،*
[ مِنْ رياض الجنة في الدنيا ]
مِنْ رياض الجنة في الدنيا خدمةُ الوالدة ...
عن جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ أَنَّه جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ فَقَالَ :
" هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ " قَالَ نَعَمْ قَالَ : " فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا " النسائي /3053/
قد تكون هذه الجنة أقرب إليك من أي الجنان الأخرى ..
انظر فقط ...
انظر إلى أقدام أمك ..
سترى الجنة تحتهما ...!
إن كانت في المطبخ .. فيتحول أرض المطبخ .. إلى جنة .
وإن كانت ... في البيت يتحول أرض البيت إلى جنة ..
هل شعرت بذلك ..
وأسرعت لترتع في جنة الدنيا ...
من معاني الزم رجليها :
من معاني الزم رجليها فالجنة تحت رجليها أن تقوم بخدمتها ..
فلا تحتاجك في شيء إلا وجدتك أمامها ..
ولا تطلب منك شيئاً إلا كنت أول الملبين
ومن معان الزم رجليها أنها كيفما التفتتْ وجدتك ومتى احتاجت إليك رأتك ..
ما أبعدنا عن الجنان.. وهي قريبة منا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " البخاري /6007 /
قال ابن حجر في فتح الباري وهو يشرح هذا الحديث :
قال ابن بطال : فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار ,
وأن الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء , فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير
أن يأتيه , ولا في قليل من الشر أن يجتنبه , فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة
التي يسخط عليه بها .
وقال ابن الجوزي : معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة ,
والنار كذلك بموافقة الهوى وفعل المعصية .
إن الجنة قريبة جدا من أحدنا !!
هل فكرت أن تحمل حذاء أمك ...
إن هذا الحذاء أقرب إلى الجنة منك ..
إن كنت أنت عاقا لها ..
لقد دخل كثير من الناس .. جنة أمه في الدنيا ..
فأزال الله عنه الحزن .. وأذهب عنه الغمّ وخفف عنه - برضا والدته - هموم الدنيا
فهو يعيش في جنة الدنيا وموعده جنة الآخرة بإذن الله
وظلم كثيرُ أنفسهم ... فبحثوا عن الجنة في غير موضعها ..
بحثوا عن الجنة وهي أمامهم ..
وهي تحت أقدام أمهاتهم ...
لكنهم .. لم يوفقوا إليها .. فتراهم أكثر الناس حزناً وهماً ..
ما رأيت عاقاً لوالدته .. وهو مسرور على الرغم من أموال وقصور...
وما رأيت باراً لوالدته .. وهو مهموم على الرغم من ديون وجراح .
أسرع أخي لتدخل هذه الجنة ... قبل ... أن ترحل والدتك .. قبل أن تموت أمك ...
فيضيع عليك التمتع بالجنة في الدنيا قبل الآخرة ..
انظر إلى بر والدتك على أنه متعة لك من متع الجنة ولا تنظر إليه على أنه حمل ثقيل
وأمر كبير ترميه عن كتفك لترتاح منه فوالله ما الراحة في تركه إنما الراحة في فعله ...