يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)سورة البقرة
(شرح النداء) شرع سبحانه وتعالى في توجيه هذه الأمة توجيها عظيما، وتوطينها على احتمال الشدائد، وتعويد النفوس على التضحية. وأعظم شيء يواجه الانسان به المكاره هو الصبر. ولذلك قال تعالى: يا أيها المؤمنون، استعينوا في كل ما تأتون وما تذرون بالصبر، فانه أمر عظيم، ومزية كبرى وليس الصبر مجرد الاستسلام والخنوع امام الحوادث، إن ذلك عجز وصغار لا يرضى بهما الله لعباده المؤمنين، وإنما هو تحمُّل و عمل دائب مدروس. وكذلك بالصلاة، وهي الوقوف بين يدي الله تعالى ومناجاته بخشوع وتدبر، وطلب المعونة والهداية منه. بذلك يطهُر جسد المؤمن، كما تطهر روحه. وقد خص الصبر والصلاة معاً لأن الصبر أشد الأعمال الباطنية على البدن، والصلاة أشد الأعمال الظاهرة عليه. |