عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 09-17-2012, 11:10 PM
 
الجزء : [ التاسع ]


[ زيـارةٌ أليمة ]
ـ أا بـ... بــي .
صدمَّ مؤيد ما إن رأى أباه بشحمه ولحمه يقفُ أمامه , مما جعلَ لسانه عاجزاً عن الكلام .
مؤيد بتعجبٍ شديد : ـ أهـلاً بـ..ـك .
دفعةٌ قوية تلقها من أبيه جعلت جسده يصطدمُ بالجدار بقوه ,وذراعه تصطدم بحافةِ الطاولة .
أصدرَ أنيناً وهو يمسكُ بذراعه الذي شعرُ وكأنها تحطمَت أو تفتت.
اتسعت عيناه ما إن رأى أباه يبعثرُ بالأشياء في الصالة .
.
شعرَّ بالحزنِ الشديد , ووقفَ على رجليه بصعوبة ليسَ بسببِ ألمه بل بسببِ دهشته .
تكلمّ وقلبه يتألم من الداخل , زرعَ ابتسامة على شفتيه بصعوبة وتقدمَ نحو أبيه .
ـ يا لها من زيارةٍ مفاجأةٍ أبي .
نظرَ إليه أبوه بحنق وتقدمّ نحوه بعصبية وأمسكَ بياقة بذلته وصرخَ في وجهه .
ـ أيها العاق , لماذا لم تخبرني بأنّكَ حصلتَ على مالٍ كثير من جراء عملكَ في فلم !
أحسّ مؤيد بألمِ في قلبه فقد كانتْ كلماتِ أبيه كالسكينِ الذي يجرحُ قلبه .
ـ يبدوا أنها كانت رحلةً متبعةً لكَ أبي ما رأيكَ أن ترتاحَ الآن ؟
أبعدَ ياسر يده عن ولده , وعاودَ البحثَ عن المال .
ـ أريدُ شراء منزلٍ لنا ما رأيكَ أن تبقى هنا وتعيشَ معي !
نظرَ له أبوه بغضب جعلت مؤيد يطأطأ رأسه حُزنا .
دخلَ ياسر الغرفةً المجاورة , ليرى سريرين اثنين .
أخذَ يبحثٌ في سرير أيمن .
بينما مؤيد خلفه يتكلمُ معه ولكنه لا يجيبه .
رفعَ الوسادة من الكرسي الأخر ليجدَ مالاً تحتها كثيراً .
مدّ يده ليأخذها لكنّ جسدَ مؤيد أحاطت بالمال .
نظرَ مؤيد إلى المال وأخذَ يتكلمُ بصوتِ مشفق .
ـ لن أجعل هذا المال سببٌ في هلاكَك وإدمانكْ !
أمسكَ ذراعَ مؤيد الأيسر وضغطَ عليه بقوة وبغضبٍ شديد .
ـ ابتعد بسرعة ! فالطائرةُ ستحلقُ عمّا قريب ويجبُ أن أذهبَ للمطار .
توسعت عينا مؤيد ما إن سمعَ ما قاله , صرخَ مؤيد والحزنُ يملأ كيانه :
ـ أيعني أنكَ لم تأتي لزيارتي ! .
أغمضَ عينيه وهو يحاول ألا تسقط أيّ دمعةٍ من عينيه:
ـ سوف أشتري منزلا هنا وأريدك أن تعيشَ معي .
ابتسمَ الأبُ بسخرية مما قاله وأبعدَ يده عن ذراعه وأخذَ ينظرُ إلى الطاولةِ الصغيرة التي تقعُ بالقربِ من الكنبةِ الوردية .
استغربَ مؤيد .! وظنَّ أنّ أباه قد حصلَ له شيء .
أبعدَ جسده عن الأوراقِ المالية المبعثرة ,ومسحَ دموعه التي خرجت بكفِّ يده , والتفتَ ليرى أباه .
.
.
.
.
.
.
.

ركضَ بسرعةٍ للخارج , وحقيبةٌ من الجلدِ البني يوجدُ فيها مبلغٌ نقدي , أخذَ سيارةَ أجرة , وأنطلقَ مسرعاً
إلى المطار ..
.
.
.
.
.
.
.


وضعَ يده على رأسه متألماً , قطعُ الجرةِ البيضاء متناثرةُ حولَ السرير .
قامَ بتثاقل من جراء تلكَ الضربةِ المؤلمة نظرَ للسرير فوجدَ بقعةً متوسطةً من الدماء , نظرَ إلى يده فرآها قد تلطختْ بدماءِ رأسه .
أخذَ يسيرُ بترنح حتى وصلَ للكنبةِ الحمراء , رفعها ورأى مالاً يسيراً تناوله بيده.
وأخذَ يسير بتثاقل باتجاه البابِ الرئيسي للشقة .
.
.
.
.
.
.
.
ـ أرجوك خذ هذه مدةٌ إقامتي هنا !
نظرَ إليه متعجباً بعدَ أن وضعَ النقودَ في يده , أصابه الذهول والخوفُ معاً ما إن رأى خطاً من الدماء ينزلُ من رأسه أخذَ يراقبه وهو يمشي مترنحاً واضعاً يده اليمنى على ذراعه الأيسر حتى خرجَ من الفندق .
.
.
.
.
.
.
.
.

وضعَ يده على فمه من شدة النعاس بينما أدخلَ يده في جيبِ بنطاله . تنهدَ بملل وهو يصعدُ دراجاتِ السلم .
ـ في نصفِ الليل يتصلُ ويقولُ لي اذهب لتراه ! ما بالُ هذا المؤيد لا يردُ على هاتفه !
وقفَ ما إن رأى رجلاً في العقدِ الرابع من عمره يجلسُ على الأرض وعلى وجهه علاماتُ الخوف .
ركضَ إليه مسرعاً وجثى على ركبتيه .
ـ عمي ماذا حصل لك ! .
أشار الرجلُ بيده المرتجفة إلى البابِ المفتوح أمامه .
استغربَ سلمان من الشيء الذي يشيرُ إليه الرجل.

سلمان في نفسه :
ـ أليستْ هذه شقةُ مؤيد !؟
اتسعت عيناه وهو يرى الشقة مبعثرة .
ركضَ مسرعاً إلى الداخلِ بخوف وهو يصرخ .
ـ مؤيد .. مؤيد .. أينَ أنتْ !.
توقفَ وأخذّ ينظرُ يميناً وشمالا .
ـ هل جاء لصٌ وعبثَ بالمكان !.
هذا ما كانَ يقوله سلمان وهو يرى الصالةَ مقلوبةً رأساً على عقب .
أسرعَ إلى المطبخ فلم يجدْ أحداً . رأى بابَ غرفته نومه مفتوحة , تعرقَ جبينه وهو يفتحُ البابَ ببطء .
أصابَ سلمان الخوف ما إن رأى بقعةً من الدماء في مقدمةِ السرير .
أسرعَ للخارج وهو يمسكُ هاتفه ليتصلَ بالشرطة .
أمسكه الرجلُ الذي كانَ خارجاً وقال له .
ـ لقد أعطاني مدةَ إقامته وغادرَ وهو ينزفْ .
أمسكَ بمقدمةَ ياقةِ ثوبه وصرخ .
ـ أينَ ذهبَ الآن !.
أجابه الرجل بصوتٍ مرتجف .
ـ لـ.. لقد خرجَ قبلَ قليل .
ركضَ سلمان بسرعةِ نحو الخارجْ , بينما عدلَ الرجلُ ياقةِ ثوبه بغضب وهو يقول
ـ شبابُ هذا الزمن لا يحترمونَ الكبارَ مطلقاً !
وضعَ يده على ذقنه مفكراً !
ـ أظنه كانَ خائفاً على صديقه , لنعذرِ الناس فقد نادني بعمي .
.
.
أخذَ سلمان يسرعُ في الركض وهو يضعُ الهاتفَ على أذنه يحاولُ الاتصال بمؤيد .
كررَ الاتصال أربعَ مراتِ ولكنْ لا مجيب .

.
.
.
.


جلسَ على الرصيفِ المقابلِ للشارع العام , واضعاً يده على رأسه متألماً , انزعجَ من الرنينِ المستمر لهاتفه ,
أدخلَ يده في جيبه ليخرجَ هاتفه فيكفيه ألمُ رأسه .
.
.
توقفَ عن الركض ما إن رأى أنه قامَ بالردِ على الهاتف فتكلمَ قبلَ أنْ يتفوه بكلمةٍ واحدة .
ـ أيها الأحمق هل أُصبت هل قُتلت هل خَطفوك !
ابتسمَ مؤيد وهو ينظرُ ليديه الملطخة بدمائه.
ـ أنا بخير سلمان .
صرخَ سلمان:
ـ ماذا حدثَ لك ولماذا تركتَ الشقةَ خالية بعدَ أن عبثتَ فيها !
سكتَ مؤيد بعدَ سماعه لكلامِ سلمان وكأنّ كلامه قدْ زادت من جراحِ قلبه .
هدأ سلمان قليلاً وتكلمَ بهدوء .
ـ أخبرني أينَ أنت !


ـ لا داعي لأن أخبركَ أينَ أنا !
تعجبَ سلمان من جملته تلك , وأحسّ أنّ هناكَ شيء يخفيه مؤيد .
ـ أخبرني أينَ أنت مؤيد وإلا قمتُ بالاتصالِ بالشرطة ليعرفوا من سببوا تلكَ الفوضى وأخرجوا الدماء من جسدك .
ـ لا داعي لأن أخبرك !
صرخَ سلمان غاضباً بعدما سمعَ إجابةَ مؤيد الباردة .
قالها وقد تملكه الغضبُ الشديد والخوفُ معاً.
ـ أقسمُ أنني سوف أتصلُ ان لم تخبرني .
لم يعد لمؤيد خيار سوى أن يخبرَ سلمان بمكانه فهو يعلمُ المتسببَ في ذلك .
ـ في الطريقِ الفرعي 2 على الرصيف مقابلَ الشارع العام .
أسرعَ سلمان إلى المكانِ الذي قصده مؤيد وقلبه يخفقُ خوفاً .
رآه جالساً لوحده , وضعَ يده على صدره ما إن هدأت نفسه
ـ الحمدُ لله إنه بخير .
اقتربَ منه وجلسَ بقربه , شعرَ مؤيد به فلم يلتفتْ إليه
بل وضعَ يده قربَ أذنه ليغطي بها على وجهه أمامَ سلمان .
وضعَ يده على كتفه وبصوتٍ منخفض :
ـ مؤيد هل أنتَ بخير !
سمعَ رده البارد :
ـ كم مرة يجبُ أن أقولَ لكَ إني بخير !
سحبَ ذراعه بقوة ليرى وجهه , اتسعت عيناه ,.
ووقفَ على قدميه بسرعة وأخرجَ منديلاً أبيضَ من جيبه وصرخْ بخوف .
ـ إنكَ تنزف !
مدّ يده التي تحملُ المنديل ليعطيه إياه .
ضاقت حدقةُ عينيه ما إن رأى المنديلَ يطير بعيداً ويسقط على الأرض بسببِ ضربةِ مؤيد على يده .
سلمان متعجباً ـ ممـ..م.ـاذا فعلت ؟!
وقفَ مؤيد بغضب يخالطه حزن وهو يشيحُ بجسده عن سلمان .
ـ لأنزف حتى الموت !
فغرَ سلمان فاه بتعجب وهو يسمعُ ما قاله .
ابتسمَ بحزن وهو يشدُ من قبضةِ يده قالها بهمسٍ منخفض .
ـ إن كانَ أبي يريدُ ذلك .
عادَ لسلمان منظرَ الشقة وكيفَ هي مبعثرة ,حاولَ أن يقولها في قلبه بصعوبة .
ـ أ.أيعني أنَ من فعلَ كلَّ ذلك هو والده !
طأطأ رأسه واختفت عيناه تحتَ خصلاتِ شعره .
اقتربَ منه ببطء وأمسكَ بكتفه .
ـ هناكَ أشياءٌ في الحياة لا بد من التحمل فيها ولا نستسلم .
التفتَ مؤيد إليه ونظرَ إليه بعينيه التي تلمعان بسببِ ضوء السيارات .
ـ أتعلم أشعرُ الآن بأني قد تسببتُ في هلاكِ من أحب.
رفعَ رأسه ونظرَ إلى ملامحِ وجهه سلمان .
ـ أشكرك لن أستسلمَ أبداً وسوفَ أعمل إلى أن أصلَ إليه أنا .
انحنى مؤيد والتقطَ المنديل من على الأرض وأخذ يمسحُ دماء رأسه .
كانَ سلمان مندهشاً من طريقةِ كلامه وملامحه الهادئة .
همسَ له بهدوء .
ـ أشكركَ على لطفكَ سلمان .
قالها مؤيد ثم انطلقَ يسيرُ وهو لا يزالُ يرسمُ تلكَ الابتسامةَ على وجهه .
أمسكَ سلمان ذراعه بقوة ,
التفتَ مؤيد إليه بتعجبٍ .
صرخَ سلمان :
ـ هيا إلى المشفى .
نظرَ مؤيد إليه بتسمّ : أنا بخير , لا داعي لذلك .
فجأة مرّ رجل من عندهما وهو يركض بسرعة , اصطدم الرجل بذراع مؤيد الأيسر .
تألمّ مؤيد كثيراً وأمسكَ بكتفه وهو يدني برأسه .
نظرَ سلمان إلى ذراعه ليجدَ أنها بدأت بالنزيف .
أمسكَ سلمان يده وركضَ بسرعة .
نظرَ إلى مؤيد الذي كانَ يتبعه بفضله .
ـ المشفى قريب من هنا .
ابتسمَ مؤيد بتعبٍ وهو يمسكُ كتفه ويركضُ مع سلمان .


[ بعدَ ربع ساعة ]
[ في المشفى ]

انتهى الطبيب من لف رباطٍ أبيض على رأس مؤيد وذراعه الأيسر .
أدراَ كرسيه الدوار إلى سلمان الجالس بجانبه .
الطبيب : الحمدُ لله أنّ الجرحَ لم يكن عميقاً , رغمَ أنه
نزفَ الكثيرَ من الدماء.
وضعَ مؤيد يده على رأسه , وهو يسمعُ ما قاله .
.
.
.
.
.
.
.

[ في الطريقِ الفرعي 2 على الرصيف مقابلَ الشارع العام ]
سلمان : اتصل أيمن عليّ وقال لي ...
قاطعة مؤيد الذي يسيرُ بجانبه واضعاً يده على ذراعه المصاب .
ـ إنه لا يردُّ على اتصالاتي !
وضعَ سلمان يده برفق على كتفه .
ـ قالَ لي أنه يريدُ محادثتك فقد سُرقَ هاتفه واضطر إلى شراء شريحةٍ جديدة وقد أعطيته قبلاً رقمي في ورقة فاتصلَّ بي ليخبرني .
رنّ هاتفُ سلمان .
أخرجه ليقول بفرح : إنه أيمن , لا يستطيعُ الانتظار .
ضغط على زرِ الردّ وقرّبَ الهاتفَ من مؤيد .
مؤيد بارتباك : و..ولكـن .
وضعه على أذنه ,
ـ لا تقلق سيتفاجأ ما إن يسمعك .
مؤيد بنبرةٍ منخفضة : أيمن .
شعرَ أيمن بفرحةٍ غامرة ما إن سمعَ مؤيد ولكنه صرخَ فيه غاضباً .
ـ أيها الغبي , من تظنُّ نفسك حتى تقول سأنزفُ حتى الموت .
تفاجأ مؤيد عندما علمَ أنّ أيمن قد علم به .
وضعَ أيمن يده على شعره البني وهو يطأطأ رأسه بحزن .
ـ أتـ تعلم , لقد اشتقتُ إليك .
ابتسمَ مؤيد .
ـ وأنا كذلك صديقي أيمن .



[ بعدَ خمس دقائق ]
أقفلَ مؤيد الهاتف وأعطاه إلى سلمان .
مؤيد : جزاكَ الله خيراً يا سلمان , أسعدكَ الله .
بقي سلمان متجمداً في مكانه , كلُّ ما يراه هو مؤيد الذي يبتعدُ عن ناظريه بعدما أعطاه الهاتف .
ـ يا لَـ طيبةِ قلبك .
انطلقَ سلمان مسرعاً ليلحقَ بمؤيد .
.
.
.

رآه قربَ الإشارة ينتظرُ إشارةَ السير .
ناداها بصوتٍ عالٍ .
ـ مؤيــــد .
التفتَ مؤيد ليرى أنّ سلمان يركضُ نحوه .
توقفَ سلمان وانحنى ليلتقطَ أنفاسه.
ـ إنكَ سريعٌ في المشي !
أدنى رأسه ليصلَ إلى مستواه .
مؤيد : لماذا تلحقُ بي ؟!
اعتدلَ سلمان في وقفته وقال بلهجةٍ تغمرها الحماسة .
ـ لقد أرسلني الأستاذُ ماجد لأخذكَ موافقتك في العملِ في الفلمِ الجديد .
ابتسمَ مؤيد لحماسةِ سلمان .
ـ أجل أنا موافق فيسعدني أن أعملَ مجدداً مع صديقي أيمن مرةً أخرى ومعكَ أيضاً .
صرخ بفرح وهو يضم يديه .
ـ رائــــــــــــــع , لقد كنتُ أحلمُ أن أعملَ في فلمٍ , وأخذَ دوراً بطولياً .
وضعَ مؤيد يده على ذراعه :
ـ إذاً كنّ مستعداً .
قالها مؤيد ثمّ مشى وهو يقولُ في نفسه ضاحكاً .
ـ إنه شابٌ رائع بالرغم من تغيرِ طباعه .




ـ توقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ! .

صرخَ سلمانُ بها وهو ينظرُ لمؤيد الذي يمشي والإشارةُ لا زلت حمراء .
توقفَ مؤيد والتفتَ إليه متعجباً وعلى وجهه ابتسامةٌ لطيفة .
.
.
.
.
.
.

اتسعت عينا سلمان وهو يرى مؤيد يطيرُ في الهواء , بعدما صدمته سيارةٌ مسرعة .
مرّ المشهدُ أمام سلمان ببطء حتى صدقَ ذلك .
تقلب في الأرض عدّة مرات بسرعةٍ هائلة حتى توقفَ عندما اصطدمَ بالجدار بقوة ليندفعَ جسده نحو الأرض ممداً , بدأت الدماء تخرجُ من جسده لِتكونَ بركةً من الدماء .
بينما هو فاتحٌ عينيه السوداء التي تتقابلُ مع السماء التي اتخذت اللونَ ذاته . حتى شعرَ بإنّ رباطَ رأسه تراخى ليغطى على عينيه , أرخى يده وهو يشعرُ بالألم يغطي جميع جسده .

توقفتْ جميعُ السيارات وتجمعَّ الناس بعضهم يصرخُ وبعضهم يزاحمُ الجميع ليرى ما حصل , وآخرين يتصلونَ بالإسعاف .
ركضَ بسرعة وهو لا يكادُ يصدق , وضعَ رأسه على فخذيه لتتلطخَ ملابسه بدمائه وأبعدَ الرباطَ الأبيض الذي تحولَ للأحمر عن عينيه .
فتحَ مؤيد عيناه بصعوبة وهو يسمعُ صراخَ سلمان .
ـ مــؤيد , استــيقظ , لا تمت أرجوك .
رآه سلمان وهو يحركُ عيناه , أمسكَ يده والدموع تبللُ خديه .
ـ أرجوك تحمّل يا مــــــــــؤيد .
ابتسمَ مؤيد بصعوبة
ـ إن مــ...ـت فلا تــخـ...ـبر أبـي .
صرخَ سلمان عندما رأى أنّ مؤيد قد أغمضَ عينيه , سقطَ الرباطُ الأبيض من يديه ليقع على وجهه مؤيد

ـ أريــــــــــــــــــــــــــدُ أن أعمــــــــــــــــــــــل معــــــــــــــــــــــــــــك .

,,,

انتهى الجزء ~
بقي بس الجزء الأخير أتمنى أشوف ردودكم علشان أكمل ,, :wardah:


التعديل الأخير تم بواسطة ورديــہ ♥ ; 09-17-2012 الساعة 11:23 PM