الفيلم المُسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم
" حقائق ونُذر "
بقلم : أبو عبيدة أمارة . لو علم كثير من الناس مقدار منزلة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانته وفضله عند الله وعند الناس وعند الحكماء وعند الأتقياء ، وعلموا مقدار شرف وكرم وعفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطهره وبعده وكرهه وتنزهه عن كل دنس ورجس ونجس وبعده عن كل بطر وجشع ومذمّة ما جرئوا أن يتجاوزا عليه قيد أنملة ولكن عندما يفقد الحياء فلا حياء لمن تنادي ، ولو علم كثير من الناس مقدار سمو أخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومقدار إنسانيته الفاضلة الكريمة وفضله وعلمه وعظمته ، وعلموا كل كرم وكرامة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومقدار رحمته ومنزلته العالية وخُلقه العظيم وعقله الرزين لتمنوا أن يكونوا أقل ما يقال ، وأقل ما يكون : تابعين خاشعين فخورين لهذا النبي الكريم ذو الخُلق العظيم وقلوبهم مقشعرة لله وللحق خاشعة متخشعة لله ، ممتنة لله أن قد هداها الحقيقة وأن قد عسى أن الله قد هداها الصراط السوي السليم . ولو علم كثير من الناس مقدار زهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورغبته عن الدنيا ومكثه الأيام طاويا صابرا دون طعام وذلك ليس لأن الله لم يُوَّسع له رزقه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أختار أن يكون نبيا عبدا يجوع يوما ويشبع يوما ، نبي حيّيٌ كريم كان يوصف أحيانا أنه أشد حياءا من البكر في خِدرها ، وكان أعظم الناس خُلقا وأبعدهم عما حرم الله وعما نهى ، وأرحم الناس بالناس وأبغضهم للظلم والتظالم ، وأبعدهم عن الفحش أو التفحش وأبعدهم عن أي أمر به مذمّة أو نقص أو معيب حاشاه ومعاذ الله ، وليخسأ الأفاكون . أوعلموا ذلك وقد اجترحوا شيئا من عدالة أو من شرف أو من عظمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فليتمنوا لو بكوا دما وليس دمعا وما اجترؤوا على شعرة من رسول الله ، ألا من معتبر ؟ فمن لم يخجل ولم تردعه نفسه عن مثل ذلك السوء وعن فعله وذلك عن قصد وإصرار فقد اقترف إثما مبينا وبهتانا عظيما. وحقيقة أن كل أنبياء الله سلام الله عليهم وصلواته دون تفرقة هم خير البشر وصفوة الله من خلقه وهم أطهر الناس وأعَفَّهم وأعدلهم وأحكمهم ، وهم منزهون عن كل ذميمة بعيدون عن كل منقصة ، هم أهل فضل وخير ورفعة وعلو ومِنعة ، وفي هذا فمحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم وهو النبي الكريم الطاهر المُطهر . ونحن كمسلمين لا نكفر بأي من رسل الله عليهم السلام ولا نغمط أي فضل لهم بل نحبهم جميعا ونُعزّ كل رسل الله ، ولا نفرق بين أحد من رسل الله ، ورسل الله قد ورد ذكر بعض منهم في كتاب الله أو في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، تلك السنة النبوية المُطهرة ، ونذكر منهم إيجازا وليس انتقاصا (ومعاذ الله أن يكون انتقاصا) فنقول نذكر ونؤمن بنبوة سيدنا إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق ونبوة يعقوب ويوسف وموسى وعيسى عليهم السلام ، ونبرئ كل رسل الله من أي مفترى أو كذب جناه أي ظالم عليهم ، أو أي تشويه أو تحريف شوه أو حرف به ضال من منهجهم أو حقيقة عدلهم وعدالتهم . ونحن نأسف والله – ومع ضبط النفس - ولكن وحقيقة فنحن نأسف لكل من سولت له أي خسة أو دناءة اجتراءا أو حماقة ضد خير الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جرّ على نفسه سخط من الله ، ونأسف لكل تجاوز واجتراء على أي نبي من أنبياء الله مهما كان ، ونأسف ونحزن لكل افتراء وتزوير قصد به أيٌ من رسل الله أو أي من شرائع الله الأصيلة اللا محرفة ، ونأسف والله –مع المعذرة - لخسيسين قد سمحوا لأنفسهم أو وضعوا أنفسهم في منزلة أجازوا لأنفسهم الاجتراء على أي مقدس أو معزز من عند الله عز وجل مهما كانوا يظنون أنفسهم في منزلة (راقية) فهم بفعلهم هذا في الحضيض والأنكى منهم هم خسيسو الأنفس المتردون في الحضيض ، فبدل أن يبكوا على ما فرطوا في جنب الله ، فعجبا كيف اجترؤوا في أن يطعنوا في أي من رسالات الله أو يجترئوا على أي من رسله ، فمن ارتضى لنفسه تلك المنزلة الخسيسة القميئة فهو قد اختارها لنفسه . وهنا – ومع المعذرة - فنريد أن نبين حقائق لا بد من قولها ، ومعها نذكر نُذرا من عند الله لمن اجترأ على أي حق أو مقدس من عند الله ، ونسرد الحقائق أولا ومعها ونطلب المعذرة مرة أخرى من لغة لا بد أن تقال ، ونؤكد هنا أننا لا نقصد هنا إلا المجترئين الظالمين الدنسين المسرفين وحسب ، وهؤلاء المجترئون مهما كان اعتقادهم الخاطئ أو نفاقهم البائن ، فنقول أولا : 1 – إن أولئكم الذين تمرغوا في الدنس أو رضوه منهجا لأنفسهم فهم يريدون رؤية وتصوير كل شيء مهما علا طهره وسمق قدره وعظم قدسيته وثبت شرفه من منظارهم الدنس النجس القبيح ، لأن هذا هو منطقهم الدنس ، ويريدون بكل خسة ودناسة تدنيس الفاضل والكريم ، خابوا وندموا ، ويحاولون أن يفقدوا الطهر والرفعة رونقها الجميل ، فهم قد ارتضوا الاجتراء على كل كريم دون حياء ، فبدلا من أن يرفعوا أنفسهم من المستنقع الدنس وتطهير أنفسهم من الموبق والبخس فهم أرادوا تشويه حقائق والضحك على أنفسهم ، وأرادوا ظلما وعدوانا كأن يصبغوا بعض الحقائق الناصعة البيضاء اللامعة المشعة من مستنقعهم الكريه وتصورهم الدنس ألا إن كيدهم في نحورهم . 2 –كثير من الناس ممن هم من عُبّاد الشهوات ، وقد يكونون من كل ملة أومن أي حدب أو من أي صوب أو من أي نفاق ، ولكنهم متفاوتون في عبوديتهم للشهوات فمنهم الموحل القذر ومنهم الطامع الخجل ، وكثير من عُبّاد الشهوات ما يريدون تنظير فلسفاتهم كي يصلوا إلى غايتهم الدنيئة أو بهيميتهم القميئة متسربلين بشعارات كاذبة ، وهؤلاء يريدون تطويع الحقائق وفقا للمصالح (المفاسد)الخسيسة وكثيرا ما لا يقيمون اعتبارا لأي مُقدس ولا يقيمون وزنا لخجل ، وقد يجترئون معاذ الله على ذات الله ويا ويلهم من الله إن لم يتوبوا أو قد يحاولون تحريف جزء من شرائع الله أو قد يجترئون على أي نبي من أنبياء الله ، ألا من وجلٍ من الله ؟! وقد رأينا اجتراء بعضٌ من قوم موسى على موسى عليه السلام فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ، وقد رأينا تحريف بعض أتباع عيسى عليه السلام للمعتقد والشرعة السليمة التي جاء بها عيسى عليه السلام وقلبوا بعض معتقداتهم إلى خزعبلات أو قد إلى أشباه وثن -معاذ الله- إلا من رحم ربي . والأنكى وأنه حتى في زماننا قد رأينا ممن هم محسوبون على عيسى بن مريم عليه السلام قد اجترؤوا على شخص عيسى عليه السلام ووضعه القميئون في صورة يأباها الإنسان العاقل لشخص عادي من الناس فكيف على نبي من أنبياء الله ، وهذا ما لا نرضاه نحن كمسلمين ، ومع هذا وأيضا وعوضا عما افتراه بعض أتباع عيسى عليه السلام على عيسى نفسه وتأليههم له كذبا وافتراء وهو بشر كريم ممن خلق الله وهو ذو خُلق كريم وأدب عظيم ورجل سَمْح ، وهو أيضا أسد من أسود الله عافت نفسه فعل وبغي الأشرار والبغاة فما خاف في الله لومة لائم . وعيسى عليه السلام خلقه الله من أم دون أب كما خلق الله آدم أبو البشر جميعا عليه السلام من تراب وذلك دون أب أو أم ، وهذا تأكيد على وحدانية الله وقدرته ما يشاء متى شاء ، وأن الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ، وتذكير من الله للناس أن الله على كل شيء قدير وأن هو وحده الخالق المعبود والرب الكريم الودود . 3 – وحقيقة ، ان عيسى بن مريم روح من الله وكلمة منه ألقاها الله إلى مريم الطاهرة العفيفة العذراء البتول بوحي الملَك جبريل عليه السلام ، وحقيقة يجب أن ننتبه لها جميعا أن كل إنسان خلقه الله من أب وأم فعندما يكون الجنين في طور التخلق في رحم أمه فترة ما من الزمن فينزل ملائكة من لدن الله فينفخون الروح في الجنين ويكتبون رزق العبد وأجله ، ونحن نجهل كثيرا من أمور الله ، فهذه حقيقة . وحقيقة أخرى أن بعضا من الذين عايشوا مريم من البطرين والمتكبرين المغرورين رموا مريم العابدة الزاهدة العفيفة الخاشعة لله ، رموها بأكاذيب وافتراءات ورموها هي وولدها الكريمان بأخس الأوصاف وأقذعها ، وكفروا بمعجزة خلق ومولد عيسى عليه السلام وكفروا برسالته وبكل الآيات والمعجزات التي جاء بها عيسى عليه السلام ، وماذا نرى اليوم ؟! نرى ممن هم يقولون أنهم أتباع عيسى بن مريم رسول الله فهم يوالون من يجترئون على عيسى وأمه و يوالون من يكفرون برسالة عيسى عليه السلام ويكونون لهم أخلاء أو حتى ربما أذلاء ، ومن يؤمنون بالحق والحقيقة من أمة محمد ونبوة عيسى وموسى والنبيين جميعا وكرمهم وكرامتهم فيتخذونهم أعداء أو ربما غرماء ، وأمة محمد رسول الله وخاتم النبيين هم الذين يريدون الخير للبشرية جمعاء والسؤدد والرحمة والسداد . ونرى أتباع محمد صلى الله عليه وسلم يحبون عيسى النبي الكريم ويؤمنون بنبوته وكرامته ويبرئون مريم العذراء البتول الصديقة من كل كذب أو افتراء أو دنس . 4 – وحقيقة فلننظر ونقول ما وراء هذه الحرب الشعواء : على الإسلام وأهله ، وعلى نبي الإسلام ، وعلى الخير وأهله ، وعلى انتشار الخير ؟! نعزوها لأسباب : 1 - هناك أناس يحبون العيش في الفساد لأنهم يستطيعون سلب حقوق غيرهم وظلم الناس والتمتع من مكتسبات ظالمة بخسة . 2 – هناك أناس لا منضبطون مع الخير والصالح ، وهم مع أهوائهم مائلون وللخسيس سعيدون ، فلا يريدون أحدا أن يوقظهم من ضلالهم السقيم ومن أحلامهم التعيسة وأفكارهم النرجسية وأحلامهم الفاسدة . 3 – وربما هو الحسد ، وهو أن تكون أمة الخير ذات المنهج المستقيم العادل السمح تلك الأمة التي تحب الخير للناس جميعا ، أن تبسط السعة العدل والإقساط للناس جميعا وأن تكون صاحبة إنصاف المظلومين وإغاثة الملهوفين وإرساء العدل للعالمين . فكلما رأى الظلمة أو الفاسدين أو أصحاب الشر أن عرشا من عروشهم أو صرحا من صروحهم يريد أن يسقط أو قد سقط فقد يكيلون السب والسباب والمكائد لأمة الخير وأئمتها وقد ينشرون إفكهم وضلالهم ودنسهم على الناس وكأنهم في منجى وملجا من احتقار الناس لهم أو من سخط الله عليهم . ويقول الله تعالى في سورة المجادلة " إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين " (الآية 20)