جلست مع صديقي السلفي نتناقش في بعض الأمور السياسية المختلفة , وجاء ذكر سيناء فذكرت له أن الأمر في سيناء جد خطير بل وأصبحت بمثابة قنبلة موقوته وأن الخوف أن تصبح وكراً جديداً للقاعدة .. فسخر من الكلمة ووجدته يكرر " كاعدة " " كاعدة إيه "كل ما يحدث في سيناء هو " شغل أمن دولة " .. والحقيقة لقد صعقت من الإجابة وأنهيت الحديث ليس عجزاً عن الحوار بل يأساً منه ..
قبل الثورة وفي ظل النظام السابق كانت هناك حوادث في سيناء ولكنها متباعدة وغير ممنهجة مثلما نراه يحدث بعد الثورة وحالة الانفلات الأمني الرهيب الذي تعيشه مصر , فخط الغاز قد تم تفجيره الكثير من المرات وبنفس الطريقة , ومحاولة اقتحام قسم العريش , ونهاية بقتل جنديين مصريين منذ قرابة الأسبوع , ثم جاءت الكارثة والطامة الكبرى باستشهاد 16 جندي مصري دفعة واحدة وأثناء تناولهم لطعام الإفطار بشكل خسيس ودنئ , ومن فعلوا ذلك لا يمكن أن نصفهم بالإنسانية مطلقاً أو نلبسهم رداء الاسلام العظيم ..
العملية منظمة ومرتب لها على مستوى عال من التدريب والتخطيط.. لكن الهدف منها غير واضح حتى الآن وليس مثلما خرج علينا الاخوان المسلمون بتصاريح تافهة بأن الهدف منها عرقلة مرسي !!!! فهذا هو جل أهدافهم الحفاظ على الكرسي واي شئ يحدث هو مخطط ضد مرسي ..بل والأغرب أنهم دافعوا عن حماس وغزة حتى من قبل أن تتضح الصورة ..
المسألة حساسة للغاية ولا نريد أن نتورط لندين طرف معين بمسئوليته عن هذا الهجوم حتى تتضح الصورة ونرى ما تسفر عنه التحقيقات الجارية ... ولا أحب التسرع في الحكم على مثل هذه الأمور ,فالخيوط كلها متشابكة , فهناك من تطلق على نفسها " شورى المجاهدين " والتي أشارت في فيديو سابق أنها مسئولة عن بعض الأحداث السابقة , وهناك اسرائيل ومن يتبنى هذا الاتجاه وعلى راسهم الاخوان المسلمون وأذرعهم الالكترونية المنتشرة كالنار في الهشيم على الانترنت يشير لقيامها بتحذير رعايها من التواجد بسيناء منذ ثلاثة أيام , ولكن هذا مردود عليه بأن هذه التحذيرات تطلقها بين الحين والآخر وليس بجديد عليها و فالشواهد كلها كانت تشير لحدوث عملية كبيرة بعد العديد من الحوادث المتتابعة .. والبعض يشير يوجه أصابع الاتهام لمنظمة حماس وهو في نظري أمر مستبعد أيضاً لأن مصالحها باتت قريبة بعد وصول مرسي والاخوان لسدة لحكم , ولهذا نجد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية يسارع بنفي الخبر الذي انتشر بدك الأنفاق !!! رغم أنه عمل مشروع للدولة المصرية , فهذه الأنفاق شئنا أم أبينا تمثل خطراً على الأمن القومي المصري خاصة بعد استشهاد هذا العدد الكبير من جنودنا الأبرار , فماذا سننتظر أن يحدث بعد ذلك !
نحن مع اخواننا الفلسطينين قلباً وقالباً ولكن الأنفاق مصدر خطر دائم علينا , ويجب أن يتم الاسراع في المصالحة الفلسطينية حتى يمكن التفاهم بشأن معبر رفح كوسيلة شرعية آمنة بيننا وبين الفلسطينين تحقق التوازن بين الأمن المصري ومصلحة الفلسطينين التي نضعها في الاعتبار فهم إخوة لنا أولاً وأخيراً .
إن المصاب أليم وضرب الشعب المصري في الصميم , فهم أولادنا قتلوا غدراً وبطريقة لا انسانية ويجب أن نشعر بخطوات حازمة لا هوان فيها مع من تسول له نفسه المساس بأرضنا , ولك الله يا مصر