بــــــــــــــااااااااااااااااااااااااك لعيـونـكم :kesha:
.............................
أمسكت بحقيبة الظهر الصغيره خاصتي ورحت أملأها بالضمادات والمعقمات وكل ما هو ضروري! فأنا حقاً لا أعلم ماقد أواجهه هنـاك!
وما إن انتهيت حتى اتجهت للخزانه أخرجت منها ملابس مناسبه و ارتديتهم بسرعه
ألقيت نظرة على الساعه، إنها التاسعه إلا ربعاً!
لا بأس سيبزغ الفجر و أنا هناك على ما اظن، فالمسافه ليست بالبعيده بالنسبة لي في بورنمث! فهذا ما قرأته في الإنترنت!
التقط سترتي السوداء من على السرير وارتديتها واضعتاً القبعه التابعه لها على رأسي
أخيراً أمسكت بهاتفي واستدرت لأخرج لكني توقفت أنا أحدق به، لأعود جالسة على السرير وأنا أتصل بأحدهم
"أهـلاً نيكي"
بدا صوت جاكس هادئاً ومتعباً لذا أجبت بسرعه "أهلاً جاك، كيف حال بيتر أهو بخير الآن؟!"
"أجل إنه بخير"
استغربت نبرة صوته لما كل هذا الهدوء "جاكس مالأمر؟ أأنت بخير؟!"
سمعت ضحكته القصيره ليقول بعدها "لا عليك أنا بخير، مجرد زكام لا أكثر"
ارتحت عندما قال، وبالرغم من كونه متعب إلا أنه لا يزال بمرحه، ابتسمت وقلت
"حسناً أتمنى لك الشفاء، كنت أتمنى زيارتك ولكني مشغولة كثيراً، أوصل تحياتي لبيتـر إتفقنـاً"
"مهلاً مهلاً..."
استوقفني صوته فأجبت " مالأمر!؟"
"ألن تذهبي لزيارته على الأقل؟!"
تنهدت بألم وقلت بهدوء "جاكس أنا مشغولة حقاً أبلغ تحياتي للجميـع وطمئن عمتي إن اتصلت بـك رجاءً"
"لماذا، لا تقولي لي بأنك مسافره إلى الهنـد؟!"
ضحكت على سخريته وتابعت "لا لست مسافره ولكن ...."
خبت ابتسامتي وصمت، صحيح ولكن ماذا؟! أين سأذهب، تداركت الأمر وقاطعته عندما هم بالكلام
"بلغ تحياتي للجميـع، إلى اللقـاء"
أغلقت الخط، بل والهاتف كله وأعدته لجيب بنطالي وانطلقت للخارج، كانت الساعه قد أصبحت التاسعه تماماً
انطلقت إلى محظة القطار، ويبدو أنه قطار التاسعه قد فاتني!
تباً هذا ما ينقصنـي أريد أن أذهب بسرعه، لذا لم أتردد وخرجت للشارع على أمل أن أجد سيارة ليموزين تقلني حيث أريد
بدا الشارع مخيفاً والضباب يعم المكان حتى بالكاد أرى أمامي، ظللت أدعوا ألا أقابل أحداً فأنا لست في مزاج يسمح لي بالعراك أو الهرب!
حتى الناس أختفوا من الشوارع، فمن قد يتجرأ ويتجول ليلاً في مدينة الضباب، لندن، بحريه!
أخيراً بعد انتظار دام عشر دقائق تقريباً كنت أنتظر فيها على أحر من الجمر، رأيت سيارة ليموزين توقفت أمامي، ركبت دون تردد فالتفت إلي الرجل يسألني عن وجهتي وأجبته "إلى مزرعة البيرانا في الجنوب يا سيدي"
همهم قليلاً قبل أن يقول "ولكن تلك المزرعه مهجوره فماذا تفعل هناك؟!"
آه يالَ فضول الناس هنـا!!، اصطنعت ابتسامه مزيفه وأجبت
"لا عليك رفاقي بانتظاري هناك"
"حسناً كما تشاء"
حمدت الله لأنه لم يسألني أكثر، ورحت أنظر عبر النافذه إلى الشارع المغشي بالضباب
كان السائق رجلاً عجوزاً بلحيته البيضاء، لم يبدو لي أنه بريطاني أبداً خاصتاً مع لكنته الغريبه بدا لي آسيويـاً بحق!
لوهله تذكرت سخرية جاكسي مني عندما قال بأني مسافره للهنـد! فهاهو السائق أمامي يبدو هندياً من خلال ملامح وجهه الحاده وبشرته السمراء
...................
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبـاً بدأت أشعر بالنعاس، ورأسي يفلت دون أن أشعر!
أخذت أحرك رأسي بعشوائيه حتى أنفض النعاس وما إن رفعت بصري حتى وقع على المرآة في الأعلى
وقعت عيناي على عينيه السوداوات، فابتسم بهدوء وعاد ينظر للطريق قائلاً
"يمكنك أن تنام إلى أن نصـل، فالطرق طويل قليلاً وقد لا نصل إلا عند الفجـر"
"لا بأس شكراً لك"
صمتُ قليلاً وعدت إنظر إليه من خلال المرآة وسألت "إذا كان المكان الذي سأذهب إليه مهجوراً فلماذا وافقت على إيصالي؟! فغالباً ما يعترض الكثيرون!!"
ابتسم بهدوء مجدداً وقال "أنا أبحث عن رزقي يا بني، لذا لا أعود للمنزل إلا في وقت متأخر أو عند الفجر"
شعرت بالشفقه عليه، إذن هو يعمل ما بوسعه ليحصل على رزقه ويطعم عائلته ولكني أستغرب!
كيف وصل إلى هنـا!!
"لا يبدو لي بأنك بريطاني يا عم بل لا تبدو من أوربا! فمن أين أنت؟!"
أجابني بهدوء ونظره كله مصوب على الطريق الذي بدا يظلم أكثر ويصبح أكثر وحشه
"انت على حق فأنا لست من هنـا، وإنما من باكستـان، انتقلت إلى هنا منذ عشرين سنه و أنا الآن أعمل أعيش هنـا وبفضل الله أصبحت أتقن اللغة تقريباً"
بحق استمتعت بصحبته ونسيت كل ما يخيفني مما أنا مقدمه على فعلـه، أخبرني أن أسمه زين وأراني بصورة لأبنتيه الوحيدتين
كانتا جميلتين جداً، شعرهما الأسود الطويل وعيناهما الواسعتان وجسميهما الممشوقين!
و أيضاً أعاطني رقم هاتفه وطلب مني أن أتصل به ما إن أحتجت إلى شيء
..
..
..
..
..
..
..
"هيا استيقظ يا بني فقد وصلنـا"
فتحت عيناي على ذاك الصوت الهادئ يوقظني
تذكرت لا زلت في السياره مع العم زين، نهضت بسرعه وأنا أنفض النوم عن عيناي أو بالأحرى هو من طار مني بعد أن أدركت أين أنــا بثوان !!
ابتلعت رمقي وسألت "هـ هـل وصلنـا حقـاً؟!"
"أجل ولكنك ستحتاج لمسيرة النصف ساعة حتى تصل إلى حدود المزرعه، فالطريق وعره ولا يمكن أن أدخل بسيارتي الصغيره أكثر من ذلك"
ابتسمت له بامتنان، فرغم أن المكان مهجور وموحش إلا أنه أوصلني
"لا بأس، شكراً لك على كل ما فعلته من أجلي لن أنسى معروفك معي يا عم"
نزلت من السياره بعد أن دفعت له المبلغ و وقفت حاملة حقيبتي على كتفي الأيسر
فتح زجاج نافذته وقال مشيراً إلى الأمام"إن اتبعت هذا الطريق فستصل لبحيره صغير هنـا إنها على بعد ساعة من هنا تقريباً (أشار لجهة الجنوب الشرقي وتابع)
اما هذا الطريق فسوف يوصلك للمزرعه خلال نصف ساعة أيضاً (نظر إلي وتابع) ولكن هل أنت متأكد من أن رفاقك هنـا، فأنا لا أرى أي أثر لعجلات سيارات أو أي شيء"
ابتسمت بارتباك وقلت بسرعه "لا عليك يا عمي سأتدبر أمري، أنا متأكد من أنهم هنا"
حدق إلي بنظرات غريبـه وقال أخيراً "حسناً كما تشاء، وكما أخبرتك إن احتجت شيئاً فاتصل بي"
أومأت إيجاباً فأغلق النافذه وحرك السياره بنفس الإتجاه الذي جئنا منه!
راقبته إلى أن اختفى وعدت ببصري إلى طريق البيـرانـا! كان الطريق موحشاً بالفعـل لا أرى شيئاً سوى الأرض القاحلـه والرمال تغطي كل شيء، كان العم زين محقاً عندما قال بأنه لا يستطيع التقدم، واضح أن السيارة كانت ستعلق،،
حدقت مجدداً كل شيء دفنته الرمال وكأنها تحاول أن تفرض سيطرتها على كل نبتة صغيره وكبيره ما عدا تلك الصخور المتراميه هنا وهناك!
السماء من الأعلى ممتدة للبعيد وكأنها ملتصقة بها، ورغم ذلك أعطتها منظراً رائعاً ورونقاً خاصاً مع تسلل تلك الخيوط المتلونه لها
رفعت رأسي للأعلى وأنا أضم نفسي من شدة البرد، بدأ الفجر بالبزوغ كما توقعت ولوّن السماء باللون البنفسجي والبرتقالي القاتمان والنجوم بدات تختفي رويداً
عدت أنظر للأمام وتقدمت بالسير أخيراً، طوال الطريق وأنا أفكر ماذا سأفعل عندما أصل؟!
كيف سأتصرف، أين سأذهب، ماذا لو اضطررت للقتال والدفاع عن نفسي؟! أنا حتى لا أعرف كيف أقاتل!
ثم كيف لي أن أعرف أين سأجد آرثـر؟!
توقفت وأمسكت برأسي وأنا أصرخ مغمضة عيناي "كم أنا غبيه، حمقاء ما كان علي أن أتهور بهذه الطريقه كان علي أن أفكر قبل أن أبدأ
كم أنا غبيه غبيــــه!!"
فتحت عيناي بسرعه وأنا أسمع صوتاً غريبـاً، بدا لي كصوت سياره أو شاحنه ضخمه!
رحت أتلفت حولي بسرعه ولكني لم أرَ شيئاً، انبطحت أرضاً وزحفت إلى أن وصلت لصخرة متوسطة الحجم واختبأت خلفها
لازلت أسمع الصوت ولكني لا أرى شيئاً، أخذت أدقق النظر لأرى شيئاً صغيرا قادما من بعيـد وكل ما اقترب كبر حجمـه
نظرت لساعة معصمي لأرى أنها السادسه و النصف، لقد مر على سيري ثلث ساعة تقريبـاً وهذا يعني اني اقتربت!
شعرت بنبضات قلبي تضرب بعنف، وضعت يدي على صدري في محاولة مستمته لأهدئ قلبي المضطرب!
لمحت تلك الشاحنه الكبيره تغادر المكان باتجاه المدينه في الشمال، كانت بعيده عني لذلك لم أخف من كون السائق قد يراني!
خطرت في بالي فكره، فنهضت بسرعه ما إن اختفت الشاحنه عن ناظري بل لم أعد أسمع صوتها حتى، اتجهت إلى المكان الذي مرت منه وبالكاد عثرت على آثارها ورحت أسير متتبعة إياها إلى حيث لا أعلم
هل ستوصلني إلى المزرعه أم إلى مكان آخر، وهل حقاً سأصل إلى حيث يوجـد آرثــر!!
..
..
..
..
..
..
سرت كثيـرا على آثار الشاحنه أو كما شعرت أنا بسبب التعب ولكنها لم تكن أكثر من ربع ساعة أو أقل تقريبـاً
و أنا أرى تلك الأحراش أمامي على بعد مترين مني
بدأت ألمح شيئاً من بعيد خلف تلك الأحراش المتيبسه،، إنهـا أكـواخ،،
دققت النظـر أكثـر ولكن تبين لي أنها شيئاً آخر، تمتمت "بل إنهـا مستودعـات! ولكن لمَ في هذا المكان؟!...."
شهقة بفزع واضعة يدي على فمي "هل يمكن أن يكون آرثـر محتجزاً في أحدها؟! غير معقول؟!"
انطلقت راكضه وما هي إلا خطوات حتى أصبحت وسط الأحراش الشبه خضراء وقد أعاقت حركتي بالفعل فكلما أسرعت تعثرت وكدت أقع، ولهذا أبطأت من سرعتي كثيراً ورحت أسير بهدوء
كلما اقتربت من تلك المستودعات، اقترب قلبي لأن يقع بين قدماي
إنها المرة الأولى التي آتي فيها إلى مكان مهجور كهذا، والأسوأ أنني وحدي!
انتهيت أخيراً من تلك الأحراش وعندما وصلت لنهايتها انحنيت و اختبأت بينهـا، أظهرت فجوة صغيره بين الأعشاب بيدي وأخذت أختلس النظـر
حقاً المكان مهجور تماما!!
جلت ببصري حول المكان مترقبه ظهور أي شيء غريب، أول لعلي لمح أحداً!
طال انتظاري ولم أرَ شيئاً حتى ظننت لوهله بأن لا أحد هنا وأن المكان مهجور بحق!
،،بحق الله، هل هذا مكان مناسب ليكون مزرعه؟!،،
يئست حقـاً وقررت الخروج من مخبأي، شعرت بالغباء حقاً فأنا أنتظر هنا منذ ساعتان تقريباً ولم أرَ شيئاً يدعو للريبه غير تلك الشاحنه التي رأيتها سابقاً !
خرجت بسرعه وأخذت أركض حتى وصلت لأحد تلك المستودعات المتلاصقه ولا يفصل بينها سوى مسافه بسيطه يمكنني العبور منها، أسندت ظهري عليها وأخذت أترقب ظهور أحد
ومجدداً، تنفست الصعداء عندما لم يحصل شيء ولم أسمع شي سوى صوت الرياح التي تعصف بالمكان والغبار الذي أعمى عيناي!
تقدمت بهدوء ولم أترك حذري إطلاقاً، أمسكت بمسدسي الرمادي ورفعته بمستوى كتفاي ورحت أتقدم بهدوء
اتجهت للمنعطف الذي يصلني للمستودع الثاني، حركت إحدى قدماي ولكني سمعت صوتاً
اتسعت عيناي وبدأت يداي ترتجفان، لازلت أسمع صوت تلك الخطوات تقترب وتقترب مني ببطئ!
أغمضت عيناي محاولة ضبط تنفسي وإيقاف اضطرابي ولكن الأمر باء بالفشل
اقتربت الخطوات مني أكثر ولكن قررت أن أرى من قد يكون هنا، أخذت نفساَ وابتلعت رمقي بصعوبه حتى كدت أن أغص به
أطللت برأسي للجهة الأخرى ولمحت أحدهم يستند على حائط المستودع من الجانب الآخر، لم يبدو لي طبيعياً فقد كان يترنح، وفوراً اتجه بصري إلى الزجاجه التي في يده
،،إذن، إنه ثمـل!!،،
أدركت بأن هذا الأمر في صالحي، ولكني لم أعرف كيف أقترب منه فعلى كلٍ هو لن يدرك ما حوله بما أنه ثمـل!
تلفت من حولي ولكن لا فائده جميع الجهات مكشوفه، نظرت للمسدس ولكني سرعانما أبعدت هذه الفكره الغبيه، قد أكشف نفسي إن تهورت!
رفعت رأسي للأعلى دون قصد ولكن لفتني ذلك السلم الحديدي الصدئ يمتد من أعلى المستودع حتى منتصفه!
أسرعت بتسلقه وصعدت للأعلى ورحت أزحف على ركبتاي حتى أصبحت فوقه تماماً
لازال في مكانه ولم يتحرك بل إنه يهنأ بشرابه القذر ذاك!
وقفت وأخذت نفساً عميقاً ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ مع تلك القفزه الكبيره فوق الرجل
كل ما رأيته هو ملامح وجهه المذعوره قبل أن أضربه بكعب مسدسي في رأسه ويخر على الأرض فاقداً وعيه تماماً
ابتعدت عنه وأنا أتنفس بسرعه ورحت أتلفت حولي بارتبكاك، ولكن من ناحيه إخرى تحمست للأمر فلم يبدو هذا صعباً جداً ولكني سأبقى حذره أكثر!
.....................................
أدخلت يدي في تلك الفتحه وسط البوابه الحديديه وسحبت بكل قوتي فلم تسلم أذناي من صوت صريرها المزعج للغايه
لوهله شعرت بأني أسحب صخره لا جهة واحده من تلك البوابه الغبيه
ما إن فتحت نصفها تقريباً حتى اخترقت أشعة الشمس ذلك الظلام في الداخل، ومع ذلك لم أتمكن من رؤية شيء غير الفتحات التي اخترقتها أشعة الشمس لتبدد بعضاً من تلك الظلمه الحالكه!
تقدمت بهدوء وأنا أتلفت بحذر، المكان واسع جداً ومليئ بالخرده وقطع السيارات التي يغطيها الغبار تماماً
أخذت أجول ببصري حتى وصلت لمجموعة من السيارات المحطمه بدون عجلات كل ما كانت تقف عليه هو أربع قطع من الحجاره الكبيره نوعاً ما
تلمستها قليلاً ونظرت لأصابع يدي ،،لقد غطاها الغبار ،، ترى من أي زمن وهي مركونة هنـا؟!،،
وضعت يدي على الزجاج ومسحته بهدوء وأخذت أتطلع للداخل، اتسعت عيناي وابتعد بسرعه عن الزجاج وأنا أشعر بالغثيان حقاً!
مظهر تلك الدماء تملئ السيارة من الداخل حقاً يثير الإشمزاز والقرف!
وضعت يدي على فمي وابتعدت عنها وأخذت أجول بين السيارات الأخرى، ربما كانت أكثر من 15 سياره دون فائده تذكر!
رفعت رأسي لنافذة السقف ذات الزجاج المحطم وأغمضت عيناي بسبب أشعة الشمس القويه، تنهدت وعدت أنظر باتجاه البوابـه وتقدمت لأخرج
وقفت أمام البوابه قبل أن أخرج وأنا آخذ احتياطاتي، تقدمت لأخرج رأسي وأتطلع للخارج لأرى إن كان المكان آمناً، أخرجت رأسي ونظرت ليساري ولم أرَ أحداً غير الرمال عدت أنظر ليميني ولكن كل ما رأيته هو شيئاً أسود اللون
حاولت أن أدرك ما هيته ولكني ما أشعر بعدها سوى بشيء قوي ارتطم برأسي
أطلقت آهة خفيفه و وقعت على الأرض، حاولت رفع رأسي ولكني لم أستطع وكل ما رأيته هو قدمان تنتعلان حذاء أسود اللون طويل الرقبه تقف أمام وجهي تماماً وبعدهـا!!
لا شـــيء ....................؟؟!!!
في الجـزء القادم بإذن الله....
...................
تحركت بهدوء وسط ظلام ذالك الزقاق بين المستودعات، وما إن لكحت احدهم مستلقياً على الأرض حتى رفعت المسدس دون تردد مستعده للقتال
ولكن في داخلي كدت أموت رعباً ولا زلت
جائني صوته من الخلف "ارتاحي إنه فاقد وعيه، كم أنت غبيه بحق كدتِ تفضحين أمرك"
التفت عليه وقلت بنوع من الإستنكار "أنــا؟؟!"
..................
تلفتت مجدداً لأتكد وكان الطريق ساكاً لذا بسرعه تشبثت بالقضبان الحديديه ورحت أتسلق الشاحنه حتى وصلت للأعلى
شعرت وكأني فوق قمة جبل وليس شاحنه، أطلقت نظري لسطح المستودع و أنا فوق الشاحنه
إن المسافه كبيره نوعاً ما، ولكن يجب أن أقفز لأصل إلى السطح
تراجعت قليلاً وحاولت أن أسرع قدر الإمكان، ورحت أركض بأقصى سرعة لدي وبنهاية الشاحنه انطلقت قافزه!
شعرت لوهله بأني لن أصل، سوف أقع و أتحطم تماماً وينتهي أمري
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أرتطم بطرف السطح ولكني مالبثت أن تشبثت بقوه بعد أن أطلقت تلك الآه المكبوته من الألم
....................
جثيت على ركبتاي و استندت بيداي على الرمل، وسرعانما بدأت تلك القطرات الطاهره تفلت مني وتتساقط على الأرض كحبات الثلج الناصعه سرعانما تختفي!
لم أستطع ان أمسكها أكثر وراحت تنهمر بلا هواده! شددت قبضتي على الرمل حتى شعرت به اقتحم أظافري وأغمضت عيناي بشده وأخذت أتمتم من بين أسناي بغيض وبصوت مبحوح
"لماذا؟! لماذا لم أفعل شيئاً، لماذا أنا ضعيفه، ماكان علي تركه
حمقاء، حمقااااااااااااء"