الجـزء السادس قالت ساره : مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت ، هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف , ما علينا سأشاهده في الإعادة ، وجدته طبيعياً ... أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل .. ارتاح قلبي لذلك , فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان .. حدثته عن مشاكل في عملي ، وأسداني بعض النصائح المفيدة بجانب بعض النصائح غير المفيدة ـ "ولكني لم أخبره بذلك بالطبع "ـ إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الاحتلال في العراق ، ووضع الانتخابات الفلسطينية .. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ، ولا يدعي معرفته بكل شيء , مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب ، أعجبتني سعة اطلاعه ، وإن كنت أحبطت قليلاً عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة , وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيراً للإستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي ، إلا أني ـ "للحق"ـ احترمته ، فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائماً ، في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل .. فسكت قليلاً ثم قال بلهجة شديدة الرقة والعذوبة : زودتهاشويه ... مش كده؟ ولم أتمالك نفسي من الضحك ، أحياناً ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيراً فيما بعد ... وكانت هذه إحدى نوبات غبائي ، كيف يكون هذا هو رد فعلي على هذه الرقة ؟ .. بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر ، ارتبك قليلاً بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله وشكرني على رسالتي ، وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية ،" أنا حاجيلكم بكرة شوية يا ساره "، قالها عمر لي في التليفون فرديت باستغراب : ليه ؟ ، وطبعاً كان رد غريب جداً فقلت له بسرعة :" تشرف طبعاً "، وقفلت التليفون وأنا سعيدة جداً إني حاشوف عمربكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة ، الظاهر انه واحشني لا الحقيقة مش الظاهر أنا فعلا نفسي أشوفه . ******************* قال عمر : رد فعل ساره غريب جداً يا ترى هي مش عاوزه تشوفني فعلاً علشان كده اتخضت ؟ ممكن تكون حست إنها اتسرعت في الخطوبة مثلاً ، طب إيه المطب ده ؟ دي هي واحشاني فعلاً حايبقى شكلي إيه لو قابلتني ببرود ؟ بس هي كانت طول المكالمة سعيدة ، أوِوف .. البنات دي عاوزه خريطة علشان الواحد يفهمهم .. أحسن أصلى ركعتين وأنام علشان عندي شغل بدري . ************** قالت ساره : عملت ماسك زبادي بالعسل قبل ما أنام مع إن بشرتي مش محتاجه بس استعداد نفسي للقاءعمر المنتظر ، ماما دخلت لقتنى ملزقه كده قالت لي مالك يا ساره قلت لها :" أصل عمر جاي بكرة يا ماما "، خرجتْ من الأوده وهى بتقول لا حول الله يا رب ، غسلت وشى من الماسك وغمضت عيني وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص .. إيه القلق ده ؟ أحاسيس ملخبطه جداً ، جوايا فرحانة إني حاشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ في عقلي : خلاص هو ده الإنسان اللي حاكمل معاه حياتي كلها لحد ما اعجّز زى ماما وبابا ؟ ده أنا تقريبا ما اعرفوش !! بس هو مؤدب وطيب ، ماهو كلهم بيكونوا كده في الأول !!! على رأى صديقاتي ذوات الخبرة في الارتباط ، حطيت المخدة على دماغي علشان اهرب من التفكير وأنام . ************* قال عمر : ياااااه ده أنا تقريبا مانمتش خالص وحاسس بصداع رهيب وعندي شغل بعد نص ساعة ، آدي اللي خدناه من الخطوبة ، ما أنا كنت حر نفسي وأخر رواقه ، كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة ، أمال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل إيه ؟ أكيد حاكون مت من زمان . *********** قالت ساره : قمت من النوم ، بعد ما صحيت ييجي ميت مرة وعندي حموضة كبيرة شربت سفن أب على الريق وطبعاً كانت فاتتني صلاة الفجر من النوم المتقطع ، اتوضيت وصليت شعرت بهدوء واستعدت فرحتي بلقاء عمر النهارده ،" يا ربفرّحني النهارده يا رب ".. ************ قال عمر : تالت فنجان قهوة باشربه والصداع ابتدى يروح شوية ، آه لو ساره تديني حتى رنة تعرفني إنها عاوزه تشوفني هي كمان ، فضلت ماسك الموبايل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلي بيقول : يا بختك يا عم تلاقى العروسة صبّحت عليك ييجي ميت مره .. تيجي مراتي تشوف عمرها ما بتتصل بيا الا لو كارثة حصلت ده أنا حاطط لها تون سرينة إسعاف .. ههههههه ، رميت الموبايل وقلت الصيت ولا الغنى !! يالا بقى ياساره ربنا يهديكي . ************* قالت ساره : الوقت بيعدي بسرعة كده ليه ؟ الساعة 4 وعمرجاى الساعة 8طب حالبس إيه ؟ وحنقعد فين ؟ مش معقول نقعد لوحدنا في الصالون حرام طبعاً وكمان أنا أتكسف جداً لا أكيد كل العيله حاتقعد على قلبنا ، طب حانتكلم في إيه ؟ التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجها لوجه دي صعبة شوية ، ياااه إيه القلق ده كله ؟ ماما بتبص لي من بعيد و عينيها بتضحك عليا وبتقول في سرها البنت إتجننت ، قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعري بالسشوار وأعمله كذا تسريحة ، مع انه مش حايشوفه لأني حاكون لابسة الحجاب طبعاً ، بس عاوزه أحس انى جميلة النهارده ونفسي أشوف ده في عينيه . ************ يقول عمر : يا ترى حاجيب إيه معايا وأنا رايح ؟ أخد شيكولاتة ؟ ولا أبقى رومانسي واخد ورد ، طب أنا نفسي أشترى هدية لـساره تفكرنا دايماً باليوم ده أشترى لها إيه ؟ قعدت أفكر وأنا في العربية وراجع من شغلي لحد ما لقيت محل هدايا ، دخلت و جبت بوكيه ورد أنيق ودورت على هدية سارهاحترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر ، كان ضخم جداً وغالى جداً كمان !!! لكن تخيلت فرحتها بيه ، يا رب يعجبك ياساره .. ************ قالت ساره : ارتديت عباءة مغربي جميلة مطرّزة بالقصب ، أهداها لي خالي من الخليج ، لم أرتدي تايير أو ما شابه ، مش عارفة ليه ، يمكن كنت عاوزه أحس أنى لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت ، وضعت ماكياج خفيف جداً مجرد انه يظهر وجهي نضر لا أكثر ، ولفّيت الطرحة بطريقة جديده زادتني أناقة ونظرت في المرايه ووجدت بريق جميل في عيني لم أره من قبل ، يا رب اسعد كل البنات زيي ، وأفقت من سرحاني على صوت جرس الباب وصوت أمي بيقول : .. "عمر جه يا ساره" . يتبع
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |