Part 3
تنهدَ بعد خروج إبنته ليجمع قواه على البوح بالخبر الكَدْر لابنائه و زوجته ..
وضع كوب الشاي الخاص به ليقول بعد او نظر ابناؤه إلى إليه :
- لدي خبر لكم ، و يجب ان تعرفوه جميعاً الآن بما ان كيت خرجت سأبوح به ، فليست لدي فرصه اخرى .
سكت معطياً فرصه لإبنائه بالتعليق .. لكنه لم يجد الا وجوهاً كتب على جبينها "اكمل" ،
اردفَ قائلاً و قد اخفض رأسه لينظر الى اسفل الطاولة الملتف هو و ابناؤه حولها :
- تقدم الى خطبة كيت ، .. إدوارد ابن ريتشارد ، و انتم تعرفون الاوضاع السيئة التي تحصل بين مملكتنا و مملكتهم ..، سيُحل الخلاف .. و سنجدد عقد التحالف معهم .. اذا وافقت كيت على خطبتها بإدوارد .
ساد الصمت المكان ..
رفع ليونارد رأسه لينظر إلى وجوه ابنائه و زوجته التي اصبحت شاحبه ..،
نطقت اليزابيث زوجة ليونارد .. و لازالت مصدومة :
- و هل ابنتي سِلعه تتاجر بهل لتربح ؟!
- لا .. عزيزتي .. انا فقط لا اريد شن الحرب .. انتِ تعرفين قوة مملكة سيلينا ، اليس كذلك ؟
كانت شفتيه ترتعشان عند نطقه لتلك الكلمات .. فلم يكن راضٍ هو اساساً بالفكرة .
وقف مايك الذي كان يسار والده ثم قال و الصدمة تعتليه كأنه قفز الى استنتاج خطير :
- هل اخبرت كيت بالخطبه ..، هل فعلاً انت تفكر في ان تزوجها بزير النساء ذاك !!!!
اخفض ليونارد رأسه و قد شعر بالذنب ..، حاول ان يدعي عدم إخبارها ، حاول الكذب .. او البحث عن عذر ..لكنه استسلم ليقول بنبرة حزينه:
- لقد اخبرتها .. و رفضت و بكت .
- كيف يمكنك ان تخبرها ؟!!! ، هي لا تعرف حقيقة تلك العائلة الخبيثه ، لو انها وافقت على ذاك !!!!!
صرخ بذلك مايك و قد إحتقنت الدماء بوجهه .. و ظهرت العروق عنقه ..، امسك زاكس يد اخيه مايك محاولاً تهدئته ..
نظر إلى عينيّ مايك البنيتين ثم وقف بعد ان جذب يد اخيه و استدار متوجهاً إلى الباب الابيض الضخم المُزين بالزخارف النباتيه بالون الذهبي ،
- إين تأخذني معك ؟!! .. الا تراني اتحاور حول موضوع مهم ؟!!
صرخ بذلك مايك و هو يسحب يده من اخيه و لكن دون جدى .. فقد كان زاكس ممسكاً بها و بشدة ، خرج كُلاً من زاكس و مايك من قاعة الطعام .. ،
اخذ زاكس يسير في ممرات القصر الواسعه المكسوه ارضها بسجاد احمر اللون ، و يتبعه مايك المرغوم على طاعته ، دون ان يدري الى اين هو ذاهب ، قطع تيار الصمت بينهما صوت زاكس الذي بدا مُستاءاً :
- انا لآ اريد من كيت ان تتزوج من ايدوارد ، و يضيع مُستقبلها !
تنهد مايك ثم سحب يده من اخيه و احاط بذراعه كتف زاكس الذي اخفض رأسه ثم استرسل ليقول بعد ان نظر بعينيه السوداوتان نحو مايك :
- انت تعرف ماضيّ السيء مع ادوارد ..، تعلم بإنه اخذ مني "سارا" في ليلة زفافنا ..، و تعلم انه استغلها رغماً عنها ، ثم استولى على مملكتها و قتلها ! ، لا اريد لكيت ان يكون لها نفس المصير ..
نزلت دمعه على وجنتيه بدون ان يشعر ، .. مسحها بسرعه ثم قال بعد ان تقدم بخطواتٍ ليصبح واقفاً عند بداية السلم الذي كان سجاد الممر متصلاً به ليكسوه بحمورته هو كذلك .. نزل بضع من درجات السلم و تبعه مايك الذي همَّ بالتحدث عندما وصل لآخر درجه من السلم :
- حسناً أنت لم تخبرني إلى اين ستذهب ؟!
- إلى كيت بالطبع ..
قالها بعد ان توجه إلى خلف السلم حيث ممر اخر ..كبير و مكسو بالسجاد الاحمر ايضاً،
و الكثير من الابواب البيضاء الذي يتراوح حجمها من "ضخم - متوسط - عاديّ " ، الا ان لهم شكلاً واحداً ، على الجهتين .. الجهه اليمنى و الجهه اليسرى ،
وصلآ الى باب الحديقة الخلفيه ، الذي يقع نهاية الممر الكبير ..
بحث زاكس بعينيه السوداوتان في الجهة الغربية حيث ورود الروز الحمراء تشكل حلقات صغيره حول نافورة بيضاء ينبع منها الماء لتشرب منه العصافير و يروي الورد المحيط به برذاذه ،
سمع صهيل حصان بالقرب من النافورة .. قال وهو يمشي بِبطء محندباً ظهره لكي لا يُرى :
- صوت حصان .. ! ، من تعتقد عند كيت ؟!
- لا اعلم ..
انحنى مايك ليصبح محندباً مثل زاكس ..، ثم توجهه الى يسار النافورة .. بينما زاكس توجهه الى اليمين ،..
لحظات حتى رأى اطراف فستان كيت القرمزي .. ، ثم اسرع بخطواته ليرى كيت متشنجةً في مكانها من دون حكراك بينما يقابلها شاب اشقر الشعر .. ازرق العينين بعد ان اتضح لزاكس بإنه امير مملكة كاميليا ..، وقف خلف كيت بإعتدال .. ثم قال بصوت جهوري يهز الكيان :
- لماذا امير مملكة كاميليا هنا ؟!
- شعار مملكة كاميليا !!
قالها مايك الذي وصل متأخراً كما يبدو ..
ادارت كيت وجهها لتنظر إلى زاكس الذي كان يرمقها بنظرات حاده ، تبدو مخيفة بعض الشيء .. اخفضت كيت رأسها ثم ادارت جسدها لتصبح مقابلة لنافورة عن يمينها زاكس و يسارها إليكساندر الذي اعتدل ثم انحنى مرحباً بمايك و زاكس ،
قال اليكساندر بنبرة رسميه يتخللها الاحترام :
- كنت احادث الانسة كيت قليلاً ..، سأرحل الآن عذراً على الازعاج ..
استدار متوجهاً إلى فرسه و قد كان مايك يقف بجانبه ..
كاد ان يمتطي فرسه ..، لولا صوت زاكس الذي اوقفه قائلاً :
- المعذرة ايها الامير اليكساندر ..،
ادار اليكساندر وجهه نحو زاكس الذي تقدم بضع خطوات ليصبح مقابله وجهاً لوجهه ،
إنحنى زاكس بإحترام ، ثم قال بعد ان اعتدل واقفاً :
- لن يخرج الضيف بدون ضيافه ..
حاول اليكساندر رفض الدعوة بحكم انها زيارة مفاجئة ، و لكنه في الاخير رضخ فهو لن يستطيع الهروب بإعذار مادام زاكس و مايك موجودان ..
__________________ |