عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-06-2007, 08:55 PM
 
الرسالة التاديبية

قال حاتم الاصم رحمة الله عليه :حصلت ثماني فوائد من العلم ,وهي تكفيي منه لاني
ارجو خلاصي ونجاتي فيها.
الفائدة الاولى:
اني نظرت الى الخلق فرايت لكل منهم محبوبا يحبه ويعشقه وبعض اولئك المحبوبين يصاحبه الى مرض الموت والبعض الاخر الى شفير القبر ثم يرجع كله, ويتركه فريدا وحيدا ولايدخل معه في قبره منهم احد,فتفكرت وقلت :
افضل محبوب المرء ما يدخل في قبره ويؤانسه فيه فما وجدته في غير الاعمال الصالحة,فاخذتها محبوبا لي لتكون سراجا في قبري وتؤانسني فيه ولاتتركني فريدا.
الفائدة الثانية:
اني رايت الخلق يقتدون بأهوائهم ويبادرون الى مراد انفسهم ,فتاملت قوله تعالى:
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فأن الجنة هي المأوى [النازعات : 40]
فتيقنت ان القران حق صادق فبادرت الى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها وما متعتها بهواها حتى رضيت بطاعة الله سبحانه وتعالى وانقادت.
الفائدة الثالثة:
اني رايت كل واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا ثم يمسكه قابضا بيديه عليه فتأملت قوله تعالى:
مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل
فلذت بالايثار واستودعت عند الله اعانة البائس واسعاف الفقير لعلي احشر في ظل صدقتي يوم يقوم الناس لرب العالمين.
الفائدة الرابعة:
أِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً
فعلمت انه لايجوز غير عداوة الشيطان فانتصبت له وتاهبت لحربه.
الفائدة الخامسة:
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا
فعلمت ان رزقي على الله وقد ضمنه فاشتغلت بعبادته وقطعت طمعي عمن سواه وترفعت عن الشبهات والدنايا.
الفائدة السادسة:
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
فتوكلت على الله فهو حسبي ونعم الوكيل.
نسال الله ان يهدينا الى طاعته وعبادته ويجعلنا من عباده المخلصين