عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-26-2007, 09:23 PM
 
هكذا يفعل بنا عمالك!

لما دخل سيدنا عمر(رض) الشام تلقته الجنود ,وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ براس راحلته يخوض في الماء وقد خلع خفيه فجعلهما تحت إبطه ,فقيل له :يا امير المؤمنين الآن تلقاك الجنود وبطارقة الشام وانت على هذا الحال ,قال:إنا قوم اعزنا الله بالاسلام فلن نلتمس العز بغيره.
دخل على سيدنا عمر(رض) جندي يتفجر غضبا ويتميز غيظا قد اقبل من البحرين والقى في وجه سيدنا عمر ما كان في يده قائلا له :هكذا يفعل بنا عمالك؟!
فتناثر الشعر على وجه سيدنا عمر وصدره فهدأه عمر (رض)واجلسه الى جنبه ثم التفت اليه بعد ان ظن انه هدأ وساله عما به فرجع الرجل الى غضبه وقال له : ان عاملك على البحرين ابو موسى الاشعري امر بحلق راسي امام الجند من غير ذنب اقترفته؟
فقال له عمر(رض) ان كان الامر على ما ذكرت سنفعل به ما فعل بك,ثم التفت الى جلسائه وقال :لن يكون الجند كلهم كهذا الجندي من الانتصار لكرامته احب الي من كل ما فتحنا من امصار.
ان كلمة الامام عمر (رض) هذه هي مما يفتخر ويعتز به كل مسلم ويجب ان يسجل بمداد من ذهب.
ان هذين الموقفان للامام عمر بن الخطاب (رض) يفرض علينا اليوم ان نقف طويلا اما م هذين الصورتين التواضع لله والانتصار لله .
امير لاتهمه مناصب الدنيا وجندي لايخاف من الحق لومة لائم,اين نحن من هذا؟ امة الاسلام تذل وتهان لان ابنائها ارتضوا الذلة والمهانة بعد ان رضوا بالحياة الدنيا ,
الاسلام يربي اتباعه على العزة والكرامة وعلى عدم الخضوع الا للحق,قال تعالى(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
عندما كان المسلمون على شا كلة اميرهم عمر(رض) وممن سبقه كانوا اسياد الارض وكانت رايتهم خفاقة وكان العالم كله يصغي لمآثرهم وبطولاتهم. بالامس كانوا يطاردون الغزاة فيطوون الصحراء ويقتحمون البحار لينشروا العدل والاخاء ويدحروا الظلم والفساد .
ان روح النصر باقية مع بقاء تمسك العرب بدينهم وهذه حقيقة يدركها الاعداء ويجهلها مع الاسف اغلب المسلمون ,وان دروس الامس اكدت بلاشك هذه الحقيقة لقد حمل راية النصر رجال امنو بربهم وتمسكوا بدينهم فكان النصر معقودا بنواصي خيلهم.
يجب على كل مسلم ان يفهم اننا لانقاتل عدوا بعدد او عدة حتى ولو امتلكنا احدث الاسلحة الفتاكة فلن ننتصر وانما ننتصر بالرجوع الى الله والانقياد لاوامره.
ان نصر الله ياتي باتباعه واتباع سنة نبيه وخلفائه الراشدين من بعده.
ان قوتنا تكمن بتقوى الله والاعتصام به ,وهذا هو الطريق الوحيد الذي يقودنا الى العزة والرفعة والنصر.