أيتها الرائعة ,, لقد سعد بك الليل
يالهذا الهم الساكن في
عينيها
ويالهذا الألم ,, وهذا الأنين
الذي أعجب سكون الليل سماعه
أمي
أتعلمين ,,,
تراتيل ألمك الملئ بذكر الله ,,
أخجل مَرَضِك.
و حوّل هذا الليل الحالك السواد
إلى وَمَضَاتٍ من نور.
لقد سَعِدَ بك هذا الليل ,, فلقد عَمَّرتهِ ذكراً
وغمرتهِ عطراً
أمي ,,,
لقد ألقيتِ بألمكِ محاضرةٍ لجيرانك المرضى ,,,
عنوانها "ثقافة الألم"
وعلمتهنَّ كيف يحولنّ الألم وأناته
بكل أوجاعه ,,
إلى معزوفة ترتيلية تنبض بذكر اللهِ الشافي المعافي
كن هؤلاء النسوةِ قبلكِ
عند تعاظم الألم ,,
يملأنّ الكونَ ضجيجاً ,
بقنابل من صراخٍ وبكاءٍ وعويل
يهز أركان المشفى ,
ويشعل الخوف في نفوسٍ من بقايا رماد
نفوسٌ تسكنها العتمة ,,
تتعلق بقدومِ ممرضة ,,,
وتتشبث بحقنةٍ مهدئةٍ
قد ملأن الليل بتجاعيد كهلٍ يحمل همً السنين
وينتظر أجله
أمي ,,,
ماذا فعلتِ بهنَّ ؟؟
وكيف غيرتِ أفكارهنّ , وسلوكهنّ ؟؟!
لقد أصبحتِ لهنّ مَثَلِ ,,,
أمي ,,,
ياذات الوجه الصبوح ,,
والبسمة الطاهرة النقية ,,
ترسلين من ومضاتها "عودة الأمل"
ومن ضحكاتك تشرق الشمس
لتعلن عن "انفراج هم"
ومع توجعات آلامك تنمو براعم الأجر
لتكبر بكلماتك ,,
وتُكونّ سيقاناً من الصبر ,,
وأغصاناً من الشكر
وتتحول بك السنين إلى جناتٍ مورقات
ورياضٌ مبهجات , بدأت بأجرٍ وحسنة
والحسنةُ بعشرة أمثالها
إلى سبعمائة ضعف.
أيتها الحسناء الشامخة إيماناً بالله وقدرته
بكِ نقوى على الصبر - بإذن الله -
فمنْ يرانا لا يعلم من هو المريض
أمي ,,,
أيتها الحنون ,
زادكِ الله صبراً وقوةً وإيماناً وثباتاً
كما كنتِ وما زلتِ.
|