عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 08-31-2012, 02:43 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RuUuby
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير الأمل



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

...




توقفت كثيراً عندما قرأت ملخص تلك الرواية بواسطة الراحل الرائع عبد الوهاب مطاوع رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .. وأحببت أن تشاركونى تأملاتى حولها



كيف لنا أن نفسر هذا السلوك الانسانى ؟ وما هى دوافعه ؟

قلة حيلة وضعف في النفس..

عندما يترك الإنسان مشاعره هي التي تحدد مصيره ولا يترك للعقل مجال في ذلك حتماً سيعيش في فوضى داخلية..

يقول أديب العربية الأستاذ مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله- في كتابه وحي القلم:


"قمة الفشل أن ترتب الحياة من حولك وتترك الفوضى بداخلك"..



فالتضحية والإيثار ونبذ الأنا كلها معاني سامية وجميلة ولكن لمن يستحق..


أذن أنتى تقدمين وجهة نظر مغايرة لما سبق طرحه من قبل بعض الأعضاء ..فترين أن تلك الأرملة فعلت ذلك نتيجة لضعف نفسها وقلة حيلتها لا لشيئ سوى انها ضحت من أجل انسان لايستحق .. وجهة نظر جميلة واقدرها..لكن اسمحى لى بأن أتساءل ..هل المحرك الأساسى للأنسان بيكون نابعاً من داخله وانطلاقاً من سموه النفسى وأخلاقه العالية ؟ أم تنبع وفقاً للطرف الأخر ؟ بمعنى هل القيم النبيلة والتضحية .. مفاهيم متغايرة .. وفقاً لطبيعة الموقف ولطبيعة الأشخاص ؟ فنتعامل بنبل وسمو مع من يستحق .. ونتجاهل تلك المعانى اذا كان الطرف الأخر لا يستحق ؟
أما بخصوص تلك المقولة الجميلة للرافعى ..

"قمة الفشل أن ترتب الحياة من حولك وتترك الفوضى بداخلك"..


فاننى أرى أن من لايستطيع ترتيب الحياة بداخله ويعانى من الفوضى الداخليه ..فأنه لن يكون قادراً على ترتيب الحياة حوله .. فكما يُقال أن فاقد الشيئ لا يُعطيه



وكيف يقبل الانسان على مثل هذا التصرف فيقبل بالهبوط الى القاع راضى النفس ؟ دون أن يتحرك من أجل النجاة ؟؟؟

عندما يطغى صوت القلب على صوت العقل..


نعم صدقتى ..لكن هل هذا يعنى أن صوت القلب دائما ما يكون متناقضاَ مع صوت العقل ..



متى يطغى صوت القلب على صوت العقل ؟
عندما لا يكون للإنسان هدف واضح في حياته يسعى لتحقيقه..

فهو بذلك يرضى لنفسه أن يكون ردة فعل لإختيارات الحياة..

معنى هذا أن غياب الهدف وضبابية الرؤية تجعل الانسان يعيش حالة من التخبط وبالتالى يدفعه ذلك لتجاهل صوت العقل واتباع صوت القلب ..
أتفق هنا معكِ أن الانسان يجب عليه ان يكون إيجابى السلوك محدد الهدف وأن يملك زمام المبادرة والا تكون افعاله وسلوكياته وتصرفاته ناتجة لرد فعل للأطراف المحيطة به ..ومن ثم نعود هنا إلى نقطة المحك الا وهى أن الانسان يجب أن يتحرك انطلاقاً من قناعاته وقيمه ومبادئه
لكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا .. هل دائماً يكون صوت العقل على صواب وصوت القلب على خطأ ؟

فلو قارنت أخي الكريم الرواية التي استشهدت بها في موضوعك بقصة عالمة الفيزياء ماري كوري-ولا مجال هنا لذكر انجازاتها- التي مرت بأحداث مشابهة من غدر وخيانة..

فما كان منها إلا أن سطرت كلمات تكتب بماء الذهب..

"من الحماقة أن يخضع إنسان لرغبات إنسان آخر غير هدفه"..

كم هى رائعة تلك الحكمة الجميلة والتى خرجت بها من نتاج تجاربها مع الحياة ..فأكيد نحن لسنا مع الخضوع ولكننا مع منهجية الإحتواء وتصحيح المسار
كما أن رؤية الذكريات وتجارب الحياة قد تختلف من شخص لأخر ويحضرنى هنا ماقالته الروائية الانجليزية الشهيرة أجاثا كريستي في مقدمة مذكراتها‏:‏ لقد تذكرت ما أردت أن أتذكره وغمست قلمي في مغطس سعيد ليخرج منه بحفنة من الذكريات المحلاة بطعم السكر‏!..




وكم فى الحياة من أشخاص يعرفون جيداً ( أحجارهم ) التى تهوى بهم إلى القاع السحيق وعلى الرغم من ذلك .. فهم لا يتخلصون من هذه الأثقال لأنهم بضعفهم البشرى يحبونها ولا يقدرون على الحياة دونها ؟

كثيرون هم..

لكن الناجحون من تكون هذه الأحجار مجرد محطات في حياتهم..

يتعثرون بها لكن لا يتوقفون عندها..

جميل ما ذهبتى اليه ..
والأجمل أن يبذلون جهدهم من أجل حمل تلك الاحجار معهم نحو القمة وعدم السماح لها بأخذهم نحو القاع .. فيكون النجاح هنا غير مفتصراً على الشخص نفسه وفقط وأنما تعداه إلى من يحبهم .



وهل حدث خلال رحلة الحياة أن جاءت عليك لحظة وتعرضت لموقف معين..فأذا بك تردد فى داخلك تلك الكلمات ..

( أنه حجر فى عنقى يشدنى معه إلى القاع ، ولكننى أحب هذا الحجر ، ولا أستطيع العيش بدونه )

لم أقابل من الأشخاص أحداً ولله الحمد..

أما من العادات فنعم..

أمور أدرك تماماً أنها مما يهوي بي إلى القاع لكنني أحاول جهدي تركها علّها تكون مني مستقبلاً بمثابة اللقاح للجسم..

لكن الم تحاولى يوماً أن تغيرى تلك العادات كخيار بديل عن الترك .. بمعنى هل الأفضل سياسة المواجهة والتغيير أم سياسة التجاهل والالتفاف حول الجنادل ؟




جزاك الله خيراً أخي الكريم على روعة طرحك وإبداع أسلوبك ورُقي فكرك..



موضوعك مميز بحق..
وجزاكِ الله خيراً أختى على تلك المداخله الماتعة وهذا الحوار الراقى والذى استمعت بخوض غماره .. لذا أسمحى لى أن أتقدم إليكِ بأسمى آيات عرفانى وتقديرى لكِ..
بل والتعبير عن امتنانى لهذا الموضوع الذى أعاد إلينا عضوه فى مثل ثقافتك ورجاحة عقلك

__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...

رد مع اقتباس