عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-01-2012, 04:55 AM
 
البارت 2


في الصباح الساعة السادسة :

اخذت تنفض الثلج من على سور الشرفة وما حولها وهي تقول بتذمر : مطر وعواصف ثلجية وضباب

كثيف .. آآآه ياله من شتاء .


التفتت لها تلك الفتاة الحسناء ذات الشعر الاسود الطويل والعينان الزرقاوان الجميلتان وهي

تحتسي قهوتها الصباحية كعادتها : هوني عليكِ عزيزتي .. شتاء بريطانيا دائماً هكذا يبدو ان حياة

باريس اعجبتكِ وانستكِ شتاء لندن .


استدارت لها وهي تسدل شعرها البني الجميل وتنفض ملابسها : باريس ؟!! .. بل قولي روما او

آسبانيا لا بل الاكثر دفئاً منهما هي ..


قاطعتها بابتسامة ضاحكة رقيقة : آه رجاءاً لا تبدأي الآن .. اعجب كيف تستطيعين تحمل السفر

المتواصل هكذا .


- بل لااعلم كيف تحتملين البقاء بهذه المدينة طوااال العام .

- يبدو اننا سنظل نختلف بهذا الشأن .

- ام محقة .

ساد الصمت قليلاً حتى قطعته هيلين ( ذات الشعر الأسود ) وهي تقول بهدوء وقد غشى عينيها

حزن دفين : جوليا .

- هم

- ايمكن .. ان تبقي هذا الشتاء .. هنا .. معي .. لم يبق على عيد الميلاد الكثير .. وأريد ان اقضيه

برفقتكِ .


- اوه يا صديقتي العزيزة .. يبدو انكِ تشعرين بالوحدة مجدداً .

هيلين بابتسامة هادئة يملؤها الحنين : لا .. بل افتقد حقاً تلك الأيام التي كنا نقضيها معاً .. وكيف

كنا نعد للعيد ونحتفل به بسعادة سوياً .


- ام محقة ... لابأس لأجلكِ فقط .. سأتنازل عن رحلتي الجميلة لألمانيا t_t.

ابتسمت هيلين بسرور ولطف ثم عانقتها : شكراً لكِ عزيزتي .. ياصديقتي الوفية .

- ام لتعرفي قيمتي ^_^ سأكمل عصيري المنعش وانتِ اكملي قهوتكِ سيئة الطعم .

- ام سأفعل .. لكنها شهية .. لو تذوقتها مرة اراهن انكِ ستطلبين مني اعدادها لكِ كل مرة .

- سنرى لكن من المحال ان اتذوقها ههه .

اخذت الفتاتان تتسامران بسعادة بينما لاحت الشمس اخيراً هادئة من بين الغيوم الكثيفة .

باريس – 8:30

كان يجلس على الكرسي يقرأ جريدة حينما باغتته تلك السيدة الجميلة ذات الشعر الأشقر

والعينان العسليتان وهي تضع كوب القهوة على الطاولة امامه .

روزالين : تفضل ايها الوسيم .

- شكراً لكِ زوجتي الحبيبة .. يا اجمل امرأة عرفتها في حياتي .

- ام بكل تأكيد أنا الأجمل على الاطلاق ولن تر فتاة بمثل جمالي ابداً .

- ام محقة فأنا في الحقيقة لم ار لسواكِ .

- اقلت شيئاً ؟!

- آه لا لا .. كانت دعابة هههه .. تعالي اجلسي بجانبي عزيزتي .


جلست بدلال وارخت رأسها لكتفه بهدوء .

- روزا ..

- هم.

- فكرت بأن .. نقضي هذا العيد في انجلترا .. مارأيكِ .

- فكرة ممتازة حبيبي .. مضى وقت مذ التقيت عزيزتي هيلين .


- ام ارى اننا نهملها كثيراً ..علينا ان نعوضها هذه الفترة عما فقدته في سنوات غيابنا عنها .

نظرت له روزا بهدوء يخفي الكثير ثم نهضت بهدوء ووقفت امام النافذة تحدق في البعيد .

- مالأمر ؟!

- لاشيء ابداً .


- آه لاتقولي انكِ لازلتِ تذكرين الأمر .. حبيبتي مضى وقت طويل حقاً .

ظلت بصمتها وهي تختنق بدموعها ثم قالت بصوت متحشرج : ألا زال .. العرض قائماً .

نهض وترك كوب القهوة على الطاولة ثم وقف خلفها وأحاطها بذراعيه : حبيبتي .. انتهى هذا الأمر

منذ امد .. اخبرتكِ من قبل .. انه رأي والدتي وحسب أنا لم ولن افرط بكِ ابداً .. حتى لو ظللنا وحدنا

ولم نرزق طوال العمر بالطفل .. فلن افرط بكِ .. يا شريكتي الحبيبة .


- 19 عشر عاماً قضيناها معاً .. طوال هذه الفترة لم نرزق بأي اطفال .. الى متى سننتظر .. لا

اريد حرمانك من هذا .. اعلم كم تحب الاطفال .. وارى مدى سعادتك حين تلاعبهم وتلاطفهم ..أنا ..

لااريد ان اقسو عليك اكثر من هذا ..


وضع أنامله على شفتيها بلطف : اشش .. لااسمح لكِ بالحديث هكذا .. تتحدثين وكأننا اصبحنا

عجائز .. لازلتِ في السابعة والثلاثين من عمركِ .. تمسكِ بالأمل .. ثم اني لن اختار سواكِ

جميلتي .. فأنتِ اثمن من أي كنز في هذا العالم .. مالفائدة ان امتلكت طفلاً .. ولم تكوني معي

حبيبتي .


ابتسمت بهدوء وقد دمعت عيناها وهي تتأمله بامتنان فوضع انامله بلطف على خديها ومسح

دموعها ثم قبل مابين عينيها وضمها اليه بدفء احضانه المحبة ومشاعره النقية وأخذا يتأملان معاً

سماء باريس الجميلة


اميركا – 11:00

- مارك .. اسرع لقد جائت .

خلع مارك نظارته ونظر له بتعجب وهدوء : من تقصد ؟

- السيدة ماركينز انها تلائمك حقاً ايها الاعزب الاربعيني .

مارك ببرود مستاء : كف عن الصاق النساء بي .. ان اكون اعزباً لا يعني اني متلهف للزواج بأي امرأة كانت .

- لا تضيع هذه الفرصة من يدك .. اكملت الاربعين من عمرك ولم تتزوج بعد يا كسول .. انك وسيم

وكل الفتيات تتمنين نظرة واحدة منك .. لما تضيع عمرك هكذا .


- لا افعل .. سأتزوج حينما يحين الوقت المناسب .. يجب ان اجد الفتاة الملائمة لي اولاً فهي حياة

كاملة لا يمكن ان اضيعها كيفما كان ومع أي فتاة كانت .


- لكن ماركينز ...

- اعلم جميلة وذكية وعمرها مقارب لعمري .. لكني لااحبها .

- آه انت غريب الاطوار .

ابتسم مارك وكأنما يفخر بهذا اللقب ثم خرج بهدوء وهو يشير لرفيقه مودعاً بابتسامته الهادئة والواثقة .

كان مارك بني الشعر اخضر العينين وسيم الملامح .. ورغم كونه مرحاً لطيفاً مع الجميع .. الا انهم

كذلك يهابونه ويحترمونه اشد احترام .. اذ كان المثل الاعلى للجميع في كل شيء .

دخل للمستودع بهدوء واخذ بعض الملفات من الرف العلوي ثم تأملها قليلاً واخذ يتصفحها وخرج بعد

ان انهى عمله في ذلك المكان .. وفي طريقه التقى بعض رفاق العمل الذي بدأوا بالحديث معه

على عجل .

- اذاً ستغادر اليوم ؟

- ام .

- والى اين ؟

- الى انجلترا سأقضي هناك بعض الوقت .

- للعمل ؟

- بل للاسترخاء .. العيد مقبل وعلي ان آخذ قسطاً من الراحة .

- ام محق .. سنشتاق لك كثيراً وددنا ان نحتفل معاً بالعيد.

- لابأس ربما العام المقبل ^_^.

قالها وهو يخرج من المبنى بابتسامته الهادئة الجميلة ثم غادر بهدوء وركب سيارته وانطلق نحو

المطار بعد ان امر مرافقيه بارسال امتعته .

.....

التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 08-01-2012 الساعة 05:36 AM