مر على وفاة السيد فوستر ثلاثة أشهر ..ﻻزالت كلارا محتفظة بجميع املاكه .. السيد فوستر غني لكنه متواضع وﻻ يحب الترف ..لقد كان ينتظر هذا اليوم ليرث لـ كلارا جميع أملاكة ..
كانت تمسك بـ معطفة المفضل وتضمة أليها بحزن ..
ثم أكملت :" يجب علي أن أفي بوعدي للسيد فوستر .." ثم أكملت بحزن .. "اتمنى ان استطيع ذلك .." ثم أكملت بقوة و أصرار .." جدي قال بأني سأتحمل المسؤولية وأني قوية .. سأكون كذلك لأجله فقط" ذهبت لتغيير ملابسها ولبست بنطال قصير يصل فوق ركبتيها لونه أزرق .. وسترة دون أكمام لونها أبيض ثم سرحت شعرها وجعلته كـ ذيل الحصان . كان منظرها جذاباً جدا وجميلاً .. فمنذ مدة لم تشعر بهذه اللذه .. او ربما بعد وفاة فوستر خاصة .. ثم بدأت بحمل كل ماتحتاجه فهي ستودع طوكيو .. أخذت معها كنزت جدها المفضلة و بعض من أغراضه وأيضاً عطورة المفضلة فهي تذكرها بجدها .. كانت واثقة من مقدرتها بتجاوز تلكَ المحن .. ﻻزال كل حرفٍ قاله لها جدها ملتصق بـ جدران دماغها .. أحست بأن الامل بدأ ينزرع داخلها مجدداً .. لقد حجز لها السيد فونك وأنتهى من كل شيء وحان دورها بأن تودع ذاك المنزل المليء بذكرياتها منذ طفولتها ..سالت دمعه على وجنتيها ثم مسحتها بسرعه وهي تنظر لمنزل ذكرياتها تلك ..
أبتسمت بأمل وهي تودع ذاك المكان .." جدي .. أمي .. أبي .. لن أخيب ضنكم للحظة لأجلكم سأصبح سعيدة .. أنتم محضى اهتمامي كله .. وحلمي هو حلمكم .." ثم وضعت كفها الايمن فوق الايسر على قلبها ونظرت بذاك البيت قائله :" ستضلون هنا ماحييت"
بدأت بالغناء بـ سعادة .. فحانت بداية تحقيق أحلامها ..
Waking up I see that everything is OK
The first time in my life and now it's so great
Slowing down I look around and I am so amazed
I think about the little things that make life great
I wouldn't change a thing about it
This is the best feeling
كانت كل من فونك وكاميليا يراقبونها بسعادة ويصفقون لها.. اقبلت أليهم بخجل وانحنت أليهم
فونك:" لم أعلم ان أبنة السيد فوستر تمتلك صوتاً رائعاً .. "
كلارا مبتسمة بحزن :" آهه جدي كان يقول هذا " ثم أبتسمت أبتسامة مشرقة :" حسناً طائرتي ستقلع وانا لم أذهب للمطار .."
فونك وهو يحمل حقائبها من أمام باب المنزل .. " حسناً ادخلي السيارة" ونظر إلى كاميليا قائلاً :" وانتي ياكاميليا أدخلي السيارة ريثما احمل الحقائب " .. جلست كاميليا بالمفعد الامامي وكلارا بالخلفي .. كانت كلارا متحمسة بعض الشيء وحزينة على فراق فونك و كاميليا ..
كانَ كل من كاميليا وفونك وكلارا يتحدثون طوال الوقت .. كانت كلارا تتحدث عن المنزل الذي ستسكن فيه .. لقد جهزه لها السيد فوستر من قبل ..توقفت السيارة على ذاك المبنى الشاهق .. دخلت المطار بـ سعادة غامرة .. فمنذ زمن ليس بقصير عن السفر .. عندما وصلو لـ موقع التفتيش .. حضنت كاميليا كلارا وهي تبكي "سأشتاق أليكـ كثيراٍ كلارا" أبتسمت كلارا لها برجاء " ﻻتبكي .." ثم اكملت :" كوني قوية "ضحكت كاميليا من هذا فـ كلارا تشبه السيد فوستر بتصرفاته .. ضمت كلارا السيد فونك :" لن انسى معروفكم لي مهما حييت .."
إذا بـ موضف الطائرة يقول"السيدة كلارا" نظرت أليه قالت :" آهه حسناً ." ثم ألتفتت إلى فونك و كاميليا وقالت :" الوداع .." ثم أسرعت لكي تلحق بالطائرة ..
وضعت كاميليا كفيها على وجهها فحضنها فونك ونظر ألى كلارا الراحلة قائلاً : " ربما ستختار هناك حياتها , هناك ستكون افضل بالتأكيد "
كاميليا بأبتسامة:"أرجو ذلك".
كانت كلارا متحمسة جداً لـلندن , فأسرعت بركوب الطائرة وبحثت عن مقعدها .. ساعدتها المضيفه على ذلك .. كانت بجانبها فتاة .. كانت كلارا بجانب النافذة .. اسرعت بالجلوس .. ثم بدأت تنظر من النافذة .. إلى ان أمر طيار الرحلة بربط الاحزمة ..كانت مستمتعه كثيراً بمجرد ركوب الطائرة .. ألتفتت ألى الفتاة التي بجانبها ..
كانت ذات بشرة سمراء .. شعرها ذو لون بني وعيناها زرقاوان .. وكانت ترتدي بنطال و سترة قصيرة الاكمام لونها برتقالي اللون .. كانت جميلة .. رجعت كلارا بعد ان تاملت تلك الفتاه دون ان تشعر .. أخرجت جهاز الايبود الذي تحملة و أشبكت سماعاتها الوردية فيه ثم بدأت برفع الصوت .. أنسجمت مع الاغنية وبدأت تغني دون أن تشعر .. لم يكن صوتها عاليا كثيراً لكن الفتاه التي بجانبها تستطيع سماعه بوضوح , ألتفتت الفتاه نحو كلارا وهي شاردة الذهن .. نظرت اليها كلارا و أنزلت سماعاتها بأستغراب .. ضحكت الفتاه ثم قالت :" تمتلكين صوتاً جميل" أبتسمت كلارا بخجل وقد وضح عليها .. ثم قالت بـ غرور و مزاح :" آوه أعلم أعلم "ضحكت الفتاه من تصرف كلارا ثم قالت بمرح :" مغرورة " .
ضحكَا كل من الفتاه وكلارا .
كلارا بـ مرح :" آهه هل أستطيع معرفة ما اسمك .."
أبتسمت الفتاه وقالت :" أسمي هو ساندرا أليسون " ثم أكملت "و أنتي"
كلارا:" اسمي كلارا ويليام فوستر"
ساندرا بدهشة:" آوه أ أنتي من عائلة فوستر"
كلارا بتساؤل :" آه أجل جدي هو فوستر .." ثم أكملت بحزن:" وتوفي قبل ثلاثة أشهر"
ساندرا بأسى :" آسفة لأجلك"
كلارا :" ﻻبأس لا داعي لكل ذلك .. لكن لم تخبريني من اين تعرفين عائلتي"
ساندرا:" أتمزحين؟ عائلة فوستر من العوائل المشهورة والغنية بالطبع سأعرفها"
كلارا وهي تضحك:" لم اكن اعتقد اننا مشهورون إلى هذه الدرجة.."
ثم بدأت كلارا بتحريك قدميها بملل ثم قالت:" ماهي السنه التي تدرسين بها "
ساندرا:" أنا بالسنة الثانيه من الثانوية وقررت اكمال دراستي بـ لندن ".. ثم نظرت لـ كلارا قائلة بمرح :" وانتي " أبتسمت كلارا ثم قالت:" مم أنا بالسنة الاولى من الثانوية..." أبتسمت ساندرا ووضعت اصبعها برأسها ثم نظرت لـ كلارا:" آه انتي بنفس سنة أخي .." أبتسمت كلارا بمرح :"حقاً .. " ساندرا :" أجل " ثم بدأت الطائرة بالتحرك .. أمسكت كلارا بالمقبض بقوة وأحست بأنها خائفة .. لكن أحست بأن يداً قد أمسكت بها نظرت لساندرا التي كانت تمسك يد كلارا لتشعر بالامان .. أبتسمت بشكر ..أقلعت الطائرة .. كانت كلارا بين كل لحظة تنظر من النافذة .. كان المنظر جميل للغاية .. لقد كانت السحب بالاسفل .. وكأن كل شيء انقلب رأساً على عقب .. ثم بدأت بالحديث مع ساندرا .. لقد أرتاح كل منهم للآخر ..
مرت ثمانٍ ساعات بسرعة .. بعد ذلك بدا الناس بالنزول من الطائرة .. كانت كل من ساندرا وكلارا يمشيان بنفس الطريق..ثم ما ان لبثو حتى وصلو إلى الدرج الذي يصل بين الطائرة و الارض .. همت ساندرا بالنزول وكان أمامها فتىً .. تذكر ذاك الفتى انه نسي شيئاً داخل الطائرة وهم بالصعود .. في هذه اللحظة كانت كلارا مشغولة بحاجياتها وهي تغلق حقيبتها وهي تنزل من هذا الدرج .. أغلقت حقيبتها ثم نظرت للامام لكن هناك سيد دفع كلارا دون قصد فأدى إلى سقوطها ..
كانت كلارا مغمضة العينين وﻻتدري ماسيحدث .. احست بأن هناك جسداً قد سقطت فوقة لكنه تمالك نفسه وقام بالامساك بها بقوة اكثر وضمها اليه, فتحت عينيها لتجد نفسها بأحضان شاب... ابتعدت عنه لتعدل من هيأتها ،لقد تحول وجهها للون الاحمر , اما الشاب بـ نظر إلى الجهه الاخرى بخجل.. ألى ان اتت ساندرا اليهم بقلق .. "كلارا أ أنتي بخير " كلارا وهي محمرة الوجنتين " آآ ر ربما اقصد أجل " كان الشاب ينظر إليها ويبتسم .. ثم نظرت ساندرا لذلك الشاب ثم قالت :"جين .. جيد انك كنت امامها .. ان لم تكن امامها لاصابها مكروه " نظرت كلارا لساندرا بأستغراب وقالت:" هل تعرفينه؟" أبتسمت ساندرا لها وقالت :"كيف لا أعرفه وهو أخي ... " نظرت إلى كل منهما .. ليس هناك شبه يعطي الصلة بينهم .. كان شعرة أشقر كلون شعر كلارا وعيناه ذا لون فضي كانت كلارا تتأمل لملامحه وهو ينظر لعيني كلارا طويلاً ، كان جذاباً ووسيماً بالفعل.. أذا بـ ساندرا تمسك بـ كلارا وتقول:"كلارا هل تسمعيني ؟" أحمرت كلارا خجلاً وقالت :" آه ماذا كنتي تقولين ؟" أبتسمت ساندرا ثم قالت باحباط :" أين كنتي وانا اسالك .. لقد سالتك إلى اين ستذهبين الان " بدأ كل منهم بالمشي ،كلارا"آآآ سأذهب إلى بيتي " كانت ساندرا بين كلارا و جين الذي ينظر إلى كلارا تارة وينظر إلى الطريق تارة اخرى ..
لقد خرجو من المبنى ( المطار ) كان جين يوقف سيارة التاكسي بينما ساندرا تودع كلارا .. ثم نظرت كلارا إلى جين و همست لنفسها .. "آه لم أشكرة " .. ذهبت إليه بخطوات مرتبكة وخجولة .. كان ينتظر منها ان تقول شيئا وكانت أبتسامتة على وجهه :" آه آشكرك كثيراً على " ثم صمتت بخجل وتذكرته عندما كانت بحضنه ثم رفعت رأسها وقالت :" على انقاذي من السقوط " أبتسم لها أبتسامة ساحرة جعلت قلبها يذوب منها .. ثم قال :" ﻻ داعي هذا واجبي كلارا.." شعرت بأن أسمها عندما ينطق بين شفتيه الوردية الجذابه له مذاق خاص حقاً ، أبتسمت له وهمت بالذهاب وهو ينظر لطيفها وهي تدخل السيارة .. إلى ان نظرت إليه أخته بغضب :"هيي سنطيل الوقوف هنا .. أنظر لسيارة الاجرة لها ساعه كاملة تنتظر والسبب هو أنت .. كانت تصرخ عليه وهي داخل السيارة .. أبتسم وضحك منها وجلس بجانب السائق.. |