عرض مشاركة واحدة
  #151  
قديم 09-05-2012, 12:19 PM
 
الفصل الرابع .. من قتل من ؟..
ضحكت بهدوء وقالت وهي تبعثر شعره : لا عليك صغيري .. أعلم أن دخولي بتلك الطريقة لم يكن ليساعد فقد بدوتم مصدومين تماماً .
قال بارتباك : إذاً لستِ غاضبة ؟
أماندا : البتة ..
ساي : وأستطيع مناداتك ماما ؟
ضمته بحنان وهي تقول : حتى إذا لم تنادني ماما فأنا أمك أيها المشاغب أفهمت ؟؟
في هذه اللحظة اختار أحدهم طرق باب الغرفة لتقول هي بهدوء : تفضل ..
دخل كايل وابتسامة مشرقة تعلو وجهه الوسيم ليقول بهدوء وهو يري ساي : صباح الخير صغيري .. صباح الخير أمي .
ردا معاً : صباح الخير كايل ..
كايل وهو يقبل جبين أمه : يبدو أن واحدة من مشاكلنا قد حلت ساي .. صحيح ؟
قبل أن يرد ساي كان هاتف كايل قد علا صوت رنينه فنظر ليري اسم المتصل أما ما أذهله فهو عبارة رقم خاص التي ملأت شاشة هاتفه .
فتح الهاتف ورد بهدوء : كايل كورن ..
جاءه صوت هادئ يقول : سيد كورن ، معك آرثر كريستوفر من وزارة الداخلية
كايل : أهلاً بك سيد كريستوفر .. ما المشكلة ؟
كريستوفر ببرود : سيدي توجه إلي أقرب مركز شرطة من بيتك وستجدني هناك فلدي ما أخبرك به ... إلي اللقاء الآن .
علت تقطيبة خفيفة جبينه الأبيض وهو يرد محاولاً الحفاظ علي هدوءه : حسناً سيدي . نصف ساعة تقريباً وسأكون عندك . إلي اللقاء .
أغلق الهاتف ووضعه في جيب سرواله الجينز ثم لاحظ نظرات أمه وأخيه القلقة والتي تحمل تساؤلاً خفياً فتصنع ابتسامة باهتة وقال بفتور : لا تقلقا فليس هناك شيء سيء ولكن علي الخروج الآن كما سمعتما ..
قالت أماندا وقد تغلب عليها شعور قوي بالقلق علي ابنها البكر : كايل .. اهتم بنفسك جيداً ولا تتأخر ..
أومأ مجيباً وقد تغلب عليه القلق فمحدثه لم سكن فرداً من الشرطة بل عضواً بوزارة الداخلية وهذا بحد ذاته يدل علي أن الأمر خطير جداً .. قال بهدوء : بكل تأكيد فهناك المدرسة _ التفت إلي أخيه الأصغر وقال بهدوء _ ساي ، اذهبوا إلي المدرسة مع بيير وإذا تأخرت فأخبر ميزوري أن تتولي إدارة المدرسة حتى أصل .
لم ينتظر رداً وسارع بالخروج من الغرفة محاولاً التغلب علي قلقه وإقناع نفسه بأن ذلك لا مبرر له .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد عشر دقائق ، كان الشاب قد ركب سيارته الرولز السماوية وقد غير ثيابه إلي قميص حريري أسود وسروال من الجينز الضيق وانطلق مسرعاً نحو وجهته ..
عندما وصل إلي ذلك المبني الأبيض المشهور في المنطقة ، لم يكد يوقف سيارته حتى لاحظ ذلك الرجل الذي ترجل من السيارة خلفه واقترب منه مخرجاً شارة ما عرضها عليه عبر نافذة السيارة ... آرثر كريستوفر " محقق خاص " وشارة وزارة الداخلية تحتل معظم مساحة البطاقة ..
أحس الشاب بالخوف الشديد مما قد يحصل فالرجل لم ينتظر حتى دخوله بل قابله علي الباب فترجل من سيارته وقال محاولاً الحفاظ علي تماسكه : كايل كورن ..
ابتسم آرثر ذاك ساخراً وقال باستخفاف : آرثر كريستوفر ... نادني آرثر والآن تفضل معي إلي سيارتي .. يا سيد كورن
نطق بجملته الأخيرة كمن يلقي شتيمة ما فتحول توتر الشاب إلي استغراب شديد .. هو لم يسمع باسم هذا الرجل من قبل حتى ورغم ذلك يعامله بهذا الازدراء والاستخفاف كمن يعامل طفلاً صغيراً !!
علي أي حال أطاع كايل فركب سيارته السوداء وانطلقا نحو مكان لم يعرف الشاب أين هو أو بمعني آخر ، لم يعرف إلي أين يتجهان ..
ساد صمت علي الأجواء في السيارة قطعه صوت آرثر الحاد قائلاً : اسمع يا هذا ! أنا أكره والدك وطالما تمنيت موته ولكني أجد نفسي متورطاً في هذا التحقيق الغبي عن قاتله لذلك فأنا أحذرك من الاسترسال في الحديث عن ذلك الـ كورن وإلا فلن أكون مسئولاً عما يحدث .
لم يرد كايل الذي كان يحاول كل جهده أن يتمالك أعصابه وألا ينقض علي ذلك الذي اعتبره محققاً غبياً بل قال في نفسه بيأس : أين أنت الآن مايكل ؟
وصلت السيارة إلي أمام مبيني ضخم أبيض اللون أمامه حديقة عملاقة بدا كقصر وليس كمقر لفرع من فروع وزارة الداخلية أو مكتب للمحققين أو غيره فتغلب ذهول صامت علي تقاطيع وجهه لاحظه آرثر الذي قال بسخرية : هل تظن أن وكالة تحقيق سرية قد تكتب ذلك بالخط العريض علي نافذة مكتبها يا ذكي ؟!
سارع إلي الرد مدافعاً عن نفسه قائلاً : وما أدراني بالمكان الذي ستأخذني إليه يا سيد ؟ لو أنك كلفت نفسك وأخبرتني عن وجهتنا لما كنت أبديت ردة الفعل هذه .
صمت الرجل الذي لم يعرف بماذا يرد ودخل بسيارته إلي البيت عن طريق بوابة عملاقة مزينة بزخرفات حمراء وزرقاء بدت كنيران مشتعلة فوق سطح البوابة السوداء المؤدية إلي عالم آخر من التكنولوجيا المتطورة والمسخرة في سبيل الوصول إلي الحقيقة ... إلي هنا دخل الاثنان فتباينت ردات فعلهما ما بين هدوءٍ تامٍ سيطر علي أكبرهما سناً ودهشة عارمة غزت وجه الآخر عبرت عن تساؤل صامت اختار رفيقه تجاهله وهو يقوده عبر المكان قائلاً : هذا مركز عملنا وكما تري هو من الداخل مختلف تماماً عنه من الخارج _ أشار إلي باب أسود اللون في نهاية ممر طويل ثم أردف _ هذه هي وجهتنا يا هذا .
ابتسم مستسلماً لقدره الذي جمعه بهذا المحقق عجيب الطباع ليرد بهدوء : لا بأس ، فلنتجه إلي هناك إذاً ..
عندما فُتِحَ ذاك الباب رأي كايل آخر شخص توقع أن يراه ... هتف بذهول شديد : مايك ؟!
ابتسم الآخر وهو يرد بمرح : بشحمه ولحمه يا رفيق .. من الجيد أن ذئبنا البشري أوصلك سالماً إلي هنا ..
هذه المرة استلم آرثر دفة الحديث قائلاً بخشونة : لست ذئباً بشرياً فانتبه إلي ألفاظك مايكل . لم تكن مجبراً علي إرسالي أنا لجلب هذه الحشرة البشرية .
لم ينتظر رد أي منهما بل غادر الغرفة مباشرة فنظر كايل إلي مايكل متسائلاً ليهز ذاك الأخير كتفيه بقلة حيلة ويقول مغيراً الموضوع : إذاً ما رأيك بغرفتي يا فتي ؟
جال بنظره في أرجاء الغرفة ليري الحواسيب المنتشرة في زاويتها اليمني ، مكتب ضخم احتل الناحية اليسري خلفه كرسي جلدي فاخر وحوله عدد من المقاعد المزخرفة بعناية فائقة وشرفة امتدت علي طول الحائط الشمالي اهتزت الستائر المذهبة المعلقة علي بابها بهدوء موحية بجو من السكينة والثقة ليقول بابتسامة ذات معني : كان عليك أن تصبح مهندس ديكور مايكي .
اتجه إلي كرسيه الجلدي فجلس عليه وأشار إلي رفيقه أن اجلس إلي الكرسي الذي يعجبك من بين البقية فاختار ذاك الأخير المقعد المقابل ليقول بهدوء : اسمعني جيداً كايل ! سبق وأخبرتك أن والدك لم يمت ميتة طبيعية بل قتل واليوم وصلتنا نتائج التحاليل من المختبر والتى أفادت بكونه ( أي والدك ) مات من جراء نوبة قلبية حادة بسبب تناوله جرعة مضاعفة من علاج القلب المخصص له و احزر ماذا ؟ وجدنا أنه قد تم تبديل حبوب الصداع الخاصة به بحبوب دواء القلب وهذا يثبت تماماً أن القضية قضية قتل متعمد وليست مجرد ميتة طبيعية .
صمت لبرهة حتى يستطيع عقله استيعاب ما يقوله رفيقه ثم نطق بفتور : وهل هناك احتمالات أخري ؟! ... هل تشك في أحد ما ؟
مايكل بهدوء : هناك واحد...
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الأثناء وفي المدرسة صرخ صديقنا شبيه الفتيات متذمراً بعنف : لماذا المدللة هي المديرة مرة أخري ؟
ضحك رفيقه بمرح وهو يقول : ميزوري لن تحتل هذا المنصب طوال اليوم فارأف بحالها ودعها وشأنها قليلاً يا رجل .
فجأة سمع الاثنان صوتاً حازماً من خلفهما يقول : ماذا تفعلان هنا في هذا الوقت أنتما الاثنان ؟ إلي صفكما قبل أن أضعكما بالحجز .
التفت الاثنان ليريا ميزوري تنظر إليهما بحدة وسط ملعب المدرسة الفارغ تماماً من شخص غير ثلاثتهم ليقول ستيف بسخرية : انظروا من لدينا هنا .. ألستِ أنتي من كان يلغي الدروس يومياً ؟ .. وصحيح !! أين العلك ؟!
قالت بحزم : اسمع يا هذا ! أنا لست طالبة مثلك حتى يعود كايل وإلي ذلك الحين أظل المديرة واعلم أني لم يعد لدي وقت للعلك ولإلغاء الدروس والآن اغربا عن وجهي .
انصرف الاثنان وسط استغرابهما من هذا التغير العجيب لتقول الفتاة بتنهيدة متعبة : أين أنت الآن ، كايل ؟ إن هذا متعب حقاً !!
بعد دقائق كانت تجلس أمام تلك النافذة تحدق بالحديقة الخلفية للمدرسة وقد ازدانت بعدد من الأشجار الباسقة والأزهار النضرة تفكر بجدية في أنها يجب أن تؤدي هذه المهمة التي كلفها بها أخوها في إدارة المدرسة علي أكمل وجه ...

كايل يثق بي !!
التمعت في ذهنها هذه العبارة لتقول بتصميم : وسأكون عند حسن ظنه .
هبت نسمة ريا خفيفة حملت معها حفيف الشجر ورحيق الزهر منطلقة بها نحو عالم من الذكريات حيث ذلك الشاب ، أخوها غير الشقيق ، الذي همس في أذنها بخفوت : أتذكرين ادعاء طفولتنا ؟ أعني عندما كنا نتظاهر بأننا أخوان ؟ أخبرتني أمي أنه حقيقة وحتى ساي يعلم بذلك لأني أخبرته في جنازة والدك ولكن لا علم عندي بالتفاصيل ..
ابتعد عنها فرأي تعابير الصدمة تحتل وجهها ناعم الثنايا ليقول وقد أشاح وجهه بعيداً : لا تصدمِ بهذا الشكل ميري أدري كيف هذا ولكني سآتي إلي بيتكم اليوم ولنحاول سؤال كايل عن التفاصيل .
في هذه اللحظة صدر منها ما أذهله إذ أمسكت رفيقته بذقنه فوجهت عينيه نحوها وهمست بانكسار : إياك أن تتخلي عني جيرمي .. لا أدري كيف سأتحمل هذا يا أخي ..
انفرجت أساريره بسبب كلامها واقترب منها هامساً في أذنها بضع كلمات أشرق علي إثرها وجه الفتاة لتقول بابتسامة : سأنتظرك إذاً ..
عادت من بحر ذكرياتها لتحرك شفتيها هامسة بارتياح : سأكون إلي جوارك دائماً ولن أتخلي عنكِ أختي .. سنواجه معاً كل الصعوبات وسنتغلب علي مرارة الحقيقة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في سيارته وهو يتجه نحو المدرسة ، تذكر كايل كلامه مع مايكل عن ذلك المدعو آرثر .. تذكر كيف أصابته الصدمة عندما عرف سبب كره آرثر لوالده .. أيعقل ؟!! أبي أنا ؟! .. هكذا كان يفكر قبل أن يسمع صوت رفيقه يقول بهدوء : انتبه إلي الطريق كايل !
رد بخفوت ومن دون أن يلتفت : أبي ... أبي لم يقـ قتل أحداً مايك !
صمت الشاب الأكبر سناً ولم يأت بكلمة بل بدا عليه أنه غاب في بحر عميق من الذكريات ..
كان في طريقه لفتح باب الخروج عندما أوقفه سؤال رفيقه الهادئ : لماذا يكره آرثر أبي يا مايك ؟ لم يفعل له شيئاً أليس كذلك ؟
تجمد في مكانه للحظة قبل أن يجيب بغموض : آرثر يعتقد أن والدك قتل أخاه .. هو لم يعرف يوماً حقيقة ما حصل ..
جمدت الصدمة كايل فلم يعرف بماذا يرد .. والده !! مستحيل !! إنه لا يعرف كيف يؤذي أحداً فلماذا يقتل شقيق ذلك الرجل ؟!!
وكأنما تكهن بما يدور في ذهن رفيقه إذ قال بشرود : أخبرتك أنه لم يعرف الحقيقة أبداً فلا تجنح بفكرك كايل . آرثر يحقد علي والدك لأنه يظنه سبب ابتعادي عن رفقته .
عاد إلي أرض الواقع علي صوت رفيقه يقول بهدوء ممزوج بالتعب : ها قد وصلنا يا صديق .. هيا فقد تأخرنا كثيراً علي ما يبدو .
ترجلا من السيارة متجهين نحو المدرسة وكل منهما غارق في جهة معينة من تفكيره فلم ينتبها إلي المشرف الذي سارع إليهما يقول في عجل : كايل ! مايك ! من فضلكما تعالا معي بسرعة ..
رد كايل باستغراب : ماذا هناك ليون ؟
قال بارتباك شديد : ذهبت إلي مكتبك اليوم لأحصل علي إمضائك من أجل الأوراق اللازمة لتوحيد زى المدرسة فطلبت إلي الآنسة ميزوري تركها حتى توقعها وعندما عدت لأخذ الأوراق كانت قد اختفت ووجدت مكانها رسالة ما ...
لم ينتظر الشابان ليعرفا ماذا حصل بعد بل سارعا راكضين
لم ينتظر الشابان ليعرفا ماذا حصل بعد بل سارعا راكضين إلي المكتب وأكبرهما يردد بيأس : أرجو أن أكون مخطئاً .. هم لم يبدءوا التحرك بعد .. يا إلهي !! ساعدنا !!
فتحا الباب وسارعا بالدخول ليلتقط أقربهما للكرسي الجلدي ظرفاً أبيض ملطخاً بذاك السائل الأحمر القاني ، فضها مسرعاً وقرأ لتتسع عيناه ذهولاً مع كل كلمة ..
لدقائق وقف ثابتاً غير قادر علي الحراك حتى تمكن أخيراً من القول بتثاقل : مايكل ، اقرأها !!
تناولها منه ليقرأ بذهول :
" عزيزي كايل ،
في اللحظة التي تقرأ فيها حضرتك هذه الرسالة تكون أختك علي وشك البدء بالعد التنازلي لحياتها البائسة ودعني أوضح أننا لسنا شديدي الرحمة لنجعلها تموت بسرعة ودون ألم ، أتفهم عزيزي ؟
الدماء علي المظروف تثبت صدق كلامنا ولأننا نبحث عن التسلية في المرتبة الأولي ، دعنا نعطك دليلاً علي مكان وجودها عزيزي .. حيث تتلاقي الأمواج الهادرة غضباً مع الصخور الراسخة حيث تغمر المياه الأرض مرتفعة إلي السماء فلا تبقي سوي أشعة حارقة تراقب بشموخ العدل يتخذ مجراه فيغمرها بوحشية حتى تحين النهاية ...
أرنا مقدار ذكائك وكن علي قدر التحدي فأمامك أربع وعشرون ساعة فقط قبل الموت المحتم لشقيقتك وبالمناسبة ، بلغ تحياتنا للمحققين الأحمقين ولأمك وقل لها أنها السبب وستفهم هي كل شيء .. فقط أخبرها أن زوجة والدها العزيزة هي من سيقضي علي آخر أفراد سلالة كورن - بريسكوت "
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~