عرض مشاركة واحدة
  #190  
قديم 08-06-2012, 06:23 PM
 
عندما يرى الإباضي من حوله من إخوانه وأقاربه ممن هم يشهدون بشهادة التوحيد ويقيمون الصلاة ويصومون ويزكون ويحجون ويعملون الأعمال الصالحة من بر للوالدين وصلة لأرحام والتصدق على المساكين غير أنهم متلبسين بكبيرة مثل الإسبال أو شرب الدخان أو غيرها من الكبائر فيرى الحكم الجائر في منهج بني قومه ومشائخه أن هؤلاء إن ماتوا على كبيرة فلا عبرة بتوحيدهم ولا صلاتهم ولا سائر عباداتهم وقرباتهم متأولين بتكلف قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) كل ذلك لتبعد الرحمة والمغفرة عن من مات من هؤلاء وهو على كبيرته زاجين بهم مع زمرة الكافرين الذين لم يسجدوا لله سجدة لا فرق بينهم وبين فرعون وهامان وكأن حالهم حال المنافقين الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان (وهم من ذلك براء) بمعاملتهم لهم في الدنيا على أنهم من أهل الإسلام وفي الآخرة من أهل النيران خالدين فيها كما المنافقين والكفر غير أن الاختلاف في الدركات فقط ،
وهم بهذا الحكم الجائر يبصر الإباضي المسكين في منهجه الذي يتبعه خلل حيث يرى فيه أنه لا عبرة للأية التي سبقت ولا بقول الله عز وجل (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقوله تعالى ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه أجراً عظيما) فيعيش في حيرة هذا التناقض العجيب الذي يجعل من المسلمين في الآخرة كالكافرين سواء بسواء لا فرق بينهم في المصير إن ماتوا على كبيرة.