الدين النصيحة...من أُلهم الدعاء فقد أُلهم الإجابة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد / فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « إني لا أحمل همَّ الإجابة ولكن أحملُ همَّ الدعاء، فإذا أُلهمتم الدعاء فإنََ الإجابة معه ».
كيف تحمل يا أخي همَّ الإجابة، وربك يدعوك فيقول: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .. ﴾ ؟ [غافر:60] .
أم كيف تحملُ همَّ الإجابة، وربك منك قريب إن دعوته ؟ ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...﴾ [البقرة:186].
الاستجابة واقعة لا محالة، ولكن الخطب أن تُلهمَ الدعاء .
نعم هي لك مهما كانت ظروفك، إذ لك منها ثلاث خصال، فمتى دعوت وأكثرت كان لك في هذا الإكثار النصيب الأوفر.
ففي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:
( مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ يَسْتَعْجِلْ... ) الحديث.وعنده أيضاً عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعاً: (مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ إِذًا نُكْثِرُ قَالَ اللَّهُ أَكْثَرُ ) فأكثر أيها الأخ المسلم فإنَّ الله أكثر عطاءً وأكثر نعماء، فلعلك بكثرة دعائك تصادف ساعة من الساعات لا تسأل الله فيها شيئاً إلَّا أعطاكه، فمن أعطي الدعاء والرغبة فيه أعطي الإجابة، فإنه لو لم يُرِدْ إجابته ما ألهمه الدعاء قيل: لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه
من جود كفك ما عودتني الطلب
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |