الجزء : [ الثامن ]
[ أرجوك سيجارةٌ واحدةٌ فقط ]
30\ 3 \ 2006
الساعة : 6:30 صباحاً .
استيقظَ مؤيد في يومِ الإجازة , وأولُّ ما فتحتْ عيناه كانتْ على سريرِ أيمنْ , وضعَ قدماه على الأرض وذهبَ ليأخذَ حماماً دافئاً .
......
الساعة : 6:50 صباحاً .
أدخلَ مفتاحَ الشقةِ في جيبه , بعدما تأكدّ من إغلاقِ البابِ جيداً لكيلا تسرقَ
أمواله مجدداً استنشقَ من هواء الصباحِ العليلْ
ثمّ انطلق .
.
.
.
[ في مكانٍ آخر ]
رمى بالكأسِ الذي يحمله بينَ يده , كانتْ ملامحه تدلُ على غضبٍ شديد وهو يرمي بالأشياء التي حوله
لتتحولَّ إلى قطعٍ صغيرة , صرخَ بغضب :
ـ أريدُ المــــــــــــــال ... أريدُ المال .
رأى كبسولةً بيضاء على الجانبِ الأيسر من الكنبةِ الخضراء , تسابقتْ يداه ليصلَّ
إليها أمسكها بيده بفرحَ وهو يرفعها للأعلى ويصرخ بفرح .
ـ لقدْ حصلتُ على واحده !
أدخلها في فمه بسرعة وابتلعها .
.
.
الساعة : 12:09 مساءاً .
عادَ مؤيد إلى شقته بعدَ قضاء وقتِ الصباحِ في الخارج .
أدارَ المفتاح ودخل , ثمّ اتجه إلى سريره ليأخذَ غفوةً صغيرة .
.....
الساعة: 7:00 مساءاً .
أخذَ يدورُ في كلِ مكانْ, ويقلبُ المكانَ رأساً على عقب
وهو يرددُ بلهفة .
ـ أريدُ واحدة , واحدةً فقط .
بعدَ نصفِ ساعةٍ من بحثه , جلسَ على الأرضِ منهكاً وهو يقولْ .
ـ لا فائدة لا يوجدُ شيء .
خرجَ إلى الشارعِ يائساً يترنحُ في مشيته حتى وصلَ إلى المقهى .
ضحكَ رجلٌ بسخرية ما إن رآه على هيئته وهو يقولُ لأصدقائه .
ـ ها قد جاء ياسر أظنه يريدُ سلفاً !
همسَ للشخصِ القريبِ منه .
ـ لا تعطه شيئاً هذه المرة ! ما إن يدفعَ أولا .
ابتسمَ الرجلُ بسخرية وهو ينظرُ لياسر يتقدمُ نحوه .
مدّ ياسر يده نحوه أحدهم و عيناه تحيطانِ بهما الاحمرار من التعب .
ـ أرجوك , حبةٌ واحدة !
اكتفى الشخصُ المعني بكلامه بالإيماء برأسه بلا .
أعادَ ياسر كلامه برجاء .
ـ سيجارةٌ واحدةٌ فقط ! .
سارَ ذلكَ الشخصُ مبتعداً عنه حتى وصلَ إلى جهازِ التحكمِ الخاصِ بتلفازِ المقهى .
جلسَ ياسر يائساً بعدَ محاولةٍ عدة في طلبِ أنواعِ المخدراتِ منهم .
فتحَ الشخصُ التلفاز وجلسَ بعيداً عن ياسر .
وأخذَ يقلبُ قنواتِ التلفاز بمللْ .
صرخَ الشخصُ المجاورِ له .
ـ ارفعِ الصوت يا سمير لقدْ أزعجنا ياسر بترداده لجملته .
استجابَ سمير لكلامه بسرعة فهو أيضاً قد ملّ من صوتِ ياسر .
[ فيلم الساعةُ الحادية عشر ليلاً ] قريباً عـ....
اتسعت حدقةٌ عينِ ياسر ما إن رأى الشخصَ الذي ظهر أمامه في التلفاز .
أسرعَ إلى سمير وعيناه على التلفاز .
ـ عد إلى القناةِ التي أبعدتها قبلَ قليل .
تعجبّ سمير من طلبِ ياسر , بينما ضحكَ الشخصُ الذي بجانبه .
ـ لا تقلق يا سمير إنه يهذي ربما رأى مالاً ضائعاً له .
ضحكَ الجميع ما إن انتهى من جملته .
بينما صرخَ ياسر بصوتٍ عال .
ـ أقسمُ أنه ابني .!
ازدادَ ضحكُ الجميع سوى سمير الذي يمتازُ ببروده و الذي قامَ بتلبيةِ طلبِ ياسر .
رأى ياسر مؤيد على التلفاز ووقفَ مندهشاً مما يراه .
صرخَ ياسر .
ـ أوقفه الآن بسرعة قبلَ أن يذهب .
استجابَ سمير لياسر ما إن رأى الجدّيةَ في عينيه .
أقتربَ ياسر من التلفاز وهو يحدّقُ بمؤيد الذي يحيطُ به مجموعةٌ من الأشخاص .
ـ أقسمُ إنه ابني .. أقسمُ إنه ابني .
ضحكَ رجلٌ من كلامِ ياسر وأتبع .
ـ إن كانَ ابنك فهو يملكُ الآن الكثير من المال , بسببِ تمثيله في هذا الفلمِ السخيف .
نظرَ له سمير نظرةً جعلت الشخص يتجمدُ في مكانه .
ابتسمَ سمير ببرود وهو يحدّقُ في مؤيد ويتكأُ على الطاولة .
ـ أتحكمُ عليه أنه سخيف قبلَ أن تراه !.
ضرب ياسر بقبضة يده , يده الأخرى :
ـ سوفَ أذهبُ إليه .
نهضَ سمير وتوجه لياسر بثقة .
ـ أنا أصدقك ! .
نظرَ الجميعُ كلهم نحو سمير ذلكَ الشخص الذي يبلغُ من العمر 35 الذي ضيعَ شبابه في ترويج المخدراتِ وبيعها .
نظرَ له ياسر بعدمِ تصديق .
اقتربَ سمير من وجهه وقالَ له والغموضُ يحيطُ بوجهه .
ـ إنه يشبهكَ قليلاً .
ابتسمَ ياسر براحةْ ما إن علمَ أنّ سمير صدقه .
ـ سوفَ أذهبُ إليه غداً , وسوفَ أدفعُ ديوني وأشتري الكثير منكم .
عقدَ سمير ذراعيه إليه وقطبَ حاجبيه .
ـ وأينَ هوالآن !
قطبَّ ياسر حاجبيه وهو ينظرُ للأرض .
ـ إنه في مدينةِ تبعد نحو ......
قاطعه سمير وهو يفتحُ عينه اليمنى فقط .
ـ سوفَ أعطيكَ تذكرتين تذكرةٌ للذهاب وأخرى للعودة مقابلَ مبلغٍ من المال أعطيكَ بها كميةَ كبيرة من الحبوب عندَ عودتك.
ـ فرحَ ياسر فرحاً كبيراً ما إن سمعَ ما قاله سمير .
سمير وهو يرفعُ اثنان من أصابع يده نحو ياسر : سوفَ أحجزُ تذكرتين في نفسِ اليوم من الدرجةِ الأولى أيّ تذهبُ غداً وترجعُ أيضاً غداً .
.
.
خرجَ ياسر من المقهى سعيداً بعدما وعده سمير بذلك أمسكَ برأسه الذي بدأ بالصداع .
ـ سوف أستريحُ من هذا الصداعِ قريباً .
.
.
.
.
.
.
الساعة : 2:00 صباحاً
[ عندَ مؤيد ]
أمضى يومه كله بالمشي خارجاً يبحثُ عن منزلٍ صغير مناسبٍ له.
دخلَ شقتهُ منهكاً بعدما جابَ الكثير من الشوارع ,
استلقى على سريره , ونظرَ إلى الجرةِ الكبيرة المطليةُ بالأبيض وعليها نقوشٌ بلونٍ ذهبي
حيثُ أنها توجد فوقَ الطاولة الصغيرة ابتسمَ براحة :
ـ غداً سوفَ أحضرُ وروداً لأضعها بداخلها , إنها آخرُ هدية من أيمن .
أغمضَ عينيه بتعب وهو يقول :
ـ سوفَ أختارُ غداً أيُّ المنزلين أشتري .
بعدها غطّى في النوم .
.
.
.
.
.
31\ 3 \ 2008
الساعة 3 : 30 صباحاً .
طرُقَ بابُ شقةِ مؤيد بقوه , قامَ مؤيد من سريره وهو يتمايل من أثرِ النوم ويفركُ عينيه , سارَ إلى باب شقته وهو يهمس.
ـ من هذا الذي يأتي ويوقظني من نومي في هذا الليل !
أدارَ مقبضَ الباب وفتحه ببطء, أبعدَ يده عن عينه لتحلِّ الصدمةُ على وجهه
وتضيقَ حدقةُ عينيه منَ الشخصِ الواقفِ أمامه .
عنوان الجزء القادم :wardah:
[ زيـارةٌ أليمة ]
ـــــ
ـ من الذي جاء في منتصف الليل عند مؤيد !
عنوان الجزء القادم , هل سيكون على حق !
آرائكم بالجزء ,,
بقي جزءان فقط . :wardah: