أعلم : أن أكثر الخلق إنما هلكوا ، لخوف مذمة الناس ، و حب مدحهم .
فصارت : حركاتهم و سكناتهم كلها ، موقوفة على ما يوافق رضا الناس ، رجاء للمدح و خوفا من الذم ، و ذلك من المهلكات .
فلا ينبغي للإنسان : أن يفرح بمدح المادح ، بل يعرض ذلك على نفسه و عقله ، وينصف من نفسه ، فإن كان يوافق لما يقال فيه ، فيشكر الله تعالى ، و يكون فرحه بفضل الله تعالى عليه ، و ما من به عليه من الألطاف و الحسنى ، و لا يسكن نفسه إلى ذلك المدح ، بل يزرى عليها طلبا للزيادة فيما آتاه الله.
و إن كان خاليا من ذلك ... ففرحه بالمدح غاية الجنون ، و يكون مثاله مثال من يهزأ به إنسان ، و يقول-كذبا- سبحان الله ما أكثر العطر الذي في أحشائه ، و ما أطيب الروائح التي تفوح منه ، إذا قضى حاجته ، و هو يعلم ما يشتمل عليه أمعاؤه من الأقذار و الأنتان ، ثم يفرح به .
فكذلك : إذا أثنوا عليكم بالصلاح و الورع ، ففرحت به، و الله مطلع على خبائث باطنك و غوائل سريرتك ، كان ذلك من غاية الجهل .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |