08-30-2012, 01:06 PM
|
|
الفصل الاول
الوصول إلى الحدود (2)
وهكذا قامت من على سريرها ، و أخرجت حقيبة من تحت السرير ونفضت الغبار عنها ، وراحت تبحث
بين ملابسها شيئا يناسب هذه الرحلة و الجو البارد فلم تجد سوى ملابس القرويات التي هي أثواب
قصيرة ، فأخذت بعضا منها ارتدت حذائها الوحيد و أخذت جرة المال و وضعته داخل الحقيبة ، وبعد
أن انتهت من حزم أمتعتها قالت في نفسها " لم يتبقى سوى ان ارحل الى بيت عمي و آخذ أوراقي و
هويتي وجواز سفري" و هكذا أمسكت بحقيبتها و قبل أن تخرج تأملت الكوخ جيدا و قالت بروح
مرحة و قليل من الألم وشعور بالحرية: [color="rgb(65, 105, 225)"]وداعا أيها الكوخ الرث"[/color] وخرجت ، وراحت تمشي في ذلك
البرد القارس بجسدها الهزيل و عينيها الزرقاوتين اللتان تشعان بالأمل والريح تداعب خصلات شعرها
البنية فتحركها يمنة و يسرة ، حتى وصلت إلى بيت عمها ، والآن احتارت كيف تدخل من دون أن
يشعر بها أحد ، فأمسكت بمقبض الباب و قالت في نفسها " أتمنى ان لا تكون مغلقا " و عندها
حاولت ببطء أن تفتح الباب ولكن من دون أي جدوى لم يفتح فتمتمت بغضب [color="rgb(65, 105, 225)"]" تبا "[/color] ولكنها لم
تستسلم ألم أقل لكم بأن عينيها تشعان أملا و ذلك الشعاع و النور لم يخبوا بعد ، فراحت تجرب الباب
الخلفي ولكن لا فائدة ، وتذكرت نافذة غرفة كاترينا التي تغط في نوم عميق ثقيل لا تفيق منه و ان
قصفت القرية بالمدافع والصواريخ ، فوضعت حقيبتها تحت نافذة غرفة كاترينا و وقفت على الحقيبة
لتفتح النافذة و بعد أن أمسكت بالنافذة وهي تحاول فتحها تمتمت: [color="rgb(65, 105, 225)"]أرجوك ايتها النافذة افتحي ولن
أنسى هذا المعروف طوال حياتي[/color]. وبقليل من الجهد فتحت النافذة ، وارتسمت ابتسامة نصر على وجه
جيسيكا حتى كادت أن تقع من فوق الحقيبة ، ودخلت داخل غرفة كاترينا ، وخرجت من الباب حتى
لاقت باب غرفة عمها أمامها ، فأمسكت بالمقبض و تعرق جبينها وشعرت بقليل من الخوف و تسارعت
نبضاتها فقالت في نفسها "[color="rgb(65, 105, 225)"] هل الجو حار أما أنا خائفة[/color] " ببطء فتحت الباب وراحت تمشي على
أطراف أصابعها وقلبها يدق بعنف و هي تحاول عدم اصدار ضجة ، ففتحت الخزانة ببطء و هي مغلقة
عينيها و تعض شفتيها فهي تعرف الخزانة التي توجد فيها الأوراق فجيسيكا تعرف مكان كل شيء
بالبيت فهي التي تنظفه و ترتبه و لذلك تحفظه كأسمها وبكل حذر وخوف سحبت الاوراق من الخزانة
حتى لا تسقط شيئا و بعد ان أخرجتها راحت تبحث عن اسمها تارة وتختلس النظر الى السرير تارة و
حين وجدت اسمها أخذت أوراقها وأرجعت الباقي الى مكانه ، وبحذر شديد أغلقت الخزانة ، وحين
وصلت الى الباب التفتت للخلف و قالت في نفسها [color="rgb(65, 105, 225)"]" وداعا يا زوجة عمي اتمنى ان تسعدي للتخلص مني "[/color]
، وعندما أغلقت الباب أخرجت نفسا عميقا و قالت بـ خفوت : [color="rgb(65, 105, 225)"]انتهى فلم الرعب [/color]، وبعدها دخلت لغرفة
كاترينا وتأملت وجهها البريء فهي لم تبلغ من العمر سوى تسع سنوات ، وبعدها خرجت من النافذة
وأدخلت أوراقها وحملت حقيبتها ومضت في سبيلها .
وبينما هي تسير تتامل كل ركن من تلك القرية ، التي عاشت فيها منذ ولادتها ، ومن رغم ظلمة الليل
فإن القمر كان يضئ المكان والنجوم تشع في السماء و كأنها ماسات متناثرة فوق ثوب أسود ساحر
منظر لا تستطيع رؤيته في أضواء مدينة صاخبة ، وودعت الزهور و الحيوانات والأشجار وكل شي
جميل في ذلك المكان ، وصلت إلى حدود قريتها .. وقفت تلك الفتاة التي بلغت 18 من عمرها بعينيها
الزرقاوتين وشعرها البني الذي يصل الى خصرها ، أخذت نفسا عميقا وعبرت الحدود و تجاوزتها ،
عندها شعرت بحرية كسجين اخرج من السجن ، كعصفور أطلق من قفصه ليلحق بعيدا و يواجه هذا
العالم القاسي ... يتبع
__________________
الى اللقاء |