عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2012, 04:09 PM
 
Thumbs up مفهوم اللعب عند الأطفال

القاهرة 29 اغسطس 2011 الساعة 01:48 م


واللعب: ميل من أقوى الميول وأكثرها قيمة في التربية الاجتماعية ••• والرياضية والخلقية• فهو سلوك طبيعي وتلقائي صادر عن رغبة الشخص أو الجماعة••• ففي الصغر يميل الطفل إلى اللعب الانفرادي••• وكلما تقدمت به السن زاد ميله إلى اللعب الجماعي••• والعلاقة بين الطفل واللعب علاقة وثيقة جداً••• فاللعب هو حب الطفل وملاذه وعالمه وحياته••• وأسعد لحظات حياته تلك التي يقضيها مع لعبته••• يحادثها ويحكي لها حكاية••• يشكو لها••• ويعرض عليها مشكلته••• يضربها••• يبعثرها••• يفكها ويعيد تركيبها••• يتخيلها أشخاصاً أمامه ومعه••• والأطفال يلعبون عندما لا يكون هناك شيء آخر ينشغلون به••• أي عندما يكونون مرتاحين جسمياً ونفسياً••• واللعب ولا شك هو أكثر من مجرد ترويح••• بل هو عملية مهمة في سبيل النمو••• والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ساحة التربية وعلى علماء النفس والمهتمين بالطفولة في العصر الحديث: هل اللعب لدى أطفالنا••• عبث أم أنه إبداع واستكشاف؟!!

وظائف اللعب :

مما لا شك فيه أن التربية الحديثة••• تجعل من اللعب وسيلة لتنمية قدرات الطفل وتنمية الذكاء والتفكير الابتكاري منذ السنوات الأولى••• إذ تعمل على توفير اللعب المختلفة في دور الحضانة•••

وللعب وظائف مهمة منها:

ـ اللعب يهيئ للطفل فرصة فريدة للتحرر من الواقع المليء بالالتزامات والقيود والإحباط والقواعد والأوامر والنواهي••• لكي يعيش أحداثاً كان يرغب في أن تحدث ولكنها لم تحدث••• أو يعدل من أحداث وقعت له بشكل معين وكان يرغب في أن تحدث له بشكل آخر••• إنه انطلاقة يحل بها الطفل ولو وقتياً••• التناقض القائم بينه وبين الكبار والمحيطين به••• ليس هذا فحسب••• بل إنه انطلاقة أيضاً للتحرر من قيود القوانين الطبيعية التي قد تحول بينه وبين التجريب واستخدام الوسائل دون ضرورة للربط بينها وبين الغايات أو النتائج إنه فرصة للطفل كي يتصرف بحرية دون التقيد بقوانين الواقع المادي والاجتماعي•


ـ اللعب كنشاط حر يكسب الطفل المهارات الحركية المتعددة ويظهر مواهبه وقدراته الكامنة••• فالنشاط الحر لا يحدث فقط على سبيل الترفيه••• وإنما هو الفرصة المثلى التي يجد فيها الطفل مجالاً لا يعوض لتحقيق أهداف النمو ذاتها••• واكتساب ما يعز اكتسابه في مجال الجد••• وهذا الكلام ليس بمستغرب••• فالأطفال وهم منشغلون في وضع الخوابير في الثقوب••• أو في وضع الصناديق الكبيرة وبداخلها الصناديق الصغيرة••• أو في إضاءة الضوء ثم إطفائه••• أو في تشغيل المكنسة الكهربائية ثم إبطالها••• أو الراديو والتلفاز••• يكتسبون مهارات حركية مهمة جداً••• فتصبح حركتهم أكثر دقة وأكثر تحديداً ـ الأمر الذي يعتبر إضافة مهمة لنمو الشخصية الطفولية•


ـ اللعب يمكن الطفل من اكتشاف القوانين الأساسية للمادة والطبيعة•


ـ اللعب يهيئ الفرصة للطفل لكي يتخلص ولو مؤقتاً من الصراعات التي يعانيها وأن يتخفف من حدة التوتر والإحباط اللذين ينوء بهما•


ـ اللعب يساعد على خبرة الطفل ونموه الاجتماعي••• ففي سياق اللعب يكون لدى الطفل الفرصة للعب الأدوار••• وفي اللعب الإيهامي يقوم الطفل بأدوار التسلط وأدوار الخضوع كدور الوالد ودور الرضيع مثلاً••• وغير ذلك كدور الأسد ودور الفريسة••• وهم في ذلك كله يجربون ويختبرون ويتعلمون أنواع السلوك الاجتماعي التي تلائم كل موقف•

الآباء واختيار لِعب الأبناء :

وبعد هذا العرض الموجز لوظائف اللعب تبين بما لا يدع مجالاً للشك تأثير اللعب على النمو في جميع النواحي••• فالطفل يتعلم النظام عن طريق اللعب الذي تحكمه قواعد••• وهو أيضاً وسيلة للنمو الاجتماعي••• إذ يتعلم الطفل التعاون وفن إقامة علاقات اجتماعية مع العالم الخارجي لغير محيط الأسرة•

كما أن في اللعب فرصة للتخلص من القلق والتوتر وبعض المتاعب••• وتختلف ألعاب الأطفال عن تلك التي يقوم بها الكبار••• لذا ينبغي أن نختار اللعبة التي تناسب كل سن حتى تحقق الهدف التربوي منها وتترك الأثر النافع وعلى الكبار إذن تقع المسؤولية كاملة في اختيار اللعبة المناسبة••• حتى لا يصبح اللعب مضيعة للوقت••• وخاصة أننا لا نستطيع أن نحرم صغارنا من اللعب لأننا لن ننجح في ذلك••• فسواء رغبنا أم كرهنا فلابد للأطفال من اللعب ولو في غفلة منَّا••• عندما تتاح لهم الفرصة لمخالفة أوامرنا••• لأنه من غير الممكن أن نتحكم في حياتهم وخيالهم وأحلام يقظتهم••• ولذا يجب أن نفهم جيداً أن الطفل الذي لا يوجد عنده ميل للعب يكون طفلاً غير طبيعي وينبغي دراسة حالته•


عبث أم إبداع :

ولا شك أن لعب الأطفال ليس عبثاً كما يتصوره بعض الآباء والمربين اللذين يرفضون اللعب ولا يؤمنون به••• وإنما اللعب مهم وضروري لنمو الشخصية الاجتماعية السوية والخيِّرة••• فنحن نجد أن التربية الإسلامية قد أباحت الألعاب الهادفة••• إذ يمكن إعداد الجانب الجسمي والنفسي والخلقي للفرد عن طريق ممارسة بعض الألعاب الرياضية••• فلقد روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: >أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده الشريف وأذن لزوجته عائشة رضي الله عنها أن تنظر إليهم وبينما هم يلعبون دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحاول منعهم فقال صلى الله عليه وسلم: >دعهم يا عمر<، ومن ثم فالإسلام وجد في اللعب: الفرصة للإبداع في استخدام الحراب وغيرها مما يقوى الفرد نفسياً وبدنياً••• أوَليس المؤمن القوي خيراً وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؟!••• ولا شك أن هذا المنهج الإسلامي••• هو الذي حدا بأمير المؤمنين عمر أن يدعو المسلمين كافة أن يعلموا أولادهم: الرماية والسباحة وركوب الخيل•

بل ما يجب أن نؤكد عليه هو أن الشعب الياباني لم يتقدم إلا بإتاحة الفرصة أمام أطفاله للعب••• فخرجت أطفال مبدعة لدرجة أن الصناعات اليابانية اليوم لتغزو أميركا في عقر دارها•

فالشعب الياباني لم يتقدم تكنولوجياً ولم تقم له قائمة بعد >ناجازاكي< و>هيروشيما<••• إلا باستكشاف المواهب منذ نعومة الأظفار وتكريسها كدرع بشري للتقدم والنمو السريعين•

اللعب والإبداع••• وعلى من نلقي بالمسؤولية :

ومن هذا المنطلق ينبغي أن نولي الأطفال العناية والرعاية ونتيح لهم فرصة اللعب الهادف ونعمل على إعدادهم الإعداد الجسمي عن طريق التربية الرياضية••• وليس معنى ذلك أن نطلق لهم الحبل على الغارب بلا قيود ولا حدود••• فلا يجوز أن يكون الاهتمام بالألعاب الرياضية على حساب واجبات أخرى أو على حساب حق الله في العبادة أو على حساب تحصيل العلم وطاعة الوالدين، بل يجب أن يكون الارتباط في حدود الوسط والاعتدال•

ولا شك أن الحصول على الإنسان العربي المبدع يكون بالتعاون بين وزارات التربية والتعليم في الدول العربية•••• ووزارات الثقافة والرياضة والأسرة لنولي اللعب الأهمية ونوفر للطفل اللعب المختلفة في الحضانة والمدرسة على أن تكون هناك حصة أو حصتان للنشاط الحر أسبوعياً تتيح للطفل ممارسة هوايته والإبداع والابتكار فيها•••

إضافة إلى توفير الكتب والمجلات للكثير من هذه الهوايات التي تساعد على التفكير السليم وتوجيه الإبداع والابتكار••• إن ذلك سيكلفنا ـ ولا شك ـ الكثير من المال ولكن العائد في المستقبل القريب سيكون أكثر إبهاراً•
http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=17472
رد مع اقتباس