عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 08-29-2012, 03:43 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the pro man




.

.
.
.
.
.

بداية احييك اخي على حبك للثقافة و للمطالعة

هذا من نبلك اخى وكرم أخلاقك


كيف لنا أن نفسر هذا السلوك الانسانى ؟ وما هى دوافعه ؟

هو فعلا سلوك انساني .. و سلوك انثوي بشكل اكبر ..

فـ حوآ بالعادة تخاطب مشاعرها مغلقة نوافذ عقلها في مثل هذه المواقف ..

فترجح الحب على ما هو منطقي

دوافعه واضحة .. دافع الحب .. حتى لو كان يشوبه الغدر من الطرف الاخر .. الا ان حواء تخلص لمن ملّـكته قلبها
أذن أنت ترى أن هذا يرجع إلى طبيعة التكوين العاطفى لحواء والذى يُقدم على ما سواه .. لكن هل هذا يقتصر على حواء فقط ؟

متى يطغى صوت القلب على صوت العقل ؟
وكيف يقبل الانسان على مثل هذا التصرف فيقبل بالهبوط الى القاع راضى النفس ؟ دون أن يتحرك من أجل النجاة ؟؟؟

اذا اصبح قلبك ليس ملكك عندها سوف يطغى على صوت العقل ..
اذا كان هذا ما يسعد الانسان فهو بكل تأكيد راضي خصوصا ان الانسان دائما يسعى الى السعادة
كما وانه ربما اكثر الأماكن او المواقف التي تشعرك بالضعف و الخوف تكون اكثرها التي تشعر بالسعادة فيها

هذا يعنى أن الوقوع فى الحب يجعل الانسان أسيراً لصوت قلبه ..مجافياً لصوت عقله .. فقط اذا حقق له هذا الحب السعادة.. فماذا يكون الوضع اذن اذا لم يجنى هذا الانسان من الحب سوى الألم والعذاب ..اليس هذا يحدث أحياناً



وكم فى الحياة من أشخاص يعرفون جيداً ( أحجارهم ) التى تهوى بهم إلى القاع السحيق وعلى الرغم من ذلك .. فهم لا يتخلصون من هذه الأثقال لأنهم بضعفهم البشرى يحبونها ولا يقدرون على الحياة دونها ؟

عندي قاعدة و هي ان الانسان يهوى الألم و الحزن رغم رغبته للحصول على السعادة المطلقة
و قد كنت كتبت موضوعا هنا من قبل عن هذه الظاهرة و كيف يسعى الكثير من الناس بإعلان حالة الحزن حتى مع عدم وجوده و بإخفاء حالة الفرح رغم وجودها

و ضربت مثلا الصور الرمزية للأعضاء هنا و تواقيعهم كيف كلها يشوبها الحزن والسواد و الكلمات الأليمة و كأنهم يريدون جذب اهتمام الاخرين بهم بهذه الطريقة


اتفق معكِ أن هناك البعض من يتخذ من هذا السلوك منهجاً لحياته .. بل وأكثر من ذلك يسعى أن يقنع نفسه دائماً بأنه ضحية وأنه مضطهد لكى يولد فى نفسه تلك المشاعر الحزينة التى يهوى العيش بين رحابها بأسلوب غير مباشر .. ربما هى نوع من الحيل الدفاعية .. يلجأ إليها العقل الباطن من أجل كما ذكرت استدرار اهتمام الاخرين وان يكون محط الانظار وأن يكون دائماً فى موقع الحدث ..

وهل حدث خلال رحلة الحياة أن جاءت عليك لحظة وتعرضت لموقف معين..فأذا بك تردد فى داخلك تلك الكلمات ..
( أنه حجر فى عنقى يشدنى معه إلى القاع ، ولكننى أحب هذا الحجر ، ولا أستطيع العيش بدونه )


ربما مر هذا المواقف في حياتي .. لكني ربما لا اذكره
النسيان نعمة من الله .. لكن أعتقد أن مثل هذه المواقف لا يمكن نسيانها بسهولة .. فهى تقبع فى اعماق الذاكرة وتأبى أن تغادرها إلا بشق الأنفس .. لذا أحييك على استخام كلمة ربما .. لآن ربما تتأرجح بين النفى والإثبات ..أقولك هنعديها المرة دى ..



الله يعطيك العافية اخي ..
شكرا الك على الطرح الراقي
و دمت كما تحب ان تكون *****
.
.
.

بل الشكر ووالتقدير لك أخى الكريم على مداخلتك المميزة وأراءك الناضجة وسمو فكرك
دمت فى حفظ الرحمن

__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...

رد مع اقتباس