08-08-2012, 10:15 PM
|
|
الطّريق إلى جَهنم ! " خاصَ بِمعسكّر الصّيف " كنت شاباً ضالاً , مهملاً للصلاة وأحياناً لا أؤديها , أقترف الكثير من المعاصي والذنوب , وكنت أماشي أصحاب السوء .. وفي أحد أيام شهر رمضان , تحديداً في آخر يوم من شهر رمضان , سافرنا انا واصحاب السوء إلى أحد الدول المجاوره .. لشرب الخمور , والزنا والفواحش , واللهو والمنكرات .. وكان السّفر براً , حتى تكون المتعة أكبر .. حيث يمكننا التّنقل بالسيارة .. وبما أن الطريق كان طويلاً بعض الشيء, غفوت قليلاً .. وعندما أستيقظت ونظرت إلى أحد لوحات الإرشاد إذا بي أرا : جهنم 300 كم !! تعجبت من ذلك وأخبرت أصدقائي بذلك , لكنهم سخروا مني وقالو : نم نم بس .. بدأت أقلق .. وبعد حين مررنا بلوحة أخرى .. وأنا أرى جهنم 200 كم !! أصررت على أصدقائي أن ينزلوني , أنزلوني .. بعدها وقفت قرابة السّاعة أنتظر سيّارة أجرة لترجعني .. ركبت مع رجل يقود شاحنة .. وكان يستغفر ويقوَل لا حول ولا قوة إلا بالله ! .. سألته عن سبب ذلك . فقال : رأيت حادثاً فظيعاً للتّو , ثلاث شباب أنقلبت بهم السّيارة وأحترقت , وتوفي إثنان والثالث نقل إلى المشفى .. سألته عن مواصفات السيارة وأخبرني .. لا إله إلا الله ! إنها سيارة أصحابي ومن بعدها أعلنت توبتي .. أنا ورفيقي بعد أن تعافى .
.
.
وهكذا أنهى عبدالله قصّة توبته التي كان يسردها لأصدقائه الجدد ,, وعاد إلى منزله لتناول السّحور , وكان متحمسَاً لصيام شهر رَمضان
فهو أول رمضان سيصومه بعد إعلان توبته , بعد أسبوع .. بدأت فعالية " رمضان غيرني " في المسجد , وهي فعالية تقام كل رمضان في العشر الأواخر فقط ! والتي تتطرق إلى إحسان الشباب في رمضان .. فهم يفطرون الصّائمين ويقومون بالعديد من أعمال الخير الأخرى .. وبدأت الفعالية ,, وفي أحد الأيام , طلب مدير الفعالية من عبدالله أن يصف شعوره وفرحته بشهر رمضان قال عبدالله وهو يصف ذلك : " ما أجمل رمضان وما أحسن أيامه، سبحان الله! كل هذه اللذة وهذه الحلاوة ولم أذق طعمها إلا هذا العام، أين هي عيني كل هذه السنوات؟ بل أين أنا عنها، فإن من تحر الخير يعطه، ومن بحث عن الطريق وجده، ومن أقبل على الله أعانه. صدق الله في الحديث القدسي: [ ومن تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعا ] [رواه مسلم] سبحان الله ! أشعر أن حملًا ثقيلًا زاح عن صدري؛ وأشعر بانشراح فسيح في نفسي، أول مرة في حياتي أفهم تلك الآية التي أسمعها تقرأ في مساجدنا ؛ { فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } [الأنعام: 125] أين ذلك الضيق؟ وتلك الهموم التي كانت تكتم نفسي حتى أكاد اصرع ؟ أين تلك الهواجس والأفكار والوساوس ؟ أين شبح الموت الذي كان يلاحقني فيفسد علي المنام ؟ إنني أشعر بسرور عجيب، وبصدر رحيب، وبقلبي لين دقيق ، أريد أن ابكي ! أريد أن أناجى ربي وأعترف له بذنبي ، لقد عصيت وأذنبت وصليت وتركت وأسررت وجاهرت وأبعدت وقربت وشرقت وغربت وسمعت وشاهدت .. ويح قلبي من تناسيه مقامي يوم حشري .. واشتغالي عن خطايا أثقلت والله ظهري .. ليتني أقبل وعظي ليتني أسمع زجري .. والله لولا الحياء ممن بجواري لصرخت بأعلى صوتي ! أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت ! " وفي آخر يوم للفعالية , وكان يوم " 30 " من شهر رمضان , ذهبوا إلى مكّة المكرمة ليؤدوا العمرَة ,, وبَعد الطَواف سبع أشواط ,, ذهبوا للصّلاة في مقام إبراهيم , أنهى الجَميع صلاته إلا عبدالله ! كان ساجداً ولم يتحرك بعدها ,, إلى أن أكتشفوا أصدقائه ومن معه أنه توفى ! يا الله ! صائم , محرم , ساجد , وفي بيت الله الحرام ! ما أعظمها من خاتمة ! قال أحد اصدقائه : لم أحزن على فراقه , مثلما فرحت له على هذه الخاتمة ! اللهم أحسن خواتمنا ♥ .. السّلام عليكم ورَحمة الله وبَركَاته .. هذهٍ مشاركتي في معسَكر الصّيف .. - للأَمانة : الجزَء المكتُوب باللّون الرّمادي قصّة حقيقية حصَلت ,, لكني كتَبتها بإسلُوبي مع تَغييرات بسيطَة ,, أما البَاقي من تَأليفي أنا أتمنىَ تعجبكم القّصة وموفّقين ^.^ |
|