السؤال من فمها , كـيف ظنت بأنني غريبة عنها وعـن عالمها , أو أصبحت ,

نهضت من الأرض بـعد أن جعلت الجـدية هـي ملامـحي الوحيدة حاليـاً " تونسيا , لم أحبذ أن أضعكِ

في هذا الموقف بهـذا الشكـل , يبدو بأن الطـفل الصـغير لمّـح لكِ بأننـي لستُ طبيعية .." قاطعتني

بقولها " طــفل ؟ " , رمـشت قليـلا , وابتسمت تـلك الابتسامة الـشاحـبة , جـلست عـلى السرير

بثوبي الأبيض الطويل , نـظرت إلى السقف وقـلت لها بنبرة هـادئة " ربمـا لن تصدقينني , ولكنـني

.." أنزلت نـظري من السقف ووجهته إلـى عينيها مباشرة , تمركزت البسمة الخبيثة شفتي الجـافة ,

و أردفت بحده " مـلعونة " لاحظت بأن نظراتها لم تتحـول سوى للاستغراب الأكـثر , تنهدت بشـدة ,

وشـرحت لهـا كـل ما يحـدث معـي وحـتى عـن محادثاتي مع وحش اللعنات , وكذلك رين الملعون ,

وكـل شيء حـصل معي بغضون هذا الأسبوع فقط , لم أجـد أي رعــب يذكـر فيهـا بـل كـانت ردة

فعـلها , شيء لا يــصدق , نـظرت لـي بعينيها العشبية العميقة , كـانت نظرتها لا تٌفسر , ولكـن

سرعـان ما تغيرت لتنهض عـلى السرير و تقـول بحمـاس زائـد للغاية " واو . واو . واو , يعنـي

بأنني أصبحت صديقة لفتاة ملعونة " نظرت نحـوها باستغراب شديد وسألتها وأنـا مقطبة حـاجبي "

بـل ما أنتِ بالضبط ؟ " رمت جسدهـا عـلى السرير بجانبي وقـالت وهـي تبدو سعيدة مـن كـل قلبها "

أتمزحيـن أنها أفـضل مغامرة قـد يمر بها أحدهم في حيـاته , بأن تكون مختلفاً عـن الناس , لك حياة

مختلفة , مخاوف مختلفة , شؤون مختلفة , بـل وحتـى تفكيرٌ مختلف , إنـه أجمــل شيء في الدنيا أن

تـكون مختلفاً عـن العـالم أجمـع , أوليس كــلامي صحيح ؟ " نظرت لها وكـلي دهشة من تفكيرها

الغـريب هذا , عـاودت سؤالي بملل أكثـر " فعـلا ما أنتِ بالضبط ؟" ضحكت مـن كـل قلبها , ولكنها

تحولت للجدية بلمح البصـر , اقتربت منـي ووضعت يدها عـلى كتفي " شيل أريدكِ أن تعلمي , بأنني

ومهمـا حـدث يستحيل بأن أبتعد عـنك إلا إذا .." وابتعدت عـني ,قليلا ,وأنزلت رأسها بأكمله ليتساقط

شعرها عـلى وجهها , وقـالت وهـي تحاول أن تبدو مرعبة " تلـبسني شبحٌ مـا " قهقهت بشدة وأنـأ

أضحك عـلى شكلها المضحك , سحقاً لها أضحكتني كثيراً لدرجـة الإدمـاع , عـلى صوت ضحكاتنا

المتتالية , دخـل الجادين الذي لطالما كـرهته من كـل قلبي , مشى بخطواته الواثقة والمتعجرفة

وبنظراته المخيفة والخبيثة تـلك , جلس عـلى السرير بكـل وقاحة بجـانبي , واقترب منـي , أمسك

بذقني وألحم كـلتا شفتينا ببعضها البعض , تباً له , حـاولت إبعاده , ولكنني أدركت بأنـها لم تكـن قبلةٌ

قـط , حين شعرت بـه يغرز أنـيابه فـي شفتي السفلى , تبـا إنه يمص , يمص دمـي , أهـو مصاص

دمـاء , سحقا أيريد قتـلي ؟ , حـاولت إبعاده مراراً ولكـن لا فائدة جسده لا يتزحزح , ثبت يدي عـلى

صدره , كـان صدره مليئا بالجروح , أدركت ذلك من الضمادات التي تحسستها أسفـل ملابسه ,

أحمرت وجنتي بشكـل ملحوظ ليس لخجل بـل اشتعال شديد من الحرارة الكبيرة , استسلمت وكدت

أسقط أرضـا من الإرهاق الشديد الذي نزل بي فجأة , ولكنه أبعـد يده عـن ذقني وثبتها عـلى ظهري ,

ليحتضنني أكثـر , وهـو يتلذذ بطـعم الدمـاء التي أشعر بأنها تخرج مـن عروق عروقي , متعبة أشعر

بالتعب , إنـه كسحب الدماء عبر إبرة دقيقة ولكنهـا تؤلم أكثـر وأضعاف أضعاف الدمـاء تخرج من

جسدي , مؤلم , دمعت عيني , نظرت آخـر نظرة لتونسيا قبـل أن أفقد وعيي بالكـامل ...



................



دهشت للغاية حين أتى هكذا وبكـل وقاحة ويقبلها , وأمـامي أيضا , كدت أمسـك قميصه من أعـلى

وأبعدها عنه , ولكن شرارات من اللهب تدفقت مـن حـوله لتبعد يدي , وكأنها تضع حاجز حمـاية لـه

من الأذى , أمسكت بيدي تبا , مؤلم , ولكـن ما صدمني أكثر هـو أن شيلا لم تكـن تمنعه من فعـل

شيء , بدأت ملامحها بالخمود أكـثر والخمول , لم أستطع فعـل شيء سوى النظر ,ليس وأن الأمـر

بيدي ولـكن فعلا كأن لا بد لي أن أفعـل شيئا ولكـن ألجمت عـن الحركة بـل المتابعة وفقط , لاحظت

بأنها أغمضت عينيها بـعد نظرة فعلا حركت مشاعري في هذه اللحظة كثيرا , نهضت من السرير ,

رأيته فتح عين واحد نظر لـي و تجاهلني وأرجع بإغماضها , وضع جسدها عـلى السرير وهـو لا

زال عـلى وضعه القذر , جعـل جسدها مسندا لجسده ليضع بكـامل حمله عليها , تبـا له منحرف معتوه

, " آ ..آ " هذا كـان جوابي حـين شاهدت الدماء تنزل من فمهما لا أعرف فم من بالضبط ولكنها

انسابت عـلى ذقن شيلا , صرخت بوجهه , وللغريب نهض هو أيضا , وابتعد عنها , عينيه أخذت

مجرى غريب , فقط ما لاحظته بشدة بأنه كـان يترنح يمينا ويسارا ويخبط بكـل ما هـو أمامه , حتـى

أختفى عـن أنظاري , اقتربت من شيلا رأيت فمها , كـانت فجرتان خفيفتان تتوسطـا فمها الجمـيل ,

وضعت يدي عـلى شفتها وقلت بأسى " مسكينة شفاهكِ عزيزتي " ...



.......



بـعد يومـان آخران من دون أحداث تذكـر , عدت إلى الجـامع المدرسي مرة أخـرى لم أرى جادين في

هذان اليومان , حقيقة خائفة مـنه ولا أريد أن أقابله , كـنت أضع ضمادة صغيرة عـلى شفتي , حتـى

لا يلحظون علامات الأنياب اللعينة تلـك , دخـلت إلى غرفتي وتونسيا تثرثر خـلفي من دون مـلل أو

كـلل ,أقفلت مجرى تنفسي , وخـرجت مـن الغرفة مسرعة , دمعت عيني وقـلت بحنق " مـا هذه

الرائحة سحقا بحجم السماء " قالت تونسيا بنفس غيضي وحنـقي " وكأنمـا ثمة أمـر متعفن هنـا ,

أنسيتِ شيئا هنـا , أوضعتِ أمـراً في الخزانة ونسيته ؟ " , استبعدت هذا الشيء , ولكن لا بد من

التأكـد , اقتربت من الغرفة أكثر , وتبعتني تونسيا , كتمت أنفاسي , ودخـلت إلى الغرفة أشغلت

الضوء الخـافت , واقتربت من الخزانة ونبضات قـلبي تزداد مـع كـل خطوة أخطوها , تمنيت من كـل

قـلبي بأن أكـون مخطئة , مـن كـل قلبي , رأيت بأن القفـل لا زال فـي مكانه , ازدردت ريقي بصعوبة

, أغمضت عيني , و حـركت مفتاح الخزانة مرتين متتاليتين لتصدر صوتا يدل عـلى فتحها , الرائحة

ازدادت عفناً , فتحت الخزانة , توقفت جوارحي عـن العـمل , لم أمـلك ســوى الصـــــراخ بكـل ما

أوتيت من قـوة في جسدي , تملك الرعب جسدي .بشدة , كـان ريـن و جسده أصبح رمادي متعفن

والديدان تخرج مـن جمجمته التي أصبحت هشة للغاية , شعراته لم تبقى بها شيئا ,كـانت عينيه

غائرتان كـانت حالته مشابه لحالة رجـل الأمن الذي

رأيت جسده في المستشفى , لم أستطع النظر إليه , أمسكت بي تونسيا وأخرجتني من الـغرفة بعيدا

عـن المـكان فـي الحديقة تحديدا , " تونسيـا أنـأ من قتلته , تونسيا لـقد حبسته في الخزانة لم أجـعله

يتنفس لـقد توفي بسببي تونسيا بسببي " أمسكت تونسيا بكتفي وقــالت بجدية بالغة " شيل توقفي

عـن لوم نفسكِ لم تفعلي شيئا , إنـه يبدو بأنه مـات بشيء آخـر , ألم تقولي لي بأنه ملعـون ؟ "

حركت رأسي موافقة لكلماتها ولكنني لم أهدأ بتاتا بـل بقيت بتوتري , نهضت تونسيا , وبدأت

بالاتصال برقم مـا , انتظرت الرد ثواني معدودة , لتبدأ الـقول بجدية عـن أمـر الجثة و العنوان وما

إلى ذلك عرفت بأنها تقصد الشرطة بحديثها , إنني مجرمة , ومجرمة كبــيرة أيضــاً ...



..
..
..

هــل شيلا مجرمة كمـا تدعي . أم أن كلام تونسيـا هو المنطق ؟

..
..


__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 06-05-2015 الساعة 12:10 AM