الموضوع: ما هو الحب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-11-2012, 12:11 PM
 
ما هو الحب

الحُبّ ُ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.
وتم تعريف كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام والعله وبذور النبات, ويوجد تشابه بين المعاني الثلاث بالرغم من تباعدها ظاهرياً..فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء أو العله، وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.
أما غرام، فهي تعني حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً "العذاب الدائم الملازم" ; وقد ورد في القرآن : ﴿إن عذابها كان غراما)[1]. والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم.[2]

القلب الأحمر، شعار الحب






في اللغة

معنى الحـب وأصل اشتقاقه

قيل : إنه مأخوذ من الحُباب وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأنَّ غليان القلب وثوراته عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك. وقيل : مشتقة من الثبات والالتزام، ومنه : أَحَبَّ البعير، إذا برك فلم يقُمْ، لأن المحبَّ لزم قلبه محبوبه. وقيل : النقيض، أي مأخوذة من القلق والاضطراب، ومنه سُمى (القرط) حبّاً لقلقه في الأذن، قال الشاعر : تبيتُ الحية النّضْناض منه مكان الحَبِّ تستمع السِّرارا وقيل : بل هي مأخوذة من الحُبِّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله ؛ لأن القلب أصل كيان الإنسان ولُبّه، ومستودع الحُبِّ ومكمنه. وقيل : في أصل الاشتقاق كثير غير هذا، لكننا نعزف عن الإطالة والإسهاب. ولتعريف الماهية نقول إن الحب هو: الميْل الدائم بالقلب الهائم، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب، وموافقة الحبيب حضوراً وغياباً، وإيثار ما يريده المحبوب على ما عداه، والطواعية الكاملة، والذكر الدائم وعدم السلوان، قال الشاعر:
ومَنْ كان من طول الهوى ذاق سُلْوَةًفإنِّيَ من ليْلى لها غيرُ ذائقِوأكثر شيء نِلتـُهُ من وصالهاأَمانِيُّ لم تصدُق كلَمْعةِ بارقِوفي الحديث الذي رواه "الإمام أحمد" تصديق ذلك، إذ قال النبي محمد : {حُبُّك الشيءَ يُعْمي ويُصم} أو الحضور الدائم، كما قال الشاعر:
يا مقيماً في خاطري وجَنانيوبعيداً عن ناظري وعِيانيأنت روحي إن كنتُ لستُ أراهافهي أدنى إليّ من كُلِّ دانِوقال آخر:

خيالك في عيني، وذكراك في فميونجواك في قلبي، فأيْن تغيبُ ؟!وقال آخر :

ما ملكنا قلوبنا اننا العربما ملكنا دمائنا أمرنا عجب
القبلة من الأعمال الفنية لغوستاف كليمت.


ويقول الشاعر: عندما تجد من تحب ارتمي في احضانه وحافظ عليه بقوة الحياة أو بقوة الحب لان الحياة هي الحب وبدون حب لا حياة
و يقول بن النجار في حب حبيبته : ندا.. والبعد والمدا و قمرا إلى الأرض إهتدا ندا.. وحياتى ووجدانى عينا لها تتكحل بالشرق و عينا بالغرب الأسباني
أسماء الحب ومراحله

وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد. وهناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.
الهوى

يقال إنه ميْل النفس، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ. وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، كما في قول القرآن [3]:
«وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى»
وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً، منه قول النبي محمد : [لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه].صححه النووي
وجاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - - قال: (كانت خولة بنت حكيم: من اللائي وهبن أنفسهن للنبي ، فقالت "عائشة" : أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟ فلمّا نزلت (تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ) (الأحزاب51) قلت: يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك"
الصَّبْوة

وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرآن الكريم على لسان "يوسف" قول القرآن: (وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين)[4]. والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق، ومنها قول الشاعر:
تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتنيتحملت ما يلقون من بينهم وحدْي الشغف

هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب، ومنه ما جاء في القرآن واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف : (قد شغفها حُباً)، قال "ابن عباس" ما في ذلك: دخل حُبه تحت شغاف قلبها.
الوجد

هو الحب الذي يتبعه مشقه في النفس والتفكير فيمن يحبه والحزن دائما
الكَلَفُ

هو شدة التعلق والولع، وأصل اللفظ من المشقة، قال الشاعر: فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم ثم اصنعي ما شئت عن علم
العشق

العشق فرط الحب وقيل هو عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته[5] قال الفراء: العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.
النجوى

الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.
الشوق

هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره، وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي إذ روى عن "عمار بن ياسر" أنه صلى صلاة فأوجز فيها، فقيل له: أوجزت يا " أبا اليقظان " !! فقال: لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله " يدعو بهن:
[اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك بَرَد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مُضرة، ولا فتنة ضالة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين].
وقال بعض العارفين : (لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم).
الوصب ُ

وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض، وفي الحديث الصحيح: [ لا يصيب المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ].
وقد تدخل صفة الديمومة على المعنى، وذكر القرآن: (ولهم عذابٌ واصبٌ) [الصافات9] وقال سبحانه: (وله الدينُ واصباً).[النحل 52]
الاستكانة

وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات، وليست اسماً مختصاً، ومعناها على الحقيقة : الخضوع، وذكر القرآن الاستكانة بقولهِ: (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)[المؤمنون 76]، وقال: (فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا)[آل عمران146]. وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه.
الوُدّ

وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة، يقول الله: (وهو الغفور الودود)[البروج14]، ويقول سبحانه: (إن ربي رحيم ودود)[هود90].
الخُلّة

وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد"، ولقد ذكر القرآن ذلك في قولهِ: (واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً)[النساء125].
وصح عن النبي محمد بن عبد الله أنه قال : [ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]
وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره، فامتحنه بذبح ولده، فلما أسلما لأمر الله، وقدّم إبراهيم محبة الله على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة، فدي الولدُ بالذبح. ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها، قال الشاعر:
قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِنيوبذا سُمِّي الخليل خليلاً الغرامُ

وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين، قال "كُثِّير عَزَّة":
قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمهو"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُهاومن المادة نفسها قول الله في القرآن عن جهنم: (إنَّ عذابها كان غراماً) أي لازماً دائماً.
الهُيام

وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد قول شوقي :
ويقول تكاد تُجَـنُّ بهفأقول وأوشك أعبُدهمولاي وروحي في يدهقد ضيّعها سلِمت يده
رد مع اقتباس