هل أنت إنسان عصامي، تستقي قوتك من داخلك فقط؟ أم هل تستقيها ممن حولك؟ أم من قوة أسمى من كل هذا؟
هناك ملحوظتان:
- الأغلبية الساحقة من أعظم وأكثر الناس نجاحاً في التاريخ استقوا قوتهم من قوة عليا أمنوا بكونها أسمى من البشرية، و
- أديان العالم العظيمة كانت هي المصدر الغالب في توفير الإرشاد والقوة لبلايين ممن عمروا الأرض منذ بداية التاريخ.
تأمل الوصايا العشر المنزلة على موسى والمكتوبة في التوراة. تأمل الإنجيل وسيرة عيسى.
الهندوس يرشدهم الابانشاد؛ والبوذيون ترشدهم الداهمبادا؛ واليهود ترشدهم التوراة؛ والمسلمون يرشدهم القرآن.
المؤمنون يستقون قوتهم من قوة أعلى منهم، ويقودهم أنبياء ورسل وزعماء مثل القديس بول ومحمد ومارتن لوثر وكونفوشيوس.
ومن واحد من أعظم هذه الأديان استعرنا اسم الكتاب والغاية التي نسعى إليها. هذه الاستعارة لا تشمل تعاليم هذا الدين بالتحديد، ولكنها تبرز معنى يمكن أن ينهض بحياة الناس من كل الأديان، وحتى أولئك المتعثرون في بحثهم عن أساس روحاني لسعيهم في الحياة.
على مر القرون، ظلت مكة، أهم مدن المملكة العربية السعودية، ومحل ميلاد النبي محمد وبها الكعبة المشرفة، مصدراً لتجديد الإيمان وغاية لرحلة الحياة. ابحث في رفوف مكتبة من القواميس وستجد معاني جديدة لكلمة "مكة"، مثل:
الوصول إلى حالة من السعادة بعد طول شوق .. تحقيق أهداف هامة في الحياة .. مركز حيوي يسعى إليه أناس يشتركون في هدف واحد .. مكان يشتاق الشخص للوصول إليه أو زيارته أو البقاء فيه ..
وطبقاً للقول المأثور القديم أن الحياة رحلة، تبرز لنا مكانة أخرى لمكة تضفي عليها معنى خاص.
بالنسبة لملايين من المسلمين المؤمنين تعتبر مكة غاية يسعون إليها - في رحلة تسمى بالحج. ولكثير منهم قد تقتصر هذه الرحلة على مرة واحدة طوال حياتهم.
بالطبع يتجه الحاج إلى مكة باعتبارها أكثر الأماكن روحانية وقدسية خطت إليها قدم إنسان. لكن بالنسبة لك، يمكنك أن تسعى إلى "مكة" باعتبارها أفضل التوجهات المعنوية إشباعاً ونجاحاً والتي انطلاقاً منها تستطيع أن تكمل رحلتك في الحياة.
مكانة ثالثة لمكة، تضفي عليها معنى أخر، وهي أهميتها كبؤرة ومركز توجه:
"قد نرى تقلب وجهك في السماء، فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره"
القرآن الكريم، سورة البقرة، آية 144
ركز على الغاية التي تريد الوصول إليها في حياتك. كلما زاد تركيزك وتعلقت عيناك بهذه الغاية زاد احتمال وصولك إليها.
من كتاب الطريق الى مكة