لم اكن اظن ان قصتي سيئة لهذه الدرجة!!!..
لكن على اي حال..بداتها و سانهيها..و هذا هو البارت الثاني..و الذي اتمنى و من كل اعماق قلبي ان ينال اعجابكم.. وداعا..فلن تكون هناك مرة اخرى ..امسكت ايلينا بيد عمها ..و قد شعرت برغبة جامحة بالبكاء..لكنها كبحتها حتى لا تزعج عمها..ابتسمت متناسية ذلك..و اردفت بحنان"اتعلم عمي..لقد كدت ان انهي كتابي..و ستكون اول من يقراه"..ابتسم لورين بوهن و قال"عزيزتي ايلين..لاطالما كنت سبب ابتسامتي في هذه الدنيا..ادخلت على قلبي السرور..و انرت حياتي بعدما كانت مظلمة..و الان..علي اخبارك بالحقيقة حتى يطمئن قلبي يا ابنتي"..ظهرت علامات الدهشة على وجه ايلين..و قالت بتساؤل"عمي..ما الذي تقوله..انا لم افهمك"..سعل لورين بخفة و اردف"ايلينا..انت لست ابنة اخي كما تظنين..انما انت فتاة لا علاقة لي بها..فقد احضرك لي احد اصدقائي..وهو طبيب وجدك في المشفى يوم ولادتك..و الغريب ان والداك كانا سعيدين بك كثيرا..و قد ظهرت عليهم علامات الترف و الغنى..الا انهم ذهبوا و تركوك..و بعدما بحث عنهم باسمهم وجد ان ذلك الاسم مزيف..فربيتك مثل ابنتي تماما..خاصة و اني لا املك اولادا..الى ان ولدت كاتي..ابنتي..هل ستسامحينني"..لقد كانت ايلين تضع يديها على فمها محاولة كتم الصدمة..و قد دمعت عينيها بحرارة..لم تنطق بكلمة واحدة..بل ظلت تحدق بعمها و قد اتسعت عينيها..الا ان عمها تاوه بشدة من الالم فجاة..كان صوته بمثابة المنبه الذي ايقظها من صدمتها..ما ان سمعته حتى هرعت اليه و قالت بصوت باك"عمي..ما بك"..لم يجبها عمها الذي كان الالم يخترق جسده..تركته و اسرعت نحو الباب راكضة..لم تعي الى اين هي ذاهبة..بل سلكت الطريق الذي قادتها اليه اقدامها..وصلت الى المطبخ حيث كانت عمتها..و ما ان وصلت صرخت قائلة"عمتي..اسرعي الي..عمي ..انه.."..لم تستطع ايلين التماسك فجثت على الارض و اخذت تبكي بحرقة..انتاب قلق شديد ماريا التي القت ما كان بيدها و اسرعت نحو غرفة لورين..اما ايلين..فقد تابعت بكائها محاولة الوقوف و هي تقول بين شهقاتها"الطبيب..علي احضاره"..و بعد جهد جهيد استطاعت الوقوف على قدميها..لتركض خارجة من المنزل..صافعة الباب خلفها..لم تكن تفكر في شيء..سوى عمها الذي كان بمثابة اعز الناس اليها..جرت بين سنابل القمح التي اضائها ضوء القمر البهي..لقد كانت ليلة جميلة هادئة..قطعت هدوئها شهقات ايلين التائهة..كانت تتمنى ان تظهر لها جناحان لتحلق بهما و تصل الى الطبيب..مرت بخلدها ذكرى لم تفارقها البتة منذ سنين..(لقد كانت تلك الفتاة الصغيرة البريئة جالسة القرفصاء تحت وهج الشمس الذابلة..محاولة ان تخفي ملامح وجهها الحزين بين ركبتيها اللتان غطتهما الخدوش..شعرت بيد حنونة دافئة تربت على كتفها بهدوء..وذلك الصوت المالوف لديها و الذي كان اروع من شدو الطيور"ايلين..لماذا تبكين"..رفعت راسها بهدوء لتجد عمها العزيز لورين..ما ان راته حتى ارتمت في حضنه و هي تقول"عمي..لقد سقطت و سخر مني الجميع..لماذا ..لماذا لا استطيع الركض و اللعب معهم دون ان اشعر بالتعب الشديد و اسقط"..ابتسم لورين ليردف"ايلين..اتعلمين شيئا..انت تملكين شيئا اروع من القدرة على اللعب و الجري فحسب..انت تملكين قلبا رقيقا طيبا..و عقلا ذكيا راجحا"..الا انها قالت بغضب"وماذا يفيدني هذا..سيظلون يسخرون مني دوما"..امسكها لورين من يدها و رد"ايلين..لا تقولي هذا..فدائما هناك مرة جديدة..ليس العيب في الوقوع..انما في ان لا نحاول الوقوف مجددا")..زادت دموع ايلين غزارة و بكائها شدة..و ما زالت تركض بجهد محاولة الوصول الى الطبيب..لتهمس بهدوء"عمي..ستكون هناك مرة اخرى..لا تمت"..في مكان اخر..بعيدا عن الم ايلين ..كان لورين يعيش اخر لحظات حياته..رغم محاولات زوجته ماريا بمختلف الادوية لايقاف عذابه..و هي الاخرى لم تكن احسن حالا من ايلين..امسكت يده و قالت باكية"لورين..لا تمت..لا تتركنا فنحن لا شيء من دونك..ارجوك لورين"..شد لورين على يد ماريا و قال بهمس و الم شديد"ماريا..وصيتي لك ان.. تعالجي ايلين من مرضها..و تعتني بها..لا اريدها ان.. تموت و هي ..بهذه السن..و قولي لها..دوما..هناك مرة اخرى ..."..لم يستطع لورين اتمام كلماته..حتى استعجل القدر و مات مودعا هذه الحياة..مات تاركا ورائه ذكرى الرجل الطيب البسيط..الذي بذل حياته من اجل اسرته..و قد ترك ايلين..الفتاة الرقيقة الناعمة المحبة..وحيدة لتواجه هذه الحياة القاسية..اما هي..فقد خارت قواها..خاصة و انها مريضة..احست بان سيفا اخترق قلبها..و ان قدميها لا تحملان جسدها الهزيل..لتفقد توازنها و تسقط بين سنابل القمح غارقة في دموعها المتلالئة تحت وهج القمر المنير........
انتهى البارت..
ارجو ان يكون نال اعجابكم..و اتنمى ان تتفاعلوا معي هذه المرة احبائي..لنا لقاء قريب..و الى ذلك الوقت..استودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه
سلاااااااااااااام |