الولاء للعراق ورفض حكومة السراق .. تقرير مصور
تقرير: صفاء العراقي ـ بغداد
يقال في اللغة إن معنى الولاء هو اسم مصدر من والى يوالي موالاة وولاء، واختلفت المعاني عند الاستخدام ومنها يقال والى فلان فلانا إذا أحبه واتبعه، والولاية معناها النصرة والحماية والإتباع، ومنه فإن الولاء للوطن يقوم على المحبة والنصرة والإتباع.
أما من يوالي المفسدين ويتخذهم أصدقاء وإخوانا فهو مثلهم، وبالتالي فإن رفض الفساد والمفسدين من الأسس التي تقوم عليها بناء الدولة الحقيقية، فلا يصح ولا يمكن ولا يتحقق بناء الدولة المدنية العادلة إلا باستئصال المفسدين ورفضهم والبراءة منهم من قبل الشعب وكل المؤسسات والمنظمات الفاعلة.
ومن جميل ما قيل في حب الوطن والولاء له ما نسب إلى كاريل "جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن".
في العراق رغم ما يمر به من تحديات وأزمات وخلافات راح ضحيتها في الغالب المواطن البريء ومؤسسات الدولة إلا أن هناك شريحة مؤمنة بمفهوم ومبدأ الولاء للوطن والعمل من اجل المصلحة العامة ورفض كل ما هو فاسد يمكن أن يشكل خطرا وسببا في تراجع ودمار البلاد، وأنا بحسب متابعتي لهذه الشريحة العراقية المعروفة بوطنيتها الصادقة ولفترة ليست بالقصيرة فإني لاحظت فيهم الحراك والنشاط والتظاهر والاحتجاج على الواقع المأساوي الذي سببه الساسة والقادة المفسدون في العراق، لاحظت فيهم التفاعل ومنذ عدة أشهر وهم يطالبون بأمور عامة أبرزها المطالبة بالخدمات وحقوق الشعب والأهم من ذلك إن نشاطهم هذا لم يتسم بالبكاء والنواح والاستغاثة بل أنهم وخلال شعاراتهم ولافتاتهم التي رفعوها يضعون إضافة إلى شعارات التنديد والشجب، يضعون الحلول الناجعة والناجحة لما تمر به البلاد من أزمات.
وقد سنحت لي الفرصة أن ألتقي بعدة شخصيات ومن طبقات وأجناس مختلفة من هؤلاء العراقيين لأسألهم، عن قرب، عن سبب وجدوى هذه التظاهرات المستمرة خلال كل جمعة في معظم المحافظات العراقية بل ربما تكررت في الأسبوع أكثر من مرة في بعض المناطق.
في العاصمة بغداد، 7 ـ 9 ـ 2012م، خرجت تظاهرة أطلق عليها المتظاهرون عنوان " أنا عراقي أوالي العراق وارفض حكومة السراق"
سألت أحد المشاركين في التظاهرة ويدعى "زيد علي" عن فحوى هذا العنوان فقال:
"هذا تأكيد لهوية كل عراقي الوطنية وتأصيل للولاء والحب لهذا الوطن وفي نفس الوقت للتأكيد على رفضنا وشجبنا لكل الساسة والقادة المفسدين في العراق الذين سرقوا ونهبوا ثروات البلد"
البعض رفع شعارات تطالب بالخدمات وتندد بانعدامها وتغافل الحكومة عنها، توجهت إلى أحد المواطنين ويدعى "كريم صالح" عن سبب مشاركته فقال: " انضممت إلى هذه التظاهرات التي ينظمها أتباع المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني لأشاركهم في المطالبة بالخدمات المعدومة وخاصة الكهرباء التي أصبحت فاتورتها خيالية رغم عدم توفر الكهرباء بالأصل"
المواطن "نوفل حسين" وهو طالب في كلية الهندسة للمرحلة الثانية كان أحد المشاركين وحين سألته عن سبب مشاركته قال: " جئت من أجل التنديد بتدني مستوى التعليم في العراق وشجب ما يتعرض له الطلبة والأساتذة من قبل بعض المسئولين الذين يفتقرون للثقافة والعلم والأسلوب الصحيح للتعامل معنا لأنهم أصلا جاءوا بالمحاصصات من قبل الأحزاب المتنفذة"
وكان من بين المشاركين في التظاهرة نساء سألت إحداهن وتدعى "أم سجاد" عن سبب وجودها في التظاهرة رغم حرارة الجو وكبر سنها، فقالت: " أنا فقدت اثنين من أولادي في انفجار سيارة مفخخة ولم أحصل على تعويض مادي أو معنوي من قبل الحكومة لذا أنا هنا للمطالبة بحقوق ضحايا الإرهاب والوضع الأمني الهش والتناحرات السياسية"
بعض المشاركين حملوا لافتة كتب عليها " شعار الساسة الفاسدين : أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي" للتعبير عن تفنن الساسة بالفساد وكذلك لبيان دور الإعلام المسيس والمنحاز الذي يتغافل ويغض البصر عن حقوق الشعب وتظاهراته.
وشارك أيضا بعض وجهاء وشيوخ العشائر العربية الأصيلة تأكيدا لولائهم للعراق ورفضا لحكومة السراق وبيانا إلى أن الحل لهذا الوضع يكمن في استئصال كل هؤلاء الساسة والقادة المفسدين، وشجبا لسلوك بعض شيوخ العشائر لطريق التملق والولاء للسلطة الفاسدة من أجل بعض المكاسب الشخصية الضيقة وترك أبناء العشائر يعيشون الواقع المؤلم.