عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-01-2012, 08:59 PM
 
من لك بأخيك كله؟!!



يقول عمر وأرضاه:
[[ ما أُعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح يذكره بالله؛ فإذا رأى أحدكم من أخيه ودّاً فليتمسك به ]].



وما المرءُ إلا بإخوانه*** كما تقبضُ الكفُ بالمِعْصمِ.



ولا خيرَ في الكفِّ مقطوعةً*** ولا خيرَ في السَّاعد الأَجذمِ.



تمسَّك به مَسْكَ البخيلِ بماله ***وعضَّ عليه بالنواجذِ تَغْنم.



ويقول الحسن عليه رحمة الله:
[[إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا؛ لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة، ويُعينوننا على الشدائد في العاجلة ]].



إنْ يختلفْ نسبٌ يؤلفْ بيننا*** دينٌ أقمناه مقامَ الوالدِ.



أو يختلفْ ماءُ الوِصَالِ فماؤنا*** عذبٌ تحدَّر منْ غمامٍ واحدِ



يقول عمر رضى الله عنه: [[والله! لولا أن أجالس إخوة لي ينتقون أطايب القول كما يُلتقط أطايب الثمر، لأحببت أن ألْحق بالله الآن ]].



تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسراً ***وإذا انفردت تكسرت آحادا.



بنيان واحد.. جسد واحد.. أمة واحدة:



لو كبَّرت في جموع الصينِ مِئذنةٌ ***سمعت في الغربِ تهليلَ المصلينَ



وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا [آل عمرن:103].......



أيهجر مسلم فينا أخاه *** سنيناً لايمد له يمينه.
أيهجره لأجل حطام دنيا *** أيهجره على نتف لعينه.
ألا أين السماحة والتآخي *** وأين عرى أُخوتنا المتينه.
بنينا بالمحبة مابنينا *** وما باع امرئ بالهجردينه.
علام نسد أبواب التآخي *** ونسكن قاع أحقاد دفينه.



الإنسان قليل بنفسه، كثير بإخوانه.



ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلُّها *** كفى المرء نبلاً أن تُعَدَّ معايبه.



من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط .



تريد مبرأً لا عيب فيه *** وهل نارٌ تَفوح بلا دُخَان.



من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ، ألا فانظر لإخوانك بعين الرضا.



فعين الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلة *** ولكن عين السخطِ تُبْدي المساويا.



وكيف ترى في عين صاحبك القذى *** ويخفى قذى عينيك وهو عظيمُ.



بعض الإخوة ظلمة.. غير منصفين، يرون القذاة في أعين غيرهم، ولا يرون الجذع في أعينهم، فحالهم كقول القائل:



إن يسمعوا سُبّةً طاروا بها فرحاً *** مني وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا.



صمٌ إذا سمعوا خيراً ذُكِرت به *** وإنْ ذُكرت بسوءٍ عندهم أَذِنوا.



إن يعلموا الخيرَ أخفوه وإن يَعلموا *** شراً أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا.



أما يستحي من يعيب الناس وهو معيب؟!



فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب غيره، وكان حاله



لنفسي أبكي لستُ أبكي لغيرها *** لنفسي عن نفسي من الناسِ شاغلُ



**والكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،



والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأمانيّ



فلست بناجٍ من مقالةِ طاعنٍ *** ولو كنتَ في غارٍ على جبلٍ وعرِ.



ومن ذا الذي ينجو من الناسِ سالماً *** ولو غاب عنهم بين خافقتي نسر.
رد مع اقتباس