صمَتت وقد غزت ملامح الحيرة وجهها لأصمُت أنا الآُخري قليلاً , بعدها لاحظتُ ثَغرة في قصتها جعلتني أقول بسُرعة : مينوري ألم تقولي أنك لا تعلمينَ كيفَ حدثَ الأمرُ حتي ؟! , إذن كيفَ فعلتيها أمامي الآن ؟؟!
- دااه ! " آي سحر أرتجالي يحدُث تُريد أعادتُه تَذكر الأحساس الذي شعرتَ بهِ عندما حدث للمرة الأولي ! "
تلكَ القاعدة الأولي لمُمارسة السحر هيمي ..!!
- آوه هَكذا الأمر ..! هَذا ما قُلتُه وأنا أحُكُ رأسي بغباء وخجل ..! , بحق يجب أن أُذاكر قليلاً ..! , فأنا أبدو مُريعة حقاً ..! تررررررررررررن الجرس ! , مينوري ..!
- بسُرعة مينوري , قومي بأخفاء أجنحتك ..! ظَلت مُتجمدة قليلاً بعدها أومأت بسُرعة وهيَ تُخفيها ..!
بدأ الطُلاب بالتوافُد إلي الفصل من جديد ومن بينُهم صديقة مينوري المُقربة , الصهباء المرحة , صاحبة العيون العسلية ..
تَقَدمت إليها لتُحيط عُنقها بذراعها اليُمني بمرح تماماً كما يفعل الصبيان عندما يُمازحونَ بعضهم ! وبنبرتها الطفولية الصاخبة قالت : مينوري يا بلهاء ! , لمَ لم تنزلي إلي الساحة اليوم ؟! , أخبرتك أنَ فريقنا سيُلاعب فريق الـ best ..! , لقد خَسرنا من دونك ..!
- آسفة حقاً ..! , كُنتُ جالسة مع شقيقتي ونسيت ..!!
- لا بأس !.. ثُمَ نَظرت نحوي وأبتسمت قائلة : كيفَ حالُكِ هيمي ؟ أبتسمتُ بهدوء قائلة : أنا بخير ! , وأنتِ ؟ لم يُسعفها الوقت لتُجيبَ فقد دَخلت المُعلمةُ باتريسا ! , عندها فقط تجهمت ..!
ضربت سيسيل كتفي الأيمن بقوة نوعاً ما رُبما لم تلحظها قائلة : هيا ! , لا تعبسي هَكذا ..! أبتسمتُ بمرح قائلة : نَعم !.. ثُمَ راقبتها هيَ ومينوري تسيران مُبتعدتان إلي حيثُ طاولاتِهما وأنا أُفكر كيفَ أنَ سيسيل هيَ الوحيدة التي تُعاملني بطبيعية بتلكَ المدرسة ! , رُبما لآنَ مينوري دائماً تحكي لها عني ..! , أثق أنَ الأمر سيكونَ مُختلفاً بمدرسة المُستويات وخصوصاً أني سأكون تعلمت تلكَ الخُدعة التي أرتني أياها مينوري ..! , لا! , بماذا أُفكر أنا الآن ..!! , يجب أن أُركز بالدرس ..!
- حسناً يا أطفال ! , أكتبوا في دفاتركُم ما كتبتُه علي السبورة الآن ! ولَكن في صمت !! وبعدها سيبدأ الجُزء المُمتع ! , العملي ..! بعضنا قالَ حاضر ! والبعض الآخر أومأ بملل بينما تنهدتُ أنا وأنا أُمسك بقلمي وأفتح دفتري .. تك تك تك دَقَ أحدُهم علي باب الفصل ! , طالب مُتآخر !! , مُتأكدة أنَ المُعلمة باترسيا ستأكُلهُ حياً ! , لذا لم أهتم كثيراً ! , بل لم أرفع عيني عن السبورة حتي ..!
الكثير والكثير من الأعتذارات ..! , بعدها قالت المُعلمة
- حسناً , يُمكنك الدخول لَكن لا تُكررها ..! هَذهِ مُعجزة ! , صاحب الصوت ذَلكَ لديهِ مهارات جيدة في الأقناع ..
أرتَطَمَ أحدهم بمرفقي وهوَ ذاهبٌ إلي مِقعدُه الذي بينَ المقاعد التي خلفي مما سبب في رسم خط طويل علي الصفحة اللعينة التي كتبتها للتو ..!!
حاولتُ كتمَ غضبي لَكن لم أستَطع ..! فأنا لستُ مُعتادة علي هَذا ! , لذا أفلتت مني : آآآه غاضبة مُنزعجة وأنا أرمي بقلمي بقوة ليرتَطم برأس الفتي الذي أمامي ! فيقول بآلم وهوَ يُدير رأسُه لي حاكاً أياها : آوووتش ! بصدق قُلت : آسفة حقاً ! , لم أقصد هَذا ..! كانَ عليَ وشك أن يقول " لا عليكِ ! " أو رُبما شيئ آخر حينَ قالت المُعلمة باتريسا : هـــيـــمــــي ؟! نَهضتُ عن مِقعدي وأنا أزدردُ لُعابي برُعب قائلة : نَعم ..!
- خارجاً ..! هَذا ما قالتهُ بنبرة حازمة ..! , لِأُحاول أنا الدفاع عن نفسي قائلة : لَكن .. لَكــ........
- قُلتُ خارجاً ..! قفي بالخارج إلي جوار الصف ..! أكرهُ حقاً أسلوب المُعلمة باتريسا ! , لمَ تُعاملنا كـ الأطفال ؟!!
وضعتُ دَفتري وقلمي داخل حقيبتي بأهمال ثُمَ حملتها علي كتفٍ واحد خارجة من الصف ..!
ألقيتُ الحقيبة بأهمال بجوارِ باب الصف ثُمَ أتجهت إليَ السور لِأسندَ مرفقيَ عليه مُراقبة الغيوم وأبدأ بالتفكير , هل أنا سيئة الحظ فعلاً أم أني لا أُحاول أصلاً كما تقول مينوري ؟؟! , لا أدري حقاً ..! ولَكني لثواني شعرتُ بوحدة عميقة تجتاحُني ..!
لَكن لم تَلبِث طويلاً إذ أختفت عندما شعرتُ بأحدُهم يقفُ إليَ جواري !!..
مينوري ..!
قُلتُ يهدوء وأنا ما زلتُ أنظُر للغيوم : ماذا فعلتي أنتِ أيضاً ؟ بمرح قالت وهيَ تبتسم وتصنع علامة النصر بأصابع يَدِها اليمني : لم أفعل شيئاً ! , فقط أخبرتها أنَ ما فعلتهُ معك ليسَ عادلاً فسألتني إن كُنتُ أُفضل الوقوف معك خارجاً عن الجلوس لحضور حصتها ! فأخبرتها أني أُفضل الوقوف خارجاً !! فقالت لي " آوه كم هَذا لطيف ! , أنتِ حقاً أُخت رائعة , يُمكنك الوقوف مع شقيقتك خارجاً ..!! " قالت تلكَ الجُملة وهيَ تُحاول تَقليد نبرة المُعلمة باتريسا ! , لَكنها كانت مُضحكة للغاية وأعترف أنها أرغمتني علي الضَحك ..!
بعدها قالت بنبرة صوتها العادية : أظُنها كانت تسخر مني ! , لَكن , داااه ومن يهتم ..!!
- آوه أنتِ تُقلديني الآن ..!
- لا , أنا لا أفعل ..!
- بلي , أنتِ تفعلين ..! أخرجت لسانها وهيَ تبتسم بطفولية قائلة : رُبما قليلاً ..! مرَ الوقت سريعاً بالرغم من أننا صمتنا كثيراً ! فقط كُنا نُحدق بالغيوم ! , لَكن حقاً كان يكفيني وقتها فقط وقوفها إلي جواري .. رنَ الجرس من جديد مُعلناً أنتهاء حصة المُعلمة باتريسا فما كانَ من كلتانا ألا إن حملنا حقائبنا من جدِيد أستعاداً للدخول إليَ الصف عندما تخرُج هيَ !!
وبالفعل فعلت وألقت علينا نظرة غريبة ثُمَ رحلت مُبتعدة لتنفجر كلتانا بالضحك ..!
قالت مينوري وهيَ تدخُل الفصل : أنها مُعلمة صعبة بعض الشيئ بالنسبة لكونها شابة ..! قُلتُ وأنا أتبعها : لا أدري من ماذا هيَ مُعقدة بالضبط لَكنها بالتأكيد مُعقدة من شيئاً ما ..! قبل أن أدخُل الفصل تماماً سمعتُ صوتاً لاهثاً يقول : مهلاً , توقفي ..! ألتَفتُ لفتاة تبدو وكأنها جاءت إلي هُنا ركضاً قائلة : ماذا ؟ , ما الأمر ؟ قالت بعد أن أستعادت أنفاسها : هل يُفترض أن يُدرسكُم المُعلم جيفرسون الآن ؟ ببلاهة قُلت : لا أدري ! , سأُنادي لكِ الرئيسة ..! قالت الفتاة بهدوء : حسناً ..! ِلأقول بصوت عالي وأنا لم أتحرك من مكاني خُطوة واحدة : مـــيــنــــوري ..! لتخرُج مينوري بعدها بثواني والحقيبة ما زالت علي كتفها قائلة : ما الأمر ؟ لتقول الفتاة : من المُعلم الذي يُفترض أن يُدرسكُم الآن ؟
- المُعلم جيفرسون ..! هَذا ما قالتهُ مينوري بأستغراب لتُردف الفتاة : الحمدُ لله , إذن أنا لم أضِع أو أذهب لفصل خاطئ ! , أتعلمون أنَ الطريق إلي فصلكُم مُشوش جداً ؟! بسُخرية قُلت : أنا دائماً أتوه وأنا قادمة إليه بالرغم من أنهُ فصلي ..! ضَحِكت الفتاة وكَذَلكَ مينوري , لتُردف الفتاة بعدها : علي آي حال , أنَ مُعلمكُم غائب لهَذا أنتُم أحرار في الذهاب ..! ثُمَ وجهت كلامها إلي مينوري قائلة : بَلغي فصلك ..! فوقفت مينوري عليَ باب الصف قائلة :
المُعلم غائب يا رفاق ! , يُمكنُكم الذهاب ..! سمعتُ أنواع التهليلات !! , لتضحك الفتاة الواقفة أمامي وهيَ تضع يدها علي فمها مُحاولة عدم القهقهة ! , أُحرَجت قليلاً لَكني في النهاية قُلت : كُل الفصول تكره الدراسة , صَحيح ؟ بمرح أجابت : نَعم ! ثُمَ صمَتت لثواني وبعدها أردفت : حسناً , سأذهب أنا الآن , أراكِ لاحقاً ..! - لاحقاً ..! لطيفة جداً ! , طبيعية جداً ! , لا ترتدي زي مدرسَتِنا لذا أفترض أنها لا تَعرف من أكون !! , رائع حقاً لم أظُن أنَ هُناكَ أشخاص لا يعرفوني ..!
قالت مينوري لي بتعجُب : أتُصدقينَ أنَ البعض طاروا من النافذة !!؟ لم أستَطع كتم ضَحكتي لذا تركتها وبعدها قُلت : حسناً لَقد أخبرت المُدير من قبل أنَ النوافذ كبيرة جداً !!.. أبتَسمت مينوري بسُخرية قائلة : نَعم بالطَبع ! , فأنتِ أكثر شخص يُمضي مع المُدير الوقت ..!! ضَربتها عليَ كَتِفها الأيمن بخفة وأنا أُخرج لساني قائلة : لئيمة ..! بعدها أردفت : ما رأيك أن نفعل مثلُهم ؟ فقالت بحماس : نَعم ! , سباق طيران إلي المنزل ! لَكن تأكدي أولاً من أنكِ أغلقتي حقيبتك جيداً فلا أُريد أن يحدُث مثلَ تلكَ المرة ! , أمضاء ثلاث ساعات في البحث عن كتاب سحر العناصر ليسَ مُسلياً بالمرة ..!! قُلتُ وأنا أتأكد من حقيبتي : إن أنتهي الوقت لا تترُكيني أقع ..!! قالت مينوري وهيَ تُخرج أجنحتها السوداء ذات الريشة المُضيئة بالجناح الأيمن : المنزل ليسَ بعيداً ! , أثق أننا سنَصل قبل أن تنتهي الساعة ..! قُلتُ وأنا أُخرج أجنحتي البيضاء ذات الريشة القاتمة بالجناح الأيسر : أتعلمين ؟ أنتِ الوحيدة التي يُمكنها أن تَصف قصراً عملاقاً بالمنزل ..! قالت بهدوء : أعلم .. وبعدها بدأت كلتانا بالعد للسباق ..
- 1
- 2
- 3
. .
. . " تم البارت ^^ "
__________________ _ أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
اللهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث _ |