" عطر الحب " The Scent Of Love مساكم و صباحكم ورد و جوري و ريحان!!!
اهلا باعضاء و زوار منتدانا العزيز!!
قريت باحد المنتديات رواية عجبتني كتير و حبيت انقلها لكم!!
الرواية من تاليف الكاتبة المبدعة فارسة ضوء القمر!!
ما اطول عليكم و اخليكم مع المقدمة!!
قاعة ضخمة..واسعة ، تلونت جدرانها باللون البني الرائق الذي يميل للصفرة ، و أرضيتها
الخشبية ذات اللون البني المحروق تغطت بسجاد مشمشي اللون فاخر الخامة .
على نهج القاعة الدائري ، ارتصت طاولات الحضور على هيئة دوائر صغيرة ، كل طاولة
جلس عليها ما بين 4 إلى 6 أشخاص...تلتمع كؤوس شرابهم الوردي تحت ضوء الثريات المذهبة المتدلية من السقف المزخرف .
على جهة اليمين ، سارت تلك الفتاة اليافعة..ذات القامة الممشوقة و الشعر
الذهبي اللامع و تنورة ثوبها القصيرة ذات اللون الأخضر تتراقص مع نغمات كعب حذائها العالي و هو يرتطم بالأرضية .
بدت متجهة إلى إحدى الطاولات في ذلك الركن الهادئ و على شفتيها ابتسامة اجتذبت أنظار كل الرجال بالقاعة سرقة .
وصلت إلى طاولتها المنشودة ، فقالت بلكنة انكليزية بحتة : هذه الحفلة أكثر من رائعة ! ما رأيك يا أبي ؟!
رفع الرجل الجالس بمقابلتها بصره إليها ، ثم قال بنفس اللكنة السابقة : أجل ! يكفي أجوائها الإنجليزية الساحرة !
جالت الفتاة بعينيها الزرقاء في المكان حول والدها و كأنها تبحث عن شخص ما ، ثم التفتت إليه مرة أخرى قائلة : أين تاليا ؟! أنا لا أراها ؟!
زم والدها شفتيه قائلاً بلا اكتراث : لقد كانت هنا منذ قليل ! اتجهت لأصافح أحد معارفي..
لربما طلبها أحد الشباب للرقص !
هزت الفتاة رأسها إيجاباً ثم استدارت مرة أخرى و لكن إلى ساحة الرقص الكبيرة التي توسطت القاعة .
وقعت عيناها على فتاة طويلة ذات شعر بني مسترسل على ظهرها بنعومة بالغة ، ترتدي ثوباً
زهري اللون و قد أمسك بيدها شاب وسيم الوجه ، يراقصها و عيناه معلقة بها..
اقتربت منهما و هي تنادي : تاليا !
استدارت تاليا إليها بعينيها الخضراء مبتسمة و قد توقفت عن الرقص : مرحباً توكو !
بادلتها توكو الابتسام و هي تقول مراقبة تصرف الفتى الذي بدا معجباً بشقيقتها لأقصى درجة : ألن تعرفيني برفيقك ؟!
أومأت تاليا بسعادة و قالت بشيء من الحماسة المتوارية : هذا مايكل و هذه شقيقتي توكو !
صافحته توكو و هي تتأمله ، لقد كان وسيماً فعلاً..طويل القامة عريض المنكبين ،
ذو وجه أبيض مع عينين رماديتين و شعر بني فاتح قد مشطه بعناية .
قال مايكل و هو يتأمل الفتاتين : حقاً أنا محظوظ الليلة ! لقد قابلت ملكتي جمال في هذه الحفلة الرائعة !
ضحكت الفتاتان على مجاملته و صوت تصفيق الحضور من حولهما لانتهاء الرقصة يعلو أكثر فأكثر .
حيته تاليا برقة بالغة و هي تصافحه : شكراً جزيلاً لك على المجاملة الرقيقة و على الرقصة الرائعة !
انفرجت زاويتي فمه بابتسامة رائعة قائلاً : ليتني كنت مقيم هنا ! لتمكنت من رؤيتكِ مرة أخرى !
و لكن تعرفين ظروفي كما رويت لكِ !
أمالت تاليا رأسها بقليل من الحزن تقول : لا بأس عليك ! مع وجود هذه النوعية من الأشخاص
الانتهازيين صعب أن تتمتع بحياتك !
أومأ لها و هو يقول منسحباً : تشرفت بلقائكما آنستاي !
ثم استدار راحلاً و كذلك فعلت الفتاتان ، سارتا بجوار بعضهما حتى طاولة والدهما فقالت توكو
و قد بدا عليها شيء من الإرهاق : هلا عدنا الآن يا أبي ؟! بدأت أشعر بالإرهاق و غداً يوم شاق !
أومأ لها والدها ناهضاً من مكانه فظهر بكامل ملامحه ، رجل قد خالط شعره الأسود خصال بيضاء رفيعة ،
بدا من حلته السوداء القاتمة الهيبة و الوقار على الرغم من ملامحه التي بدت و كأنه لم يتعدى الخامسة
و الثلاثين من عمره .
فسار هو و الفتاتان لخارج القاعة بهدوء ، حتى وصلوا إلى سيارة سوداء فاخرة فركبوها..قال السائق
الذي انتهى لتوه من إغلاق الأبواب للفتاتين : إلى القصر يا سيد ويلير ؟!
أومأ له ويلير قائلاً : أجل ! و أخبرني كم الساعة من فضلك !
قال السائق و هو ينظر بساعة يده : إنه منتصف الليل يا سيدي !
ثم انطلقت السيارة مسرعة إلى وجهتهم .
بعد حوالي ساعتين ، كانت كلتا الفتاتين بملابس النوم جالستين على إحدى الأرائك الملونة بغرفة توكو .
قالت تاليا و قد بدا الحزن على محياها : إنه شاب رائع ! والده و شقيقه الأكبر يعملان بمجال
الاستثمار الخارجي على نحو واسع ! لكنهم تعرضوا لنكبة مالية حادة فحجز المصرف على كل أملاكهم ..!
زمت توكو شفتيها متعجبة : هذا غريب ! لم يبد عليه الحزن إطلاقاً ! على العكس بدا مشرقاً و متفائلاً جداً !
أومأت لها تاليا و هي تنظر لعينيها الزرقاء قائلة : أظن أنه لو كان قد بقي يوم آخر لكنت قد وقعت بحبه بالفعل !
ابتسمت توكو و هي ترى الحياء قد بدأ يلتهم وجنتي شقيقتها فاشياً اللون الأحمر عليهما ،
فقالت هادئة : و ما الذي أجبره على الرحيل ؟!
قطبت تاليا بشدة و قالت بضيق خالطته نبرة حزن : قال لي أن والده اضطر لطلب مساعدة عمه الذي لا يعرف عنه شيء !
و بالمقابل سيجبره عمه هو و شقيقه على التزوج من ابنتيه القبيحتين !
ارتفع حاجب توكو الأيمن و قالت متعجبة : قبيحتان ؟! يا الهي..! ما هذا الرجل ؟! مسكين مايكل...
ستتزوج القبيحة بينما تاليا الجميلة تكاد تموت غيظاً !
فنظرت لها تاليا و انهالت عليها ضرباً بالوسادة الريشية قائلة : كم أنتِ غليظة غليظة ! تصبحين على خير يا غليظة !
ثم نهضت مسرعة إلى غرفتها و صوت ضحكات توكو المرتفع يلاحقها .
__________________ |