حوار مع صاحب “المساء” المغربية الشاعر رشيد نيني:
هدفي بيع مائتي ألف نسخة يوميا من جريدتي “المساء”
أجرى الحوار أحمد نجيم: حقق الصحافي وصاحب أشهر عمود في الصحافة المغربية، ما يشبه المعجزة، فمع العدد الأول لجريدته اليومية الجديدة “المساء”، باع 18 ألف نسخة. وفي أقل من شهر أضحت الصحيفة الآن الثانية من حيث المبيعات في المغرب، 45 ألف نسخة يوميا. صحف مغربية أخرى لم تصل إلى هذا الرقم إلا بعد أشهر كثيرة، بل سنوات. كيف حصل هذا وما السر وراء شعبية هذا الصحافي المغربي، وما هو حلمه. هذه الأشياء وأشياء أخرى يتحدث عنها نيني في حواره مع “إيلاف”.
بجرأة يؤكد أنه كاتب شعبوي، ويذهب إلى أنه فخور بذلك. ويطلع إيلاف عن حلمه المقبل في مؤسسة “المساء” الإعلامية، وهو بيع 200 ألف نسخة يوميا، مع إصدار مجلات وصحف أخرى. هذا حلم أشهر صحافي مغربي في السنوات الأخيرة وأكثرهم شعبية، لننصت إليه.
*لماذا إصدار جريدة المساء اليومية؟
ولم لا أصدر المساء. فبعد الصباح يأتي المساء، هذه سنة الحياة.
*هل أسست جريدة المساء ضدا على جريدة “الصباح” التي عملت فيها واشتهرت بكتابة عموده بها؟
- لا علاقة لهذا المشروع بجريدة الصباح. إنه مشروع راودني قبل أن تخرج الصباح إلى الوجود. لقد أسست جريدة في العام 1996 لم تعمر طويلا وكان لي حلم بإنشاء جريدة منذ فترة طويلة.
*ما فرق بين كتابة العمود وما بين الإدارة التي تشرف عليها حاليا في “المساء”؟
-لدينا إدارة تتكلف بالجانب الإداري، أنا مكلف بالجانب التحريري، أشرف على ما ينشر. لا أعتقد أن هناك فرق بين كتابة عمود يومي وبين الإشراف على التحرير. هناك مسؤولية جديدة أضيفت إلي إذ أصبحت أوقع الشيكات والعقود وفي نفس الوقت أقرأ ما يحرره الصحافيون في الجريدة.
*هل تحس أنها تجربة جديدة؟
-إنني أتعلم أشياء جديدة، إذ أدخل في أمور إدارية لأنني مجبر على القيام بها، هذا يتطلب مسؤولية وجهدا أكبر.
*في بداية الأعداد الأولى للجريدة وجهت إليك انتقادات كثيرة، ما السبب في نظرك؟
- عندما بدأنا هوجمنا مرتين، المرة الأولى من طرف مصطفى العلوي، مدير الأسبوع، إذ اتهمنا بسرقة اسم جريدته التي كان أصدرها في الستينات، حين كنا لم نولد بعد. فعوض تشجيعنا حاول مهاجمتنا واتهمنا بالسطو على عنوان جريدته. الهجوم الثاني كان من جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، لسبب بسيط أننا انتقدنا وزراء في الحكومة ينتمون إلى حزبهم.
* لكن الهجوم أخذ بعدا شخصيا؟
- كان هجوما حقيرا وجبانا لا أخلاقي، فهم لم ينتقدوا أفكاري وآرائي، بل مسائل شخصية وعائلية وأقحموا عائلتي في هذا الهجوم. كنت أترفع عن تلك الهجومات وذلك الجبن.
* لكنها توقفت فجأة كيف حدث هذا؟
- كانوا يعتقدون أنهم سينحجون في لي ذراعي وتكميم فمي بإخافتي وإرهابي، لكننا أجبناهم ورددنا الصاع صاعين. أعتقد أن لهذا الموقف علاقة بغياب مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي الذي كان يوجد في الخارج أيام الهجوم. كما أن مسؤولها المباشر كان في العمرة خلال تلك الفترة. ومن كثرة الخفة والتنطع الذي أبان عنه كتاب تلك المقالات الصبيانية فقد نجحوا في إصابة بعض رفاقهم في الحزب عن طريق الخطأ، وانتهوا ينشرون اعتذارات مضحكة بسبب هذا التنطع غير المسؤول. لم يهاجمونا وحدنا، لقد كل الصحف تقريبا، ومنها “صوت الناس” و”الصباح” و”الأحداث المغربية” و”التجديد”. هل تعتقد أن كل هذه الجرائد شيطانية بينما جريدة الاتحاد الاشتراكي هي وحدها الملاك الطاهر.
* هل عشتم مضايقات في بداية تجربتكم الفتية؟
- لم نعش أي شكل من أشكال المضايقة، كل ما في الأمر أن هناك جرعات مميتة من الحسد من قبل بعض الزملاء، والحسد كما تعلم عملة رائجة في ميدان الصحافة، وأنا أفهم هذا جيدا، لذا اتخذت قرارا منذ سنوات بعدم الإنصات إلى الصحافيين سواء كانت انتقاداتهم سلبا أو إيجابا، وأحتكم فقط إلى القارئ.
* هل كنت تخمن أن تبيع الجريدة منذ اليوم الأول 18 ألف نسخة؟
- طبعا كنت أنتظر أن تحقق هذا الإنجاز. فوراءنا في “المساء” كصحافيين تجربة صحافية مدتها 15 سنة، كل منا كتب في صحف أخرى. لقد كان النجاح متوقعا. وهذطا ليس غرورا وإنما ثقة في النفس.
* ما هو طموح المساء؟
- نطمح أن نبيع يوميا 200 ألف نسخة، وأن تكون لنا مجلة أسبوعية ومطبوعات أخرى لمؤسسة المساء.
* أين وصل الطموح؟
- خلال الشهر الأول من وجودنا أضحينا نبيع معدل 45 ألف نسخة يوميا. وهناك عدد أصدرناه نهاية الأسبوع حقق أعلى مبيعات في الصحف اليومية بالمغرب.
* هل هذا النجاح مرتبط بعمودك شوف تشوف؟
- إن هذا لنجاح ليس مرتبطا بي وحدي وإنما مرتبط بي ومرتبط بطاقم الصحيفة، فقد استقطبنا صحافيون لهم مصداقيتهم وأسلوبهم وأسماؤهم في الساحة. إننا نقدم للقراء جريدة يومية تقرأ من الغلاف إلى الغلاف، صفحات متنوعة. القراء يتصلون بنا ليخبرونا أنهم لم يعودوا يقرئون الجريدة في نصف ساعة بل أضحى أمر قراءة “المساء” يتطلب يوما كاملا. إننا نقدم منتوجا جديدا فيه جهد كبير.
* هل المساء” محافظة، وما هو خطها التحريري؟
- إنها جريدة مستقلة، نعكس جميع تيارات المجتمع المغربي من يسار ويمين وليبراليين وإسلاميين. القضية الوحيدة التي ندافع عنها هي حق المواطن في الخبر. شعارنا هو افتح عينيك على ما يجري أمامك. وطبعا في الجريدة مجال للرأي، يعبر فيه الكتاب عن قناعاتهم ومواقفهم.
* هناك من ينتقد المساء، ويؤكد أنها تقتصر على انتقاد اليساريين وتغض الطرف عن الإسلاميين؟
- كنا أول من أخرج خبرا عن اجتماع كاتب الدولة في الداخلية فؤاد عالي الهمة مع أعضاء حزب العدالة والتنمية، وهو حزب إسلامي، كما أننا نشرنا خبرا عن استقطاب جماعة العدل والإحسان لأعضاء بإسبانيا منذ شهر ولم تنتبه له الصحف إلا هذا الأسبوع.
* لكنكم تصفون بعض الإسلاميين بالشيوخ؟
- إنها عبارات متعارف عليها لأشخاص لهم سلطتهم الدينية والاجتماعية.
* أنتم من الجرائد الأولى في المغرب في ظرف أقل من شهر، لكن الإعلانات شبه غائبة هل هناك محاربة في هذا الاتجاه؟
- هناك إعلانات يحاول أصحابها أن ينشروها في المساء. ليس هناك وهم حول المحاربة في الإعلانات، فمجموعة من المعلنين اتصلوا بنا أخيرا. ونحن جريدة صادرة حديثا ونعرف أن سوق الإشهار يتطلب الدخول إليه بعض الوقت والصبر ومجهود كبير للتعريف بمنتوجنا لدى شركات الإشهار.
* أنت متهم بالشعبوية في عمودك اليومي؟
- نعم أنا شعبوي وفخور بذلك. وإذا كانت الشعبوية في الكتابة هي إخبار الناس بما يحدث في مجتمعهم وإيصالها مطالبهم إلى ذوي القرار، فأنا سعيد بأن أكون شعبويا. وأتحدى كل الذين ينعتونني بهذه الصفة أن يكونوا شعبويين إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
* هل حقق نيني حلمه أخيرا بإصدار جريدة تباع بشكل جيد؟
- إنها بداية تحقيق الحلم، فإصدار جريدة أتحكم في إنتاج موادها وترتفع مبيعاتها بفضل العمل الجيد لطاقم الصحيفة بداية حلم.
* متى ستصبح المساء الجريدة الأولى في المغرب؟
- إن شاء الله في غضون ثلاثة أشهر المقبلة سنكون الجريدة الأولى في المغرب.