شرح مقدمة المنظومة
أبدأ باسم الله مستعينا ... راض به مدبرا معينا
ابدأفي شأني كله ومنه هذا التصنيف باسم الله متبركا، والكلام على تفسير البسملة مستوفى في كتب المفسرين ولنذكر خلاصة ذلك فنقول(الله) علم على ذاته تبارك وتعالىكما قال تعالى "ولله الأسماء الحسنى.." ومعنى (الله) المألوه أي المعبود، (الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة، فالرحمن يدل على الصفة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة، واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية من حيث إيصاله الرحمة إلى المرحوم، مستعينا أي طالبا منه العون، راض به أي بالله مدبرا أي بتدبيره لي في جميع شؤوني ومعينا لي على جميع أموري.
القول في حمد الله وشكره والاستعانة به
والحمد لله كما هدانا ... إلى سبيل الحق واجتبانا
أي وأثنى بحمده فأقول الحمد لله، قال ابن عباس رضي الله عنهما: الحمد لله هو الشكر لله، كما هدانا أي على ما هدانا إرشادا ودلالة وتوفيقا وتسديدا واجتبانا له .
أحمده سبحانه وأشكره ... ومن مساوي عملي أستغفره
أحمدهأي أنشئ له حمدا آخرا، سبحانه أي تنزيها له عما لا يليق به، وأشكره على ما أنعم، و اختلف العلماء في معنى الحمد و الشكر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الحمد يتضمن المدح للممدوح بذكر محاسنه سواء كان الإحسان إلى الحامد أو لم يكن، و الشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر. والشكر لا يكون إلا على الإنعام فهو أخص من الحمد من هذا الوجه لكنه يكون بالقلب واليد واللسانو الحمد يكون بالقلب و اللسان فمن هذا الوجه الشكر أعم. ومن مساوئ جمع مساءة، استغفره أطلب منه مغفرة تلك المساوئ.
وأستعينه على نيل الرضا ... وأستمد لطفه فيما قضى
وأستعينهأطلب منه العون على فعل الأعمال الصالحة التي بسببها ينال رضاه أن يرزقنيها، وأستمد أي أطلب منه الإمداد بأن يرزقني لطفه بي فيما قضى و قدر من المصائب.
يتـــــــــــــــــــــــــبع