قال عنه المدرب الكبير فابيو كابيللو إنه في نفس مستوى الهولندي الطائر ماركو فان باستن، وتنبأ له ديفيد بيكهام باحتلال لقب أفضل لاعب في العالم قريباً. وخلال أول موسم له مع يوفنتوس حصل على لقب أفضل لاعب في العالم. ويتوقع النقاد أن تتواصل قصة التألق والنجاح للنجم السويدي الشاب بشرط أن يبتعد عن المتاعب داخل الملعب.. هذا هو هداف يوفنتوس المرعب زلاتان إبراهيموفيتش، فماذا يفعل وما هي قصته مع الكرة والنجاح؟
عندما فاز يوفنتوس ببطولة الدوري الإيطالي للمرة الثامنة والعشرين في تاريخه، احتلت صور إبراهيموفيتش أعمدة الصحف في بلده السويد، ليس لأنه أول لاعب مع يوفنتوس يحرز أكثر من 15 هدفاً في أول مواسمه معه منذ أن فعلها الفرنسي ميشييل بلاتيني موسم 82/ 1983 أو لأنه أول لاعب سويدي يفوز بالسكوديتو منذ 37 عاماً، بل انصب اهتمام الصحافة بأنه أوشك على دهس إحدى الصحافيات السويديات بسيارته خارج أحد المطاعم ما نشرته الصحف السويدية يعكس الشخصية الكلاسيكية لإبراهيموفيتش عاشق إثارة المتاعب داخل الملعب وخارجه وعلى وجهه ابتسامة وذراعاه مفتوحتان لاستقبال الجميع واشتهر أحد أفضل نجوم كرة القدم في العالم بمشاغباته وسلوكه العنيف إلى درجة أن المقربين منه يدعون أنه يحتفظ بسلاح ناري داخل حقيبته دائماً وأنه تسبب في مشكلة أمنية ضخمة عندما أعلن جهاز كشف المعادن وجود السلاح بحقيبته ومن مشاغباته الطريفة كذلك أنه تقمص شخصية رجل شرطة وحاول اعتقال أحد المارة ثم اتضح أنه قس يسعى لهداية العاهرات في الشوارع .
أما داخل الملعب فلا يتورع عن استفزاز خصومه إلى درجة الخروج عن المألوف وحدث الموسم الماضي أنه اندفع برأسه نحو معدة سينسي ميهايلوفيتش نجم الانتر، وكذلك رفع إصبعه في وجه اللاعب إيفان كوردوبا خلال المباراة نفسها التي تعرض بعدها للإيقاف ثلاث مباريات ومتى؟ قبل المباراة المهمة أمام الخصم العنيد ميلان والتي تحدد مصير اللقب هذا إلى جانب مشاكله مع الصحافيين. أحرز أحد أقوى وأجمل الأهداف التي شاهدها العالم في بطولة دولية، ففي مباراة كانت السويد متخلفة بفارق هدف أمام إيطاليا في بطولة أوروبا 2004 عندها قام إبراهيموفيتش بحركة مقصية عكسية في الهواء تجاوزت دفاع إيطاليا وحارس المرمى جيانلويجي بوفون هدف التعادل ورغم هذه الإبداعات، انتابت الشكوك عشاق الكرة عند وصوله إلى تورين باعتبار أن ما قدمه من موهبة وفن خلال مواسمه الثلاثة مع أياكس أمستردام قد لا يستطيع تقديمه بالدوري الإيطالي بعد ذلك بتسعة أشهر تم انتخابه أفضل لاعب في العام مع يوفنتوس عندما حرم كلاً من ديفيد تريزيغيه واليساندرو ديل بيرو ومارسيللو زالابيتا من المشاركة كأساسيين في مناسبات عدة بالموسم. وخلال ذلك أحرز 16 هدفاً وكان أحد أهم أسباب فوز اليوفي ببطولة الدوري. يعلق المدرب الكبير فابيو كابيللو على ذلك قائلاً: «أمضى زلاتان موسماً رائعاً في إيطاليا ومع ذلك أمامه الكثير ليتعلمه
لا أتعمد الخشونة لكني حريص على الفوز
يعترف إبراهيموفيتش أنه ذو مزاج ناري خلال المباريات وأن عليه العمل على ضبط إيقاعه النفسي إذا أراد اللعب بأعصاب هادئة والابتعاد عن المخاشنة. وعن ذلك يقول: «صحيح أنني ارتكبت أخطاء كثيرة في الماضي وأسعى الآن إلى تصحيح ذلك، ومع ذلك لست بالخساسة التي يصورني بها البعض وسيكون جوابي داخل الملعب وأعتبر نفسي محظوظاً بالعمل تحت إدارة المدرب الكبير فابيو كابيللو ومن الواضح أن كابيللو هو المدرب الذي يحتاجه إبراهيموفيتش في هذه المرحلة من مشواره الكروي ويشتهر عنه أنه المدرب الذي نجح في ترويض لاعب روما الشاب أنطونيو كاسانو وحوّله إلى لاعب ناجح. يقول إبراهيموفيتش: «غضب مني كابيللو مرات عدة العام الماضي وهو شيء طبيعي في أول موسم لي معه وعن ضربة الرأس التي وجهها نحو معدة ميهايلوفيتش لاعب الانتر وأوقف على إثرها ثلاث مباريات، يقول: «أتوجه بالاعتذار الشديد لزملائي في الفريق عما حدث وبما أن ميهالوفيتش نهض فوراً فهذا يعني أنني لم أضربه بقوة
كابيللو كشاف المواهب: إبراهيموفيتش فان باستن المعاصر
يعلم المدرب فابيو كابيللو نوعية الموهبة التي يتعامل معها وهو الذي كان وراء تكوين فريق ميلان العظيم خلال حقبة التسعينات وهو يُشبِّه زلاتان حالياً بعملاق الكرة الهولندية السابق ماركو فان باستن وأنه المهاجم الكامل في عصرنا الحديث ويعلق إبراهيموفيتش عما قاله كابيللو قائلاً: «هذه كلمات رائعة من مدرب عظيم وإن كانت المقارنة تفرض عليّ عبئاً آخر. والواقع أنني أسعى دائماً لتنفيذ تعليمات كابيللو المدرب الكبير، قد نكون شخصين مختلفين تماماً إلا أننا نتقاسم الرغبة نفسها في الفوز وهو ما نتعاون سوياً لتحقيقه، لقد تعلّمت منه الكثير
التعليم الأكاديمي ليس من أولوياته
ولد إبراهيموفيتش في السويد من والد بوسني وأم كرواتية ولم يكن يمثل كثيراً للتعليم الأكاديمي في صباه ولا نظام المدارس السويدية، وتذكُر معلمته بالمدرسة الأولية أنه كان أحد أسوأ خمسة طلاب بالمدرسة وأن من الخطورة بمكان تركه دون ملاحظة في غرفة لوحده، وعندما لم يكن يتسبب في المشكلات كان يمضي وقته في مداعبة الكرة نشأ إبراهيموفيتش في حي روز نجارد الذي تسكنه العائلات المهاجرة إلى مدينة مالمو، وبدأ مشواره مع فريق بلقان المحلي قبل أن يلتحق بفرق مالمو عندما بلغ الثالثة عشرة. وفي سبتمبر 1999 شارك معه في أولى مبارياته وهو في الثامنة عشرة محرزاً أول أهدافه بعد ذلك بشهر واحد. وبعدها طلبته أندية موناكو الفرنسي، روما الإيطالي وأرسنال اللندني حيث طلب المدرب أرسين فينغر توقيعه لكنه لم يكن برسم البيع لم يشبه إبراهيموفيتش أي لاعب سويدي شهدته الملاعب المحلية وهو فارع الطول وقوي البنية مع ملامح لا تشبه الملامح السويدية المعروفة نسبة لأصوله البلقانية. ومعروف كذلك أن الكرة السويدية أنتجت مجموعة من اللاعبين المميزين أمثال كينث أندرسون باتريك أندرسون، جوناس ثيرن ورولاند نيلسن، وإن لم يعتبروا جميعاً ممن يعشقهم جمهور الكرة
عدو الصحافة الأول
لسوء حظ إبراهيموفيتش تسببت مشاغباته المتكررة في جملة من المشكلات مع الصحافة السويدية المحافظة والتي تواصلت حتى اليوم وبعد حادثته مع الصحافية التي أنكرها ثم عاد للاعتذار عنها خلال مؤتمر صحافي انحصرت إجاباته خلاله بنعم أو لا عن كل سؤال ثم تحدث مطولاً عن حادثة الصحافية مقدماً اعتذاره لها. ثم أضاف: «الصحافيون هنا في إيطاليا محترفون وذوو معرفة بكرة القدم، أما الصحافيون السويديون فهم من الهواة الواقع أن الصحافة السويدية مهووسة بثلاثة نجوم على رأسهم إبراهيموفيتش هو وهنريك لارسون وفريدرك لومبيرج حيث تحتل أخبارهم أعمدة الصحف خصوصاً مشاغبات إبراهيموفيتش، وقبل ثلاث سنوات أعلن إبراهيموفيتش أنه ليس لديه صديقة وفي اليوم الثاني أنزلت صحيفة «أفوتبلات» ملحقاً خاصاً عن كل صغيرة وكبيرة حوله واعتبرت آلاف الفتيات السويديات أن زعم إبراهيموفيتش صحيح فانهالت عليه الرسائل منهن وكان رد فعله أنه قاطع الصحف السويدية منذ ذلك التاريخ معلقاً «ما علاقة صديقتي بكرة القدم؟ أنا أتطلع للاحترام كلاعب من الصحف وليس لنبش أخباري الشخصية وكانت ردة فعل إبراهيموفيتش عنيفة خلال مباراة ودية أمام المنتخب الهولندي استهدف خلالها زميليه جيوفان برونكهورست ورفائيل فان ديرفارت رغم أن الأخير زميله في تشكيلة أياكس سابقاً ووردت تقارير عن معركة حقيقية وقعت بينهما أيام اياكس وهي التي عجلت برحيله إلى يوفنتوس
الشعب الإيطالي مهووس بكرة القدم
وعندما وقع إبراهيموفيتش في صفوف إياكس عام 2001 مقابل 5,5 ملايين استرليني شارك في 14 مباراة بالدوري وبعد ذلك تواصلت مشاركاته لتبلغ 71 مباراة أحرز خلالها 32 هدفاً تحت إدارة المدرب رونالد كومان. وهناك لفت إليه الانتباه كمنافس يوفنتوس. يقول إبراهيموفيتش بعد التوقيع في كشوفات السيدة العجوز، كنت مدركاً نوعية النجوم الذين يلعبون في صفوف يوفنتوس وبالتأكيد هم الذين سهلوا مهمتي بالفريق. وتورين هي المدينة المثالية للعب كرة القدم والشعب الإيطالي عاشق للعبة إلى حد الهوس أما الدوري الإيطالي فهو مفضل تماماً لإبراز مواهبي
ألعب من أجل عيون الجمهور
رغم تألقه المباشر مع يوفنتوس بالكالشيو إلا أن إبراهيموفيتش مازال يبحث عن التألق أوروبياً معه، خصوصاً وأنه لم ينجح في إحراز أي هدف له، بل وأضاع العديد من الفرص السانحة خصوصاً أمام ليفربول في مباراة كأس الاتحاد الأوروبي التي يقول عنها، لا أدري حقيقة لماذا لم أحرز هدفاً في البطولة الأوروبية لكني سأحصل على ثأري هذا الموسم، صحيح أن الفوز هو المهم لكن إحرازه هو مهمتي مع يوفنتوس وسأفعل
بيكهام وأوين من مشجعيه
رغم خلو صحيفته من الأهداف الأوروبية إلا أن ذلك لم يمنع كلاً من ديفيد بيكهام ومايكل أوين من إبراز إعجابهما به بعد أن أقصى يوفنتوس ريال مدريد من البطولة الأوروبية في دور الستة عشر. يقول عنه أوين «هو أطول مرتين ومع ذلك أسرع مني بمراحل وأرشحه للفوز بلقب أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم قريباً». وأضاف بيكهام إلى ما قاله زميله أوين». يتمتع بقوة بدنية هائلة وهو أحد أفضل نجوم اللعبة للأعوام المقبلة وربما كان أفضل تعليق على إبراهيموفيتش ما قاله عنه زميله باليوفي فابيو كانافارو، «متابعته وهو يلعب تماثل متابعة المباراة أمام شاشة عملاقة للبلاي ستيشن، وتحركاته متقنة تماماً بأناقة ودقة بالنسبة للاعب في مثل طوله قادر على أداء هذه الخدع الطريفة كان هذا زلاتان إبراهيموفيتش الدولي السويدي والنجم المشاغب في صفوف السيدة العجوز فانتظروه في المستقبل القريب.

__________________
[SIZE=5][COLOR=red]________________________________
إفتقدكم يا عيون العرب
___________
أعضاء مشرفين إداره
ولاننسى مراقبين
__________