اختلاف الفرق الإسلامية
واعلم أنه كما أخبرنا الله تعالى عن الأمم السابقة أنهم اختلفوا اختلافا شديدا وفي ذلك وأكبر زاجر عن الاختلاف والتفرق، فلقد حذرنا عن ذلك نبينا محمد r الذي هو أولى بنا من أنفسنا فقال r (ألا وإن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم الجماعة) . وقد حصل مصداق ما أخبر به الرسول r من الافتراق واشتد الاختلاف ونجمت البدع والنفاق.
الفرق الناجية المنصورة
وقد أخبرنا r أن الفرقة الناجية هم من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه، إذ لا يعرف ما كان عليه النبي وأصحابه إلا من طريق سننه وآثاره المروية.
وإنما تصلح هذه الصفة [أي الناجية المنصورة] لحملة السنة وحفاظها المتمسكين بها الذين لا يبالون من خذلهم ولا يضرهم ذلك حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، وهم الذين آمنوا بما أخبر الله به من كتابه وأخبر به عبده ورسوله محمد r في سنته وتلقوه بالقبول إثباتا بلا تكييف ولا تمثيل وتنزيها بلا تحريف ولا تعطيل، فهم الوسط في فرق هذه الأمة كما أن هذه الأمة هي الوسط في الأمم، فهم وسط في باب صفات الله تعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة، وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين الجبرية والقدرية، وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم، وفي باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية، وفي أصحاب رسول الله.. بين الرافضة والخوارج، فهم والله أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة.
يتبع
ان شاء الله