عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 07-08-2007, 02:13 PM
 
رد: ضيف رياضي ( متجدد يوميا )

ماركو فان باستن
</B>

أبصر ماركو فان باستن النور في 31 اكتوبر عام 1964 في أوتريخت بهولندا ..</B>
حيث انضم لأشبال [ إيدو ] - عندما كان في السابعة من عمره - موسماً واحدا ..
</B>

انتقل بعدها إلى فريق [ يوف ] وتدرج في مراحله السنية المختلفة ليغدوا لاعباً واعدا ..</B>

في عام 1980 ذهب إلى فريق [ إيلينكويجك ] ..</B>
ثم التقطه أياكس عام 1981 ليلعب بديلاً ليوهان كروويف</B>
الأسطورة الهولندية وصانع أمجاد أياكس المخيف ..</B>

وبالتأكيد كانت المهمة مستحيلة ، والتركة ثقيلة ..</B>
حيث سجل باستن في أول موسم له مع أياكس</B>
هدفاً واحداً في مباراة واحدة لم يعرف فيها اليأس !!</B>
ثم ما لبث أن سجل 28 هدفاً خلال 26 مباراة في موسم 1983 !!</B>
حيث بدأت ترتسم ملامح الموهبة الجديدة ..</B>
وتمت مكافأته باستدعائه إلى المنتخب الهولندي ..</B>
ولم يكن ذلك إلا بداية مشوار التحدي ..</B>

ففي موسم 1984 انتفض باستن العملاق ..</B>
وسجل 37 هدفاً في 26 مباراة ،</B>
منتزعاً صدارة الهدافين عن جدارة واستحقاق ..</B>
واستطاع أياكس إرهاق الخصوم</B>
بوجود باستن على رأس الهجوم ..</B>
فسجل 128 هدفاً في 133 مباراة !!</B>
ليحصل على لقب الدوري والكأس ثلاث مرات</B>
وكأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة ..</B>

</B>

وهذه الأخيرة شهدت حادثة خطيرة ..</B>
عندما تغلب أياكس على دينمو دريسدان بهدف نظيف ..</B>
وفيها لم يسلم - من أنصال الجزّارين - اللاعب المخيف ..</B>
حيث أصيب فيها ولم يكن الجرح طفيف !!</B>
ورغم ذلك , وبعد مفاوضات طويلة مكثفة وصراع عنيف</B>
مع برشلونة وريال مدريد ..</B>
تمكن الميلان من خطف الموهوب الجديد ..</B>

تلك الإصابة , حرمت مشجي الميلان من إبداعات الشاب في موسمه الأول</B>
فلم يشارك إلا في 11 لقاء سجل فيها 3 أهداف فقط ..</B>
لكنه عوض ذلك الغياب في الأمم الأوروبية التي كانت له نقطة تحول</B>
و التي بدأها على كرسي الاحتياط ..</B>
وبعد سأمه من القعود</B>
لعب وأبدع في المباراة الثانية أمام الأسود ..</B>

</B>

حصلت هولندا على البطولة</B>
وحصل باستن على لقب الهداف ..</B>
ولم يكتف بذلك , بل سجل هدفاً من أجمل الأهداف ..</B>
كان ذلك هو الهدف الثاني في المباراة النهائية</B>
من لعبة هوائية من أقصى الطرف اليمين</B>
سكنت معها الشبكة السوفييتية العنيدة ..</B>
معلنةً عن ماركة هولندية فريدة ..</B>

</B>

وفي عام 1989 سحق باستن ورفاقه ستيو بوخارست الروماني</B>
برباعية تاريخية على ملعب نيو كامب الأسباني ..</B>
في نهائي كأس الأندية الأوروبية ..</B>
اقتسم باستن أهداف اللقاء مناصفة</B>
مع رود خولييت اللاعب العاصفة ..</B>
ثم تكرر ذلك الإنجاز مرةً أخرى عام 1990</B>
في فيينا ضد بنفيكا البرتغالي بهدف نظيف !!</B>

</B>

ورغم أدائه الرائع مع الميلان في ذلك الموسم</B>
إلا أنه لم يفعل شيئاً في كأس العام !!</B>
حيث خرجت هولندا على يدي ألمانيا في الدور الثاني</B>
وظل باستن من ذلك الإخفاق يعاني ..</B>
فلم يسجل إلا 11 هدفاً في 33 مباراة !!</B>
وطُرد في دوري الأبطال بعد ضربة كوع عنيفة</B>
أوقف على إثرها أربع مباريات !!</B>

وفي موسم الإخفاق</B>
حدث الطلاق ..</B>
بين باستن وساكي</B>
بسبب نهجه التكتيكي ..</B>
حيث أبقاه وحيداً في المقدمة كمهاجم صريح</B>
فلم يحضى ساكي بأي مديح !!</B>
عندها اضطر رئيس النادي برلسكوني لإخلاء سبيل ساكي ..</B>
وجلب عوضاً عنه الداهية الكبير ..</B>
فابيو كابيللو الذي نجح في عملية إعادة التدوير ..</B>
ليعيد الماكينة الهولندية إلى التهديف الغزير ..</B>
فلم يخيب الظن وسجل 25 هدفاً في 31 لقاء مثير ..</B>

رغم انجازاته العديدة مع ميلان في ذلك العام ..</B>
إلا أنه في أمم أوروبا 1992 لم يكن على استعداده التام ..</B>
فأخفق مع المنتخب ولم يسجل أي هدف في تلك البطولة !!</B>
كما أضاع ضربة جزاء ضد الدنمارك في نصف النهائي ..</B>
لتتأهل الدنمارك إلى النهائي وتحرز البطولة ..</B>
ولكن كل ذلك لم يمنعه من الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية !!</B>

</B>

في خريف 1992 ، كان باستن يمتطي صهوة الإبداع في رحلته الأخيرة معه ..</B>
فلعب أفضل فترات حياته مسجلاً 13 هدفاً في 15 مباراة ..</B>
ثم أصيب في مباراة فريقه ضد أنكونا ..</B>
ليخضع بعدها لعمليتين جراحيتين في كاحل قدمه اليمنى ..</B>

ثم عاد باستن ولم يكن العود أحمد ..</B>
عاد باستن ليلعب النهائي الحلم</B>
ضد مرسيليا وهو تحت تأثير مثبطات الألم ..</B>
فحدث ما لم يكن في الحسبان ..</B>
خرج من أرض الملعب باستن الفنان !!</B>
كيف ؟؟</B>
بسبب لعبة خشنة من الخلف</B>
لباسيل بولي ..</B>
أنهت حياته الكروية وهو في الثامنة والعشرين من عمره !!</B>

أجريت له عمليات جراحية عدة</B>
وجلسات علاج مكثفة لمدة ..</B>
لم تنجح في إيقاف الآلام المبرحة</B>
التي كان يشعر بها في كاحله ..</B>

وفي 17 أغسطس عام خمسةٍ وتسعين</B>
قرر باستن الاعتزال وهو في الثلاثين !!</B>
بعد رحلة كروية عنوانها الإبداع والمتعة والوفاء</B>
لكنها سقطت في النهاية بين أقدام الجزارين ومشارط الأطباء !!</B>

لعب باستن 201 مباراة لميلان سجل خلالها 124 هدفاً ..</B>
حصل معه على الكثير من الألقاب والبطولات الذهبية</B>
في ستة مواسم أعاد فيها الهيبة</B>
إلى سان سيرو وإلى الملايين ..</B>
حتى أصبح مشجعو الميلان يقولون :
" ميلان بلا باستن كالصقر بلا جناحين "
</B>

بالتأكيد باستن واحد من أعظم الهدافين</B>
في أواخر الثمانين وأوائل التسعين ..</B>
ولم يأت ذلك من فراغ</B>
فهو هداف بالفطرة ..</B>
يتميز بالذكاء الشديد وحسن التمركز</B>
والمتابعة الجيدة والحضور المتميز ..</B>
خصوصاً في المباريات المهمة والنهائية</B>
كما يجيد ضربات الرأس واللعبات الهوائية ..</B>
ومما يحسد عليه دقته في تسديداته</B>
إضافة إلى مهاراته الجيدة وتعاونه مع زملائه ..</B>

وبعد أن قرر باستن الاعتزال</B>
والابتعاد عن الأضواء والتخلي عن الآمال ..</B>
انتقل إلى إمارة موناكو في فرنسا</B>
مع زوجته وأطفاله الثلاثة [ اليكسندر ، ريبيكا و أنجيليكا ]</B>
ولم يظهر في أي مناسبة كروية كبيرة</B>
إلا حينما تمت دعوته لحضور اجتماع في زيوريخ</B>
من أجل تطوير اللعبة الشهيرة ..</B>
فقدم مقترحات كثيرة</B>
للحد من خشونة المدافعين</B>
التي عانى منها ألاماً مريرة ..</B>

</B>

ولم يتوقف إبداع باستن عند هذا الحد ..</B>
فعاد لتدريب منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم ..</B>
ولم يخيب الظن ..</B>
فنجح في قيادته إلى المونديال بجدارة</B>
من غير أي خسارة !!</B>

هذا هو باستن وهذه هي حياته ..</B>
وما ذكرته كان نقطة في بحر إنجازاته ..</B>

__________________
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17)