.
.
.
أطلتْ إلى أعلى إحدى الأشجارّ بعينيها الرماديتينّ قائِلة : أشعُر بَـ الحُزنّ لأجلِ ميّو .. مِنَ الصعبّ تحمُل مثلّ هذا الشعورّ ..!
أيدتها صاحِبتُها وَهيَ تبحثّ بِـ جانِبّ القُمامة وَهيَ تُمسِكّ شعرها الأسودَ كيّ لا يتسخّ : فعلاً إنهُ مؤلِم .. لكنّ أينَ هيَ يا تُرى ؟
تربعتْ صاحِبة الشعرّ الأسودّ ، وَالعينينْ البُنيتينّ الداكِنتينّ : هذا مُزعِجّ .. لا يُمكِنُنيّ البحثّ وَأنا أفكِر في ميّو .. ماذا تفعلّ تحتَ المطرِ الآن ؟!!
رمتها صاحِبة الشعرّ الأسودّ الطويلّ ، وَالعينينْ الحمراوتينّ بِـ غُصنّ : ابحثيّ عن نيكو أيتُها الكائِنة الفضائية !!
تمتمتْ لورينّ ، وَهيَ تُحدِقّ في السماء الزرقاء : كائِنة .. فضائية ؟
رفعتْ أحدَ حاجبيها وَهيَ تلعبّ بِـ خصلاتْ شعرِها الثلجية : هل ستُتمتمينّ هكذا كُلما قُلنا لكِ كائِنة فضائية ؟ أصحيّ يا فتاة !!
نهضتْ لورينّ قائِلة : لا يُمكِنُنيّ .. سأذهبْ للبحثّ عن ميّو .. وَإنّ كانتْ نيكو أهمُ من ميّو بالنسبة لكِ يويّ .. فابحثيّ لوحدِك ...!!
~ آآآآآآآآآآآآآآآآهه ..
ألتففنّ جميعهُنّ نحوَ ذاكَ الشابّ ذو الشعرّ الأسودّ المُزرقّ ، وَالعينينْ الزرقاوتينّ الدكِنتينّ ، وَهوَ يُبعدّ قِطاً عن وجهِه ، وَقدّ خدشه بضعه خدوشّ : تــشــادّ ؟!!!
صاحتْ صاحِبة الشعرّ الثلجيّ ، بينما نظرَ إليها تشادّ : كات ؟
عاودَ بصره نحوَ القطّ : سأقتلُك لتخديشِ وجهـ...
سحبتُهُ كاتّ منه : لا ، لا .. إنهُ قطُ يويّ لنّ أسمحَ لكّ بِذلِك !!
قطبَ حاجبيه : أتُفضلينَ القِطّ عليّ ؟
~ ليسَ كذلِـ....
صاحَ بِها : لا أُصدِقّ أنكِ تُفضلينه عليّ ..!!
وَغادرّ ، نادتْ هيَّ : تشادّ ليسَ الأمرّ كذ....
~ اذهبيّ للجحيمّ !!!!
احتشدتْ الدموعّ في عينيها : يــكــرهُــنــيّ !!
حدقتْ صاحِبتْ الشعرّ الأسودّ ، وَالعينينْ السوداوتينّ وَالتيّ لمْ تكُنّ سِوا شارلوتّ ، وَهيَ سعيدة لأنها لنّ تُطرّ لنظرْ بِـ جانِبّ القُمامة مُجدداً وَهيَ تهمسّ : أهذا شِجارّ ؟ بِحق الله .. أيغارُ منْ قِطّ ؟!!
ضربتْ لورينّ رأسَ كاترينّ مِنَ الخلفّ : ستتصالحانّ في نهاية المطافّ .. وَ هل هذا هوَ نوعّ شِجارتِكُما ؟
نهضتْ وَهيَ تمسحّ دموعها : أجل ، هوَ هكذا دائِماً ، أرغبّ بِـ قتلِه كثيراً .. لطالما ضخمَ الأمورّ كمَّ يشاء .. سوف ينـ...
ألتفوا جميعاً نحوها ، وَهيَ تضحك ، تضحكُ بِـ شدة ، وَقدْ تناثرتّ دموعٌ منْ عينيها البنفسجيتينّ مِنْ شدة الضحِك ، صمتوا جميعاً ، أخيراً هدئتْ ، وَهيَ تضعّ يدها على قلبِها ، وَتقولّ : هذا الشعورّ .. هذا الشعورُ رائِعٌ جداً .. لمْ أشعُر بهِ منذو زمنّ !!
اقتربتْ منها صاحِبة شارلوتْ لتضعّ يدها على جبينها : آليس .. أأنتِ بخيرّ ؟!!! حرارتُك ليستْ مُرتفِعة !!
نظرتْ إليها آليسّ للحظاتْ ، وَبدأتْ بَـ الضحكّ مُجدداً ، بينما تقولّ من بينِ ضحكاتِها : جميلّ .. شعورٌ جميلّ .. لستُ حاقِدة .. أنا لم أعـ..
شعرتْ بِـ شيءٍ يصدِمْ بِـ رأسِها مِنَ الخلفّ ، فتآوهتْ وَهيَ تلتفّ لتنظُرّ إلى إليه ، وَقدّ رمى بِـ صخرة صغيرة على رأسِها : إنها تؤلِمّ !!
~ ضحِكُك المُتخلِفّ يؤلِمّ رأسيّ أيضاً ، مُزعِجة !!
وَسارَ تارِكاً إياها ، بينما تمتمتّ بِـ غضبّ : هل سيضلُ يقولّ " مُزعِجة " كُلما رآنيّ ؟ كرِهتُهُ مع أنِ لم آره إلا اليومّ !!
قالتْ شارلوتْ وَهيَ تُحدِقّ بها : كانتْ تضحكّ ، وَالآن غاضِبة .. أنا لا أستطيعُ فهمَ هذهِ الفتاة !!
نضرتْ لورينّ إلى الساعة لتصيحّ : التاسِعة وَالرُبعّ .. آوه لا !!
قطبتْ كاترينّ حاجبيها : ما الأمرّ أنتِ الأخرى ؟
ارتبكتْ بينما تقولّ : عليَّ الذهابُ حالاً .. إ...إللقاء !!
وَركضتْ مُبتعِدة ، شارلوتْ : غريبة !!
♥
♥
♥
تجلِسّ على الكُرسيّ العامّ تحتَ المطرّ تتأملّ السماء ، لكنّ جذبتها هيئةُ صاحِبتِها ذاتْ الشعرّ الأسودّ ، وَالعينينّ البُنيتينّ الداكِنتينّ ، وَهيَ تركُضّ وَشعرُها مُتطايرّ منْ خلفِها بينما رسمتْ ابتِسامة سعيدة على شفتيها ، ألتفتْ أخيراً مِنَ عِندِ المُنعطفّ بِـ جانِبْ الحديقة ، وَفضولّ ميّو جعلها تنهضّ ، وَتلحقّ بِها ، وَبالفعلّ لحِقتها ، سارتْ خلفها حتى دلفتا إلى منزلٍ بدا مهجوراً ، صعدتْ لورينّ إلى الأعلى ، بينما ازدرقتْ ميّو ريقها لتصعدّ خلفها حرِصتاً على أنّ لا تُصدِرَ صوتاً ، ألتفت لورينّ في آخر الرِواقّ ، وَوقفتْ ميّو تختلسّ النظرّ مِنَ الزاوية ، دلفتْ لورينّ إحدى الغُرفّ ، وقفتْ ميّو بِضعَ لحظاتْ قبلَ أنّ تُقدِم على الدخولّ ، لكنها سارعتْ بالعودة حينَ شعرتْ بِـ لورينّ تخرُج ، اختبئتْ تحتَ إحدى الطاوِلاتْ في الرِواقّ ، وَحينَ تعدتها لورينّ ، لاحظتْ ميّو بِـ أنها غيرتْ ملابِسها إلى تنوره قصيرة إلى مُنتصفّ الفُخذّ سوداء اللونّ ، وَقميصّ أبيضّ ، وَمِعطفّ أسودّ قطنيّ بِـ قُبعة مِنَ الخلفّ ، مع حِذاء طويلّ جلديّ أسودّ ، خرجتْ لتلحقَ بِها ميّو ، وضعتْ لورينّ القُبعة على رأسِها لتخرُج تحتَ المطرَ ، وَتسيرّ ، وَميّو خلفها مهما حدثّ ، سارتا لبضعٍ مِنَ الوقتّ وَأخيراً توقفتا أمامَ ما بدا لِـ ميّو بِـ أنهُ محلٌ لأشرِطة الفيديو ، قطبتْ حاجبيها باستغرابّ ، وَانكرتْ كونَ لورينّ دخلتْ ، وَهذا المحلّ لمْ يفتحّ بعدْ فهوَ قيدّ الصيانة ، دلفتْ ميّو قبلَ أنّ يُغلقّ البابْ كيّ لا تُصدِرَ صوتاً ، وَاختبأتْ فوراً خلفَ كومةِ صناديقّ ، وَهيَ تسمعّ لورينّ تقولْ : لقد جِئتّ .. أأنتُم هُنا ؟
أطلتْ ميّو لترى فتاتينّ ، وَأربعةُ فتيانّ يخرجونَ مِنْ غُرفة في الخلفّ ، ابتسمتْ لورينّ وَهيَ تجلِسّ على إحدى الصناديقّ : إذاً أينَ هوَ ؟
أجابتها إحدى الفتياتْ : إنهُ مُتأخِرٌ كّـ المُعتادّ !!
قالتْ أخرى : هــيّ لور ..
قاطعتها لورينّ : لورينّ ، وَليسَ لورّ أكرهُ هذا الاسمّ !!
قالتْ بِـ ملل : لورينّ .. لورّ أياً يكُنّ .. المُهِم .. ألنّ تعترفيّ له ؟
احمرتْ وجنتيها قائِلة : لا أعتقِدُ ذلِك !!
جلستْ بجانبِها : وَلِمَ ذلِك ؟
هزتْ كتفيها : أنا لا أصلُحُ له .. لِذا ...
قاطعها ذاكَ الصوتّ : هل تأخرتُ كثيراً ؟!!
إلتفوا نحوه ، قالَ أحدُ الفتيانّ : مُتأخِرّ كالعادة ، سام ...!
حكَّ شعرهُ قائِلاً : لم أقصدّ .. فقدّ تشاجرَ والدايَّ مُجدداً وَ ..
~ لا تختلقّ المزيدّ .. يكفيّ هذا !!
نظرتْ إليه ميّو ، كانَ فتىً طويلّ القامة ، ذو شعرّ أبيضّ ، وَخُصلة سوداء كمَّ عينيه ، يرتديّ بنطالاً أسودّ مُمزقّ ، وَقميصّ أسودّ ، وَمعطفّ أسودْ خفيفّ رفعَ أكمامُه إلى كوعِه ، وَحِذاء أسودّ ، وَسلسلة فُضية حولَ عُنِقه ، قطبتْ حاجبيها مُدقِقَةً بهِ حتى همستْ : رأيتُه في المدرسة مِنْ قبلّ .. أنا مُتأكدة !!
♥
♥
♥
انتهتْ الاستِراحة في المدرسة ، لاحظوا جميعاً اختِفاء حقيبة لورينّ بِـ شكلّّ مُفاجِئ ، وَأنَّ ميّو لمْ تعُدّ إلى الآن .. لكنّ لمْ يكُنّ بِـ مقدورِهمّ فعلوا أيّ شيء ، مرَّ الوقتْ ، إنتهى الدوامّ المدرسيّ ، وَلمْ تعُدّ أياً منهُما ، أخذتْ فايبرّ حقيبة ميّو إلى منزلِها لِـ تسأل عنها ، فأخبرتها والِدتُها أنها في غُرفتِها ، وَهيَ ترفُضّ أنّ يراها أيُّ شخصّ ، فَـ اتصلتْ بصاحِباتِها ، وَهيَ عائِدة للمنزل ، تُخبِرُهم بِـ أنَّ ميو عادتْ إلى منزلِها بخيرّ كمَّ يبدوا، أمَ لورينّ ، فلمّ تُجبّ على إتِصالاتِهمّ لأنها لا تملِك عُذراً بعدّ ، حتى وصلها تلكَ الرِسالة القائِلة ..
{ ماذا كُنتِ تفعلينَ في محلّ الفيديو القديمّ ؟ }
مُختصرة ، لكنّ كلامُها يحويّ الكثيرّ ، نظرتْ إلى الاسم لِـ تُفاجئ بِـ ميّو ، وَأجرتْ الاتصالَ فوراً ..
BrB ~