08-01-2012, 04:57 AM
|
|
البارت 4 بريطانيا – 1:09 نزل من القطار وهو يجر حقيبته ومن خلفه مرافقيه يحملون بقية الأمتعة , ثم رفع برأسه للسماء بابتسامة مشرقة : سماء لندن .. انها غائمة طوال الشتاء .. ومع هذا لها رونقها الخاص .
انطلق في طريقه الى ذلك الفندق الكبير المميز ودخل الى غرفته الواسعة وهو يتأمل المكان .. ثم
توجه لتلك النافذة الكبيرة واخذ يطل منها على ضواحي لندن وشوارعها . - موقع هذا الفندق رائع ومميز حقاً .. يوجد الكثير من المتاجر هنا .
المرافق : اجل سيدي واكثر ما يميزه هو الخدمة الراقية والموقع .. انظر الى ذلك المتجر .. انه اشهر
متجر للحلوى في بريطانيا .. وكون هذا الفندق مجاوراً له ضاعف من شهرة كلاهما الفندق والمتجر
. - آها .. اذاً هو متجر مميز جداً . - اجل سيدي بامكانكم تناول شيء منه اليوم ان شئتم وتجربته . - ام بكل تأكيد سأفعل اما الآن اريد ان ارتاح قليلاً ..كانت رحلة طويلة .
- بأمرك سيدي .
انحنى له باحترام ثم غادر بهدوء بينما خلد مارك للراحة وهو ينعم بغرفته الهادئة الدافئة .
لندن – 6:30 – في الفندق
سدلت شعرها الحريري الأشقر على كتفيها وارتدت ثوباً احمر اللون جذاب ثم جلست على فراشها
تسرح شعرها , بينما كان يقف بجانب النافذة وينظر للخارج : اممم المكان مزدحم كالعادة .
روزالين : لما غيرت مكان اقامتنا هذه المرة ؟ - الكل يمتدح هذا المكان كما انه ملاصق لمتجر عمتكِ اليس هذا رائعاً ؟ - بلا .. كم اشتقت لها .. لو لم يكن المحل مكتظاً الآن ولو لم اكن متعبة لذهبت لزيارتها في الحال . - لاتقلقي بهذا الشأن واخلدي للراحة اميرتي .. سنقوم بزيارتها الليلة حتماً حين تنهي عملها ..
يجب ان نحضر هدية جيدة تليق بها ^_^ - ام محق , أما الآن فسأرتاح قليلاً . - ام وأنا كذلك . لندن – المساء – 7:29
متجر الحلويات
دخل كعادته للمتجر بهدوء .. انما توجهت عيناه مباشرة الى تلك الطاولة , حيث كانت هيلين
ورفيقتها تجلسان .. شعور عميق بالخيبة انتابه لما لم يجدها فجلس على مقعده المعتاد وهو
يحدق للخارج بشرود قطعه صوت اليزابث وهي تقرب فنجان القهوة منه : اهلاً وسهلاً بابني العزيز .
التفت لها مستدركاً : آه .. مرحباً عمتي .. شكراً لكِ .
قالها وهو يأخذ فنجان القهوة ويقربه من فمه ثم يشمه بهدوء كعادته .. ويبدأ في احتساءه ببطء وهدوء .
نظرت له اليزابث بابتسامة هادئة : انكما تحتسيان القهوة بالطريقة ذاتها
نظر لها بدهشة هادئة .
اليزابث وهي تجلس بهدوء : الن تخبرني من تكون تلك الجميلة .
سألها بسرعة دون تفكير : هل جائت مجدداً ؟
ابتسمت بلطف واومأت له بالايجاب فسألها من جديد بسرعة : ومتى كان هذا ؟ في أي ساعة
كنت في الفندق معظم الوقت ولم ارها تدخل للمتجر .
نظرت له اليزابث بدهشة وقالت والتعجب لايزال يعتريها : الساعة الخامسة .. جائت الى هنا مع
صديقتها .
جون بخيبة : آه .. الخامسة .. نعم لقد انشغلت بالعمل حقاً ..
ابتسمت اليزابث ضاحكة ثم ضحكت بلطف وهي تضع يدها على فمها محاولة كتمان ضحكتها حتى
دمعت عيناها بينما احمر خدا جون ماان استدرك موقفه ونكس طرفه بخجل شديد .
وضعت كفها الدافئة على كفه وهي تبتسم ابتسامة جميلة حانية: لقد دعوتها لكي نحتفل معاً غداً
بالعيد .. كما ودعوتها الليلة على العشاء فوافقت هي وصديقتها على القدوم ^_^.
نظر لها جون بدهشة وهدوء مخفياً سعادته التي ابداها في ابتسامة هادئة مشرقة ثم عاد
يحتسي قهوته باطمئنان وهو يدعي اللامبالاة بينما كان يخاطب نفسه : واخيراً جون .. اخيراً
ستلتقي بها بعد كل هذه السنين .. لكن هل تراها ستذكرك .
بعد قليل تحركت الاجراس المعلقة على باب المتجر منبئة بدخول احدهم فتوجهت انظار جون في
الحال للباب انما نكسها من جديد بخيبة حينما دخلت روزالين وزوجها وتقدمتا الى اليزابث التي
احتضنتها بكل حب وحنان وشوق :عزيزتي لكم اشتقت لكما .. لم اركما منذ وقتٍ طويل . - آسفة حقاً عمتي كان لدى جوزيف عمل كثير, للتو تمكنا من الحصول على عطلة مناسبة نقضيها هنا طيلة ايام العيد .
- - آه كم انا سعيدة بهذا عزيزتي تفضلا لو لم تأتيا لي لكنت طلبت منكما المجيء الى هنا بأسرع وقت .
جوزيف ( زوج روزالين ) : آه هل من خطب عمتي .
اليزابث بابتسامة جميلة : لن اخبركم بشيء الآن تفضلا اولاً وتناولا شيئاً , لابد انكما اشتقتما لطعامي ^_^.
روزالين : كثيييراً .. كما اني جائعة جداً .. افضل ان لا تستقبلي الزبائن الآن لأجلنا ^_^.
اليزابث بضحكة هادئة جميلة : ام بكل تأكيد .. على كل حال كنت سأفعل هذا فلدي ضيوف هذه
الليلة واردنا ان تكون ليلة هادئة قبيل العيد انما لا يمكنني ان لا استقبل الزبائن فهم احوج ما يكون
للمتجر هذه الليلة .. لا تنسي ان العيد سيكون في الغد وهم بحاجة للجاتو حتماً ^_^.
جوزيف : ام فالجاتو الذي تعده عمتي هو الأفضل على الاطلاق .
جلس الزوجين حول المائدة المخصصة لهما بينما دخلت اليزابث بسرعة الى الغرفة وجون يراقبهم
بهدوء وهو يحتسي قهوته , وبعد قليل عادت اليزابث لهما وهي تمسك بيد ماري الصغيرة وقد
البستها اجمل الثياب ورتبت شعرها الجميل وزينته بشريط مناسب لطيف .
نظر لها كل من روزالين وجوزيف بحنان ودهشة .
روزالين : من هذه الطفلة الجميلة عمتي ؟
اليزابث : انها صغيرتي الجميلة ماري .. طفلة يتيمة ووحيدة .. لكنها ذكية ورائعة حقاً .. ظننت انكما
ستكونا سعيدان برفقتها وكم ستكون سعيدة بوالدين محبين مثلكما .
اكتفت روزا بالصمت وهي تنظر للطفلة بدهشة ودموعهما تنهمر من عينيها .. ثم قربت الطفلة منها
واخذت تتأملها بابتسامة سعيدة حانية والدموع لاتزال تنهمر من عينيها وكان جوزيف يراقبهما
بابتسامة مطمئنة وتأثر .
روزالين للطفلة : مااسمكِ عزيزتي وكم عمركِ .
ماري ببراءة : اسمي ماريا وعمري 5 سنوات . - كم هو جميل صوتكِ حبيبتي .. اتقبلين ان تكوني ابنتي .. وأن أكون ماما وجوزيف بابا .
اومأت لها بالإيجاب ببراءة ثم قالت : جدتي قالت انكِ طيبة جداً وجميلة .
ابتسمت روزا بسرور وأجابتها : وكيف تريني انتِ ؟
ماري بعد تفكير : انتِ جميلة جداً ولطيفة ايضاً .
ضمتها اليها بسرور ونظرت لجوزيف بسعادة كبيرة : حبيبي اانت موافق .. لقد احببتها كثيراً .
ابتسم جوزيف ابتسامته الهادئة الدافئة ووضع يده على يد زوجته وهو يقول : بكل تأكيد عزيزتي ..
أنا ايضاً احببتها .. واشعر اننا سنكون عائلة سعيدة حتماً .
اومأت له بالايجاب ثم عادت تنعم بعناق الطفلة وهي تغمض عينيها باسترخاء وسرور .
جون في داخله : كم انتِ عظيمة اليزابث .. كنتِ محقة .. لكم هي كبيرة سعادتهما بها .. وكم كان
المهما عظيماً دونما اطفال .
قاطع تفكيره صوت الباب من جديد وقد دخل مارك بهدوء : مرحباً .
نظر له جون بتعجب هادئ : آه .. سيد مارك ؟!
نظر له مارك بدهشة ثم ابتسم بمرحه المعتاد وتوجه له : اووه جون !!! انت هنا .. لقد اتيت لأحتفل
بالعيد هنا وارى فندقك الذي حدثتني عنه انما لم تأتي لاستقبالي ايها المهمل .
- آه انا آسف رغم اني علمت بأنك قادم الى هنا وجهزت كل شيء لكني كنت منشغلاً هذه الفترة
حقاً .. لم اعلم انك وصلت .. كان عليك اخباري . - هههه لابأس لابأس المهم اننا التقينا ^_^ . - اعتذر حقاً لتقصيري . - لابأس لاتعتذر عزيزي . - من الجيد انك اتيت .. اننا نجتمع هنا الليلة أنا وعمتي اليزابث ومعنا ابنة شقيقها السيدة روزالين
وزوجها جوزيف وطفلتهما الصغيرة ماريا.. وهناك ضيفتان قادمتان قريباً حسبما اظن . - آه هذا رائع حقاً اتيت لأتذوق الحلوى بهذا المتجر لكثرة ماسمعته عنه من ثناء . - ام انها الأروع حقاً وانصحك كذلك باحتساء القهوة الخاصة هنا ايضاً فلها طعم مميز بالتحديد حين
تتناول معها قطعة جاتو شهية . - بالطبع سأجرب ^_^.
توجه معه اليهم وبدأوا في التعارف والتسامر معاً .. ومامضى بعض الوقت حتى تحركت الاجراس من
جديد وفُتح الباب .
دخلت وهي ترتدي ذلك المعطف الفاخر الانيق وتبتسم ابتسامتها الهادئة الآسرة , رفع جون رأسه
لها واذا بنظراتهما تلتقيان .. اخذ ينظر لها بصمت وذهول هاديء وهو يستعيد ذكرياته معها .. بينما
تلاشت ابتسامتها واخذت تحدق به هي الاخرى بحيرة وتساؤل .. وكأنها قد بدأت تشعر بتلك
الرابطة الخفية التي تربط بينهما .
التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 08-01-2012 الساعة 06:23 AM |