عرض مشاركة واحدة
  #152  
قديم 09-05-2012, 12:20 PM
 
همس بعدم تصديق : ما معني هذا ، كايل ؟!
رد بخفوت : معناه أنني علي وشك فقدان شخص آخر إلا إذا أسرعنا وحللنا هذا الأمر
قال وقد شع التصميم من عينيه : وهذا ما سنفعله كاي ... إنها تعتمد علينا _ أردف عندما لم يلاحظ تجاوباً _ اسمع ! أحضر جيمي و ساي إلي بيتكم وأنا سآتي مع آرثر وسنجد حلاً .
صرخ بانفعال : لا مايك !! لن أسمح بتورط الصبيين !
قال بهدوء وهو يغادر : هما متورطان أصلاً وعلينا إخبارهما ليتوخيا الحذر .. لا تتأخروا .
بمجرد أن خطا إلي الخارج ، سمع صوت ليون يقول بقلق : آسف لعدم تواجدي ولكن واجهتني مشكلة مع بعض الطلاب .. ما الذي حصل ، مايك ؟!
رد بهدوء وهو يغادر : لا تزعج نفسك فليست سوي مزحة سمجة ليون _ أكمل في نفسه بخبث _ مزحة سينال كل من نفذها عقاب لا يضاهي ولو كان ذلك آخر ما أفعله في حياتي .
ــــــــــ بعد نصف ساعة ــــــــــــــــــــــــــــــــ
صرخ بعنف وهو يحدق بذاك الجالس أمامه : أخبرني مجدداً ، لماذا أنت هنا ؟
رد ببرود : لأني أهتم لأمرها .
قال متجاهلاً جوابه : حتى إنك لست جزءاً من العائلة يا هذا .
أعاد ببرود أشد قائلاً : أنا أهتم لأمرها .
وقبل أن ينطق بكلمة قاطعه فتح الباب ودخول مايكل وآرثر الذي صرخ بعنف ما إن رآه : ستيفان ؟! ما الذي تفعله هنا ؟!
جيرمي ساخراً : كنت أسأله ذات السؤال للتو .
كايل ببرود : هلا هدئنا ولنجد حلاً للوصول إلي ميزوري أفضل من الجلوس والتشاجر بهذه الطريقه .. _ التفت إلي أمه و ساي اللذين لم يسمع صوتهما منذ حضرا ليقول بهدوء _ أمي ، ساي ، ما بكما ؟
ردت عليه بهدوء : كنا نفكر في كونها موجودة بمكان ما علي الشاطئ أو بالبحر ..
أكمل ساي : ولكن هذا ليس احتمالاً شديد الدقة لأننا يمكننا إيجادها بأقل من أربع وعشرين ساعة إذا كانت هناك ، خاصة وأننا نحفظ الأماكن علي الشاطئ عن ظهر قلب
ستيف بشرود : علي الشاطئ نعم .. يسهل إيجادها لا .. هناك لعبة ما في الموضوع !! هي في منطقة قريبة من البحر ولكن المكان عبارة عن شاطئ صخري وهو لا يتوافر بكثرة حولنا بل خارج طوكيو تماماً !
جيرمي بهدوء مختلط ببعض الاستهجان : يبدو أن لك فائدة بالنهاية .. هل لدي أحدكم فكرة عن مكان شبيه بهذا ؟
نهض قائلاً ببرود وهو يغادر : علي الذهاب الآن أبي .. سأحاول البحث عن خيط يقودنا إلي مكان ميزوري وإن عثرت علي شيء فسأتصل بكم ..
التفت كايل إلي آرثر متعجباً : أبي ؟!! أنت والده ؟!
هز كتفيه باستخفاف وهو يرد : هذا ما تراه ، فهل هناك مشكلة ما ؟
أماندا بهدوء مقاطعة الشجار الذي علي وشك النشوب بينهما : أرجو منكما أن تلاحظا الوضع الذي نحن فيه الآن وتنسيا الخلاف ولو لدقائق .. كايل أختك في خطر وسيد كريستوفر وظيفتك في خطر كذلك .. إنه لمن دواعي السخرية أن يشتعل فتيل الشجار بيننا في هذا الوقت بالذات !!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أسند ظهره إلي تلك الصخرة الوحيدة يراقب حركة الأمواج المنتظمة تقترب م الشاطئ ثم تبتعد منسحبة عنه بسرعة كأنما تخشي أن تطيل البقاء وهو يفكر .. إنه وقت الجزر الآن فكيف سيكون حالها في وقت المد ؟ .. تري هل هي بخير أم أن أذيً من نوع ما قد أصابها ؟ ودون أن يحس ، كان قد استغرق في نوم عميــــــــــق .
يركض في كل مكان يبحث عنها ولا يدري من أين يبدأ حتى سمع صوتها الضعيف يناديه بخفوت : ستيف .. ستيفان ، أين أنت ؟
صرخ بانفعال : ميزوري أنا هنا .. أين أنتي ؟! من أين تنادين ؟!
ردت بوهن : اتجه إلي الأمام ، جهة الشاطئ .
سارع ينفذ طلبها ولكنه شعر بأنه يدور في حلقة مفرغة .. كلما اقترب وسمع هدير الأمواج يبتعد مرة أخري ..
صرخ بعنف : ميزوري ، أين أنتي ؟ أخبريني ما اسم هذا المكان ؟
قالت بصوت خفت تدريجياً : تعال إلي ستيف .. أسرع وإلا فات الأوان !!
وكأنما زودته كلماتها بالقوة اللازمة فانطلق مسرعاً متجاوزاً حاجز ذلك المكن بكل ما أوتي من قوة ليقف وجهاً لوجه أمام صخرة عالية ترتطم بها الأمواج بعنف شديد ورآها مربوطة بحبل سميك إلي عارضة خشبية أعلي الصخرة والأمواج تقترب من قدميها بشكل خطير ..
همست بألم : إنها صخرة التنين .. أخبر كايل ..
وكانت هذه آخر جملة قالتها قبل أن تفقد وعيها وآخر جملة سمعها قبل أن يستيقظ ليقول بشرود : صخرة التنين ؟! لم أسمع بمثل هذا الاسم من قبل !!
قرر أن يفعل ما طلبته منه ويتصل بكايل فاكتشف أنه لا يحمل رقم أي منهم لذلك قرر الاتصال بوالده وهو يسارع راكضاً ليعود إلي منزلهم ..
ثوان ورد عليه والده قائلاً بهدوء : مرحباً ستيفان ..
سأل وهو يلهث : والدي أين أنت ؟
استغرب سؤال ابنه ولكنه رد بهدوء في النهاية : أنا في البيت بني .
قال بهدوء : إذاً توجه إلي بيت كورن الآن أبي .
أغلق الهاتف دون أن ينتظر رداً وسارع يكمل طريقه إلي وجهته .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كرر بذهول : صخـ صخرة التنيـــــن ؟!!
قال ببرود : هذا ما قالته _ أردف بعد عدة ثوان _ إذاً ، أيذكرك هذا الاسم بمكان ما ؟
قبل أن يجيب كايل ، كان جيرمي قد صرخ مستنكراً : وهل سنعتمد علي حلم في تحديد وجهتنا ؟! كايل ، لا تمزح أرجوك !!
أماندا محاولة تهدئته : جيرمي من فضلك ! نحن لا نملك الوقت الكافي للبحث وليس علينا سوي اتباع ما أتي في حلم ستيف .. ميزوري مختفية منذ العاشرة صباحاً تقريباً والوقت ينفد منا بأسرع مما نتخيل .
كريستوفر بملل : إذاً ألن يتكلم أحد عن مكان هذه الصخرة العتيدة ؟
قال كايل وهو ينظر إليه بحيرة : أوساكا .. الصخرة هي جرف عملاق علي شاطئ أوساكا !!
هتفوا جميعاً بذهول : أوساكا ؟!!
ساي باستغراب : ولكن كيف وصلوا إلي هناك بهذه السرعة ؟
أجاب مايكل بشرود : المروحية .. استخدموا مروحية للوصول خاصة وأن الموقع صخري ولن يفيد استعمال السيارة بشيء !
كريستوفر مؤيداً : مايكل علي حق .. يستحيل أن يصلوا إلي هناك بهذه السرعة بأي وسيلة أخري .. علينا نحن أيضاً أن نوفر مروحية للوصول إلي ذلك المكان !
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت بعيون مثقلة إلي ذاك القرص الذي تحول لونه من الذهبي إلي البرتقالي المشع وهو يستعد للمغادرة إلي ما وراء البحر الذي بدأت أمواجه المتلاطمة تلامس قدميها وهي تهمس بتعب : أين أنت يا أخي ؟ لماذا تأخرت ؟
طغي علي صوت الأمواج هدير مروحية فوجهت نظرها بصعوبة نحوها لتراه يهبط منها مسرعاً إلي تلك العارضة اللعينة قبل أن يصرخ بانفعال قائلاً : ميزوري تماسكـــــــــــــــــي !
ركض نحوها فناداه قائد المروحية قائلاً : بني ، انتظر !!
تجاهله وسارع إلي رفع الحبل السميك الذي ربطت يداها به وهي تصرخ من الألم إثر اصطدامها بالصخور ليهمس هو بيأس : أرجوكِ ميزوري .. تحملي قليلاً بعد !
لم ينتبه إلي الطيار الذي اقترب منه ومد يده يساعده علي إخراجها وهو يقول بلطف : سننقذها يا بني ..
بدأ كلاهما يسحب الحبل ببطء خشية أن ينقطع وفاتهما معاً أنه علي وشك الانقطاع من منتصفه فلم ينتبها لذلك إلا عندما انقطع تماماً قبل الوصول إلي القمة بثوان ..
ـــــــــــــــ ميزوري ـــــــــــــــ
كنت قد أفقت من جراء اصطدام جسدي بصخور ذاك المنحدر ولم ألبث إلا وقد شعرت بجسدي يتهاوى إلي الأسفل بعنف بعد أن انقطع الحبل الذي يربطني بستيفان .. علمت بأنها النهاية ولاح لي السواد المطبق الذي ينتظرني فاستبد بي الخوف من أن أموت ولم أعتذر لرفاقي ولأخوتي عن سوء تعاملي معهم .. شعرت بنفسي أهوي إلي زاوية سحيقة ثم وبدون مقدمات توقف جسدي عن السقوط وسمعته يصرخ منادياً باسمي بكل قوته ...
قال بصعوبة وهو يمسك الرابط الوحيد بينهما بكل قوته : تماسكي .. ميزوري يجب أن تتماسكِ سأنقذك ..
علمت لحظتها كم يكابد الصعوبات في سبيل رفعي فحاولت جاهدة أن أخفف من ثقلي عليه حتى شعرت بنفسي أرتفع إلي الأعلى بشكل أسرع فرفعت رأسي لأري ذلك الشخص معه .. من ثيابه بدا كقائد طائرة وقد كان يساعد ستيف في رفعي ..
لم تمض دقائق إلا وكنت قد وصلت إلي القمة لأجد نفسي بين ذراعيه أما هو فضمني بكل قوته وهمس لي بحنان : حمداً لله علي السلامة صغيرتي ..
لم أملك من الطاقة ما يكفي لأرد عليه بل رفعت يدي اللتين حررهما وأحطت عنقه بهما مسندة رأسي علي صدره الدافئ وأنا أبتسم .. آه كم أحبك يا شبيه الفتيات وكم تأخرت في اكتشاف ذلك ..
هدير محرك قوي كان قد علي في السماء لأكتشف أن الطوافة الجديدة تحمل أخي والأستاذ مايكل ورفيقهما ، والد ستيف ، ذاك الذي يكره والدي بشدة .. أخبروني فيما بعد أنهم اكتشفوا نفاد الوقود في الطائرة فانطلق ستيف في واحدة أخري إلي كونهم لم يأخذوه معهم منذ البداية وأما حكاية والدي مع شقيق السيد كريستوفر فقد أخبرنا مايكل أنه كان يقود السيارة في ذلك اليوم وأن عم ستيفن هو المخطئ إذ كان مريضاً بالقلب ولم يكن يسمح له بقيادة السيارة ولكنه تجاهل ذلك وأصيب بنوبة خلال قيادته أدت إلي الحادثة التي أنهت حياته ...
مضي وقت قبل أن يتقبل العم آرثر حقيقة الوضع ولكنه تقبله في النهاية فعم السلام بيننا خاصة بعد أن تصالحنا مع جدي لأمي الذي اتضح أنه لم يكن مذنباً بأي شكل فيما جري وأما تلك العفريتة التي تزوجته من أجل المال والسلطة فقد انتهي بها الأمر في السجن إلي الأبد غير قادرة علي إيذاء أي منا .. يا للحماقة !! اعترفت بنفسها في رسالتها أنها قتلت والدي وتسعي لقتلنا وجرت معها شركاءها في قاعة المحكمة ..
نحن الآن نستعد لحفل زفاف جيمي العزيز وكم يسعدني أن كايل سيعود من سفره مع زوجته وابنيه التوأمين لحضوره .. لازلت أتذكر يوم قدومهما إلي الحياة فقد كان يوم فرح لنا جميعاً .. الآن ساي يعيش مع أمي وجدي أما أنا و ستيف فـ ..
نسيت ما كانت تسطره حال انفتاح باب الغرفة ليدخل منه ذاك الشخص الحبيب الشبيه بالفتيات يحمل بين يديه ذلك الملاك الصغير وهو يقول بهدوء : استيقظ جيم يا عزيزتي .. إنه يبكي ويريد ماما وحتى أنا أريد ماما كذلك _ انتبه إلي الوريقات المتناثرة أمامها ليردف بابتسامة _ ألم تنتهي من الكتبة بعد ؟!
ضحكت بخفة وهي تأخذ من بين يديه ابنهما الذي قارب عامه الأول وتقول : كنت علي وشك كتابة الجملة الأخيرة عندما قاطعني أغلي شخصين علي قلبي في الوجود كله ..
توقف إلي جوارها وابتسامة مكتفية تعلو محياه مراقباً إياها تخط بين دفاترها بنعومة : أما أنا و ستيف فقد تزوجنا ونعيش حياتنا بسعادة مع أميرنا الصغير الوسيم متمنين أن يكون كل لأزواج والأحبة في مثل سعادتنا ..

آه كم ينتظر اللحظة التي سيخبر فيها طفله الصغير عن حكايتهم المشوقة ...


تمت بحمد الله ..
سطرت النسخة الجديدة : 31 / 1 / 2012
بقلم : Shymaa Ali
تم الانتهاء من كتابتها في التاريخ : 10 / 8 / 2012
المنتدى : مكسات / عيون العرب
__________________
سبحان الله وبحمده ~
سبحان الله الـعظيم ~