عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 08-05-2012, 06:27 AM
 
.
.
.
أطلتْ إلى أعلى إحدى الأشجارّ بعينيها الرماديتينّ قائِلة : أشعُر بَـ الحُزنّ لأجلِ ميّو .. مِنَ الصعبّ تحمُل مثلّ هذا الشعورّ ..!
أيدتها صاحِبتُها وَهيَ تبحثّ بِـ جانِبّ القُمامة وَهيَ تُمسِكّ شعرها الأسودَ كيّ لا يتسخّ : فعلاً إنهُ مؤلِم .. لكنّ أينَ هيَ يا تُرى ؟
تربعتْ صاحِبة الشعرّ الأسودّ ، وَالعينينْ البُنيتينّ الداكِنتينّ : هذا مُزعِجّ .. لا يُمكِنُنيّ البحثّ وَأنا أفكِر في ميّو .. ماذا تفعلّ تحتَ المطرِ الآن ؟!!
رمتها صاحِبة الشعرّ الأسودّ الطويلّ ، وَالعينينْ الحمراوتينّ بِـ غُصنّ : ابحثيّ عن نيكو أيتُها الكائِنة الفضائية !!
تمتمتْ لورينّ ، وَهيَ تُحدِقّ في السماء الزرقاء : كائِنة .. فضائية ؟
رفعتْ أحدَ حاجبيها وَهيَ تلعبّ بِـ خصلاتْ شعرِها الثلجية : هل ستُتمتمينّ هكذا كُلما قُلنا لكِ كائِنة فضائية ؟ أصحيّ يا فتاة !!
نهضتْ لورينّ قائِلة : لا يُمكِنُنيّ .. سأذهبْ للبحثّ عن ميّو .. وَإنّ كانتْ نيكو أهمُ من ميّو بالنسبة لكِ يويّ .. فابحثيّ لوحدِك ...!!
~ آآآآآآآآآآآآآآآآهه ..
ألتففنّ جميعهُنّ نحوَ ذاكَ الشابّ ذو الشعرّ الأسودّ المُزرقّ ، وَالعينينْ الزرقاوتينّ الدكِنتينّ ، وَهوَ يُبعدّ قِطاً عن وجهِه ، وَقدّ خدشه بضعه خدوشّ : تــشــادّ ؟!!!
صاحتْ صاحِبة الشعرّ الثلجيّ ، بينما نظرَ إليها تشادّ : كات ؟
عاودَ بصره نحوَ القطّ : سأقتلُك لتخديشِ وجهـ...
سحبتُهُ كاتّ منه : لا ، لا .. إنهُ قطُ يويّ لنّ أسمحَ لكّ بِذلِك !!
قطبَ حاجبيه : أتُفضلينَ القِطّ عليّ ؟
~ ليسَ كذلِـ....
صاحَ بِها : لا أُصدِقّ أنكِ تُفضلينه عليّ ..!!
وَغادرّ ، نادتْ هيَّ : تشادّ ليسَ الأمرّ كذ....
~ اذهبيّ للجحيمّ !!!!
احتشدتْ الدموعّ في عينيها : يــكــرهُــنــيّ !!
حدقتْ صاحِبتْ الشعرّ الأسودّ ، وَالعينينْ السوداوتينّ وَالتيّ لمْ تكُنّ سِوا شارلوتّ ، وَهيَ سعيدة لأنها لنّ تُطرّ لنظرْ بِـ جانِبّ القُمامة مُجدداً وَهيَ تهمسّ : أهذا شِجارّ ؟ بِحق الله .. أيغارُ منْ قِطّ ؟!!
ضربتْ لورينّ رأسَ كاترينّ مِنَ الخلفّ : ستتصالحانّ في نهاية المطافّ .. وَ هل هذا هوَ نوعّ شِجارتِكُما ؟
نهضتْ وَهيَ تمسحّ دموعها : أجل ، هوَ هكذا دائِماً ، أرغبّ بِـ قتلِه كثيراً .. لطالما ضخمَ الأمورّ كمَّ يشاء .. سوف ينـ...
ألتفوا جميعاً نحوها ، وَهيَ تضحك ، تضحكُ بِـ شدة ، وَقدْ تناثرتّ دموعٌ منْ عينيها البنفسجيتينّ مِنْ شدة الضحِك ، صمتوا جميعاً ، أخيراً هدئتْ ، وَهيَ تضعّ يدها على قلبِها ، وَتقولّ : هذا الشعورّ .. هذا الشعورُ رائِعٌ جداً .. لمْ أشعُر بهِ منذو زمنّ !!
اقتربتْ منها صاحِبة شارلوتْ لتضعّ يدها على جبينها : آليس .. أأنتِ بخيرّ ؟!!! حرارتُك ليستْ مُرتفِعة !!
نظرتْ إليها آليسّ للحظاتْ ، وَبدأتْ بَـ الضحكّ مُجدداً ، بينما تقولّ من بينِ ضحكاتِها : جميلّ .. شعورٌ جميلّ .. لستُ حاقِدة .. أنا لم أعـ..
شعرتْ بِـ شيءٍ يصدِمْ بِـ رأسِها مِنَ الخلفّ ، فتآوهتْ وَهيَ تلتفّ لتنظُرّ إلى إليه ، وَقدّ رمى بِـ صخرة صغيرة على رأسِها : إنها تؤلِمّ !!
~ ضحِكُك المُتخلِفّ يؤلِمّ رأسيّ أيضاً ، مُزعِجة !!
وَسارَ تارِكاً إياها ، بينما تمتمتّ بِـ غضبّ : هل سيضلُ يقولّ " مُزعِجة " كُلما رآنيّ ؟ كرِهتُهُ مع أنِ لم آره إلا اليومّ !!
قالتْ شارلوتْ وَهيَ تُحدِقّ بها : كانتْ تضحكّ ، وَالآن غاضِبة .. أنا لا أستطيعُ فهمَ هذهِ الفتاة !!
نضرتْ لورينّ إلى الساعة لتصيحّ : التاسِعة وَالرُبعّ .. آوه لا !!
قطبتْ كاترينّ حاجبيها : ما الأمرّ أنتِ الأخرى ؟
ارتبكتْ بينما تقولّ : عليَّ الذهابُ حالاً .. إ...إللقاء !!
وَركضتْ مُبتعِدة ، شارلوتْ : غريبة !!
تجلِسّ على الكُرسيّ العامّ تحتَ المطرّ تتأملّ السماء ، لكنّ جذبتها هيئةُ صاحِبتِها ذاتْ الشعرّ الأسودّ ، وَالعينينّ البُنيتينّ الداكِنتينّ ، وَهيَ تركُضّ وَشعرُها مُتطايرّ منْ خلفِها بينما رسمتْ ابتِسامة سعيدة على شفتيها ، ألتفتْ أخيراً مِنَ عِندِ المُنعطفّ بِـ جانِبْ الحديقة ، وَفضولّ ميّو جعلها تنهضّ ، وَتلحقّ بِها ، وَبالفعلّ لحِقتها ، سارتْ خلفها حتى دلفتا إلى منزلٍ بدا مهجوراً ، صعدتْ لورينّ إلى الأعلى ، بينما ازدرقتْ ميّو ريقها لتصعدّ خلفها حرِصتاً على أنّ لا تُصدِرَ صوتاً ، ألتفت لورينّ في آخر الرِواقّ ، وَوقفتْ ميّو تختلسّ النظرّ مِنَ الزاوية ، دلفتْ لورينّ إحدى الغُرفّ ، وقفتْ ميّو بِضعَ لحظاتْ قبلَ أنّ تُقدِم على الدخولّ ، لكنها سارعتْ بالعودة حينَ شعرتْ بِـ لورينّ تخرُج ، اختبئتْ تحتَ إحدى الطاوِلاتْ في الرِواقّ ، وَحينَ تعدتها لورينّ ، لاحظتْ ميّو بِـ أنها غيرتْ ملابِسها إلى تنوره قصيرة إلى مُنتصفّ الفُخذّ سوداء اللونّ ، وَقميصّ أبيضّ ، وَمِعطفّ أسودّ قطنيّ بِـ قُبعة مِنَ الخلفّ ، مع حِذاء طويلّ جلديّ أسودّ ، خرجتْ لتلحقَ بِها ميّو ، وضعتْ لورينّ القُبعة على رأسِها لتخرُج تحتَ المطرَ ، وَتسيرّ ، وَميّو خلفها مهما حدثّ ، سارتا لبضعٍ مِنَ الوقتّ وَأخيراً توقفتا أمامَ ما بدا لِـ ميّو بِـ أنهُ محلٌ لأشرِطة الفيديو ، قطبتْ حاجبيها باستغرابّ ، وَانكرتْ كونَ لورينّ دخلتْ ، وَهذا المحلّ لمْ يفتحّ بعدْ فهوَ قيدّ الصيانة ، دلفتْ ميّو قبلَ أنّ يُغلقّ البابْ كيّ لا تُصدِرَ صوتاً ، وَاختبأتْ فوراً خلفَ كومةِ صناديقّ ، وَهيَ تسمعّ لورينّ تقولْ : لقد جِئتّ .. أأنتُم هُنا ؟
أطلتْ ميّو لترى فتاتينّ ، وَأربعةُ فتيانّ يخرجونَ مِنْ غُرفة في الخلفّ ، ابتسمتْ لورينّ وَهيَ تجلِسّ على إحدى الصناديقّ : إذاً أينَ هوَ ؟
أجابتها إحدى الفتياتْ : إنهُ مُتأخِرٌ كّـ المُعتادّ !!
قالتْ أخرى : هــيّ لور ..
قاطعتها لورينّ : لورينّ ، وَليسَ لورّ أكرهُ هذا الاسمّ !!
قالتْ بِـ ملل : لورينّ .. لورّ أياً يكُنّ .. المُهِم .. ألنّ تعترفيّ له ؟
احمرتْ وجنتيها قائِلة : لا أعتقِدُ ذلِك !!
جلستْ بجانبِها : وَلِمَ ذلِك ؟
هزتْ كتفيها : أنا لا أصلُحُ له .. لِذا ...
قاطعها ذاكَ الصوتّ : هل تأخرتُ كثيراً ؟!!
إلتفوا نحوه ، قالَ أحدُ الفتيانّ : مُتأخِرّ كالعادة ، سام ...!
حكَّ شعرهُ قائِلاً : لم أقصدّ .. فقدّ تشاجرَ والدايَّ مُجدداً وَ ..
~ لا تختلقّ المزيدّ .. يكفيّ هذا !!
نظرتْ إليه ميّو ، كانَ فتىً طويلّ القامة ، ذو شعرّ أبيضّ ، وَخُصلة سوداء كمَّ عينيه ، يرتديّ بنطالاً أسودّ مُمزقّ ، وَقميصّ أسودّ ، وَمعطفّ أسودْ خفيفّ رفعَ أكمامُه إلى كوعِه ، وَحِذاء أسودّ ، وَسلسلة فُضية حولَ عُنِقه ، قطبتْ حاجبيها مُدقِقَةً بهِ حتى همستْ : رأيتُه في المدرسة مِنْ قبلّ .. أنا مُتأكدة !!
انتهتْ الاستِراحة في المدرسة ، لاحظوا جميعاً اختِفاء حقيبة لورينّ بِـ شكلّّ مُفاجِئ ، وَأنَّ ميّو لمْ تعُدّ إلى الآن .. لكنّ لمْ يكُنّ بِـ مقدورِهمّ فعلوا أيّ شيء ، مرَّ الوقتْ ، إنتهى الدوامّ المدرسيّ ، وَلمْ تعُدّ أياً منهُما ، أخذتْ فايبرّ حقيبة ميّو إلى منزلِها لِـ تسأل عنها ، فأخبرتها والِدتُها أنها في غُرفتِها ، وَهيَ ترفُضّ أنّ يراها أيُّ شخصّ ، فَـ اتصلتْ بصاحِباتِها ، وَهيَ عائِدة للمنزل ، تُخبِرُهم بِـ أنَّ ميو عادتْ إلى منزلِها بخيرّ كمَّ يبدوا، أمَ لورينّ ، فلمّ تُجبّ على إتِصالاتِهمّ لأنها لا تملِك عُذراً بعدّ ، حتى وصلها تلكَ الرِسالة القائِلة ..
{ ماذا كُنتِ تفعلينَ في محلّ الفيديو القديمّ ؟ }
مُختصرة ، لكنّ كلامُها يحويّ الكثيرّ ، نظرتْ إلى الاسم لِـ تُفاجئ بِـ ميّو ، وَأجرتْ الاتصالَ فوراً ..
BrB ~
__________________
.
.
.
" اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القيوم لا تأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوم
لهُ مَا فِي السَماوَاتِ وَمَا فِي الأرْض مَنْ ذا الذي يَشفعُ عِندهُ إلا بإذنِه
يَعَلَمُ مَا بَينَ أيدِيهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بشيءٍ مِنْ عِلمِه إلا بِما شاء
وسِعَ كُرسيهُ السماواتِ وَالأرض ولا يؤودهُ حِفظهُما وهوَ العليُّ العظيم "
.
.