تردد صوت والدها في خلدها حاملاً معه اخباراً تعيسه تفسد كل ما خططت له و استولت عليه :
- " وصلتني رساله من مملكة كاميليا يطلب فيها إليكساندر إلغاء الخطوبة "
عضت شفتيها بقهر ، ثم صرخت ليرتد صوتها إليها :
- ما الذي لا يعجبك بي بالضبط ؟!! ، ... احمق اترفض فتاة متكامله مثلي !!!! .. فالتمت !!
صرخت بتلك الكلمات و هي تضرب مرآتها و نار الغضب العارم يشع من عينيها العسليتين ،
لم تكتفي بضرب المرآة المسكينه .. بل همت بإسقاط كل ما هو امامها من زجاج عطر .. فرشاة شعر .. اساور ..، و قلائد .. كل ما هو امامها لم يسلم ! ،تشبه والدها اليس كذلك ؟! .. افراد تلك العائلة ينقلبون وحوشاً عند الغضب ..
______________
- كيف هي اخبار مملكتكم ، ايها الامير اليكساندر ؟!
نطق بتلك العبارة جورج الذي يجلس يسار والده ليونارد مقابلاً والدته اليزابيث ،
و التي بدورها كانت تبتسم لإليكساندر و ترتقب رده ..
اخفض اليكساندر كوب القهوة عن فمه .. ثم همّ قائلاً و علة وجهه إبتسامه لطيفه :
- الاوضاع مستقرة و لله الحمد ..
قالت اليزابيث و قد كانت تصفيفة شعرها البني عبارة عن كعكه دائرية :
- كيف هي والدتك ديانا ؟! ، مر زمن طويل منذ اخر مره التقينا فيها ،
- إنها بخير و لله الحمد ، يجب ان تزوريها يوماً ما جلالتك زوجة الحاكم ،
اخذوا يتناولون اطراف الحديث .. جون يقص عن مواقف مضحكة حدثت في المعسكر التدريبي للجيش ، .. مايك يتحدث عن بعض المشاكل التي و تم حلُها، و زاكس تحدث عن المعارك الذي خاضها .. اما جورج فقد كان حديثه عن السياسة و الدول و الامبراطوريات و غيرها ، لا عجب من حديثه السياسي الجاد و الجامد ،فهو الوريث المستقبلي على كل حال .. ، في تلك الاجواء الصاخبه ظلت كيت صامته دون اي تعابير تذكر ، فقد ظلت هكذا شارده و كأنها في عالم اخر حتى ايقضها سؤال والدها لإليكساندر :
- كيف هي اخبار خطبتك بإبنه حاكم "ايسنالي"
اتسعت عينا إليكساندر ، فقد كان يخشى ان يُسأل هذا السؤال .. توتر ، و تصبب العرق من جبينه ، .. "ماذا افعل .. كيت ستفهم بشكل خاطئ و تحدث مشكله ! ، .. منذ البداية لم يكن علي المجيء ثم تلبيت الدعوه .. كان علي الرفض و بشده !!" ،
قال بتلك الكلمات في داخله ، ثم هم بالحديث و قد شحب وجهه :
- إن...
- اتقول ان خطيبته ابنة حاكم امبراطورية ايسنالي ؟!!!
ضربت الطاولة بقبضتيها بعد ان صرخت بتلك العبارة موحهةً لوالدها ..، الذي دُهش من ردة فعلها .. و قد اومأ رأسه بلإيجاب ..
نظرت بعينيها الرماديتين إلى اليكساندر الجالس يمنها ..، و الذي بدا مصروعاً في تلك الاثناء حيث انه ينظر نحو كيت و قد تصلب من نظرتها الحاده و التي فسرها اليكس بعبارة "لقد خنتني"
- كيت سوف اشرح لكِ الامر ..
قال تلك و قد وقف بعد وقوف كيت .. ادارت جسدها عنه قم همت بالخروج قائلةً :
- ليس بيننا شيء .. ارحل الى مملكتك
اسرع بخطواته ليلحق بها، ، لكن جورج قد اوقفه بوضع يده على كتفه قائلاً :
- المعذرة ايها الامير اليكساندر .. ارجو ان تغفر لإختي ما بدر منها ، يبدو انها غَضبت لذا اصبحت منفعله ، و لكن هل لنا ان نسأل عن السبب ، بما ان الموضوع وصل الى هذا الحد !!؟
اغمض اليكساندر عينيه محاولاً تكوين الكلمات و صياغتها .. ، ثوانٍ حتى فتحهما ..، و انحنى إحتراماً للحاكم ليونارد ثم قال :
- انا احب كيت .. جلالة الملك ، و قد تقدمت لخطبتها بلإمس .. لكنني قبل وصولي تعثرت في الغابة بابوحل ، و اتسخت ملابسي ، فعندما تقدمت لها بتلك الهيئة لم تعلم انني امير .. ، خشيت ان تعتبرني خدعتها ، فأتيت اليوم لأُفصِح لها من اكون ، .. اسف على هذه الوقاحه ، و اعلم بإن لدي خطيبة مسبقاً ، لكنني لم اختر تلك الفتاة بنفسي ، بل تفاجأت بإن والداي خطبها دون استشارتي ، و ايضاً أخبرت والدي قبل ان آتي اليوم ... اني لن اتزوج الا الاميرة كيت ، .. و الان يجب ان اذهب اليها و احل سوء الفهم .. المعذرة ..
رفع رأسه ثم استدار راكضاً نحو الباب ليتبه كيت تاركاً خلفه وجوهاً طغت عليها الصدمة ..
خرج مسرعاً يتلفت يميناً و شمالاً و الحيرة تتملكه لا يعلم من اين يبدأ بالبحث عنها ..
- انت مندفع حقاً .. على الاقل اسأل اين ذهبت لتستطيع اللحاق بها ،
التفت اليكساندر لمصدر الصوت .. لم يكن سوى جون الذي كان مسنداً ظهره على الحائط بجوار باب قاعة الطعام ،
صمتت اليكساندر و هو ينظر الى جون و كأنه يقول له "اين هي،؟!"
فهم جون مغزى نظرات اليكساندر ثم قال و قد اشار بسبابته نحو الجهه اليسرى ، حيث نهاية الممر هو السلم :
- اما في الحديقه الخلفيه و التي تقع نهاية الممر خلف السلالم في الدور الاول .. او ،
و اشار بسبابته حيث الجهة اليمنى و التي كانت مليئة بلأبواب البيضاء المتوسطة الحجم الا باب واحد فقد كان ضخم كباب قاعة الطعام .. ، اردف قائلاً :
- في غرفتها ..
اومأ اليكساندر رأسه بلإيجاب .. ثم شكر جون و توجهه حيث السلالم مما اثار فضول جون قائلاً بداخله "اليست غرفة كيت اقرب ؟! "
______________
رشف من كأس النبيذ الذي بيده .. ثم سأل الخادمة التي طوقت يديها حول رقبته من الخلف :
- اذاً .. مملكة اورترا لم تجب بعد ؟!
قالت تلك الخادمة الخادمة ذات الشعر الاسود القصير :
- اجل ..
تحدثت خادمه اخرى و التي كانت تدلك قدمي ذلك الشاب ذو الشعر الكستنائي و العينان الخضراوتان و قد كانت تميزه تلك الشامه الصغيره الواقعه تحت طرف عينه اليمنى :
- هي لن تجرأ على رفضك حتى ..، لكنها فعلاً تأخرت !
ابتسم بخبث بعد ان رشف من كأسه ثم قال :
- الوعد في حفل تجديد عقد التحالف .. ايتها الاميرة كيت
_____________
وصل حيث شجر التوت الملتحمه اغصانه مشكلاً سوراً قصيراً ، لتظهر كيت وقد كانت تحدق في السماء التي على وشكِ الغروب و كأنها لا شيء ، جلس بجانبها و هو يجمع انفاسه المتقطعه .. ققد كان يركض و يركض باحثاً على بوابة الحديقة الخلفيه ، تاه في وسط الممرات رغم ان جون وضح له ذلك الا انه تلابست في مخيلته الصور .. سأل الخدم فدلوه أخيراً ليصبح بجانب كيت الان ..، قال بعد ان ملأ رئتيه بالهواء و اخرجه بهدوء :
- يبدوا انه المكان المحبب اليكِ ..
لم تنظر اليه بل ظلت تتأمل السماء و اللا شيء قائلةً ببرود :
- لماذا انت هنا ؟!
تنهد اليكس بعمق ثم قال :
- اعلم بإنك غاضبه . فكيف لشخص يطلب يد فتاة .. و لديه فتاة بالفعل ! .. انا لم اختر تلك الفتاة بنفسي لهذا لم اعترف بها ، و قد اخبرت والداي بإني لا اريدها .. لذا لا تقلقي و فكري في موضوع زواجي بك بش..
قاطعته كيت قائلةً بعد ان ادارت وجهها لتنظر في عينيه الزرقاوتين و قد ارسمت على شفتيها إبتسامه ساخره ..:
- اتظنني غاضبة بسبب امر كهذا ؟!
- إذاً ؟!
- احمق .. ، مالذي تريده من مملكتي بالضبط ؟! ..اتحاول خداعي بطلب الزواج مني ؟!
قالت ذلك و قد تبدلت ملامحها الساخره الى الجد و بعض الحقد و الكراهيه عند نطقها لجملتها الاخيرة ..
تصلب اليكساندر في حجرة ليقول بداخله مصارعاً كلمات كيت التي ترن بداخله " اهو معقول ..! ، هي تفكر بتلك الطريقه؟! ، هل تعتبر كل الامراء المتقدمين لها اعداء !، كيت التي احبها .. اكانت سطحية التفكير منذ البداية ؟!! "
-تم البارت3-
__________________ |