رد: صحيفة عيون العرب الحريف: النظام المغربي يراهن على الانتخابات لتجميل صورته نظمت اللجنة المحلية للنهج الديموقراطي، مؤخرا، لقاء مع عبد الله الحريف بمقر حزب اليسار الموحد بفاس، طرح فيه الحريف مواقف النهج الديموقراطي من المشاركة في الانتخابات وبناء جبهة للطبقات الاجتماعية واختلالات الذات اليسارية واستفادة النظام المغربي من الانتخابات. فحسب عبد الله الحريف، النظام المغربي يراهن على الانتخابات من أجل تجميل صورته خاصة بعد أن فقدت الجماهير الأمل في كل شعاراته وفي المستقبل بسبب تفاقم السلبيات في الحاضر. إن هذا الوضع -حسبه- يستدعي بناء جبهة الطبقات الشعبية خاصة وأن الصراع الطبقي في المغرب لم يفرز القوى التي تمثل الطبقات الكادحة.
المقاومة في رأي الحريف يمكن أن تبنى أساسا من القوى التي تتقارب على مستوى مرجعياتها العامة. طبعا تجمع اليسار، يقول المتحدث، هو صيغة سياسية لكنه مرتبط بالنخب وغير متجذر في الطبقات الشعبية ولم يستطع أن يكون فاعلا في الصراع، ومهام اليسار الجذري -يضيف- تتلخص في بناء التنظيم السياسي لعموم الكادحين، تنظيم يؤمن بالإرث الماركسي وبضرورة تطويره ويمارس النضال مع الكادحين لتحقيق مصالحهم وفضح الكتلة الطبقية والمخزن وتدبيرهما شؤون الوطن ضد مصالح البسطاء.
تجمع اليسار الآن -يؤكد الحريف- يجب أن ينتظر مرحلة ما بعد الانتخابات التي قرر النهج الديمقراطي مقاطعتها لأن المشاركة فيها تعد مغامرة في ظل تحكم النظام في جميع الأدوات وعدم تصلب القوى السياسية تنظيميا، وهذا ما قد يسهل استقطاب النخب اليسارية من طرفه.
تشرذم اليسار، يوضح عبد الله الحريف، ونفس الشيء بالنسبة لتنامي القوى الأصولية ومراهنة بعض قوى اليسار على ديمقراطية النظام وأشياء أخرى عديدة تقوي الانتظارية وتزكي سلبية الواقع، وما يدعم هذا أكثر هو هجمة الرأسمالية المتوحشة والنيوليبراليين وتعمق النزعة العدوانية من أجل نهب خيرات الشعوب عالميا، لكن في المقابل هناك وقائع تؤكد نهوض حركات وقوى مناضلة مثل عودة اليسار إلى السلطة بأمريكا اللاتينية والصمود في وجه المنهجية الأمريكية الصهيونية، وهذا ما يفرض على اليسار المغربي إعادة الارتباط بالقوى الصاعدة وفرض ذاته خاصة إذا استطاع أن يطور استراتيجيته.
__________________ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17) |