عرض مشاركة واحدة
  #198  
قديم 08-22-2012, 07:21 PM
 
ثانياً : الرد على هراء المنصور ! الخارجي فيما ادعاه من اشتراك الصحابة في دم عثمان رضي الله عنه ..
فهذا الخارجي الجبان عندما لم يستطع أن يرد على ما ذكرته له من الروايات الكثيرة التي أثبتت براءة الصحب الكرام من دم الخليفة الراشد عثمان تعلق بمرويات وأخبار سيف بن عمر التميمي !
في محاولة يائسة منه للانتصار لكذبه وباطله .. !
وإليك الآن يا منصور ! الخارجي هذا البحث العلمي الراسخ والرصين حول الحكم على مرويات سيف بن عمر التميمي والذي كتبه كل من ..
الدكتور أمين القضاة ( مدرس في الجامعة الأردنية ومدير المركز الثقافي الإسلامي ) ..
ومحمد عوض الهزايمة ( مدرس في كلية الخوارزمي - عمان - الأردن ) ..
في كتابهما القيم ( محاضرات في التاريخ الإسلامي ) ..
حيث جاء في ص (51) أثناء الحديث عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ..
(( كتب عدد من الاخباريين المسلمين مجموعة من الكتب ذكروا فيها أخبار هذه الفتنة وما يتعلق بها من أحداث .
ولكن لم يصلنا إلا ثلاث روايات متكاملة لكبار هؤلاء المؤرخين وهم :
1-
رواية أبي مخنف لوط بن يحيى ( ت 257هـ ) وقد نقل لنا روايته البلاذري .
2-
رواية محمد بن عمر الواقدي ( ت 207هـ ) و نقل لنا روايته البلاذري والطبري .
3-
رواية سيف بن عمر التميمي ( ت 180هـ ) ونقل لنا روايته الطبري .
أما ما تبقى من الأخبار التي وصلتنا فلا تذكر سرداً للحادثة بل تكتفي بذكر جزئيات لبعض وقائعها بعضها نقل لنا بأسانيد صحيحة وبعضها ليس كذلك .
ونعود الآن لنقد هذه الروايات :
( أ ) النقد الخارجي :
والحكم في ذلك - كما قلنا - علم مصطلح الحديث .. فلو نظرنا إلى هؤلاء الرواة الثلاثة لوجدناهم يتجهون اتجاهات مختلفة لها أهميتها في نظر علماء الحديث من ناحية الجرح والتعديل وما ينبني على ذلك من قبول رواياتهم أو ردها .
فأبو مخنف : شيعي لا يعز عليه أن يظر عثمان بمظهر الخليفة الذي كثرت سقطاته فاستحق ما استحقه .. وأن يبين أن طلحة كان من المحرضين على عثمان والثائرين عليه .. ويظهر علياً بمظهر من يعطف على عثمان ويدافع عنه مع غضبع من أفعاله وأقواله . ومن هان فإنا حينما نحكم عليه من خلال علوم الحديث فلا نجد أساساً إلا القاعدة التي تقول : إن صاحب البدعة أو المهب السياسي لا يقبل خبره فيما يدعم بدعته .. هذا في صاحب البدعة الثقة فإننا لا نقبل هذا النوع من رواياته .. فما ظنك براو اعتبره العلماء ضعيفاً ويروي ما يؤيد بدعته ؟ فهذا أحرى أن لانقبل روايته .
وأما الواقدي : فنرى في رواياته التشنيع على عثمان حتى أن الطبري تورّع عن نقل كثير من أخباره لبشاعتها .. وما نقله عنه فيه الكثير من الطعن على عثمان .. ولا يتورع الواقدي بإظهار الصحابة بمظهر المتآمرين على عثمان ويخص بالذكر منهم طلحة .. وأن علياً مخالف لعثمان وأما محمد بن أبي بكر فهو عنده القاتل .
وبعرض الواقدي على أهل الجرح والتعديل نجدهم يحذروننا من الواقدي كل التحذير .. فالنسائي والشافعي يتهمانه بالكذب والوضع وهي أشد تهمة تلصق بمن يروي الأخبار .. ويحض البخاري وغيره على عدم الأخذ بروايته .. ويقول الذهبي : استقر الإجماع على وهن الواقدي .
أما سيف بن عمر : فنجده يسلك مسلكاً غير مسلك أبي مخنف والواقدي فيعرض تسلسلاً تاريخياً ليس فيه تهمة للصحابة بل تبرئة لهم .
ومع ذلك نجد أن بعض المحدثين يعدونه ضعيفاً .. ويتركون الرواية عنه لأنه متهم بالزندقة .
ولكن حاصل التحقيق في سيف أن اتهامه بالزندقة لا دليل عليه .. ولم يتهمه أحد ممن عاصره وإنما اتهمه المتأخرون كابن حبان والحاكم .
وأما اتهامه بالكذب فمنشؤه وقوع أغلاط في مروياته بالحديث وذلك لعدم عنايته بالحديث .. ولم يظهر في رواياته ما يدل على تعمده في الكذب .
وأما في التاريخ فقد عني به .. واعتمد علماء الحديث على كتابه ( الرد والفتوح ) ونقل الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري نقولاً من هذا الكتاب استدل بها .
والنظر في روايات سيف التاريخية يثبت ذلك .. لأنه لم يأت في رواياته بشيء يخالف الثقات وإنما جاءت رواياته موثقة ومفصلة لبعض جزئيات الحوادث التي رويت بطرق وأسانيد صحيحة ومقبولة . وهذا دليل الصدق في النقل .
وما أحسن قول الحافظ ابن حجر في حقه : (( ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ )) والجدير بالذكر أنه ليس أحد من هؤلاء الثلاثة له رواية في بعض الكتب الستة إلا سيف بن عمر هذا .
ولذلك فإنا نستطيع أن نطمئن إلى روايته نوعاً ما مع أخذ الحذر حيث لا بد أن يكون ذلك موافقاً لبعض المقتطفات الصحيحة من الأخبار التي وردت هنا وهناك .
وبذلك نستطيع أن نخرج بسرد لحادثة الفتنة يمكن أن نطمئن إليها بإذن الله .
( ب ) النقد الداخلي :
ويظهر - كما قلنا - من خلال مقابلة هذه الروايات بالمقتطفات من الأخبار الصحيحة التي ذكرت لنا وليس فيها تفصيل واف وسرد تام لهذه الحادثة .
ومحور الكلام يدور حول وجود يد خفية كانت وراء الفتنة تحركها .. فالروايات المفصلة للحادثة والروايات الجزئية تكاد كلها تجمع على قضية هامة هي وجود هذه اليد الخفية .
ولكن الاختلاف بينها هو في تحديد هذه اليد .. ومن هنا نستطيع أن نوجه النقد إلى الروايات التي تتعارض مع الأخبار الصحيحة في تحديد هذه اليد أو تتعارض مع المعقول .
إن الواقدي وأبا مخنف يوضحان لنا خبر تلك الأيدي .. فإذا هي أيدي الصحابة الذين كانوا حول عثمان كطلحة والزبير وعائشة وعمرو بن العاص ومحمد بن أبي بكر وحذيفة وعمار بن ياسر وإذا هم مشتركون في إثارة الناس على عثمان .
لكن قليلاً من التفكير يبعد اشتراكهم أو اشتراك بعضهم في الأمر .. فهل يعقل أن يكون طلحة والزبير وعائشة وعمرو بن العاص مشتركين في توجيه الفتنة وإضرام نارها وهم الذين شددوا على الخليفة علي بن أبي طالب في المطالبة بدم عثمان ؟
مهما اشتط بنا الفكر وغلبنا سوء الظن فلا يمكن أن نذهب مذهباً نسخر فيه من عقولنا ومعاييرنا .
فقد كان في جيش علي - بالرغم عنه - عدد ممن حاصروا عثمان محاصرة أدت إلى قتله .. أما كان هؤلاء المحاصرون يعرفون أن طلحة والزبير وعائشة وعمرو من أصحابهم وممن حركوا الناس على عثمان واشتركوا في قتله ؟
فلو كان كذلك لرفعوا صوتهم عليهم يهزؤون بهم ويدفعونهم الحجة .. إذ كيف يطالبون بدم عثمان وهم حرضوا على قتله ؟!!
لنكن جديين ومنطقيين .. ولنستبعد اشتراك هؤلاء الصحابة في تحريك الفتنة وإثارتها ثم المطالبة بقتل من حركها وأثارها .
لئن كان الواقدي وأبو مخنف لا يقدمان لنا بياناً معقولاً سليماً عن اليد الخفية .. فإن سيف بن عمر يكشف كشفاً واضحاً .. ويستوفي البحث عنها استيفاء تاماً .. بل يتجاوز ذلك إلى إعطاء بيانات تاريخية تعرض لنا تطور الحادث في اتجاهه العام .. وتضعه بين التيارات التاريخية في حوادث ذلك العصر .. وهذه اليد الخفية لشخص اسمه عبد الله بن سبأ وإليه تنسب الفرقة السيئية .
وبعد :
فقد تبين لنا سقوط روايتي الواقدي وأبي مخنف .. ولم يبق أمامنا إلا رواية سيف التي لا تعارض المقتطفات الصحيحة وتبقى في إطار المعقول )) انتهى .
فعلاما ستدندن بعد يا منصور الجهل والباطل ........ !!!
كلما أوقدت ناراً للبدع والأكاذيب أطفأناها بنور الحق المبين .. !!!
والحمد لله رب العالمين ..

كتبه : عبد الله**
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !