عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 07-26-2012, 04:13 PM
 




البارت السادس

(ماوراء قناع البرودة )


وقال وهو يحاول كبح النيران المحرقة في صدره .."حسنا ..كما تشائين هذا قرارك "

أحست بقهره ورأت الحزن في عينيه رغم محاولته لإخفائه فقالت متأسفة لحاله "لم أكن أريد الوصول لهذه النقطة ولكني آسفة جدا..آس.."

فقطع جملتها حين قال ببرود غير معهود "فهمت ..لا حاجة للاعتذار هيا اركبي تأخرت عن محاضرتك "

انصاعت لأمره وركبت السيارة وهي تشعر بالذنب لما فعلته لكنها أخيرا تخلصت من أول مشكلة لها لكن ماذا تفعل أمام صديقتها ماري ..هي لن تسامحها أبدا وستجعلها تشعر بتأنيب الضمير مدى حياتها حتى وأن كان هذا حقها..وركب إيريك أيضا يحاول أن يبدو هادئا لكن من يلقي نظرة عمّا يحدث في داخله فأنّه حتما سيحترق معه ..وهكذا قاد السيارة إلى الجامعة في صمت ..أما آليس فلم تسترجي التحدث معه ..نزلت من السيارة ودخلت إلى الجامعة ..حضرت دروسها لكن بالها ظل مشغولا بحالة إيريك




على تمام الساعة الرابعة وفي تلك الكافيتريا التي تقع تحت بناية إدوارد على الطاولة يحتسي القهوة كالعادة ويجلس ستان قبالته يسند مرفقه على الطاولة ويقول بعتاب "لم أعهدك مهملا إدوارد ..تخلفت عن 3 مهمات كان يفترض أن ننفذها معا ..مالشيء المهم الذي يشغلك ..لا تقل لي إنه ذلك الرجل ثانية "؟

قال إدوارد ببرود وهو يمسح على شعره الحريري "لم أنسى ذلك الرجل حتى ابحث عنه ثانية ولن أتوقف حتى أجده "

قال ستان بهدوء "ألن تنسى الماضي إدوارد ...لقد صرت شخصا آخر الآن ..يجب أن تكون قنوعا بما أنت عليه الآن ..أرجوك لا توقع نفسك فيه ..أنت أدرى انه أقوى منك ومن جميع النواحي أيضا "

بدت علامات الضيق والغضب على وجه إدوارد وهو يتذكر ملامح ذلك الرجل جيدا ...بكل تفاصيل وجهه القذرة القاسية وقال وهو يضغط على قبضة يده بقوة "لا يهمني ..المهم أن أجده "

غضب ستان من عناده هذا وقال بحدة "وماذا ستفعل حين تجده ..هذا إن حققت ذلك "

إدوارد بنفس نبرته السابقة "اسمع ..هذه مسالة شخصية تخصني وحدي ..إني أجعل من نفسي المسئول الوحيد تجاهه ..لذا لا تتدخل وأنا أعني ذلك "

ونهض واضعا الحساب على الطاولة وضع يديه في جيب بنطاله وقبل أن يغادر استمع إلى جملة ستان الأخيرة التي جعلته يحقد على ذلك الرجل أكثر "إذا احذر أن توقع نفسك في الوحل مجددا ..أنت بالكاد خرجت منه "

لم يرد عليه إدوارد وخرج تاركا إياه في غمّ وحده ..إنه صديقه ويهمه أمره وحتى وإن كانت معاملته جافية فهو ممنون له بشكل من الأشكال..تطلع إلى القهوة المرتجفة في الفنجان أمامه وقال هامسا "أخشى أن يتهور ويسبب الأذى لنفسه "








ومضى المساء سريعا كالدهر وسيئا كبرودة الطقس للجميع

إيريك بجرحه العميق وآليس بذنبها عليه ..إدوارد بذكرياته المرّة وستان بقلقه عليه ..فحلّ الليل سريعا وأسدل ستاره الأسود على المدينة مبعثرا النجوم في كل مكان وطاردا الغيوم الداكنة فيكفي ما يلاقيه أبطالنا من هموم حتى يزيد المطر كئابتهم

" أنا قادمة "

كانت هذه جملة آليس وهي تركض إلى الباب لتفتحه ويا ليتها لم تفعل ...وجدت إيريك يقف عندها نصف يقظان ملابسه في فوضى على غير عادته وعيناه محاطتان بهالة سوداء وترسمان حزنا عميقا وقهرا لم يمّر به في حياته ...تطلعت آليس إليه قالت بدهشة "إيريك ما الذي حدث لك "

قال بنبرة متثاقلة وتباطئ وهو يدلف إلى الداخل بترنح " لا شيء ..عدا أنك ..حطّمت قلبي "

فقد توازنه وكاد أن يسقط لولا أن آليس أمسكت به وأسندته إليها رغم ثقل وزنه ...تسرّبت رائحة كريهة إلى انفها من أنفاسه وقالت بتقزز "أنت ثمل إيريك ..رائحة الكحول تفوح منك "

أمسكها من ساعديها بإحكام وقال وهو يهمس في أذنها " أنا أحبك آليس ..احبك ...لا تتركيني .ولن اسمح بحدوث هذا "

وأحست آليس بقبلاته تطبع عشوائيا ليزيد قرفها منه ومن تصرفه فحاولت إبعاده وهي تصرخ قائلة "إيريك ..ماذا تفعل ..ابتعد عني إيريك توقف أرجوك .."

ولكنه أبى تركها أو الابتعاد عنها بل أصر على ما يمليه عقله الغائب وواصل تقبيلها وهو يقول "أنت لي آليس ..أنت ملكي مامن أحد في الدنيا ..سيفرقنا "

يئست آليس من محاولة الإفلات منه فما عساه حسد صغير نحيل أن يفعل مقابل جسد قوي وكانت تصرخ أكثر كلما ضغط على ساعديها أكثر حتى صارت دموعها تنهمر بغزارة خشية أن يتغلب عليها ويفعل لها شيئا فصرخت فيه بنبرة بكاء حادّة "إيريك لا تكن أحمق أرجوك ..أرجوك توقف أنت لا تريد هذا ...ابتعد عني أرجوووووووووووووووووك "

وفجأة ومن دون سابق إنذار ابتعد جسد إيريك عنها بفعل قوة جذب هائلة كانت كفيلة بطرحه أرضا ..تطلعا آليس إلى منقذها وما كان إلا إدوارد الذي نظر غليها وقال "ألا يمكنك البقاء بعيدا عن المشاكل "

لم تجد ما تقوله في لحظة ضعفها هاته وركضت لحضنه تواصل بكائها في صدره ..لن تشعر لأمان إلا معه الآن ..وهو لم يقم بردة فعل بل أبعدها عنه وهو يقول بهدوء "إهدإي أنت في أمان "

وقفت أمامه وصارت تمسح دموعها وتنظر إلى إيريك الذي مازال على الأرض عندما شدها صوته الغاضب وهو يصرخ قائلا بحنق "أهذا هو سبب رفضك لي ...هذا المجرم "

استغربت كلمته الأخيرة لكنها تجاهلتها عندما سمعت إدوارد يقول ببرود "أطبق فمك وإلا فجّرت رأسك "

رفعت نظرها إليه وقالت بخوف "ماذا سايمون أنت لا تفكر في .."

قاطعها إيريك قائلا بسخرية وهو يحاول الوقوف "سايمون ..هههههههههههههه وكذب أيضا ..هذا اللعين المجرم اسمه إدوارد ..ما الذي استغلك فيه أيضا "؟

صدمت آليس تماما لما سمعته وقالت بغير تصديق "مستحيل "

وزادت صدمتها حين رأته يسحب المسدس من خصره فسارعت وأمسكت بيده تقول بخوف وترجي معا "لا سايمون أرجوك ..لا تقتله "

نظر إلى عينيها الحمرواتين من الدموع وأشفق على حالها ..نظر إلى هاتين العينين اللتان حوّلتها إلى شيء آخر ليقول بحزم وبرود "لن أسمح لأحد أن يلمس ما يخصني "

خفق قلبها حين سمعته يقولها ثانية وأيقنت تماما أنه يقصدها بكلماته هاته ..بقيت لفترة تتطلع إلى عينيه الساحرتين بعدها أفاقت لتقول وهي تحرك رأسها نفيا "لا أرجوك ليس هنا..لا تكن كما يقول ..أرجوك سايمون "

لم تهدأه توسلاتها وأبعدها بالقوة عن طريقه فأسقطها أرضا ..بينما أشهر مسدسه في وجه إيريك وصار يتخيّله كالدمية التي يتدرب على الرماية عليها ..واتته رغبة جامحة في قتله خصوصا كلمات إيريك الساخطة عليه زادته تحفيزا ..وشعر بها تسري في عروقه مجددا ..إنها نزعة القتل المجنونة التي لطالما رافقته في كل أفعاله ..وتخيل منظر الدماء الحمراء في كل مكان ..وضع أصبعه على الزناد وكاد أن يضغط ..إلا أ ن صوتا مليئا بالخوف والرّقة أخرجه من عالمه الأسود..صوتها يقول "إدوارد "

كم كان وقع اسمه على لسانها حلوا كالسكر ..جعلته يشعر بجمال اسمه والتفت إليها بحدة فبقي يحدق بها..إنها بصوتها الطفولي المرتجف إلى حد ما وخفة حركتها الطفولية أيضا على وجه التقريب تمثل شيئا جديدا في حياته ..تحكمت فيه بطريقة خفيّة فانصاع لها وهذا ما يبقيه منزعجا دوما لأنه ولسبب ما صار مهتما بما يحدث في حياتها سواء كان مهما او تافها وأصابه في تلك اللحظة انقباض لم يشعر فيه بحياته ..ما زاد ضعفه اتجاهها نظراتها المتقدة مرارة التي إليه وبعد تفكير أنزل مسدسه ليرتاح قلب آليس التي قالت بحزن " شكرا ..إنه ثمل ولا يعي ما يفعله "

بالكاد هدأ الوضع حتى قال إيريك بعصبية "مالذي تنتظره ...أقتلني هيا أقتلني "

خافت آليس أن يفعلها حقا ونهضت إلى إدوارد تقول بخوف "لا تستمع إليه أرجوك ..الشراب أثّر على عقله ..لا يعرف ما يقوله "

أبعدها ثانية وتوجه إلى إيريك مسلما إياه كلمة قوية جعلته يخر على الأرض صريعا بدون حراك ..تلك الضربة القادمة من قبضة حديدية أفقدته وعيه بمساعدة تأثير الشراب وآليس التي اعتقدت انه سيقتله جلست على الأريكة وتنفست الصعداء قائلة " يا إلهي ..أوقفت قلبي "

التفت إليها يعاتبها وقال بحدة "لم يصادف دوما وقوعك في المشاكل مع المنحرفين "

رفعت رأسها إليه وقالت بعد ما شعرت بما وراء نبرته "وهل تستثني نفسك أنت أيضا كذبت عليّ في أهم شيء يخصك "

انزعج من تلميحها وقال وهو يكتم غيضه "ذلك عملي ولا يحق لك محاسبتي "

نهضت من مكانها غاضبة وصاحت قائلة "لست أحاسب أحدا لكن أنت من عليه فهم معناه "

عادت نظرة البرود لتحتل ملامحه وقال بهدوء أعصاب "الإنتقاذ نقطتان والشكر صفر "

فهمت مقصده وأدركت خطأها فجملته هاته أشعرتها بالذنب للومه ..هدأت من روعها وقالت بحرج وأسف "اعتذر سايم...اقصد إدوارد ..شكرا أنقذت حياتي مرّتين وأنا أدين لك ..لكنك مخطئ في أمر واحد..كان عليك إطلاعي بالحقيقة قبل أن تتطور العلاقة.."

انتبهت لما قالته والتهب وجهها نارا وقلبها عنفا بضرباته وزاد ارتباكها حين سمعته يستفسر قائلا بهدوء " ماذا تقصدين "؟

إدوارد فهم ما قصدته لكنه أراد التسلية لا أكثر لهذا طرح سؤاله حتى يعلم جوابها هي فقد أنزلت رأسها خجلا وتطلعت إلى طرف خفها تلعب بخصلة شعرها قائلة بإحراج " لا شيء ..قصدت أنه أنا ....لا تهتم ..أنا .."

ثم رفعت رأسها إليه مبتسمة تقول حتى تغير الموضوع "لقد حضرت العشاء قبل قليل ما رأيك أن تأكل معي "

ضرب إدوارد بقدمه ضربة خفيفة لإيريك وقال "ماذا عن هذا "

نظرت غليه بحزن واحتقار معا ..لم تتوقع تصرفا دنيئا قد يصدر من إيريك نفسه ..تطلعت إليه وهو ملقى على الأرض كالميت وقالت "دعه وشانه...ضعه على الأريكة وغدا أتصرف معه "

حمله إدوارد ولم يكن بثقيل عليه ثم رماه على الأريكة مجبرا بعدها وضع المسدس على الطاولة وقال " من غير اللائق تركه هنا "

آليس " لا تقلق لن يسبب مشاكل طالما أنه نائم ..هيا للعشاء "

وسحبته إلى المطبخ من يده حيث لطعام جاهز على الطاولة..جلسا وصارا يأكلان في صمن بينما آليس كانت تحاول إيجاد تفسير منطقي لكل ما حدث ..كيف يعرف إيريك إدوارد ولم ناداه بالمجرم ؟..إن كان صحيحا فالمسدس الذي بحوزته خير دليل ..وربما كان شرطيا ..فرغم ذلك لم تشعر بالخوف منه بل أحست برابط قوي به وقد أعجبها كثيرا عندما تصدى لإيريك بقوة ..لكن مهلا ...تذكرت أهم شيء يجب أن تقوله فصاحت قائلة "لكن إدوارد كيف دخلت إلى هنا ؟"

انتهى من صحنه ونهض قائلا " كما تدخلين في العادة "

نظرت إليه وهو يتجه إلى الثلاجة ويفتحها ثم قالت باستغراب " عبر الباب ؟؟؟..... لكني لا أذكر أني قد رأيتك تدخل "

ولكنها صاحت فجأة عندما رأته يسحب صحنا يحوي قطعة من الحلوى وقالت "هيييييي هذه حلواي المفضلة ..لن تأكلها إنها لي "

ونهضت من مكانها حتى تعيد الحلوى وهي تقول بدلال "اعد لي حلواي هيا ..إنها المفضلة لدي ..هيا"

رفع الصحن عاليا حتى لا تصل إليه وهي التي صارت تقفز إليه حتى تلتقطه كن من دون جدوى بدت وكأنها فوق جبل عالي بينما قال إدوارد بهدوء" أين كرم الضيافة لديك ؟"

غضبت من تصرفه وقالت وهي لا تزال تقفز " لقد طار مني..اعد لي حلواي ..أرجوك إنها آخر قطعة "

أمسكها من رأسها حتى يبعدها وهو يقول ساخرا " ستضرك الحلوى وتخربين أسنانك "

نفخت وجنتاها وقالت بعناد أكبر "أنا لست طفلة حتى تنصحني..وأعد لي حلواي وإلا .."

ابتسم ساخرا وقال "وإلا ماذا..تغرقينني في بحر السكاكر "

طفح كيلها منه وصاح بحنق هذه المرة فبدت كطفلة صغيرة "أنا لست طفلة "

فأكمل سخريته منها لأن منظرها أعجبه قائلا "وبماذا تفسرين صغر حجمك تبدين كطفلة بعمر عشر سنوات "

آليس بانزعاج أكبر "أنا لست طفلة بل أنتم أفرطتم في الطول ..عملاق مغرور "

ورشّته بالماء من الحوض المتوضع تحت الحنفية في وجهه تماما وقالت بابتسامة انتصار خبيثة "تستحق أكثر من هذا لأنك تضايقني "

لكن سرعان مازالت تلك الابتسامة وحلت محلها توتر وخوف حين رأت نظرات عينيه الحادة لها فقالت بصوت اقرب إلى الهمس "آ آسفة "

وفجأة امسك بقطعة الحلوى وضرب بها وجهها فتلطخ بالكريمة كليا وغادر بعد أن قال ساخرا "تفضلي حلواك ..وإياك واللعب معي "

اشتعل رأسها غضبا وبدت كثورة بركان يصرخ قائلة بوعيد "إدوااااااااااااااااارد "

ومسحت وجهها مباشرة ثم خرجت من المطبخ لتوبخه إن وجدته في غرفة المعيشة وهي تقول "هذا الأحمق..سأقتله يوما "

لكن المفاجأة أنه اختفى ...نظرت إلى إيريك على الأريكة ..ولامت نفسها لأنها السبب في حالته لكن رفضها له ليست نهاية العالم ..ولم قد تصرف بهذه الطريقة هل لأنه أحس بان آليس قد تقع في حب غيره ؟...زفّرت بملل ثم قالت هامسة " آسفة لما يحدث لك إيريك "

ثم سألت نفسها قائلة " وأين ذهب إدوارد ..أنه حقا كالشبح "

بعدها اتصلت فورا بماري ولحسن الحظ أن ماري ردّت بملل تقول "نعم آليس ماذا تريدين "؟

آليس بهدوء "أخيرا سمعت صوتك ..كيف حالك عزيزتي "

ماري "بخير طالما أن أخي بخير "

انزعجت منها آليس وقالت بتذمر منها بعد أن تذكرت ما كان إيريك سيفعله بها "كفي عن حماقاتك ولا تقلقي أخوك هنا معي ..إنه نائم "

بدت الفرحة في صوت ماري عندما قالت "حقا إذا فالأمور جيدة بينكما ..هذا ممتاز "

آليس " لا.. لاشيء بيننا اتصلت حتى تطمئنوا عليه ..إنه الآن نائم .وبلغي سلامي إلى عمي رونالد وعمتي كاثرين ...تصبحين على خير "

وأغلقت الهاتف مباشرة حتى لا تسمع شيئا آخر يعكرها أكثر بعدها أطفأت النور وتأكدت أن كل شيء تمام ثم صعدت إلى غرفتها وهي تشعر بالتعب الشديد ...دخلت إلى غرفتها المظلمة ولم تشأ أن تنيرها لأن كل ما فكرت فيه هو أن تلقي جسدها المرهق على السرير وتنام ولا تفكر في شيء سوى الراحة ..وهذا ما فعلته لكنها فجأة أحست بشيء بارد يحوطها بقوة فانتفضت وقالت برعب "من هناك ؟"

ردّ عليها صوت هادئ وكان قريبا من أذنها كثيرا " الم تعرفيني ؟"

علمت من صوته اه إدوارد فاحتلها فورا شعور غريب وصار قلبها يضرب بعنف أكثر لقربه الشديد منها ..فقالت بدهشة وخجل معا " ماذا تفعل هنا ..ظننتك رحلت ؟"

قال وهو يدفن رأسه فيها "أرحل وذلك المجنون في البيت "

صار جسدها يرتجف توترا عندما قال ذلك وعندما سحبها إليه لتستقر في أحضانه تماما فقالت بارتباك " ألن تبتعد أريد أن أنام "

إدوارد "لا أستطيع اشعر بالبرد "

شعرت بالضيق منه وقالت "وهل أبدو لك كالفرن "

قال بانزعاج وهو يحاول النوم "اصمتي ونامي ..رأسي يؤلمني منك "

وهكذا استسلمت في حضنه وبدأت تشعر بالحنية عندما فاجأها بتذمره قائلا "نظمي ضربات قلبك غنها تزعجني "

اشتعل وجهها احمرارا وأمسكت بالغطاء بقبضتيها عندما شعرت وكأن قلبها سيخترق صدرها ويخرج وزاد ذلك الشعور بجملته "قلت هدئيها لا الزيادة من مقياسها "(كم أنت خبيث يا إدوارد ههههههه)

فصاحت فيه وهي تكاد تموت من خجلها " نم واصمت أليس لديك صداع في رأسك....مزعج "

وهكذا بذات تهدا حتى غلبها النعاس ونامت وهي تشعر بالأمان في حضنه

وخارج تلك الأجواء الدافئة المريحة..داخل سيارة حمراء بجانب المنزل ..جلست ربيكا على المقعد تسدد نظرات إلى الباب وتنتظر خروجه ..تنتظر لأكثر من ساعتين لكن من تريده لم يخرج بعد فأصابها بالملل والجنون وصارت تلعن كل شيء حولها لأنها في مثل هذا المكان وأخذت تحدث نفسها كالمجنونة "لم لم يخرج بعد ..أتراه مع تلك اللعينة "

ثم انتفضت وكأن حية لدغتها وقالت بسرعة " ربما تكون هي معشوقته ..لا لا يمكن سأقتلها إن كان الأمر صحيحا لن اسمح بحدوث هذا ..إدوارد لي أنا "

وراحت تضرب عجلة القيادة بكلتا يديها وتصرخ بحنق وانفعال "لا يمكن ..لم يحدث هذا معي ..لماذا ..ماذا فعلت هي حتى يفضلها عليّ..آآآآآآآآخ ..أكاد اجن "

ورفت رأسها إلى الباب علها تفتح الآن ألا وهي أمنيتها في هذه اللحظة في هذا الشارع الخالي والبارد وبعد نفاذ صبرها كليا قالت بحقد وحنق معا "لن أسماحهما عن ظل معها إدوارد الليلة "

وبقيت تراقب المنزل بعيون حاقدة ولب يتأجج نارا ..









في مكان آخر مظلم موحش جلس ذلك الصغير صاحب 10 سنوات يجمع نفسه من البرد وهو يستند إلى إحدى حاويات القمامة في زقاق رهيب.. لاشيء يسمع فيه سوى صفير الرياح المارة وهي تهز ثيابه بردا وأسنانه المصطكة...بقي ينظر إلى الجرذان التي تجول في المكان باحثة عن طعام بينما لم يجد ما يأكله حتى يسكت عصافير بطنه التي تستغيث منذ الصباح...تنهد الصغير حزنا على حاله وقال بصوت منكسر لا يخلو من الحزن "لم لا أملك عائلة كباقي الأطفال..لماذا ..لماذا رحل والداي وتركاني وحيدا ؟"

طرح هذا السؤال ولم يكن يبحث عن جواب لكن صوتا خشنا هادئا معا صادر من المجهول أجابه بسؤال ل آخر أعجب الطفل قائلا "وهل تريد أن تكون لك عائلة ؟؟؟"

رفع رأسه باحثا عن محدثه لكنه لم يرى شيئا بسبب الظلمة التي تلف المكان وقال بحيرة وخوف معا "من هناك ؟"

سمع خطوات منتظمة تقترب منه فظهر له شبح رجل متوسط الطول يتقدم نحوه وبقول بهدوء"اسمي ستيف ...الجميع ينادونني بالعم ستيف ..ما رأيك أن تكون واحدا منهم ؟"

نهض الطفل من مكانه وقد بدت السعادة على وجهه البريء وقال بفرح" حقا ..هل ستكون أبي وتشتري لي الهدايا "

قال ستيف ولم تظهر ملامح وجهه سبب الظلام "نعم سأوفر لك كل شيء لكن في المقابل أريد شيئا منك "

زادت فرحة الطفل وقال بغير تصديق "أي شيء سيدي "

بدا من صوت ستيف الفرحة وقال بهدوء وهو يمد يده إلى ذلك الطفل "سأخبرك فيما بعد ..تعال معي سنتعشى أولا "

مد الطفل الصغير يده لليد الممتدة إليه وهو يشعر بسعادة تغمره لكنه لم يدرك بعد ما القادم..كل ما فعله انه قد استجاب لفاعل الخير هذا ويعلم انه لن يجد من يمده بالمساعدة سوى فرصة من هذا المجهول النوايا...وسار معه يمسك بيده الخشنة يقول "شكرا لك سيدي...سأفعل من أجلك أي شيء "

ستيف " أنا موقن بذلك ..ما من شك في هذا "

ثم أردف يقول "إذا ما هو اسمك ؟"

رد عليه الصغير بهدوء "اسمي جون يا سيدي هل أعجبك "

ستيف ."نعم ..ستساعدني كثيرا جون وأعلم أنك لن تخذلني "

جون بسعادة ومرح طفولي بريء "أنا سعيد جدا سيدي ..سأبدأ احبك من هذه اللحظة "


نهاية البارت

قراءة ممتعة





__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-12-2014 الساعة 12:43 PM
رد مع اقتباس